Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الادبي > نبض الشعر > مثبت خاص بفؤاد زاديكه > مثبت* خاص أشعار فؤاد زاديكه القسم الثالث

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 13-09-2024, 11:05 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 47,026
افتراضي زَمانُ الحُزْنِ الشاعر السوري فؤاد زاديكى

زَمانُ الحُزْنِ

الشاعر السوري فؤاد زاديكى

في زَمانٍ، لم يَعُدْ للنّاسِ أمْنُ ... سَادتِ الفَوضى، و عَمَّ النّاسَ حُزْنُ

إنّهُ الإنذارُ مِنْ خَطْبٍ مُريعٍ ... فُلَّ عَزمٌ، و انتهَى بالنّاسِ وَهْنُ

اِشتهَى الإنسانُ إرهاصاتِ عَزْفٍ ... لم يَدُمْ عَزفٌ، لقد اِختَلَّ لَحْنُ

اِستحالَ العيشُ في وَضْعٍ كهذا ... لم تَكُنْ، تُصْغٍي لِصَوتِ العدلِ أُذْنُ

اِنهيارَاتٌ على نَحْوٍ سَرِيعٍ ... غِبْنَ عَنْ ضَمٍّ، فما لِلضَّمِّ حُضْنُ

إنَّهُ الصّوتُ، الذي يَشْتَدُّ وَقْعًا ... مِنْهُ ما وَهْنٌ، و ما عَجْزٌ، سَيَدْنُو

نَحتَمِي بالعَدلِ في إرسَاءِ حَقٍّ ... في زَمانٍ ما لَهُ طَعْمٌ و وَزْنُ

المانيا في ٢٣ أيلول ٢٤
__________________
fouad.hanna@online.de


التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 15-10-2024 الساعة 07:05 AM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 13-09-2024, 11:07 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 47,026
افتراضي

قصيدة "زمان الحزن" للشاعر السوري فؤاد زاديكى تحمل طابعًا تشاؤميًا وتصويرًا لواقع مليء بالفوضى والضعف والحزن. الشاعر يعبر عن فقدان الأمن والانهيار السريع للمجتمع. في هذه القراءة التفصيلية، سنتناول عناصر القصيدة من الناحية اللغوية، الأسلوبية، المضمون، والصور الشعرية التي تتضمنها.

المضمون:

الموضوع الرئيسي للقصيدة هو الحزن والانهيار الاجتماعي الذي يعاني منه المجتمع. يُظهر الشاعر الإحباط والضياع في مواجهة الزمن الحالي الذي لم يعد يوفر الأمان أو الاستقرار. القصيدة تعكس فقدان القيم الإنسانية كالعدالة والحق، وتصف المجتمع الذي بات عاجزًا أمام هذه التحديات.

يُستهل النص بتصوير لحالة من الفوضى العارمة التي جعلت الناس يعيشون في زمنٍ يخلو من الأمن، حيث يعم الحزن. الشاعر يركز على انعدام القوة والعزم لدى الناس، كما يصور السعي وراء العدل في زمن لا يعترف به.

الصور السمعية، البصرية، والحركية:

1. الصور السمعية:

"الصّوتُ، الذي يَشْتَدُّ وَقْعًا": الصوت هنا يمثل رمزًا للتفاقم والانهيار، ويبرز إيقاعه الشديد ليصور مدى الأزمة المتفاقمة.

"لم تَكُنْ تُصْغٍي لِصَوتِ العدلِ أُذْنُ": صورة سمعية توحي باللامبالاة والتجاهل لصوت العدالة.



2. الصور البصرية:

"فُلَّ عَزمٌ، و انتهَى بالنّاسِ وَهْنُ": هذه الصورة البصرية تبرز ضعف الإنسان وانهيار عزيمته بشكل تدريجي، مما يجعل القارئ يتخيل صورة شخص يتلاشى تدريجيًا.

"اِستحالَ العيشُ في وَضْعٍ كهذا": استحالة العيش تُرسم بشكل بصري واضح حيث يبدو الواقع خانقًا ومعيقًا للحياة.



3. الصور الحركية:

"اِنهيارَاتٌ على نَحْوٍ سَرِيعٍ": الانهيار السريع يعبر عن صورة حركية تمثل السقوط المتوالي والمتسارع في المجتمع، وكأن الأمور تتداعى بسرعة كبيرة.

