وحدةُ السّاحَاتِ فؤاد زاديكى

[fouadzadieke]

وحدةُ السّاحَاتِ

فؤاد زاديكى

جَرّتْ عَلَيكُم وَحْدَةُ السّاحَاتِ ... قَصْفًا و تَهْجِيرًا مَعَ الوَيلَاتِ

(إيرانُ) شاءَتْ أمرَها في سَارٍ ... و الحِزبُ مِطوَاعٌ، بِلا لاءاتِ

حِزبٌ مِنَ الإجرامِ غَذَّى فِكرًا ... فِكرًا حَقُودًا، عاشَ في زَلَّاتِ

أوحَى بأنّ اللهَ مَنْ يُعْطِيهم ... عَونًا و تَوفِيقًا و إنجَازَاتِ

اِستَحكَمُوا في كلِّ شيءٍ قَسْرًا ... هُم نَفَّذُوا قَتْلًا لِشَخْصِيَّاتِ

أعضاءُ حزبٍ ماردٍ جبّارٍ ... أضحى خَدُومًا دولةَ (الآياتِ)

حَازُوا سِلاحًا، لم يَكُنْ شَرْعِيًّا ... حتّى تَخَافَ النّاسُ مِمّا آتِ

اِستَخدَمُوهُ داخِلًا في عُنْفٍ ... غَزوًا و في إحْدَاثِ تَفجيرَاتِ

اليومَ (إسرائيلُ) في تَطْهِيرٍ ... للجُرْحِ في (لُبنانَ) بِالكَيَّاتِ

تَقْضِي على إرهابِهم، هُمْ شَاؤوا ... حَربًا، و إنّ الحَربَ في مَوجَاتِ

صَفَّتْ قِيَاداتٍ (لِحِزبِ اللهِ) ... بَاقٍ قَلِيلٌ مِنْ قِيَادَاتِ

تَسعَى لِبَترِ الدّاءِ (إسرائيلُ) ... إذ في جَنوبٍ دَمّرَتْ بَلْدَاتِ

كانتْ تُعينُ الحِزبِ في إسنَادٍ ... لكنّها آلَتْ إلى نَكسَاتِ

هذا، الذي جاءتْ بهِ (إيرانُ) ... جَرَّتْ وَبَالًا وَحدَةُ السَّاحَاتِ

المانيا في ١٨ اوكتوبر ٢٤

[fouadzadieke]

القصيدة "وحدة الساحات" لفؤاد زاديكي تعبر عن موقف سياسي ونقدي تجاه الوضع السياسي في لبنان، وتحديدًا دور حزب الله وإيران في المنطقة. القصيدة تتناول الموضوع بأسلوب هجائي يعتمد على الشاعرية القوية والمباشرة.

التحليل:

البيت الأول: "جَرّتْ عَلَيكُم وَحْدَةُ السّاحَاتِ ... قَصْفًا و تَهْجِيرًا مَعَ الوَيلَاتِ"

الصور: صورة حركية قوية، تُصوّر "وحدة الساحات" كفاعل يجر الويلات والتهجير والقصف.

المحسنات: السجع بين "قصفًا" و"تهجيرًا"، وبين "التهجير" و"الويلات".

الأسلوب: افتتاح القصيدة بصورة سلبية تبرز حجم المعاناة التي نتجت عن وحدة الساحات.

المضمون: هنا إشارة إلى ما تعتبره الشاعر نتيجة لتوحيد الجبهات السياسية أو العسكرية، وهو التدمير والتهجير.


البيت الثاني: "(إيرانُ) شاءَتْ أمرَها في سَارٍ ... و الحِزبُ مِطوَاعٌ، بِلا لاءاتِ"

الصور: استعارة، حيث صوّر الحزب وكأنه طيّع في يد إيران ينفذ ما تشاء.

المحسنات: الطباق بين "مِطوَاعٌ" و"لاءاتِ" يبرز التناقض بين الاستسلام وعدم الرفض.

المضمون: نقد واضح لدور إيران وحزب الله في تنفيذ أجندات خارجية بدون مقاومة.


البيت الثالث: "حِزبٌ مِنَ الإجرامِ غَذَّى فِكرًا ... فِكرًا حَقُودًا، عاشَ في زَلَّاتِ"

الصور: التشخيص؛ إذ يتم تشخيص الحزب ككائن يغذي الفكر الحاقد.

المحسنات: التكرار في كلمة "فكرًا" لتعزيز الفكرة السلبية للفكر الحاقد.

المضمون: انتقاد لدور الحزب في نشر أفكار سلبية حاقدة.


البيت الرابع: "أوحَى بأنّ اللهَ مَنْ يُعْطِيهم ... عَونًا و تَوفِيقًا و إنجَازَاتِ"

الصور: لا توجد صور قوية هنا، لكن الشاعر يسخر من دعوى الحزب بأنه يتلقى العون الإلهي.

الأسلوب: السخرية من استخدام الدين لتبرير الأفعال.

