Arabic keyboard |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
أرسل إليّ هذا الصّباح الصديق و الرفيق الغالي يعقوب توما يوسف بيلان (ابو رئيف) نبذة عن
أرسل إليّ هذا الصّباح الصديق و الرفيق الغالي يعقوب توما يوسف بيلان (ابو رئيف) نبذة عن حياة والده الخوري يوسف بيلان رحمه الرب و عطّر ذكراه، كان المنشور باللغة الالمانية، فقمت بترجمته إلى العربية بواسطة الذكاء الاصطناعيّ، مع تعديلات بسيطة قمت بها، لكن لدي ملاحظتان حول مضمون المنشور الاوّلى هي أنّ كاتب المنشور أشار إلى مدينة ماردين كمحل ولادة الخوري يوسف، لكنّي لست متاكّدًا من ذلك، لكونه عاش كلّ حياته أو معظمها في بلدته آزخ، التي أحبّها لدرجة عميقة و كبيرة و الثاني أنّه لم يُشِرْ إلى بلدته آزخ لا من قريبٍ و لا من بعيد، كما لم يُشِرْ تلى كتابته للأحداث آزخ كيوميّات فهو كتب عن الكثير من الأحداث التي جرت في آزخ و قام بتدوينها لحفظها.
أشكر الغالي ابو رئيف و قمت بنشر هذه النبذة عن حياة كاهن مجاهد عنيد، محبّ لأهل آزخ و بلدته مناضلًا، لم تكن له عريكة. قصة حزينة لقائد روحي وُلد خوري يوسف بيلان عام 1901 في قرية ماردين الآشورية-الإيديلية في عائلة متدينة عميقة الإيمان. نشأ جميع أفراد الأسرة على التعاليم الدينية و تعلّموا أهمية هذا النظام الإيماني. لكن في سنوات طفولته المبكرة، واجه يوسف أعظم مأساة في حياته؛ فقد قُتل والده بوحشية خلال مجازر سيفو عام 1915 في السنوات الأخيرة من الإمبراطورية العثمانية. ترك هذا الفقدان علامة لا تمحى في حياة يوسف و أصبح أحد الركائز الأساسية لنموّه الروحي. كان فقدان والده في سن مبكرة خسارة كبيرة ليوسف، كما ترك جرحاً عميقاً في عالمه الداخلي. حاولت والدته، التي كانت عمود البيت، جاهدة أن تكون بجانبه و لم تتركه وحيداً. لعبت محبة و تضحيات والدته دوراً هاماً في حياة يوسف، حيث حاولت أن تزرع فيه إيمانه و قوّته على التشبّث بالحياة. قادته هذه المرحلة الصّعبة إلى تعزيز قناعاته الدينية و تحديد هدف لحياته. بتشجيع من عائلته، أُرسل يوسف إلى مدرسة دينية ليتلقى التعليم الديني، حيث بدأ دراسة الكتاب المقدس و تعلّم تعاليم الكنيسة. أصبح شغفه بالتعلم و عطشه للمعرفة الدينية سمة تميّزه عن باقي الطلاب. الدروس التي تلقاها على يد المطران بهنان (لم يذكر الكاتب اسم عائلته و هو عقراوي من بلدة عقرة العراقية كان مطران أبرشية الجزيرة و آزخ)، الذي ساهم كثيراً في تعليمه، أسهمت بشكل كبير في تطوّره الرّوحي. علّمه المطران بهنان ليس فقط المعرفة الدينية، بل أيضاً ضرورة أن يكون قائداً روحياً. و خلال هذه الفترة، تعمّق إيمان يوسف الديني و وُضعت أسس قيادته المستقبلية. لفت خوري يوسف الأنظار بتعليمه الديني، و بدأ بتقديم خدماته في الكنيسة. و قد أُقيمت له طقوس التكريس كشمّاس و أعطيت له ألقاب مرموقة مثل مزمورونو و قورويو، مما زاد من احترام المجتمع