Arabic keyboard |
#1
|
||||
|
||||
المرأة العاقلة قصة واقعية. بقلم: فؤاد زاديكه
المرأة العاقلة بقلم: فؤاد زاديكه إخوتي الأحبة ثقوا أنّ أحداث هذه القصة التي سأروي وقائعها على حضراتكم ليست من الخيال في شيء و إن كان فيها ما يشبه الخيال. إنها قصة واقعية حصلت في مدينة القامشلي و هي إحدى مدن محافظة الحسكة في القطر السوري في أيام الانتداب الفرنسي لسورية, الذي بدأ في يوم 24/7/1920م و استمرّ لغاية 17 نيسان من عام 1946م. كانت عائلة سريانية فقيرة يعمل الزوج عسكراً فرنساوياً فيما الزوجة كانت تمارس بعض الأعمال البسيطة المتوفرة في تلك الأيام من مثل جلب الحطب و البوش(الأعشاب و الحشائش الجافة التي كانت تستخدم كشعيل للتدفئة أيام الشتاء) لبيعه لقاء بعض المال و غيرها من الأعمال التي لم تكن دائمة كما أنها لم تكن تدرّ مالا كثيراً. كان الزوج مدمناً على شرب الخمور و القيام بأعمال شائنة لا تليق برجل متزوج و حين كانت زوجته تفاتحه بأمر الخمر و ما له من ضرر على صحته و ما يكلفهما من مصروف زائد لا فائدة ترجى منه, كانت تثور ثائرة الرجل و يقوم بضرب زوجته و تهديدها أو يخرج إلى خارج البيت آخذاً معه لتر العرق ليشربه بعيدا عن عيون زوجته التي كانت تتألم من فعل زوجها و سلوكه و ردود فعله التي لم تكن مقبولة أبداً. تحمّلت الزوجة سلوك زوجها هذا كما تحمّلت جميع أنواع التعديات التي كان يقوم بها و يمارسها ضد زوجته عندما كانت تبدي امتعاضها من شربه الدائم للخمور دون التفكير بمستقبل أولاده و بناته و لا حتى بمستقبله و مستقبل زوجته. مضت الأيام و السنوات على هذا النحو من التردّي و من الإدمان المستمرّ للزوج على شرب الكحول وملاحقة النساء و ارتكاب الموبقات و لم يكن من الزوجة العاقلة و المطيعة سوى أن ترضى بقسمتها التي كتبت لها و هي تخشى على بيتها و سمعتها من أن يسمع جيرانها أو الناس عمّا يجري بينها و بين زوجها فكانت تسكت خوفا و حياء و رغبة في عدم إثارة مشاكل و متاعب لها أكثر مما تعيشه معه و تتحمّله. كان الزوج عندما يعود إلى البيت من خدمته العسكرية يقوم فورا بشراء العرق و من ثمّ يخرج إلى نهر الجغجغ (نهر صغير كانت تجري فيه كميات كبيرة من المياه يجري تحت جسر في مدينة القامشلي و مصدر مياه هذا النهر كان من منبع الماء الأبيض "آفه س?ي" في منطقة نصيبين التركية المحاذية للقامشلي و قد ذهبنا إلى تركيا و رأينا مجرى الماء و غزارته و ما بني عليه من السدود الصغيرة و الحواجز التي أدّت إلى قطعه عن مدينة القامشلي السورية و الآن مجرى هذا النهر في مدينة القامشلي ليس فيه إلا جفاف تام) ذات يوم و فيما كان الرجل جالسا على طرف النهر كعادته و هو يشرب من لتر العرق الذي كان ممسكاً إياه بيديه خوفا عليه من الهرب!!! و هو يستمتع بوقته و بشربه لعرقه إذ به يرى جمعاً من الناس و هو خليط من البنات الحسان و من الشباب و هم يمرّون من جانبه و حين رأى أن هذا الجمع يسير فوق النهر و كأنه يمشي فوق الأرض أصابته قشعريرة و أدرك أنّ في الأمر سرّاً أو شيئاً ما و أراد أن يعرف هذا السرّ, فألقى بزجاجة العرق من يده و قام و هو يسير خلف هذا الجمع من الناس و إذ به يراهم يدخلون إلى إحدى الكنائس في خشوع و رهبة و سكون ثم يشرعون بإنشاد ترانيم دينية روحية غاية في الروعة أثارت لديه إحساساً جميلا ثم صاروا يرتلون تراتيل عذبة فبكى و هو يتأمل هذا المشهد الجميل و الذي لم ير مثله في حياته. فتيات في عمر الزهور غاية في الجمال و الحسن و شباب ذكور كذلك و الجميع يترنم و يرتل و يسبح الرب و يصلّي فقال في نفسه: ما بي أنا أعيش في غير هذه الدنيا؟ و لماذا لا أفعل كما يفعل هؤلاء بالتقرب من الرب؟ لماذا أعيش حالة الضياع و الانغماس في الملذات و شرب الخمور؟ أقسم أنني لن أشرب هذا الشهر قطرة عرق كما لن أصرف قرشا واحدا في غير مكانه! في نهاية الشهر و عندما تم توزيع الرواتب على العسكريين و قبض الرجل معاشه جاء إلى زوجته و وضع في يدها المعاش كاملا, استغربت زوجته من تصرفه فهذا لم يكن من عادته و حين سألته عن السرّ في ذلك أخبرها بما رأى و بما سمع و وعدها بأنه سيحاول تغيير حياته فسرّت لهذا الخبر غاية السرور لكنها لم تكن على ثقة من أنّ ذلك سيدوم. مضى شهر آخر و ثالث و رابع و الزوج مصر على موقفه دون أن يتزحزح قيد شعرة عن قراره الذي اتخذه, فما كان من هذه المرأة الحكيمة و العاقلة, التي تحمّلت نزق زوجها و كل ما تسبب لها به من متاعب, إلا أن تفكر بعين البصير حين صار بين يديهما المال فقامت بشراء قطعة أرض مخصصة للبناء و على مراحل اشترت لوازم البناء من إسمنت و بلوك و حديد غيره و استطاعت بمعاونة زوجها لها و تشجيعها أن يبنوا بيتاً ثم بيوتاً و صارت الأسرة الفقيرة و المعدمة من الأسر الغنيّة في مدينة القامشلي. كان أبي المرحوم روى لي هذه القصة ولم أفكر يومها في كتابتها لكن و اليوم تعيد أمي روايتها لي و لزوجتي سميرة قررت أن أسجلها هنا لتكون عظة لمن يريد أن يأخذ من كتاب الحياة عظة و حكمة و فائدة. إنّ هذه المرأة بحكمتها و تحمّلها و بصبرها و تعقّلها استطاعت أن تربح زوجها و تكسب المستقبل لهما معاً و لأبنائهما من بعدهما.ليس من العيب أن نخطيء لكن العيب و كل العيب أن نصرّ على المضي في أخطائنا دون الاستفادة منها و العمل على تجاوزها. و قد كان هذا الرجل مثالا حسنا ينطبق عليه هذا القول. |
#2
|
|||
|
|||
تشكر يا أبو نبيل على نشر هذه القصة الجميلة والتي لها مغزى مفيد وربما نستفيد منها-
|
#3
|
||||
|
||||
اقتباس:
|
#4
|
|||
|
|||
اشكر الرب من اجلك اخي المحبوب فؤاد وانا اقراْ هده القصة وجدة فيها قصتي ولاكن مع فارق انني كنت اشر بكثير من صاحب هده القصة لاكن المجد لربي يسوع اللدي رد نفسي مند عشر سنوات وعندما رجعت اليه لم يسئلني مادا فعلت بل سمعت صوته يقول وخطاياك لااعود ادكرها قد محوت كغيم دنوبك والان انا اعيش مع زوجتي المحبوبة والتي هي عطية الله لي وسيعوضنا عن السنين التي اكلها الجراد ليس من العيب أن نخطيء لكن العيب و كل العيب أن نصرّ على المضي في أخطائنا دون الاستفادة منها و العمل على تجاوزها.
|
#5
|
||||
|
||||
اقتباس:
|
#6
|
|||
|
|||
ليس بار ولا واحد الجميع زاغوا وفسدوا واعوزهم مجد الله
|
#7
|
||||
|
||||
وانا اقرء قصتك هذه يا غالي جالت امام عيني قصة مشابهة بالمضمون فحزنت نفسي وتاثرت انما عدت سريعا اشكر ربي على محبته وعطاءاته ورحمته
قصة جميلة ومعبرة وكم هي كثيرة قصص ابي المرحوم ليتك تكتب بعض منها فهو كان حكواتي كبير وقصصه شيقة وجميلة تشكر يا غالي لجهودك بكتابة القصة الجميلة
__________________
بشيم آبو و آبرو روحو حايو قاديشو حا دالوهو شاريرو آمين im Namen des Vaters und des Sohnes und des Heiligengeistes amen بسم الآب والأبن والروح القدس إله واحد آمين
|
#8
|
||||
|
||||
اقتباس:
|
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|