Arabic keyboard |
#1
|
||||
|
||||
أصدَاءُ اللّقَاءِ الشاعر السوري فؤاد زاديكى
أصدَاءُ اللّقَاءِ
الشاعر السوري فؤاد زاديكى ذِكرَياتٌ لم تَزَلْ في خَاطِرِي ... مَبْعَثَ الإلهَامِ عِندَ الشّاعِرِ عَالقَاتٌ في مَدَى أفْقِ المُنَى ... يسْكُنُ الأعْمَاقَ طيفُ الغابِرِ كلَّما مرَّتْ على ذِكْرِ الهَوى ... أوقدَتْ نَارَ الأَسى في حَاضِرِي وإذا ما أشرقتْ شمسُ الرَّجَا ... عادتِ الأحلامُ عَودَ الظّافِرِ في مَدَى الأَيامِ يَبْقَى ذِكرُها ... شامِخَ الأرجاءِ عندَ الوَافِرِ كلَّما نَاجَتْ خَيالاتُ الرُّوى ... أَشرَقَتْ ذِكرَاكِ نُورَ البَاهِرِ يَحتَوِيهَا القلبُ في أَضلاعِهِ ... مُستَعِينًا دهْرُنا بِالآسِرِ يا رُؤى الأمسِ الّتي في خاطِري ... مِثلَ شِعرٍ سابحٍ في غَامِرِ تَسكُبينَ الضّوءَ في أركانِهِ ... كي تُضَاءَ النّفسُ حتّى الآخِرِ كلَّما هبَّت نُسَيمَاتٌ لنا ... عادَت الذّكرى كحُلْمٍ عَابِرِ استَفاقتْ بينَ جَفْنَيّْ سِحرِها ... رِقَّةُ المَعنَى بِروحٍ سَاحِرِ تَسكُنُ الذِّكرى جُفُوني كلَّما ... غَابَ عن عَينِي جمالُ الزَّاهِرِ إذ أرَى الدّنيا بها إشراقةً ... رَغْمَ ما يأتي كوجدٍ ثائِرِ يَنبُضُ الحُبُّ، الّذي عِشنَا بهِ ... بينما دهري بِمَسعًى عَاثِرِ كُلّما طَافت خَيالاتُ الهَوَى ... عادَت الذّكرى بِلَيلٍ سَاهِرِ يا شَذى الذِّكرى، الّتي تَحيا معي ... كالضِّياءِ المُنتشِي بالنَّاظِرِ كلَّما نَاجَيتُها في لَيلِنا ... هَزّتِ الأرواحُ وَجدَ الخَاطِرِ إنّها بالعُمقِ ألحانُ الهَوَى ... وَرْدَةٌ تَزهو بِرَوضٍ نَاضِرِ أيقَظَتنِي من أسَى أيّامِنا ... حيثُ بَدرٌ في ظلامٍ غامِرِ في مُحيطِ الشَّوقِ أَبقَت نَبضَها ... ذكرياتٌ في فؤادِ الحائِرِ كلّما حاوَلتُ نِسيانَ الأسى ... عادَ لي طيفُ المَدى في عاطِرِ يا رؤى الأمسِ الّتي أَحيَتْ هَوى ...صَافياً كالطِّيبِ، لَحْنِ الشّاعِرِ لَم تَزَل في القلبِ أَصداءُ اللِّقَا ... تَهمِسُ الذكرى بها في ثائِرِ المانيا في ١ نوفمبر ٢٤ التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 03-11-2024 الساعة 12:32 AM |
#2
|
||||
|
||||
قصيدة "أصداء اللقاء" للشاعر السوري فؤاد زاديكى هي نص شعري يتسم بالعذوبة والصور البلاغية الرقيقة، حيث يوظف الشاعر مشاعره نحو الذكريات القديمة التي تركت أثرًا عميقًا في نفسه. القصيدة تفيض بأجواء الحنين والحب، وتحمل في طياتها استخدامًا مكثفًا للمحسنات البديعية والصور البلاغية كالاستعارة والتشبيه والكناية، مما يعمق من تأثيرها على المتلقي. وفيما يلي تحليل لمكونات النص:
