Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الثقافي > المنبر الحر ومنبر الأقليات

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 17-05-2011, 07:32 AM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 45,567
افتراضي من مواطن سوري الى سمير جعجع … مع التحية

من مواطن سوري الى سمير جعجع … مع التحية


4Share

أن يكتب مواطن سوري عن سمير جعجع ويشيد بموقف له، فهذا من وجهة نظر أنظمة القمع وملحقاتها حرام ما بعده حرام، قصاصه السيف ودفع الجزية. أما أن تنال من الرجل، فأنت بطل عربي ومقاوم مغوار وممانع صنديد. أنا شخصيا لا يشرفني أن أكون بطلا في أعين أي حاكم مستبد ولا أي من أزلامه.
جعجع الذي كسر في إطلالته ضمن برنامج “بموضوعية” الصمت المحزن الذي التزمته قوى “14 آذار” منذ اندلاع الحوادث في سوريا، لا يتفق معه الكثيرون باعتباره أحد أقطاب الحرب الأهلية اللبنانية السيئة الصيت. لكن من الإنصاف بمكان التذكير بأن الرجل هو الوحيد من بين المتقاتلين الذي أمر بتسليم سلاح حزبه، وهو الوحيد الذي زج به في السجن أحد عشر عاما ظلما وتزويرا، وهو الوحيد بين الزعماء اللبنانيين الذي تبرأ من إرث حقبة الحرب بقوله “جعجع تبع الحرب مات بالسجن”، والوحيد الذي اعتذر علنا في خطاب مباشر عن كل من يعتقد أن “القوات اللبنانية” قد أساءت اليه. بعضنا يتقبل أمراء الحرب السابقين مثل نبيه بري ووليد جنبلاط وغيرهما لكنه يتأفف عند ذكر سمير جعجع. ترى هل هي عقدة دفينة مردها إلى أن الرجل زعيم مسيحي كبير؟؟
إن التهم التي لفقها أزلام سوريا في لبنان ضد سمير جعجع وضد كل من عارض قبضة الوصاية السورية على لبنان الحر، تشبه الى حد كبير جدا تلك التهم التي يفبركها النظام السوري اليوم ضد معارضيه وفق نظرية المؤامرة الخارجية إياها. حيث يتهم شبابا تخرجوا من جامعات سوريا ولم يجدوا فرص عمل فخرجوا الى الشوارع بأنهم سلفيون، ومفكرين وكتابا لم يجدوا فسحة على امتداد سماء الوطن للتعبير عن آرائهم فطالبوا بالحرية بأنهم عملاء لأجندات خارجية، وسياسيين وكتابا وناشطين يطالبون بالتغيير بأنهم مندسين، ومواطنين أكرادا يطالبون بالجنسية بأنهم عملاء، وآشوريين يصرخون للاعتراف بوجودهم وحق تدريس لغتهم السريانية بأنهم مغرر بهم، ومواطنين بسطاء يطالبون بحياة حرة كريمة بانهم إرهابيون والى آخر اللائحة. نعم، رغم مرور عقود من الزمن لا زالت الذهنية ذاتها تتحكم بمصائر السوريين واللبنانيين من دون أن تدرك حقيقة أن العالم تغير وأن الأنظمة التوتاليتارية التسلطية والأحزاب الشمولية الإلهية لم يعد لها مكان في العالم، وأن ما تبقى منها إنما تلفظ أنفاسها الأخيرة. أربعون عاما مضت ولم تفهم الأبواق المتعاقدة مع هذه الأنظمة في سوريا ولبنان أن تكرار إطلاق هذه التهم السخيفة عن التبعية والتآمر قد تعفنت مثل عقولهم، وأنهم وأنظمتهم وأحزابهم سائرون نحو مزبلة التاريخ لامحالة وهذه حتمية تاريخية لا يمكن الحؤول من دون وقوعها.
لطالما كان المسيحيون المشرقيون ووجودهم قضية ساخنة في فكر جعجع، ولطالما حظي الرجل باحترام هؤلاء. وليس أدل على ذلك من انضمام أعداد كبيرة من مسيحيي سوريا الى حزبي “الكتائب اللبنانية” و”القوات اللبنانية” منتصف السبعينيات ومطلع الثمانينيات من القرن الماضي. وقد زج بالآلاف منهم في السجون السورية حيث تم إعدام أعداد كبيرة منهم، وبقي قسم كبير آخر في عداد المفقودين، ولازال عدد غير قليل يقبع الى تاريخ اليوم في سجون القمع على امتداد الوطن. وكانت ذريعة الانتماء الى الحزبين المذكورين تستخدم على نطاق واسع للتخلص من أي صوت مسيحي معارض في سوريا جنبا الى جنب الى إلصاقها بعدد غير محدود من العمال السوريين البسطاء الذين كانوا يعملون في لبنان إبان الحرب الأهلية لإطعام أطفالهم وأسرهم الفقيرة في سوريا، ولعل المعتقل الآشوري السرياني يعقوب حنا شمعون أفرام أحد أقدم هؤلاء العمال البسطاء والذي ما زال يقبع في سجون سوريا منذ ستة وعشرين عاما.
