Arabic keyboard |
#1
|
||||
|
||||
وقفة تأمّل. بقلم: فؤاد زاديكه
وقفة تأمّل الخوف حالة شعورية تنتاب الإنسان, عندما يمرّ في موقف لا يرتاح له و يكون فيه غموض و ترقّب و بواعث قلق. يكون هذا الشّعور مصحوباً على الأغلب بشيء من النرفزة و توتّر الأعصاب و هيجان النفس و عدم قدرة كبيرة على التركيز, فيشعر المرء بالقلق و عدم الارتياح فتختلط عليه الأمور و تنتابه حالة من الترقّب المشوبة بالحذر الكبير بانتظار ما سيترتّب عن تلك اللحظة من الخوف التي يمرّ بها وقد يفقد السيطرة على تصرفاته و يختلّ توازنه النفسي. متى لا يعرف هذا الشخص كيفية التعامل مع مثل هذه الحالة, فإن نتائجها و انعكاساتها عليه ستكون وخيمة و قاسية و مؤذية.أما متى فهم بعين المتفحّص و الواعي و المقتدر الموقف و تعامل معه بروح إيجابية بعيدة عن فقدان السيطرة على الأعصاب و أقرب إلى التركيز, فإنه قد يتمكن و بنجاح من تجاوز المخاطر التي يمكن أن تترتّب عن رهبة تلك اللحظة أو ذلك الموقف! هناك نوع من الناس قادرون على التعامل بروح الوعي و التقبّل لهذه الحالة فيتداركون مسبّباتها و يتعاطون معها من خلال الواقع باستشارة أحد المتفهمين و القادرين على مدّ يد العون أو بالاستفادة من خبرات حياتية متراكمة لديها. أو أنه يدرك من تلقاء نفسه بأن هذه الحالة هي حالة عرضية ستزول و لن تدوم لذا فيجب الوقوف بقوة في مجابهتها, و هذا بالطبع موقف سليم و إيجابي لن يترك آثارا سلبية على الشخص. لكن هناك مَن يبقى أمام مثل هذه الحالة ضعيفا لا حول له و لا قوة فيتخبط و لا يعي ما يقوم به من تصرفات فيلجأ إلى الرضوخ التام و القبول بأمر وقوع هذه الحالة و هنا تكمن الكارثة الكبرى. هناك نوع ثالث من البشر يدركون تماماً حقيقة مسبب هذه الحالة و يتفهمون أنها لن تدوم فهي ستزول و مع ذلك فلا يتعاملون معها من باب المواجهة بل من واقع القبول بها لأنها ستقع و تحصل مهما فعل هذا الشخص و مهما أبدى من مقاومة فيموت لديهم دافع المقاومة و تتلاشى لديهم إرادة الصمود و التصدّي و أعتقد أن هذا النوع من البشر هو الأكثر سوءا و الأكثر ضعفا و الأسهل سقوطاً. ليس من أحد لم تقع له حالة خوف أو تعرّض لحالات ضيق من هذا النوع, لكن متى كبر الخوف لدى الشخص المجرّب بحالة وقوع الخوف عليه و اشتدّ وقعه دون مقاومة أو تفهّم أو تعاطي معقول معه فإنه سيصاب بالإحباط و تتملكه مشاعر القنوط و اليأس فيستسلم لضعفه ليصبح لقمة سائغة لهذا الوحش الكاسر المسمّى بالخوف, فمتى وقع الشخص ضحية الخوف و لم يحسن التصرّف فإن كل أفق التفكير السليم لديه ستقفل و سيسرع إلى أسهل الطرق المؤدية للتخلص من هذا الخوف بلجوئه إلى الانتحار أو تولّد عقدة نفسية خطيرة لديه تغيّر وجهة حياته و تحيلها إلى جحيم يوميّ. على الشخص الذي يتعرّض لمثل حالات الخوف الشديدة هذه ألا يستسلم و ألا يضعف لأن الخوف و الضعف متلازمان. مَن يدرك أسباب الخوف و يعي حاله و واقعه يكون أقدر على قهر الخوف و التغلّب عليه بروح الجرأة و الوعي و قوة الإرادة و هي تلعب دورا حاسما في هذا المجال, لأنها تعطي للشخص طاقة كبيرة و تؤهّل له دورا محوريّا في تحقيق الغلبة على ضعفه لبلوغ النجاح. فما رأي أخواتي و إخوتي فيما ذهبت إليه و هل منهم مَن تعرّض لحالة خوف؟ و كيف تصرّف معها؟ أتمنى أن تشاركوا بآرائكم لفائدة الجميع ففي الحوار و المناقشة آفاق واسعة تفيد الكلّ و شكرا. |