الصور الفنية والبلاغية 1. التشبيه: الشاعر يستخدم التشبيه بكثرة في القصيدة ليصور حالة العاطفة والانفعالات. مثل قوله: "ذِكرَياتٌ لم تَزَلْ في خَاطِرِي... مَبْعَثَ الإلهَامِ عِندَ الشّاعِرِ"؛ هنا يشبه الذكريات بمصدر إلهام للشاعر، مما يعكس أثر الذكريات العميق. "يا رُؤى الأمسِ الّتي في خاطِري ... مِثلَ شِعرٍ سابحٍ في غَامِرِ"؛ شبه رؤى الماضي بالشعر الذي يغوص في محيط واسع، مما يعطي إحساسًا بالحنين والضياع. 2. الاستعارة: استعارات الشاعر تسهم في تصوير العاطفة وتلوين المعاني بإحساس شعوري خاص، مثل: "يسْكُنُ الأعْمَاقَ طيفُ الغابِرِ"؛ حيث جعل الماضي كأنه طيف يسكن الأعماق، وهو تعبير عن مدى ارتباط الشاعر بالذكريات. "تَسكُبينَ الضّوءَ في أركانِهِ... كي تُضَاءَ النّفسُ حتّى الآخِرِ"؛ شبه الذكرى بأنها تسكب الضوء في النفس، مما يعبر عن شعور الشاعر بالدفء والأمل. 3. الكناية: استخدم الشاعر الكناية لإيصال مشاعره بطرق غير مباشرة. مثل قوله: "كلّما حاوَلتُ نِسيانَ الأسى ... عادَ لي طيفُ المَدى في عاطِرِ"؛ حيث كنى عن صعوبة نسيان الذكريات بطريقة غير مباشرة. "يَنبُضُ الحُبُّ، الّذي عِشنَا بهِ"؛ وهنا كناية عن الحياة التي عاشها الشاعر بالحب والإخلاص. المحسنات البديعية 1. الجناس: في القصيدة، نرى استخدامًا للجناس الذي يضفي على النص إيقاعًا موسيقيًّا ويجذب الانتباه، مثل: "كُلّما طَافت خَيالاتُ الهَوَى ... عادَت الذّكرى بِلَيلٍ سَاهِرِ". "أيقَظَتنِي من أسَى أيّامِنا ... حيثُ بَدرٌ في ظلامٍ غامِرِ". 2. التكرار: كرر الشاعر بعض العبارات، مما يعزز المعنى ويضفي عليه بعدًا موسيقيًا، كما في تكرار لفظ "كلما" في عدة أبيات، مما يرمز إلى عودة الذكريات في أوقات مختلفة. 3. الطباق: استخدم الشاعر الطباق لإبراز التناقض في المشاعر بين الحاضر والماضي، مثل: "غَابَ عن عَينِي جمالُ الزَّاهِرِ"، حيث يتناقض الغياب مع الحضور في الذاكرة. "تَسكُبينَ الضّوءَ في أركانِهِ ... كي تُضَاءَ النّفسُ حتّى الآخِرِ"؛ الضياء هنا في مقابل الظلام الذي تلمح إليه الذكرى. التأثير العام للقصيدة القصيدة تتناول تأثير الذكريات على نفس الشاعر، ويصف كيف أن ذكرى الحبيب تضيء داخله، وتدفعه للكتابة والإبداع. القصيدة تحمل طابعًا حزينًا، حيث يشعر القارئ بثقل الذكريات وأثرها على وجدان الشاعر، وكيف أنها تعود إليه كلما حاول نسيانها. استخدام الصور البلاغية المتنوعة بين الاستعارة، التشبيه، الكناية، إلى جانب المحسنات البديعية كالجناس والطباق، أضفى على النص سحرًا خاصًا وجعل من مشاعر الشاعر تجربة شعرية ممتعة ومؤثرة. في النهاية، استطاع الشاعر من خلال هذه القصيدة نقل الحنين والأسى تجاه الماضي بطريقة عميقة، مما يجعل القصيدة مؤثرة ومليئة بالشجن. التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 03-11-2024 الساعة 12:32 AM |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|