Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الادبي > نبض الشعر > مثبت خاص بفؤاد زاديكه > خاص بمقالات و خواطر و قصص فؤاد زاديكه

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم يوم أمس, 03:54 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 47,026
افتراضي مشاركتي الآن على برنامج منبر الشعراء في أكاديمية العبادي للأدب و السلام تقديم الدكتور

مشاركتي الآن على برنامج منبر الشعراء في أكاديمية العبادي للأدب و السلام تقديم الدكتورة نجدة رمضان و قد اخترت في مشاركتي موضوع أنانية البشر و تبعات ذلك

الأنانيّة لدى البشر
بقلم: فؤاد زاديكى

تُعَدُّ الأنانيّةُ من السِّماتِ السَّلبيَّةِ، التي تُواجِهُ المجتمعَ البشريَّ، و تُؤثِّرُ على تَوازُنِه و تَماسُكِه. فالإنسانُ الأنانيُّ يُركِّزُ على مَصالِحِه الشَّخصيَّةِ دُونَ الاعتبارِ لاحتياجاتِ الآخَرينَ أو لمَشاعِرِهِم، مِمّا يُولِّدُ سُلوكًا يَميلُ إلى الأذى و التَّفرُّدِ في النَّفعِ على حِسابِ الجماعةِ. و تَنبَعُ الأنانيّةُ مِن حُبِّ الذاتِ الزَّائدِ، إذ يَظُنُّ الأنانيُّ أنَّ سَعادَتَه و أهدافَهُ تَحظى بأولويّةٍ مُطلَقةٍ دُونَ مُراعاةٍ للآخَرين.

يَنتُجُ عن هذه السِّمَةِ السَّلبيَّةِ العديدُ مِنَ التَّبِعاتِ المُدمِّرةِ على الأفرادِ و المُجتمَعِ. ففي المُستوى الأوَّلِ، يُؤدِّي هذا السُّلوكُ إلى ضَعفِ العَلاقاتِ الاجتماعيَّةِ و تَفكُّكِ الرَّوابطِ بينَ النّاسِ، إذ يَفقِدُ الأفرادُ الثِّقةَ بعضُهم بِبَعضٍ ويَشعُرونَ بأنَّهُم مَحطُّ استغلالٍ و مَصلحةٍ، و هذا بدَورِه يُحطِّمُ جَوَّ التَّعاطُفِ و التَّكاتُفِ، الذي يُعَدُّ مِن أُسُسِ المُجتمَعِ القويِّ و المُترابِطِ.

على المُستوى النَّفسيِّ، يُؤدِّي تَركيزُ الأنانيِّ على نَفسِه و مَصالِحِه إلى حالةٍ مِنَ العُزلةِ و الفَراغِ العاطفيِّ، إذ يَشعُرُ بِوَحدةٍ شَديدةٍ بَعْدَما يَفقِدُ دعْمَ الآخَرينَ له. و يُمكِنُ أنْ يَصِلَ الأمرُ إلى حدِّ انعدامِ القُدرةِ على التَّفاعُلِ الاجتماعيِّ السَّليمِ، حيثُ لا يَجِدُ الأنانيُّ شُركاءَ حقيقيِّينَ في حياتِه. و هذه العُزلةُ قد تَدفعُه إلى الاكتئابِ و إلى ضَعفِ الثِّقةِ بالنَّفسِ، خاصَّةً حينَ يُدرِكُ أنَّ نَجاحَهُ المَزعومَ يأتي على حِسابِ أضرارِ الآخَرين.

أمَّا على المُستوى الاجتماعيِّ، فتُسبِّبُ الأنانيّةُ مَشاكلَ أعمَقَ في المُجتمعِ، حيثُ تَنتَشِرُ الفُرقةُ و تَنحَسِرُ فُرَصُ التَّعاونِ و التَّكافُلِ. و مَع مرورِ الوقتِ، قد يُؤدِّي هذا السُّلوكُ إلى تَنامِي ظاهِرةِ "الفَردانيّةِ المُفرطةِ" التي تُقوِّضُ قِيَمَ الإخاءِ و العَطاءِ. ففي غِيابِ الرُّوحِ التَّعاوُنيّةِ، يُصبِحُ المُجتمعُ أضعَفَ أمامَ الأزماتِ و التَّحدِّياتِ الكُبرى كالفَقرِ و الأوبئةِ و الحُروبِ.

منَ النَّاحيةِ الأخلاقيَّةِ، تُعتبرُ الأنانيّةُ سلوكًا مُنافيًا لِمبادِئِ الكَرامةِ الإنسانيَّةِ و التَّعاطُفِ. فهي تَدفَعُ الإنسانَ إلى تَجاوُزِ حُدودِه و التَّصرُّفِ بطرقٍ لا تُراعِي الآخَرينَ، و قد تَصِلُ إلى حدِّ استغلالِ ضَعفِهم أو حاجتِهم. و مِنَ المُؤسِفِ أنَّ هذا النَّوعَ مِنَ السُّلوكِ باتَ يَزدادُ في زَمنِنا الحاليِّ نتيجةَ النَّزعةِ الاستِهلاكيَّةِ و الفَرديّةِ المُعاصِرةِ، ما يُعرِّضُ المُجتمعَ لضَعفٍ أكبَرَ في تَماسُكِه و تَراحُمِه.

لِذلِكَ، يُصبِحُ مِنَ الضَّروريِّ تَعليمُ الأجيالِ قِيمَ العَطاءِ و التَّعاوُنِ و تَقديرِ الآخَرينَ، لأنَّ التَّوازُنَ بينَ المَصلحةِ الشَّخصيّةِ و المَصلحةِ العامَّةِ يُعتبَرُ أساسًا لصَفاءِ النُّفوسِ و قُوَّةِ المُجتمَعاتِ.

المانيا في ١٣ نوفمبر ٢٤
__________________
fouad.hanna@online.de


التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; يوم أمس الساعة 11:47 PM
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:07 PM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke