سلسلة على خطى المسيح ( 12 - أريحا )

[Fadi]

سلسلة على خطى المسيح ( 12 - أريحا )

أريحا :

معناها مدينة القمر أو مكان الروائح العطرية وهي مدينة ذات أهمية عظمى، تقع على مسافة خمسة أميال غربي نهر الأردن وعلى مسافة سبعة عشر ميلاً شمال شرقي أورشليم. أما أريحا التي ورد ذكرها في الكتاب المقدس فموضعها تل السلطان، الذي يقع على بعد مسافة ميل من مدينة أريحا الحديثة .
اشتهرت أريحا منذ عصور قديمة بزراعة شجر النخيل وفي العصور الحديثة انتشرت فيها زراعة البرتقال والورد وأشجار الجميز والبلسم وكثير من أشجار الفاكهة .


ورد ذكرأريحا كثيراً في الكتاب المقدس حيث كانت تتحكم في الوديان الذاهبة إلى أورشليم :

* أريحا هي أول مدينة يقابلها العبرانيون بعد دخولهم أرض الميعاد حيث أرسل يشوع جواسيس إلى المدينة حيث أخفتهم راحاب الزانية وفيها احتفلوا بأول فصح وتوقف المن الذي كان الله يغذيهم به في الصحراء. ولا يبخل الكتاب المقدس في وصفه لكيفية احتلال المدينة وسقوط أسوارها على صوت البوق في نهاية الدورة السابعة حول أسوارها.
وفي الجلجال قرب أريحا أقام يشوع مقره العام ومن هناك انطلق ليفتتح باقي فلسطين وذلك بعد أن هُدمت المدينة عن آخرها ولعن يشوع كل من يحاول إعادة بنائها، وعندما انقسمت الدولة إلى مملكتين كانت أريحا جزءا من مملكة إسرائيل.


* خلال حكم آحاب، قام أحدهم ويدعى أحيئيل من بيت إيل ببناء أريحا فحلت عليه لعنة يشوع إذ توفي بكره عند وضع الأساسات ومات آخر بعده عند نصب أبوابها.


* بالقرب من أريحا تولى أليشاع النبوة من إيليا. وبعد انتقال إيليا مرّ أليشاع من أريحا فقال له أهلها: « إن موقع المدينة حسن لكن ماءها رديء والأرض مجدبة ». فشق النبي المياه ومنذئذ سميت النبع « نبع أليشاع ».


* قبض نبوخذنصر على صدقيا الملك في أريحا وذلك قبل أن يمضي لاحتلال القدس ويسبي اليهود إلى بابل .


* أعيد بناء المدينة بعد العودة من المنفى التي أحكم الرومان سيطرتهم عليها حيث وهبها مارك أنطونيو إلى كليو?اترا ثم أصبحت جزءا ً من مملكة هيرودس الذي أعاد بناءها إلى الغرب قليلا حيث ينبع وادي القلت في السهل. وفي هذه الحقبة بنيت الطريق الرومانية الطويلة التي تصل إلى القدس. وكانت أريحا مرحلة لا بد من اجتيازها للمسافرين إلى الجليل .


أريحا في العهد الجديد :


* على جبل قرنتل وهو أحد الجبال القائمة إلى شمال غرب سهل أريحا يقول التقليد أن الرب يسوع المسيح اجتاز التجربة الثالثة ( ثم مضى به إبليس إلى جبل عال جدا ً وأراه جميع ممالك الدنيا ومجدها ) حيث تقدم قمة الجبل مشهدا خلابا ً لوادي الأردن وحتى جبال موآب . ولهذا السبب يدعى جبل قرنتل اليوم بجبل التجربة .


* مرّ الرب يسوع من أريحا عدة مرات خلال ترحاله إلى القدس، وعلى أبوابها شفى برتيماوس الأعمى ورفيقه (متى 20: 29 - مرقس 10: 46 - لوقا 18: 35) .


* في عصر العهد الجديد كانت فرقة من الكهنة تسكن أريحا. ولا بد أنهم كثيراً ما كانوا يسافرون في الطريق الموصل من أورشليم إلى أريحا لذلك ذكر السيد المسيح أحدهم في مثل السامري الصالح ( لوقا 10: 30)


* في إحدى مرات دخول السيد المسيح لأريحا واجتيازه فيها تكاثرت كالعادة الجموع حوله حيث التقى بزكا العشار ... وكانت الحادثة الإنجيلية المعروفة والرائعة( لوقا 19 : 1 - 10 ) :