واليوم يواجه المسيحيون والمسلمون في المنطقة أوضاعا بالغة الدقة في ظروف شديدة التعقيد تمر بها هذه المنطقة وشعوبها من دون اسثناء. فعواصف التغيير السياسي تضرب كل البلدان العربية تقريبا وخصوصا تلك التي توجد فيها نسبة كبيرة من المسيحيين في سوريا ولبنان والاردن ومصر والعراق وغيرها.
والمسيحيون، والحال هذه، أمام خيارين لا ثالث لهما للحفاظ على وجودهم ودورهم التاريخي والريادي الهام في المنطقة: فإما أن يبقوا خارج عملية التغيير أو على هامشها، فتجرفهم رياحها الى أماكن لا يحبذونها. وهذا ما كانت تدفع إليه أنظمة القمع في البلدان العربية على مدى عقود كثيرة خلت وكانت النتائج كارثية اذ حولت المسيحيين الى ضحايا وفي أحسن الأحوال الى مجرد متفرجين ومثال ذلك ما آل اليه وضع المسيحيين في لبنان منذ العام 1991 الى العام 2005 تحت ظل الوصاية السورية، ووضع الأقباط في مصر على عهد مبارك وأوضاع المسيحيين في العراق في عهد صدام وما بعده. وإما أن يكون المسيحيون المشرقيون رقما أساسيا يصنع ويكمل ويوازن معادلات التغيير في المنطقة، وبالتالي يفرضون بحضورهم القوي والفعال رؤاهم وثقافتهم التي يشاركهم فيها الكثير الكثير من أبناء أوطانهم من المسلمين بشأن مفاهيم الحرية والديمقراطية والتعددية والدولة المدنية وغيرها، فيتحول المسيحي الى صانع التغيير نفسه لا ضحية له. وعلى قياس الآية الكريمة فإن “أحب المسيحيين الى الله هم المسيحيون الأقوياء”، ما يميز جعجع وتياره السيادي أنه يدفع المسيحيين دائما الى خوض غمار الخيار الثاني رغم اعترافنا أنه قد يكون خيارا مكلفا أحيانا، إلا أننا نعتقد أنه الحل الأوحد إذا أراد مسيحيو الشرق البقاء والتجذر في أوطانهم ولعب أدوار أساس هامة فيها.
لقد عملت الأنظمة الأستبدادية في سوريا ومصر وتونس وغيرها على مدى عقود طويلة على إثارة قضية المتشددين الإسلاميين كفزاعة ترهيب مزدوجة التوظيف تستخدم لثني شعوبها (وخصوصا الأقليات القومية والدينية منها) عن القيام بأي مطالبات من أجل التغيير السياسي من جهة، وتحذير دول الغرب من خطورة تسلم الأصوليين السلطة في حال رحيل هذه الأنظمة من جهة أخرى. من هنا نفهم تسخير هذه الأنظمة كل إمكاناتها للزج بالعراق في أتون الحرب الأهلية منعا لنجاح تجرية قيام دولة ديمقراطية تعددية في هذا البلد تصبح إنموذجا يفتح شهية الشعوب الى التغيير الديمقراطي السلمي. وتحت هذه اليافطة يتم ترهيب المسيحيين في مصر (حادثة كنيسة القديسين) عبر الإيحاء بأن أنطمة القمع هي الٌأقدر على حمايتهم. وهذه طبعا كذبة كبرى لا تقل عن توظيف “جوكر” المقاومة والممانعة لضرب كل صوت حر يدعو الى إسقاط هذه الأنظمة التي سلبت ونهبت وقمعت شعوبها لنصف قرن بحجة “الصراع مع العدو الصهيوني الغاصب”، في حين تمارس هي كل أنواع “التواصل الوطني المشروع” مع إسرائيل وأميركا. فإن هم تحاوروا مع إسرائيل وأميركا فهم أبطال ممانعون، وإن فعلها غيرهم فهم لا شك مرتدون متآمرون !!!
المسيحيون في سوريا كما المسيحيون في لبنان ومصر والعراق وغيرها من دول الشرق، لا يحميهم ويضمن وجودهم ويحفظ دورهم إلا قيام نظام ديمقراطي تعددي في دولة مدنية عادلة قوية تعلو فيها سلطة القانون والدستور على كل السلطات، وينتهي فيها تصنيف المواطنين، وعندها فليأتي من يأتي الى الحكم عبر الوسائل الديمقراطية.
الأكثر من ذلك فإن قيام نظام ديمقراطي في سوريا والعالم العربي هو الضمانة الوحيدة لاستقرار لبنان واستقلاله وضمان حريته وسيادته لأن ذلك يضع لبنان وسط محيط لا تكون ديمقراطية لبنان فيه مصدر قلق ولا تكون أنظمة الاستبداد فيه مصدر تدخل.
ختاما، تحية الى الدكتور سمير جعجع والى التيار السيادي في لبنان الذي سجن أنصاره وعذب ناشطاءه واغتيل قادته فتحول الى خط مواجهة أولى مع النظام من أجل نضالنا المشترك نحو الحرية في سوريا ولبنان. أعلم أن هذا المقال سيجر علي الكثير من الويلات لكني أعلم أيضا أن أعظم الجهاد هو قولة حق في حضرة سلطان جائر.
أسامة أدور موسى – كاتب صحافي وناشط حقوقي سوري
المصدر: فريق موقع القوات اللبنانية
__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:02 AM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke