Arabic keyboard |
#1
|
||||
|
||||
لا يزالون يتشدّقون. شعر: فؤاد زاديكه
لا يزالون يتشدّقون لماذا أحبّ كلّ الناس
و لا أحبُّ نفسي؟ لماذا أجعلُ من أكواخهم قصوراً و هم يُهبطون قصوري؟ لماذا ألغي قدسيّة تواضعي لأرفعَ من انحطاطِ غرورهم؟ قد أكونُ معجباً بالتضحية أختصرُها في سماءِ روحي فكرةً مبدعةً متواضعةً لكنّي سريعاً ما أشربُ علقمَ جنوني و أخرُّ صريعَ طيبتي! أرفعُهم فيخفضونني أعزّهم فيذلّونني أحبّهم فيكرهونني. إنّه صنفٌ مقزّزٌ من البشر على كفّه يحملُ بقايا بشر و في قلبه لا توجدُ رحمةٌ و لا وجهةُ نظر! تهيمُ روحي متعطّشةً لتعانقَ ضعفَ الآخرين تمدّهم بنسغِ العناية تمنحهم الدعم و الرعاية تجودُ بالتشجيعِ بلا نهاية! حزينٌ أنا... لأنّي أعامَلُ بغير ما يلزم! أّعاقبُ على ما لم أرتكبه من إثم... أُعاقبُ على وفائي... أجرّم بجرمِ تواضعي... يُؤخذُ عليّ أمرُ محبّة الناس!!!! يحطّ المساءُ رحاله فأخلدُ إلى سرير تأملاتي أراجعُ ما دوّنته ذاكرتي من سجلّ يوميّاتها أدفنُ رأسي في أحضان مخدّتي أخفي دموعَ قهري أبكي على سخافة الإنسان أغضب لحمقه... أسخرُ من غروره... اكتشفتُ بخبرة الحكيم و بمنطق العالم الفهيمِ أنّ في هذا الكونِ بشراً أشدّ فتكاً من سمك القرش أظلم من الجهل... أعتى من الجبابرة... أوحشُ من الغيلان! أترفّع عن نفسي فلا أدوسها بأقدام احتقاري لهم و لا أجعلها تنحدرُ إلى مقام سخافتهم.. إلى قعرِ أنانيّتهم... إلى بؤرةِ أفكارهم النتنة و هي تسبح في متاهات الكراهية و تغرس بذور الفساد. أتغاضى عن ضحالةِ فهمهم أحمل قلبي نبعَ دفءٍ و محبّة ليغرسَ حدائقَ للآخرين فيما أُصابُ بهلع و أنا أُرمى بحماقةٍ و أُقصفُ بغيرة حقدٍ غيرةٍ عمياء من عزيزٍ طمس كلّ معالمَ الصداقة و دفن جميع أحبّتها في حفرةِ أنانيّة مريضة قاتلة! سأبقى أحملُ قلبَ طفلٍ سأرفضُ أن أنساقَ إلى قاعهم بل سأحاول أن أرفعهم إلى سماءِ تواضعي المفعمة بالأمل بالعطفِ و بالتسامح! لن أنحدرَ بعلوّي و شموخِ روحي إلى أودية و قيعان أنانيات فارغة ليست سوى فقاعات في مهبّ ريح الطيش. كنتُ أجزمُ صدق ولائهم فكانوا خونة للأمانة و الصداقة وثقتُ بهم فجمعوا كلّ حقود العالم في قلوبهم الصغيرة. أماتوا ورود المحبّة نحروا حملان الأمل دفنوا بلابل الرجاء فكانوا قتلة التاريخ كانوا زنادقة العصر المجنون! خِلتهم أصدقاء كما قالوا... غمرتهم بمحبتي منحتهم صدقي أطعمتهم عطائي عضّوا اليد طعنوا في الظهر غدروا بالصداقة كسروا قوانين اللعبة تخطّوا حدود اللياقة داسوا أماني الحلم صاروا ذئاباً في أثواب حملان و عقارب في أجساد مخلوقات بشريّة! قالوا أنّهم أصدقائي بأنّهم أصدقاء!!!؟؟؟و تبيّن أنّهم أعدائي توقّعتُ منهم أن يضيفوا جمالا أن ينشئوا تواصلاً أن يثمروا تجاوباً أبدوا تخاذلاً جاؤوا هروباً أثمروا أشواكاً و لا زالوا يتشدّقون: بأنّهم.... بأنّهم... التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 01-10-2007 الساعة 11:04 PM |
#2
|
|||
|
|||
الأستاذ فؤاد المحترم
تحية طيبة وبعد كلمات فلسفية وفلسفة حياة نعتز بها نحن الهلازخ وشعور كبير نحو الآخرين لك كل التحية وفقك الله . نبيل |
#3
|
||||
|
||||
الأستاذ الكريم نبيل إني سعيد بهذه العبارات الراقية و هذا التشجيع الجميل فالحياة مدرسة كبيرة علينا أن نختبر مَنْ حولنا من خلالها. مرورك مفرح و جميل.
|
#4
|
|||
|
|||
فكانوا خونة للأمانة و الصداقة
وثقتُ بهم فجمعوا كلّ حقود العالم في قلوبهم الصغيرة. نعم ياأخي فؤاد هذه هي حالة البشر فعلا هناك الكثيرون من يخونون الأمانه والصداقه لأمور شخصيه متناسيين تضحية الصديق وحبه غير مباليين بهما .. لكن علمنا سيدنا المسيح بأن المسامحة هي المحبة والمحبه هي المسيح .. إذا نحن علينا أن نسامح لأنهم في النهايه لن ولن يعضون إلا أرجلهم .. تشكر أخي فؤاد على التشخيص لحالة معظ الناس ... سلمت يداك يالغالي .. تقديري محبتي ألياس |
#5
|
||||
|
||||
أخي الياس أشكر مرورك و تعقيبك الجميل الذي يقول بالسماحة و التسامح الذي جاءت بعض أبيات هذا النص تشير إليه بوضوح لأني لا أستطيع أن أتعامل مع غيرتهم الحمقاء و مع غرورهم الأعمى بغير المحبة و التسامح.
|
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|