Arabic keyboard |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
مشاركتي الآن على برنامج منبر الشعراء في أكاديمية العبادي للأدب و السلام تقديم الدكتور
مشاركتي الآن على برنامج منبر الشعراء في أكاديمية العبادي للأدب و السلام تقديم الدكتورة نجدة رمضان و قد اخترت في مشاركتي موضوع أنانية البشر و تبعات ذلك
الأنانيّة لدى البشر تُعَدُّ الأنانيّةُ من السِّماتِ السَّلبيَّةِ، التي تُواجِهُ المجتمعَ البشريَّ، و تُؤثِّرُ على تَوازُنِه و تَماسُكِه. فالإنسانُ الأنانيُّ يُركِّزُ على مَصالِحِه الشَّخصيَّةِ دُونَ الاعتبارِ لاحتياجاتِ الآخَرينَ أو لمَشاعِرِهِم، مِمّا يُولِّدُ سُلوكًا يَميلُ إلى الأذى و التَّفرُّدِ في النَّفعِ على حِسابِ الجماعةِ. و تَنبَعُ الأنانيّةُ مِن حُبِّ الذاتِ الزَّائدِ، إذ يَظُنُّ الأنانيُّ أنَّ سَعادَتَه و أهدافَهُ تَحظى بأولويّةٍ مُطلَقةٍ دُونَ مُراعاةٍ للآخَرين. يَنتُجُ عن هذه السِّمَةِ السَّلبيَّةِ العديدُ مِنَ التَّبِعاتِ المُدمِّرةِ على الأفرادِ و المُجتمَعِ. ففي المُستوى الأوَّلِ، يُؤدِّي هذا السُّلوكُ إلى ضَعفِ العَلاقاتِ الاجتماعيَّةِ و تَفكُّكِ الرَّوابطِ بينَ النّاسِ، إذ يَفقِدُ الأفرادُ الثِّقةَ بعضُهم بِبَعضٍ ويَشعُرونَ بأنَّهُم مَحطُّ استغلالٍ و مَصلحةٍ، و هذا بدَورِه يُحطِّمُ جَوَّ التَّعاطُفِ و التَّكاتُفِ، الذي يُعَدُّ مِن أُسُسِ المُجتمَعِ القويِّ و المُترابِطِ. على المُستوى النَّفسيِّ، يُؤدِّي تَركيزُ الأنانيِّ على نَفسِه و مَصالِحِه إلى حالةٍ مِنَ العُزلةِ و الفَراغِ العاطفيِّ، إذ يَشعُرُ بِوَحدةٍ شَديدةٍ بَعْدَما يَفقِدُ دعْمَ الآخَرينَ له. و يُمكِنُ أنْ يَصِلَ الأمرُ إلى حدِّ انعدامِ القُدرةِ على التَّفاعُلِ الاجتماعيِّ السَّليمِ، حيثُ لا يَجِدُ الأنانيُّ شُركاءَ حقيقيِّينَ في حياتِه. و هذه العُزلةُ قد تَدفعُه إلى الاكتئابِ و إلى ضَعفِ الثِّقةِ بالنَّفسِ، خاصَّةً حينَ يُدرِكُ أنَّ نَجاحَهُ المَزعومَ يأتي على حِسابِ أضرارِ الآخَرين. أمَّا على المُستوى الاجتماعيِّ، فتُسبِّبُ الأنانيّةُ مَشاكلَ أعمَقَ في المُجتمعِ، حيثُ تَنتَشِرُ الفُرقةُ و تَنحَسِرُ فُرَصُ التَّعاونِ و التَّكافُلِ. و مَع مرورِ الوقتِ، قد يُؤدِّي هذا السُّلوكُ إلى تَنامِي ظاهِرةِ "الفَردانيّةِ المُفرطةِ" التي تُقوِّضُ قِيَمَ الإخاءِ و العَطاءِ. ففي غِيابِ الرُّوحِ التَّعاوُنيّةِ، يُصبِحُ المُجتمعُ أضعَفَ أمامَ الأزماتِ و التَّحدِّياتِ الكُبرى كالفَقرِ و الأوبئةِ و الحُروبِ. منَ النَّاحيةِ الأخلاقيَّةِ، تُعتبرُ الأنانيّةُ سلوكًا مُنافيًا لِمبادِئِ الكَرامةِ الإنسانيَّةِ و التَّعاطُفِ. فهي تَدفَعُ الإنسانَ إلى تَجاوُزِ حُدودِه و التَّصرُّفِ بطرقٍ لا تُراعِي الآخَرينَ، و قد تَصِلُ إلى حدِّ استغلالِ ضَعفِهم أو حاجتِهم. و مِنَ المُؤسِفِ أنَّ هذا النَّوعَ مِنَ السُّلوكِ باتَ يَزدادُ في زَمنِنا الحاليِّ نتيجةَ النَّزعةِ الاستِهلاكيَّةِ و الفَرديّةِ المُعاصِرةِ، ما يُعرِّضُ المُجتمعَ لضَعفٍ أكبَرَ في تَماسُكِه و تَراحُمِه. لِذلِكَ، يُصبِحُ مِنَ الضَّروريِّ تَعليمُ الأجيالِ قِيمَ العَطاءِ و التَّعاوُنِ و تَقديرِ الآخَرينَ، لأنَّ التَّوازُنَ بينَ المَصلحةِ الشَّخصيّةِ و المَصلحةِ العامَّةِ يُعتبَرُ أساسًا لصَفاءِ النُّفوسِ و قُوَّةِ المُجتمَعاتِ. المانيا في ١٣ نوفمبر ٢٤ التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; يوم أمس الساعة 11:47 PM |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|