Arabic keyboard |
#1
|
||||
|
||||
حرب لبنان الثالثة. بقلم: فؤاد زاديكى
حرب لبنان الثالثة بفلم: فؤاد زاديكى 3 ١٠٠ طائرة إسرائيلية شاركت في عمليات قصف أهداف عسكرية إيرانية في طهران و خوزستان و إيلام، حيث ضربت عشرين هدفًا و قصفت مصانع لصنع الصواريخ البالستية و المسيرات كما قصفت بطاريات صواريخ أرض جو و أنظمة جوية أخرى كمضادات جوية مثل s 300 و s 400 تقول إيران قتل جنديان من جيشها، و كانت هذه الضربة وفق ما أرادته حكومة بايدن في ألّا يكون واسعًا و مدمرًا، و لأوّل مرة يلتزم نتنياهو بمطالب أمريكية، فهو تجنّب ضرب منشآت نفطية و نووية و مراكز سياسية و استهداف قيادات إيرانية. ٤ ساعات كانت أجواء إيران مسرحًا للطيران الإسرائيلي و على مدى ثلاث موجات متابعة من القصف. كان يمكن أن يكون ذلك أقسى و أعنف إلًا أنّ أمريكا فرملت اندفاع نتنياهو، و اعتقد انّ الأمر انتهى بهذا الخصوص، لكن المقابل السياسي الذي ستعطيه أمريكا لإسرائيل مقابل ذلك هو إطلاق يد إسرائيل في غزة مع حماس و في لبنان مع حزب الله، لتفعل ما تشاء و القضاء على أذرع إيران في المنطقة. الجيش الإسرائيلي يقول: إنّه حقّق أهدافه. لكن الإعلام الإيراني الذي يقول إنّ وسائط الدفاع الجوية الإيرانية تصدّت لهذا الهجوم و هو ما يثير السخرية حقًّا، فأيّ تصدّ هو هذا و الطيران الإسرائيلي استباح أجواء إيران و لمدة ٤ ساعات متواصلة يقصف ما يريد و على ثلاث موجات دون أن يتمّ إسقاط طائرة إسرائيلية واحدة؟ أليس هذا أمرًا مضحكًا؟ هم يكذبون على أنفسهم قبل الكذب على العالم و على الشعب الإيراني. كذبة ثانية من النظام الإيراني حين قال: إنّ الهجوم الإسرائيلي حصل من خارج الأجواء الإيرانية، فيما كان الطيران الحربي الإسرائيلي كان يحوم في أجواء إيران و لمدة ٤ ساعات و يقوم بضرب أهدافه بدقّة. امّا الكذبة الثالثة و الأكبر هي في قول كل المصادر الإيرانية و على لسان معظم قالتها من انّ ايّ هجوم إسرائيلي على إيران فإنّ إيران ستردّ بالمثل و لم تكد تمضي ساعات قليلة على الضربة الإسرائيلية لإيران، حتى سارعت إيران وعبر وسطاء لها لتقول لإسرائيل بإنّها لن تقوم بأيّ ردّ على هجومها هذا، لتذهب كل تصريحات و تهديدات القادة الإيرانيين إلى مجارير المياه، و هذا ما عهدناه من هذا المحور فهو يقول أكثر ممّا يفعل. و الكذبة الرابعة على ما يقوله إعلام النظام هو أنّ المرشد و المسؤولين الامنيين الإيرانيين مَنعُوا منعًا باتًّا من أنْ يقوم أيّ شخص بتصوير مواقع تمّ استهدافها في إيران و عقوبة ذلك ستكون السجن، ممّا يدلّ على ضخامة الأضرار التي خلّفتها الضربات الإسرائيلية على المواقع الإيرانية المستهدفة. على ما يبدو، يحاول النظام السوري في الآونة الأخيرة، إعادة حساباته و ترتيب أوراقه من جديد وفق معطيات كثيرة، فرضت نفسها و هي في جوهرها محاولة للخروج من عباءة النغوذ الإيراني و العودة إلى الحضن العربي، و كانت هذه نتيجة الزيارة الأخيرة لوزير خارجية الأردن الصفدي مبعوثًا من الجانب العربي العامّ و زياراته السابقة. لقد خسرت سورية الكثير بسبب تبعيتها للنظام الإيراني، و كلّنا أمل في أن تسير سورية على السكّة الصحيحة و التي، من الواجب السير عليها، من أجل سلامة الوطن و الشعب. و عقبال خروج الرّوسي منها مع الإيراني بكافّة ميليشياته، التي دمّرت البلد و هجّرت شعبه. يقول المرشد الإيراني خامنئي في خطاب تعزيته بهاشم صفي الدّين: لولا حزب الله لاحتلّت إسرائيل الجنوب اللبناني، و انّه المدافع عن لبنان، و على هذا نردّ عليه بالقول: أولًا: اولا حزب الله، لما احتلّ اليوم بلدات في جنب لبنان. ثانيًا: كيف يكون حزب الله هو المدافع عن لبنان و هو لم يستطع امتشال جثة هاشم صفي الدين إلًا بعد ما يزيد عن العشرة أيام. ثالثًا: إذا كان حزب الله بهذه القوة، التي يتباهى بها خامنئي، فلماذا لم يتمكّن من حماية قادره و مقاتليه؟ و لماذا لم يستطعْ حماية حاضنته، التي تفتيش الشوارع و هي تهرب من الموت؟ كلّ هذه البروباغاندة الإيرانية باتت معروفة بفشلها و لا تتعدّى حدود كونها كلامًا للاستهلاك المحلّي لا أكثر و لا أقلّ، تمامًا كما يتحدّث هو بعض قادة الحرس الثوري الإيراني عن احتمالات الضربة الإسرائيلية لإيران، و التي ستكون موجعة و قية و مفاجئة، لا كما يسوّقون في إعلامهم بأنّها، لن تنال من إيران و من قدراتها العظيمة كما يقولون، حتى أنّ قائد الحرس الثوري الإيراني هدّد بالقضاء على إسرائيل، فعلًا الذين اختشوا، ماتوا. سنراكم عندما تقوم إسرائيل بضربكم، ماذا سوف تقولونه؟ لكنّي أظنّ أنّ هذه الضربة المتوقّعة، لو دمّرت نصف إيران، سيقول إعلام النّظام الكاذب: إنّها لم تؤثّر على أيّ شيء حَصِيلَةُ قَتْلَى الجُنُودِ الإسرائيليينَ، مُنْذُ بَدْءِ الحَربِ على لُبنانَ و لِغَايةِ اليومِ، بَلغَتْ حَوَالي ال ٢٠ جُنديًّا بينَ ضَابِطٍ و جُندِيٍّ و ما يُقارِبُ ال ٦٠٠ مُصَابًا بجُرُوحٍ مُختَلِفةٍ بينَ حَرِجةٍ و طَفِيفةٍ، بينَمَا عددُ قَتلَى حِزبِ اللهِ وَصلَ إلى ما يَزيدُ عَنِ الألفينِ و الآلافِ مِنَ الجَرحَى و المُصَابِينَ، إنّها الحَربُ المَجنُونةُ، التي لا يُرِيدُها أيُّ شَخصٍ عَاقِلٍ، يَمْلِكُ ضمِيرًا إنسَانيًّا، فَهِيَ لا تَعْرِفُ أيَّةَ رَحْمَةٍ أو إنسَانيّةٍ. لَقدْ نَظَمْتُ في هذِهِ الآوِنَةِ، أكْثَرَ مِنْ قَصيدَةٍ عَنِ الحَربِ و أهوَالِها، و أخطَارِها على المَدنيّينَ خَاصَّةً، فَهُمُ الأكثَرُ تَعَرُّضًا لِهَذهِ المَخاطِرِ و الأهوَالِ. يَا رَبُّ، أحِلْ أمْنَكَ و سلامَكَ بينَ الشّعوبِ، جَمِيعِ الشُّعُوبِ دُونَ استِثنَاءٍ. أثناء حكم عبد الكريم قاسم للعراق كرئيس جمهورية قال في أحد خطاباته عن قضية فلسطين، و عن إمكانية تحريرها، فقال: يقولون جمال عبد الناصر، سيحرّر فلسطين؟ أجاب على الفور: چَذَّاب (باللهجة العراقية كذّاب) ثم ذكر كلّ الرؤساء العرب الذين كانوا في ذلك الوقت و هو يجيب: چَذَّاب. ثم قال يقولون إنّ عبد الكريم قاسم سوف يحرّر فلسطين؟ فصفّق له الشعب المتواجد في المكان طويلًا، و بعد انقطاع التّصفيق أجاب: چَذَّاب. چَذَّاب. چَذَّاب. ثم أكمل قائلًا: فقط الشعب الفلسطيني مَن سيحرّر فلسطين، هذا بغضّ النّظر عن بدعة القومجيين العرب المصطنعة، التي تقول: إنّ إسرائيل دولة محتلّة، فهذه الأرض كانت و ما تزال لإسرائيل و ستبقى إلى الأبد و هذا ما تؤكده التوراة و الإنجيل و القرآن و التاريخ. سألت الذكاء الإصطناعي عن موعد خطاب عبد الكريم قاسم هذا، فأجاب بما يلي: القصّة، التي تُشير إليها تعودُ إلى خطابٍ مشهور للرئيس العراقي السابق عبد الكريم قاسم، حيث انتقد فيه بشدّة الزعماء العرب، الذين كانوا يتحدّثون عن تحرير فلسطين، بما في ذلك الرئيس المصري جمال عبد الناصر. هذه الحادثة وقعت في فترة حكم قاسم، ما بين 1958 و 1963، تحديدًا في أوائل الستينات. عبد الكريم قاسم في هذا الخطاب استهزأ بوعود بعض القادة العرب عن تحرير فلسطين، و ذكر أنّ تحرير فلسطين لن يكون على أيدي الزعماء أو الأنظمة العربية، بل على أيدي الشعب الفلسطيني نفسه. كانت هذه الرسالة جزءًا من نقده الواسع للنظام الإقليمي العربي في ذلك الوقت، مشيرًا إلى أن الشعارات القومية التي يرفعها بعض القادة كانت، بحسب رأيه، مجرد دعاية سياسية. للأسف، لا يوجد تاريخ دقيق محدد لهذا الخطاب الشهير، و لكنّه يتناسب مع فترة التوترات بين العراق و مصر في فترة حكم عبد الكريم قاسم، حيث كانت علاقاته مع جمال عبد الناصر متوترة و كانت هناك خلافات حول القيادة في العالم العربي. |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|