Arabic keyboard |
#1
|
||||
|
||||
نَعِيمُ الحُبِّ الشاعر السوري فؤاد زاديكى
نَعِيمُ الحُبِّ
الشاعر السوري فؤاد زاديكى ما يَقولُ الحبُّ و القلبُ السّلِيمُ ... هَا هُنا، إنِّي على عَهدٍ مُقِيمُ بِي شُعُورٌ دائمٌ نَحوَ انفِتَاحٍ ... ليسَ بي كُرْهٌ و لا لُؤمٌ لَئِيمُ اِختَبَرْتُ الحُبَّ في مَنْحَى حَيَاةٍ ... زادَنِي روحًا، فمَا كانَ الألِيمُ رَبُّ هذا الكونِ لم يخلقْ حياةً ... كي يَسُودَ الخوفُ و الحُزنُ السَّقِيمُ كلّما هَبَّتْ شُكُوكٌ في فضَائي ... و اعْتَرَى خوفٌ، و إيهَامٌ عَقِيمُ هَبَّ إيمانِي بإصرَارٍ و عَزْمٍ ... دائمًا بالصَّدِّ، لا يُخشَى هُجُومُ دونَ هذا الحُبِّ ما فوزٌ يكونُ ... لا و لا أحوالُ أمرٍ تَستَقِيمُ في رِحابِ الأمنِ أحيَا في سَلَامٍ ... لِي كما للغيرِ فَهمٌ و العُلُومُ أنّ هذا الكونَ مَخلُوقٌ لِحُبٍّ ... لا لِبُغْضٍ مِنْ دَواعِيهِ هُمُومُ يا إلَهِي، أنتَ مَنْ يُعطِي سَلَامًا ... إنّنا نَحتاجُهُ، وَ هْوَ المَرُومُ جُدْ بِهِ إنعامَ أفضالٍ عَلَينَا ... أنتَ يا ربّي بما تأتي كَرِيمُ بينَ أن نسعى جَحِيمًا حيثُ بُغْضٌ ... أو طريقًا في أمانيهِ نَعِيمُ إنّما بَونٌ كبيرٌ بِاختِيَارٍ ... شاسِعٌ و المُستَوَى فَرْقٌ عَظِيمُ المانيا في ٢ نوفمبر ٢٤ التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 03-11-2024 الساعة 12:31 AM |
#2
|
||||
|
||||
نصُّ الشاعر السوري فؤاد زاديكى "نعيم الحبّ" يجمع بين المعاني العميقة والتعبيرات البلاغية التي تعكس فلسفة الشاعر عن الحب والسلام والإيمان. سأقوم بتحليل النص بيتًا بيتًا من حيث الصور البيانية، المحسنات البديعية، التشبيه، الاستعارة، والكناية.
البيت الأول "ما يَقولُ الحبُّ و القلبُ السليمُ ... هَا هُنا، إنِّي على عهدٍ مقيمُ" الصورة البيانية: جعل الحبّ يتكلّم كأنّه كائن حي، وهذه استعارة مكنية تبرز معاني الحياة في الحب. الكناية: "القلب السليم" كناية عن قلب خالٍ من الحقد والبغضاء، فهو يعبر عن طهارة نفس الشاعر. التأكيد: باستخدام "إنّي" لتأكيد تمسّكه بعهد الحب. البيت الثاني "بِي شُعُورٌ دائمٌ نَحوَ انفِتَاحٍ ... ليسَ بي كُرْهٌ و لا لُؤمٌ لَئِيمُ" الصورة البيانية: "شعور دائم نحو انفتاح" تصور الشاعر في حالة استعداد دائم للحب والخير. التضاد: بين "شعور دائم" و"كرْه" و"لؤم" يبرز معاني الطهارة الداخلية بتضادها مع الكراهية والخداع. البيت الثالث "اِختَبَرْتُ الحُبَّ في مَنْحَى حَيَاةٍ ... زادَنِي روحًا، فمَا كانَ الألِيمُ" الصورة البيانية: "زادني روحًا" استعارة مكنية، حيث شبّه الحب بشيء يزيد الحياة معنويًا. التضاد: بين "زادني روحًا" و"الأليم"، فيؤكد أن الحبّ الذي جربه الشاعر كان رفيقًا لا مؤلمًا. البيت الرابع "رَبُّ هذا الكونِ لم يخلقْ حياةً ... كي يَسُودَ الخوفُ و الحُزنُ السقيمُ" الصورة البيانية: "يسود الخوف والحزن السقيم" تشخيص للحزن والخوف بأنهما أسياد، وهو استعارة تعكس رفض الشاعر لهذه الحالات السلبية. التأكيد: استخدام "لم يخلق" ليؤكد أن الحياة وُجدت