له. بشخصيته المتواضعة و قيمه الأخلاقية العالية و شخصيّته، التي استقرّت في قلوب النّاس، أصبح اسماً يحترمه أفراد الكنيسة. لكنْ خلف هذه النجاحات، كان هناك ألم و خسارات عميقة. أحد أهم المحطات في رحلته الروحية كان عام 1946، حين منح مطران طور عبدين مور تيماثاوس توما خوري يوسف بيلان رتبة الكاهن في كنيسة مورت إيشموني في مديات. كان هذا الحدث خطوة هامة لتعزيز تأثير يوسف كقائد روحي في المجتمع. بحلول عام 1955، تخلّى بيلان تماماً عن الشؤون الدنيوية و كرّس نفسه للعبادة و التعليم الديني، مما عزّز قيادته الروحية و جعله قائداً للشعب السرياني. بدأ يوسف بيلان بتعليم الشباب التعاليم الدينية، بالإضافة إلى تعليمهم القراءة و الكتابة بالعربية و السريانية، و أدّى مهامّه التعليمية و الوعظية و القيادية الدينية بتفانٍ. ساهم في أن تتعرّف الأجيال الشابّة على ثقافتهم و إيمانهم الدّيني. كطفل، تعلّمت القراءة و الكتابة بالعربية و السريانية مع جدي، و أنا ممتن له. ترقيته إلى رتبة الخور أسقف عام 1969 منحه مكانة هامة في تاريخ الكنيسة، حيث وُصف بالقائد الحكيم الذي ضحّى من أجل شعبه و كنيسته. لكن هذه الإنجازات لم تغطِّ على المعاناة و المآسي التي عاشها الشعب السرياني. لقد شهد الشعب السرياني ألمًا كبيرًا خلال فترة قيادة خوري يوسف بيلان. تُعتبر مجزرة سيفو إبادة جماعية ممنهجة، جرت في السنوات الأخيرة من الإمبراطورية العثمانية، و خاصّة في الأعوام 1915-1916. فُقِد خلالها أكثر من مليون شخص حياتهم، و نُفي مئات الآلاف. و قد نشأ خوري يوسف بيلان في ظلّ هذه الآلام و تأثّر بهذا الفقد الذي راح فيه والده ضحيّةً لهذه المجازر. تُعدّ مجزرة "سيفو" ليس فقط إبادة جماعية، بل جريمة استهدفت القضاء على الوجود الثقافي و الديني و الاجتماعي للشعب السرياني. و قد عانت المجتمعات السريانية و الأرمنية التي كانت تقطن في مدن مثل ماردين و ديار بكر خسائر فادحة و اضطرت العديد من العائلات للجوء إلى دول مجاورة. تُشكّل ماردين و ديار بكر جزءًا مهمًّا من تاريخ الشعب السرياني، و قد شهدت التركيبة السكانية لهذه المدن تغييرات جذريّة بعد الإبادة الجماعية. يبلغ عدد سكان ماردين اليوم 854,716 نسمة، و ديار بكر 1,783,431 نسمة، و لكن انخفض عدد السريان في هذه المناطق و تراجعت الحياة الثقافية فيها. شهد خوري يوسف بيلان خلال قيادته حربين عالميتين و نزاعات داخلية مختلفة. بعد نهاية الحرب العالمية الأولى، انهارت الإمبراطورية العثمانية و تأسّست جمهورية تركيا في عام 1923. إلّا أنّ هذه الفترة كانت بداية مرحلة صعبة للشعب السرياني و الأقليات المسيحية الأخرى. اجتاز يوسف بيلان فترات قاسية مثل الحرب العالمية الثانية، و حاول دعم جماعته من خلال قيادته الروحية و الدينية خلال هذه الأوقات العصيبة. وقف يوسف بيلان إلى جانب جماعته بالرغم من كل الصعوبات و أدّى واجباته بشجاعة. ألقت الأحداث