"نَحتَمِي بالعَدلِ في إرسَاءِ حَقٍّ": صورة حركية توحي بفعل الحماية واللجوء إلى العدالة، وكأن الشاعر يدعو إلى حركة نحو الاستقامة.




المحسنات البديعية:

1. الطباق:

"العَدل" و "غِبن": بين العدل والغبن تضاد يعكس الفارق الكبير بين ما يجب أن يكون وما هو حاصل.

"الصوت" و"العجز": التضاد بين الصوت القوي والعجز يعكس حالة التناقض بين ما يحدث فعليًا وما يجب أن يكون.



2. التوازي:

"فُلَّ عَزمٌ، و انتهَى بالنّاسِ وَهْنُ": التوازي في الجملة يبرز تناسقًا موسيقيًا في الفكرة والعبارة، مما يزيد من إيقاعية النص.



3. الجناس:

"طَعْمٌ و وَزْنُ": الجناس الناقص بين الكلمتين يعطي تناسقًا موسيقيًا في السمع ويوحي بالاختلال في الموازين.




الاستعارة:

"فُلَّ عَزمٌ، و انتهَى بالنّاسِ وَهْنُ": استعارة تعبر عن تحول القوة إلى ضعف، حيث شبه العزم بشيء يُفَلّ، أي يُكسر ويُضعف.

"اِستحالَ العيشُ في وَضْعٍ كهذا": استعارة تشير إلى تحول العيش إلى أمر مستحيل أو غير قابل للتحقق، في تشبيه رمزي لحالة استحالة الحياة.


الكناية:

"لم تَكُنْ تُصْغٍي لِصَوتِ العدلِ أُذْنُ": كناية عن التجاهل، حيث الأذن ترمز إلى المجتمع أو الأفراد الذين لا يلتفتون إلى صوت العدالة.

"نَحتَمِي بالعَدلِ في إرسَاءِ حَقٍّ": كناية عن السعي لتحقيق العدالة، والاحتماء بها كرمز للقوة والحق.


التشبيه:

"اشتهَى الإنسانُ إرهاصاتِ عَزْفٍ... لم يَدُمْ عَزفٌ، لقد اِختَلَّ لَحْنُ": التشبيه هنا بين رغبة الإنسان في سماع العزف وبين اختلال اللحن يوحي بتشبيه الحياة بالموسيقى التي كانت متناغمة، ولكنها الآن أصبحت مضطربة.

"اِنهيارَاتٌ على نَحْوٍ سَرِيعٍ": يشبه الشاعر المجتمع المتداعي بشيء يتساقط سريعًا، مما يعزز الصورة الحركية للانهيار.


اللغة والأسلوب:

اللغة المستخدمة في القصيدة تجمع بين الفصاحة والبساطة، حيث يستخدم الشاعر مفردات واضحة ومعبرة بشكل مباشر عن حالة الحزن والفوضى التي تسود المجتمع. الأسلوب يميل إلى الخطابية، حيث يدعو الشاعر إلى الانتباه والتحرك، كما يتميز بالتكرار والتوازي الذي يعزز إيقاع النص.

الأسلوب الخطابي: يظهر في عبارات مثل "نَحتَمِي بالعَدلِ في إرسَاءِ حَقٍّ"، حيث يتوجه الشاعر بنداء إلى القارئ أو المستمع للتفكير في العدالة كملاذ أخير.

الأسلوب الإيقاعي: القصيدة تتميز بإيقاع ثابت يعكس الوزن والقافية، مما يعطي النص طابعًا موسيقيًا يتناسب مع الموضوع الحزين.


الخاتمة:

قصيدة "زمان الحزن" تقدم صورة واضحة عن الحالة المأساوية التي يعيشها المجتمع في زمن فقد فيه الأمان والعدل. استخدم الشاعر فؤاد زاديكى مجموعة متنوعة من الصور الشعرية والمحسنات البديعية والاستعارات والكنايات، مما جعل النص مليئًا بالحركة والرمزية. اللغة المباشرة والأسلوب الخطابي يساهمان في تعزيز رسالة الشاعر الداعية إلى التفكير في العدالة واستعادتها في هذا الزمن الصعب.
__________________
fouad.hanna@online.de


التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 15-10-2024 الساعة 07:03 AM
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:17 AM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke