كلمة صغيرة لكنّها كبيرة! دعوة للحوار الجدي و الجاد

[fouadzadieke]

كلمة صغيرة لكنّها كبيرة!


دعوة للحوار الجدي و الجاد

بقلم: فؤاد زاديكه

لا تكاد تلتقي أيّا من أبناء الكنائس المسيحية المختلفة و المتعددة, أو يسعفك الحظ بلقاء رجل دين من بعض هذه الكنائس إلا و تسمع منه قولا فيه كل الخير و الواقعية, يحدثك طويلا و بلهفة شديدة عن ضرورة الوحدة بين الكنائس, فيغمرك أمل كبير سرعان ما يتلاشى كسحاب دون أن تكون له نتائج على أرض الواقع.
هل يعقل أن ينادي الجميع و أقول الجميع بدون استثناء بفكرة الوحدة و تبقى الفرقة قائمة و يبقى التمزّق و التشرذم هو لسان الحال؟ هل يمكن قبول هذا الواقع؟ هل هناك أمور مستحيلة و وجهات نظر غير متقاربة البتة بين توجهات و إيمان هذه الكنائس تقف مانعاً في طريق تطبيق الوحدة المنشودة بين كنائسنا الكثيرة و الكثيرة جدا؟
إذا كان الجميع كما يقولون و ينادون يعملون من أجل الوحدة و يقيمون الصلوات في الكنائس و يحددون أسابيع لهذه المناسبة و الدعوة إليها و يريدون أن تتم هذه الوحدة فمن إذا يقف مانعا في تحقيق هذا الهدف؟ و ما هو المانع الكبير الذي ليس للبشر قدرة السيطرة عليه لكي تصير الكنيسة كما كانت واحدة منذ أيام المسيح و ما بعده بسنوات؟ لا أعتقد أن هذه الحيل باتت تنطلي على أبناء شعوب هذه الكنائس فهم تواقون إلى تحقيق ذلك لكن هل هم الرؤساء الدينيون الذين يقفون في وجه ذلك؟ و هل رغبتهم بالبقاء في كراسيهم هي الأهم؟ و إلى متى ستبقى الأنانية تنخر في عظم كنيستنا التي قال عنها الرب يسوع لبطرس الرسول: أنت الصخرة و على هذه الصخرة أبني كنيستي. لم يقل أبني كنائسي. و قال كونوا أنتم أيضا واحدا كما أنا و الآب واحد.
بعد هذه المداخلة البسيطة أحب أن أعرض هذه الفكرة للنقاش دون أن تكون هناك حساسيات أو تهجم أو توبيخ و الخ مهما اختلفت الآراء لأن اختلاف كنائسنا و تفرقها دليل واضح على أن لنا آراء مختلفة, ليس هذا هو المهم بل أن المهم:
ما هو برأيك المانع من تحقيق الوحدة بين الكنائس؟
هل السبب في ذلك هو جماعة المؤمنين أم القيادات العليا في جميع هذه الكنائس؟
هل ترى في بعض التقارب بين بعض الكنائس في السماح بالإكليل أو بالتعميد أو غيره من بعض الطقوس كافيا؟ أم أنها أمور روتينية لا يمكن أن تحقق سبيل الوحدة؟
ما هي أسباب الخلاف الكبيرة التي تمنع قيام مثل هذه الوحدة؟
أترك الباب مفتوحاً لأية أسئلة أخرى قد يرد المشاركون إضافتها على مجموع أسئلتي و لنناقش الموضوع بهدوء و روية هادفين من خلال ذلك إلى إلقاء الضوء على بعض أغلاطنا و هفواتنا و من لا يتدارك أغلاطه لا يتعلم الصواب و يسلكه. الرب يبارك كل من يدلي برأي أو يشارك بفكرة لكن بروح الوعي و المسئولية التامة و دون تهجم كما قلنا. ليكون حوارنا أخويا و محبا بسلام الرب و محبته.