#2
|
|||
|
|||
موضوع رائع وحساس أخي فؤاد رغم أني لم أعيش بعد لحظة خوف إلا أن وجهة نظري عن الخوف هي :
الخوف يداهم قلوبنا جميعا وخصوصا بهذه الأيام ،، عندما نخاف نشتكي كثيرا ،، كثيرون يخافون بلا سبب أو لسبب لايستحق الخوف ،، وبعض الناس يخافون إلى درجة أنهم يرتعبون ،، وأحيانا يقضي الخوف على حياة الأنسان ،،، ويحرمه طعم الأكل والنوم والخوف يولد الحزن والقهر والتفكير الغير مجدي ،،، كما يولد شفقة الناس على من يخاف .. الخوف يفقد الثقة بالنفس ويجعل الإنسان حائرا و يراقب دائما الناس ويحسدهم على معيشتهم .. كما يحس من يعتريه الخوف بأنه أنسان تافه وعديم القيمة ويشعر بأنه دائما مهزوزا كورقه في مهب الرياح .. أنا أرى العلاج الصحيح هو أن يزور عيادة دكتور نفساني لمعالجة هذه الحالة التي نستطيع أن نسميها مرض كغيرها من الأمراض الذي تصيب الأنسان .. تشكر أخي فؤاد موضوع جميل تقديري ومحبتي ألياس
__________________
www.kissastyle.de |
#3
|
|||
|
|||
شكرا على هذا التنوع والموضوع جميل عاشت يداك استاذ فؤاد
تقبل مروري |
#4
|
||||
|
||||
ليس احد منا ولا يواجه مشكلة الخوف واي نوع كان من الخوف ولكن عندما نلتجئ للرب نحس بانفسنا بالراحة والاطمئنينة لان الرب علمنا في مزامير دواد اذا كان الرب معي فلا اخاف شيئا
تشكر يا ابن عمي الغالي فؤاد على موضوعك القيم ولك احترامي وتقديري
__________________
اطلق يا قلمي ..
وفجر ما سكن في جوفي .. وارسل أمواج الحب .. واعبر بوابات القلب .. أحبك يا قلمي .. |
#5
|
||||
|
||||
الغوالي
الياس و سحر و جومانة كل المحبة و الشكر لمروركم فهو جميل و مفيد و خاصة وجهات النظر التي ابداها كل منكم و الخوف له نتائج خطيرة متى وقع الإنسان تحت تأثيره فلم يعد قادراً على حسن التصرف. و متى التفتنا حولنا في هذا العالم فإننا نرى في كل زاوية و كل مكان ما يمكن أن يدعو إلى التخوف و الخوف و أخذ الحيطة و الحذر. إنه مرض من أمراض العصر علينا أن نكسّر قيوده أين كانت و كيفما كانت بقوة الإرادة لكي نحيا حياة عادية غير مرضيّة. |
#6
|
|||
|
|||
مَن يدرك أسباب الخوف و يعي حاله و واقعه يكون أقدر على قهر الخوف و التغلّب عليه بروح الجرأة و الوعي و قوة الإرادة و هي تلعب دورا حاسما في هذا المجال, لأنها تعطي للشخص طاقة كبيرة و تؤهّل له دورا محوريّا في تحقيق الغلبة على ضعفه لبلوغ النجاح.
كلامك موزون وصحيح وإن لم نكن أقوياء في مجابهة صعوبات الحياة لتعرضنا لأمراض نفسية خطيرة شكرا لموضوعك الذي هو من صلب الحياة فمن منا لم يتعرض للخوف؟؟؟ لا أظن أحدا ... |
#7
|
||||
|
||||
شكرا لتوقيعك الجميل و المميّز يا أم نبيل فعلا لطالما نحن بشر فنحن عرضة لأن نخاف و خاصة متى بلغنا من العمر طويلا و ليس بالضرورة أن يكون خوفا من الحيوانات المفترسة أو من البشر فقد يكون خوفا من أنفسنا و على أنفسنا بما قد نصنعه من سوء بحق هذه النفس التي علينا أن نعمل من رفع قيمتها و تقويتها لكي تستطيع مواجهة مواقف الحياة و مصاعبها.
|
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|