ودخَلَ يَسوعُ أريحا وأخَذَ يَجتازُها. وكانَ فيها رَجُلٌ غَنيُّ مِنْ كِبارِ جُباةِ الضَّرائبِ اَسمُهُ زكَّا، فجاءَ ليَرى مَنْ هوَ يَسوعُ. ولكنَّه كانَ قصيرًا، فما تَمكَّنَ أنْ يَراهُ لِكَثْرةِ الزِّحامِ. فأسرَعَ إلى جُمَّيزَةٍ وصَعِدَها لِـيراهُ، وكانَ يَسوعُ سيَمُرُّ بِها. فلمَّا وصَلَ يَسوعُ إلى هُناكَ، رفَعَ نَظَرَهُ إلَيهِ وقالَ لَهُ : إنزِلْ سَريعًا يا زكَّا، لأنِّي سأُقيمُ اليومَ في بَيتِكَ . فنَزَلَ مُسرِعًا واَستَقبَلهُ بِفَرَحِ .
فلمَّا رأى النـاسُ ما جرى، قالوا كُلُّهُم مُتَذَمِّرينَ : دخَلَ بَيتَ رَجُلٍ خاطئٍ ليُقيمَ عِندَهُ. فوقَفَ زكَّا وقالَ للرَّبِّ يَسوعَ : يا ربُّ، سأُعطي الفُقَراءَ نِصفَ أموالي، وإذا كُنتُ ظَلَمتُ أحدًا في شيءٍ، أرُدُّهُ علَيهِ أربَعَةَ أضعافٍ . فقالَ لَهُ يَسوعُ : اليومَ حلَ الخلاصُ بِهذا البَيتِ، لأنَّ هذا الرَّجُلَ هوَ أيضًا مِنْ أبناءِ إبراهيمَ. فاَبنُ الإنسانِ جاءَ ليَبحَثَ عَنِ الهالِكينَ ويُخَلِّصَهُم .



اختفت للأسف مدينة أريحا التي شهدت أحداث حياة يسوع ولم يتبق منها سوى أطلال ...

على جبل قرنتل أو مايعرف بجبل التجربة شمال غرب سهل أريحا يقوم دير الروم الأرثوذكس وكأنه جزء من الصخر ويمكن بلوغه عن طريق تل السلطان. وقد بني الدير في نهاية القرن الماضي حول المغارات التي يسكنها النساك في الصحراء الذين سكنوا ذلك المكان منذ القرن الخامس.

كشف المنقبون في تلول العليق عن قصر هيرودس الكبير الذي يظهر واضحاً من جبل التجربة وقد وجدت هناك أيضا ً منازل مترفة شبيهة بالمنزل الذي كان يملكه زكا وعلى هذه البقعة من الأرض أقامت الكنيسة الروسية الأرثوذكسية كنيسة ودير وذلك بالقرب من شجرة جميز معمرة يقدر المختصون عمرها بأكثر من ألفي عام ، واكتسبت على مر القرون شهرة كبيرة حيث يقصدها الحجاج منذ مئات السنين وحتى يومنا هذا ، ووضعت بجانب الشجرة لوحة فيسفسائية حديثة، تتضمن قصة زكا مع المسيح، وفي المكان يكثر بائعو التذكارات .


في أريحا أيضا ً يوجد ما اعتبر قبر زكا العشار، ودير مار زكا الذي يشرف عليه الأقباط الأرثوذكس، ويعود تاريخه إلى القرن الرابع واقيم الدير تكريما ً لذكرى حلول المسيح ضيفا على زكا.
وتوجد في الدير أرضية فسيفسائية غاية في الجمال تعود للعهد البيزنطي وتشير التقليد إلى أن الدير يضم رفات عائلة زكا وقبور رجال دين من بينهم باني الدير .



الصور :

المجموعة الأولى : أريحا اليوم
المجموعة الثانية : أطلال أريحا الإنجيلية
المجموعة الثالثة : ديرجبل التجربة
المجموعة الرابعة : جميزة زكا العشار اليوم وصورة الحادثة الإنجيلية

[SamiraZadieke]

شكرا لك ياغالينا فادي وهذه المناظر الجميلة من أريحا تذكرنا بالأماكن التي تجول فيها السيد المسيح وكأننا نرى القصة مصورة أمام أعيننا .
أشكرك أخ فادي لأنك تمتعنا بهذه الصور التي لم أراها مطلقا إلا الآن ..

[fouadzadieke]

عودة جميلة و مفرحة يا صديقي فأنت تبدع كعادتك على الدوام و تختار ما فيه الأهمية إلى جانب التاريخ و الذكرى وما يدعو إلى نفس روحي منعش نحن أحوج ما نكون إليه. إنها صور غاية في الروعة و الجمال وقد أغنيت الموقع بالكثير من مثيلاتها و ستبقى هذه الصور و هذه المشاركات المفيدة و الجميلة منك محفوظة للتاريخ يا مهندسي الغالي فادي حنا توما و نحن نتقدم إليك بأخلص التقدير و الثناء العاطر لهذا الجهد المتميّز حفظك الرب و دعاك.

[فريدة زاديكه]

تحية شكر وامتنان لمواضيعك التراثية القيمة ! حيث تجعلنا نعيش أيام المسيح له المجد بالكلمة والصورة * يسلموا أخ فادي لجهودك وإبداعاتك المعتادة *