التي وقعت في قبرص بين عامي 1964 و1974 بتأثيراتها الكبيرة على الصعيدين المحلي و الدولي. في هذه الفترة، واجهت أيضًا المجتمعات السريانية ضغوطًا. زادت التوترات مع الدول المجاورة و ازداد الضغط على الأقليات في تركيا. واصل خوري يوسف بيلان تقديم التوجيه الديني و الأخلاقي لمجتمعه في تلك الأوقات العصيبة. عزّز حكمته و شجاعته من صمود السريان الآشوريين في وجه المصاعب. مع مرور الزمن، تَعُود الأحداث التاريخية للظّهور بأشكال مختلفة على الساحة الدولية. عندما اعترف الرئيس الأمريكي جو بايدن رسميًا بإبادة الأرمن في عام 2021، أحدث هذا القرار صدًى واسعًا في العالم. و قد اعتُبرت هذه الخطوة، رغم ردود الفعل التركية، بمثابة خطوة كبيرة من قبل المجتمع الدولي. و قد تم اختراع مصطلح "الإبادة الجماعية" من قبل المحامي البولندي رفائيل ليمكين، الذي عرّفها كفعل ممنهج يستهدف القضاء على مجموعة أو شعب بأكمله. في هذا السياق، تم إدراج مجازر "سيفو" و إبادة الأرمن ضمن هذا الإطار. جاء قرار بايدن ليُبرز مجدّدًا التأثير السياسي للأحداث التاريخية. و إذا اعترفت تركيا بهذه الأحداث رسميًا، سيكون لها أثر كبير داخل البلاد و على المستوى العالمي. إنّ إدراج هذه الأحداث في كتب التاريخ يُمكن أن يساعد على زيادة الوعي حول هذه المآسي لدى الأجيال الجديدة، و ينبغي أن يُنظر إلى حفظ الذاكرة التاريخية كمسؤولية اجتماعية لمنع تكرار المعاناة. كان خوري يوسف بيلان قائدًا روحيًا و مجتمعيًّا كرّس نفسه من أجل شعبه. ناضل طوال حياته للحفاظ على القيم الروحية و الثقافية لشعبه، و بذل جهودًا كبيرة لنقل التراث الثقافي و الديني للمجتمع السرياني إلى الأجيال القادمة من خلال تعليم الشباب. كانت لديه مشاعر معقّدة تجاه العائلات السريانية و الشباب، الذين هاجروا إلى أوروبا، فقد كان حزينًا على فقدانهم، لكنّه كان سعيدًا لأنّهم تحرّروا من القمع. أثارت هذه الصراعات الداخلية لديه عمقًا في مسؤولياته الرّوحية. أدّى خوري يوسف بيلان واجباته دون أن يُعيقه شيء، و تُعتبر قيمُه و إرثُه الرّوحيُّ ذات أهمية كبيرة للشعب السرياني. أظهر تفانيه للجمهورية التركية من خلال مشاركته في الاحتفالات الرسمية، بالرغم من ماضيه الصعب، ظل خوري يوسف بيلان رمزًا للأمل للشعب السرياني. لم يكنْ خوري يوسف بيلان مجرّد قائد روحي، بل كان بمثابة نهر يتدفّق ليهتمّ بتاريخ مجتمعه و تراثه و مستقبله. جعلته الآلام و الخسارات، التي عاشها شخصًا أقوى، و دفعته ليكون قائداً لمجتمعه. تعيش قصّته في ذاكرتنا كرمز للإيمان و التّضحية. أصبح إرثُه اليوم واحدًا من الرّكائز الأساسيّة في المجتمع السرياني، و هي قصّة تعكس حياة قائد مليئة بالألم والصمود، الإيمان و الأمل. اُرقُد بسلامٍ التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; اليوم الساعة 12:49 AM |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|