للسلام والفرح. البيت الخامس "كلّما هَبَّتْ شُكُوكٌ في فضَائي ... و اعْتَرَى خوفٌ، و إيهَامٌ عَقِيمُ" الصورة البيانية: "هبّت شكوك في فضائي" كناية عن الشكوك التي تحيط بالشاعر أو تطرأ عليه، وتشبيه للشكوك بالرياح التي تهب. التضاد: بين "الشكوك" و"الفضاء"، حيث يجسد الفضاء رمزًا للاتساع والحرية مقابل الشكوك التي تقلصه. البيت السادس "هَبَّ إيمانِي بإصرَارٍ و عَزْمٍ ... دائمًا بالصَّدِّ، لا يُخشَى هُجُومُ" الصورة البيانية: "هبّ إيماني" استعارة مكنية تُجسّد الإيمان كأنه شيء يتحرك وينبعث. التأكيد: "بإصرار وعزم"، وهما كلمتان تعبران عن قوة إرادة الشاعر وثباته. البيت السابع "دونَ هذا الحُبِّ ما فوزٌ يكونُ ... لا و لا أحوالُ أمرٍ تَستَقِيمُ" التضاد: بين "الفوز" و"عدم الاستقامة"، مما يشير إلى أن الحب هو مفتاح النجاح في الحياة. التأكيد: باستخدام "لا و لا" يؤكد الشاعر استحالة التوازن بدون الحب. البيت الثامن "في رِحابِ الأمنِ أحيَا في سَلَامٍ ... لِي كما للغيرِ فَهمٌ و العُلُومُ" الصورة البيانية: "رحاب الأمن" كناية عن السكينة التي يعيش فيها الشاعر. التوازي: بين "لي كما للغير" يُظهر أن الفهم والعلم ملكٌ للجميع، وهو دعوة ضمنية للمساواة. البيت التاسع "أنّ هذا الكونَ مَخلُوقٌ لِحُبٍّ ... لا لِبُغْضٍ مِنْ دَواعِيهِ هُمُومُ" الصورة البيانية: "مخلوق لحب" استعارة مكنية تُظهر الكون كأنّه وُجد بسبب الحب. التضاد: بين "حب" و"بغض" يبرز الرسالة المحورية في النص، وهي أن الكون خُلق للخير. البيت العاشر "يا إلَهِي، أنتَ مَنْ يُعطِي سَلَامًا ... إنّنا نَحتاجُهُ، وَ هْوَ المَرُومُ" التوسل: الشاعر يخاطب الله، طالبًا منه السلام. التأكيد: "إنّنا نحتاجه" تأتي لتأكيد حاجة الإنسان للسلام. البيت الحادي عشر "جُدْ بِهِ إنعامَ أفضالٍ عَلَينَا ... أنتَ يا ربّي بما تأتي كَرِيمُ" الصورة البيانية: "جُدْ به إنعام أفضال" استعارة تجمع بين الرغبة في الخير والكرم الإلهي. التوكيد: "أنت يا ربّي كريم" تأكيد لطبيعة الله الكريمة. البيت الثاني عشر "بينَ أن نسعى جَحِيمًا حيثُ بُغْضٌ ... أو طريقًا في أمانيهِ نَعِيمُ" التضاد: بين "جحيم" و"نعيم"، حيث يبين الشاعر اختياره طريق النعيم بعيدًا عن الكراهية. التشبيه: "طريق في أمانيه نعيم" يشبّه طريق المحبة بالنعيم، وهو تلميح لصورة الجنة. البيت الثالث عشر "إنّما بَونٌ كبيرٌ بِاختِيَارٍ ... شاسِعٌ و المُستَوَى فَرْقٌ عَظِيمُ" التأكيد: "بون كبير" تأكيد للفجوة الهائلة بين طريق البغض وطريق الحب. التضاد: بين "شاسع" و"فرق عظيم"، وهي تؤكد أن الاختلافات بين الخيارين ليست طفيفة بل جوهرية. الخلاصة النص غني بالصور البلاغية التي تدعم رسالة الشاعر عن الحب والإيمان والسلام. استخدم الشاعر الاستعارة والتشبيه والتضاد والتوكيد والكناية ليبرز المعاني ويعمّق فلسفته تجاه أهمية الحب كجوهر للحياة. التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 03-11-2024 الساعة 12:30 AM |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|