Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الديني > المنتدى المسيحي > موضوعات متنوّعة

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 03-07-2008, 06:32 AM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 45,908
افتراضي هزيمة المثقفين والاكادميين السريان بقلم: المهندس نعمان صومي

هزيمة المثقفين والاكادميين السريان

بقلم: المهندس نعمان صومي

لايسرّني إذا خذلني من يؤمن بما كتبت، ولا اجزع إذا انتقدني البعض، وقد يلصق بي البعض كثير من الصفات كالجنون أو الكفر..لذا اقول: اذا كانت محبة الشعب والامة جنون، فأنا مجنون، وإذا كانت محبة الكنيسة والعمل على تصحيح الأخطاء كفر، فانا كافر... لكن الذي اخشاه ان لا تصل هذه الكلمات إلى من قصدت، فأنا اخاطب اصحاب الرأي، وقُصاد الحق، ومحبي هذا الشعب المسكين، المظلوم لا طالبي السلطان والجاه.

فلنبدأ اذاً بمثقفي واكادمي شعينا.
فالمثقف ليس ملك نفسه فقط وانما هو ملك لكافة افراد امته وذلك من خلال موقعه الثقافي، والانسان الذي يدرك قيمة الاختيار لايختار إلا الخير، والخير لا يكون خيراً إلا اذا شمل الجميع. وان رفض الواقع المُذِل تمهيدا للعمل على ازالته هو اول الطريق نحو الاصلاح. ولا شك ان الواقع المزري الذي يعيشه شعبنا ينذر بكارثة وخيمة مقبلة علينا ولا يمكن تفاديها او تخفيف اثارها إلا اذا انتبه اليها المسؤولون والمعنيون ومحبوا هذا الشعب وقاموا باتخاذ الاجراءات اللازمة لمنعها. فما يحصل لشعبنا وخاصة في المهجر والعراق ما هو إلا البداية، والقادم اعظم..
ـ فما الفائده اذا كان الخطأ والتقصير والتخلف موجودين ولا نعمل على ازالتهم
ـ ما الفائده اذا كانت الكارثة قادمة ولا نحاول تفاديها
ـ ما الفائده اذا كان بين ابناء هذا الشعب مثقفون واكادميون و خبراء ولكنهم صامتون لا بل متفرجون.
فطوال السنين الماضية لابد من الاعتراف بان الاشرار قد نجحوا الى حد كبير في حربهم ضد مصالح شعبنا، لكن المصيبة ليست في حرب هؤلاء وانما في صمت المثقفين والاكادميين بيننا. فمثقفي شعبنا انهزموا منذ زمن حين فضّلوا الصمت والخنوع على محاولات تصحيح الاخطاء، والتقوقع والانعزال والهروب بدلاً من المواجهة....(مع وجود قلة قليلة يعلو صوتها بين الحين والاخر رافضة الواقع الحالي)..
وهكذا ففي زمن الأزمات التي تمر بها المجتمعات، ينبثق الجدل حول دور المثقفين والاكادميين والشرفاء ومواقفهم.. فصمت المثقفين وسكوتهم على الخطأ يعتبر خيانة لشعوبهم واوطانهم وستأتي الكارثة يوما ما على رؤوسهم ورؤوس اولادهم مثلما قال القس الالماني مارتن ني مولر عن جرائم النازية ضد الشعب الالماني قبل وخلال الحرب العالمية الثانية في قصيدة جاء فيها.
في البدء جاؤوا إلى الشوعيين ـ ـ ـ فسكتُ لانني لم اكن شوعياً
ثم جاؤوا إلى اليهود ـ ـ ـ وسكتُ لاني لم اكن يهودياً
ثم جاؤوا إلى الكاثوليك ـ ـ ـ وسكتُ لأني كنت بروتستانتياً
واخير جاؤوا إليّ ـ ـ ـ وعندها لم يبقَ احد ليدافع عني.......
فالاشرار يكسبون جولات في حياتهم ولمصالحهم الشخصية ليس لانهم الاذكى والاقوى بل لان الأخرين هم الاضعف بصمتهم وخوفهم. لذلك علينا تقييم و ترتيب الامور من جديد، ولنبدأ بمرحلة اصلاح جذري لا بل بثورة اصلاح لهذا الترهل والوهن الذي اصاب الكثير من مواقفنا وعاداتنا واساليب حياتنا المعيشية والكنسية (لا اقصد الاصلاح الكنسي من حيث اللاهوت)... فعلينا توزيع الادوار من جديد بحيث لا يتدخل العلمانيون متطفلين في الدين ولا رجالات الدين في العلمانية، اما اذا اختلط الحابل بالنابل فهذا هو الخطأ بعينه وهو الخطر الحقيقي الذي علينا ان نتداركه.. فعلى سبيل المثال ظهرت في الاونة الاخيرة اخطاء ومشاكل كثيرة في مجتمعنا السرياني وكنيستنا وبقيت دون حل مرضي وقد فسّرها كل منا على هواه ورغباته مما احدث بلبلة بين ابناء شعبنا فمثلا:
لماذا انفصلت 56 عائلة سريانية في امريكا عن بطريركية انطاكيه للسريان الارثوذوكس ؟ وما قصتهم؟ ولماذا لم تُحل مشكلتهم ؟ ثم مشكلة المدعو (ابراهيم) من بلجيكا حيث تم تحريمه من قبل نيافة المطران حزائيل مطران بلجيكا، والمخجل في الأمر ان المدعو ابراهيم هدد بقتل نيافته مما اعطى لهذه الحادثة ابعادا ونتائج اثرت سلبا على شعبنا... فلماذا لا تعرض هكذا مشاكل على محكمة روحية، تابعة للكنيسة بحيث تقوم لجنة من هذه المحكمة (لجنة مكونة من محاميين وقضاة ولاهوتيين من ابناء شعبنا) بدراسة هكذا قضايا كي تعطي الحلول المناسبة لهكذا مشاكل... حينئذٍ لما تدخل الموقر الياس خلف من السويد بهكذا قضية مانحاً نفسه مرتبة مطران او صلاحيات بطريركية قائلا في التلفزيون السرياني: (الوهو مبارخ علو ابراهيم) ما معناه: الله يبارك على السيد ابراهيم ....فهذا القول ليس تدخلا في امور الدين فحسب بل تحديا لقرار نيافة المطران، لكن المصيبة تكمن في صمت رجال الدين على هكذا تدخلات، ثم تطرق السيد خلف إلى وحدة ابرشية المانيا وانه يرغب ان تبقى ابرشية المانية موحدة. لكنه نسي انه يعيش في السويد واسمحوا لي ان اتساءل لماذا تم تقسيم ابرشية السويد وتمت رسامة مطران ثاني (نيافة المطران بنيامين)؟ فهل تعيين مطران ثان للسويد كان خطأ؟ ثم انني ومثلي الكثيرون لسنا مع وحدة ابرشية المانيا فحسب لا بل نتطّلع ونحلم ببرلمان اعضاءه من خيرة ابناء شعبنا الذين يتميزون بالاخلاق الرفيعه والعلم والنزاهة والسمعة الطيبة و يكون هذا البرلمان ممثلا ومرآة لنا في كل المحافل المحلية والدولية. وقتها ندرك بأننا شعب يستحق الاحترام والتقديرمن الاخرين وان من افراد هذا الشعب من تُعقد عليه الآمال لدفع عجلة التطور نحو الامام. وانا اظن ان هذا البرلمان سوف يساهم في حل الكثير من مشاكلنا في المهجر والتي تزداد وتكبر يوما بعد يوم.