المضمون: نقد مباشر لتوظيف الدين لتبرير الأفعال العسكرية والسياسية.


البيت الخامس: "اِستَحكَمُوا في كلِّ شيءٍ قَسْرًا ... هُم نَفَّذُوا قَتْلًا لِشَخْصِيَّاتِ"

الصور: صورة حركية تتمثل في "استحكموا" و"نفذوا قتلًا"، مما يعكس التعدي والقسوة.

المضمون: تأكيد على استخدام العنف والقوة لفرض السيطرة.


البيت السادس: "أعضاءُ حزبٍ ماردٍ جبّارٍ ... أضحى خَدُومًا دولةَ (الآياتِ)"

الصور: استعارة، إذ يصف الحزب بالمارد الجبار الذي يخدم دولة "الآيات"، أي إيران.

المحسنات: المفارقة بين القوة (مارد جبّار) وبين الخضوع (خَدُومًا).

المضمون: انتقاد لتحوّل حزب الله من قوة إلى خادم لإيران.


البيت السابع: "حَازُوا سِلاحًا، لم يَكُنْ شَرْعِيًّا ... حتّى تَخَافَ النّاسُ مِمّا آتِ"

الصور: صورة حركية حيث يُصوّر حيازة السلاح غير الشرعي لتهديد الناس.

المضمون: تأكيد على أن السلاح الذي يملكه الحزب غير شرعي ويستخدم لإرهاب الشعب.


البيت الثامن: "اِستَخدَمُوهُ داخِلًا في عُنْفٍ ... غَزوًا و في إحْدَاثِ تَفجيرَاتِ"

الصور: حركية، العنف والتفجيرات تشكل صورة قوية عن استخدام السلاح.

المضمون: نقد مباشر لاستخدام السلاح في العنف الداخلي والتفجيرات.


البيت التاسع: "اليومَ (إسرائيلُ) في تَطْهِيرٍ ... للجُرْحِ في (لُبنانَ) بِالكَيَّاتِ"

الصور: صورة بصرية، "تطهير الجرح بالكيات"، صورة طبية تشير إلى أن الحرب هي نوع من العلاج المؤلم.

الأسلوب: استخدام مجاز التطهير الطبي لتمثيل الحرب.

المضمون: وصف الحرب الإسرائيلية كنوع من "التطهير" للبنان.


البيت العاشر: "تَقْضِي على إرهابِهم، هُمْ شَاؤوا ... حَربًا، و إنّ الحَربَ في مَوجَاتِ"

الصور: حركية، موجات الحرب تمثل صورة متتابعة للعنف.

المضمون: الشاعر يرى أن الحرب كانت خيار حزب الله.


البيت الحادي عشر: "صَفَّتْ قِيَاداتٍ (لِحِزبِ اللهِ) ... بَاقٍ قَلِيلٌ مِنْ قِيَادَاتِ"

الصور: صورة بصرية في "صفّت قيادات"، تشير إلى القضاء على قادة حزب الله.

المضمون: التأكيد على تراجع قوة حزب الله من خلال خسارته للقيادات.


البيت الثاني عشر: "تَسعَى لِبَترِ الدّاءِ (إسرائيلُ) ... إذ في جَنوبٍ دَمّرَتْ بَلْدَاتِ"

الصور: استعارة طبية حيث يتم تمثيل الحزب بالداء الذي يجب بتره.

المضمون: تأكيد على أن التدخل الإسرائيلي موجه للقضاء على الحزب باعتباره مصدر الداء.


البيت الثالث عشر: "كانتْ تُعينُ الحِزبِ في إسنَادٍ ... لكنّها آلَتْ إلى نَكسَاتِ"

المضمون: هنا يشير الشاعر إلى أن الدعم الذي كان يقدم للحزب انتهى إلى الفشل والنكسات.


البيت الرابع عشر: "هذا، الذي جاءتْ بهِ (إيرانُ) ... جَرَّتْ وَبَالًا وَحدَةُ السَّاحَاتِ"

المضمون: يُختتم القصيدة بتأكيد أن ما جلبته إيران وحزب الله هو وبال ودمار، وأن "وحدة الساحات" كانت سببًا في كل هذه المعاناة.


الصور البلاغية والمحسنات:

الصور البصرية: مثل "تطهير الجرح بالكيات" و"صفّت قيادات"، التي تعكس مشاهد عنيفة أو طبية.

الصور السمعية: "الويلات"، "التفجيرات" تحمل إيحاءات سمعية عن الألم والدمار.

التشبيه والاستعارة: استعارات مثل الحزب كالمارد الجبار الذي يخدم، أو المرض الذي يجب بتره.

الكناية: مثل "دولة الآيات" في إشارة إلى إيران.

الأسلوب: أسلوب مباشر ومشحون بالهجوم والنقد، لغة قوية تعكس الغضب والرفض.


اللغة والمضمون:

اللغة في القصيدة قوية ومباشرة، تعتمد على الهجاء السياسي وتنتقد بشكل لاذع دور إيران وحزب الله في تدمير لبنان.