شيئ أخر يحزّ في النفس وهو: عندما صدر قرار عن السنادوس المقدس ينصّ على ان كل هيئة ابرشية تابعة للكنيسة السريانية تعفى من مهامها اذا مر عليها دورتان متتاليتان اي اربع سنين متتالية وكان هذا قرارا تاريخيا حضاريا وجريئاً على المستوى الكنسي.. ولكن للأسف هذا القرار لم ير النور لانه حدث بالخفاء وخلف الكواليس ما حدث، حيث تغيرالقرار وعاد اعضاء هيئة ابرشية المانيا سالمين منصورين إلى مناصبهم والسؤال الذي يطرح نفسه: كيف تم هذا، ولمصلحة من؟ ولماذا يتمسك ويستقتل اعضاء هيئة ابرشية المانيا للبقاء على هذه الكراسي؟ ولماذا تراجع السنادوس عن قراره؟ ولماذا تصدر القرارات اصلا إذا لم تطبق؟ وما جدواها في حال الغائها بدافع الاحراج والخجل؟ بالله عليكم اسعفونا بالجواب الشافي؟..... ( يقولون: وعند جهينة الخبر اليقين)...... لذا نقول مبروك لهيئة ابرشية المانيا لأنهم استطاعوا ان يغيّروا قرار السنادوس المقدس. ونقول لشعبنا المغلوب على امره انتظروا فهذه هي البداية، والقادم اعظم او كما يقولون: اول الرقص حنجلة....

لنأتي إلى قضية مال السريان او ميزانية الكنيسة.
بما ان المال وسيلة تهتز امامها الرؤوس وتنحني لرنينها الرقاب ويطمح اليها الكثير من المسؤولين في عالم اليوم ،لذلك علينا ان ننتبه إلى هذه المسألة جيدا، فسيد المجد المسيح تبارك اسمه كان على علم بمدى محبة الانسان للمال فقد رفع منزلته إلى درجة الاله بقوله: لا يستطيع المرء ان يعبد الهين الله و المال.
لذلك يجب انشاء بيت مال للسريان (ميزانية) او فتح بنك سرياني خاص بالكنيسة وليكن تحت اشراف البطريركية ويكون له فروع في دول تواجد شعبنا بحيث تجمع فيه كل اموال الكنيسة من اشتراكات وتبرعات المؤمنين من كل بقاع الارض وتقوم على ادارته لجنة ادارية وموظفون مختصون واقتصاديون من ابناء شعبنا يتقاضون رواتبهم مثل اي موظف في اي بنك ,ويقدمون للمحاسبة والمساءلة اذا ما تم تقصير ما او تم هدر بعض المال من قبلهم فالموظف يجب ان يكون على قدر الامانة والمسؤولية. ثم عن طريق هذا البنك (او بيت مال السريان او ميزانية الكنيسة) سيتم دراسة و تخصيص نفقات كل ابرشية على حدة.(فكم من الملايين تم هدرها دون دراسة او معرفة او لامبالاة والخسارة يعوضها دائما شعبنا المسكين..) , ثم يمكن ان تفتح مشاريع كثيرة ينتفع منها الشعب والكنيسة والوطن.. والخبراء و الاقتصاديون يستطيعون ان يدلوا بدلوهم ويقدموا اراءهم وافكارهم في هذا المجال.( فماذا لو سألنا انفسنا يوما ما هي ميزانية شعبنا او ما هي ميزانية كنيستنا اليوم فهل من جواب؟؟؟) فتعالوا معا وكل حسب موقعه لنحاول تصليح قطار شعبنا المعطل ونضعه على السكة الصحيحة للحضارة والرقي والازدهار، ثم لماذا لا يتم تحديد رواتب مناسبة لرجال الدين كل حسب وضعه المعيشي وحال البلد الذي يعيش فيه؟ ولا اظن بان رجال الدين سيعارضون هذه الفكرة (؟؟؟؟) لانهم باعوا هذه الدنيا وزهدوا فيها ورغبوا في الملكوت والاخرة وذلك بقلوبهم الصافيه ونزاهتهم اللامحدوده تيمناَ بتلاميذ السيد المسيح فهؤلاء لو ارادوا لاستطاعوا في زمنهم ان يكونوا اغنى من كل الملوك والسلاطين لكنهم كانوا يدركون بأنهم لن يأخذوا شيئا معهم من هذه الدنيا الفانية فقدّموا كل شيئ مجانا تماما مثلما اوصاهم السيد المسيح: مجانا اخذتم مجانا اعطوا. وعلى ضوء ما قاله المسيح فالمؤمن الذي يقوم بواجباته اتجاه الكنيسة مثلا يدفع اشتراكات الكنيسة (على سبيل المثال كانت كل عائلة في مدينة فيزبادن تدفع اشتراك سنوي مقداره 180 يورو عدا التبرعات وووو... ) فهذا المؤمن يستحق ان يحصل على كل اسرار الكنيسة المقدسة (من اكليل ومعمودية والخ....) بدون مقابل، فالذي يقبض (يتقاضى) او يدفع فلسا مقابل حصوله على هذه الاسرار فانه يخالف ما قاله السيد المسيح. وللأسف هذا ما يحصل الأن في كل ابرشيات كنيستنا المقدسة. من دون دفع (ما في اكليل ما في معمودية ما في ؟؟؟؟؟؟). فلماذا لا يصدر قرار من السنادوس المقدس ويعمّم على كل ابرشياتنا بحيث يحصل ابناء الكنيسة السريانية على اسرار الكنيسة المقدسة مجانا وهذا حق؟ اليس هذا ما قاله المسيح: مجانا اخذتم ومجانا اعطوا؟.

اما من ناحية تلفزيونات شعبنا. لا بد من الشكر الجزيل لكل هؤلاء الخييرين الذين سعوا وجاهدوا كي يكون لنا قنوات فضائيه خاصة بشعبنا اسوة بكثير من الشعوب كما نرجوا من ادارة التلفزيونات ان تغربل برامجها قبل عرضها كما نرجوا ان تكثر المحاضرات واللقاءات والندوات (وان امكن الافلام الهادفه) عن المآسي والمجازر والمذابح التي تعرض ويتعرض لها شعبنا لاننا اليوم بامس الحاجة الى تعاطف الشعوب الاخرى معنا. ثم لنسأل انفسنا ماذا فعلنا من اجل اخوننا في العراق وهم يُقتلون و يُذبحون ويُطهدون وتُسلب حقوقهم، بينما هم وهذا الكلام على لسان شمعون ابن مسعود الامزيزخي ( ومسعود كان القائد العسكري في عين ورد ايام مذابح 1914 (الفرمان)) حيث قال: عندما سمع اخواننا قي العراق بالمجازر والمذابح عام 1914 التي اقيمت ضد شعبنا في طور عبدين وكثير من المناطق الاخرى قاموا بجمع التبرعات وقدموها إلى شعبنا المنكوب و المفجوع وسوألي: ماذا فعلنا نحن لاجلهم اليوم؟.

المشكلة الاخرى هي فينا نحن ابناء هذا الشعب فكل منا يحضر إلى التلفزيون ويفرغ ما في جعبته صادقا كان ام لا، مصلحا كان ام مخربا، مؤمنا كان ام كافرا، دون حسيب او رقيب فمهما وكيفما سرد ليس هناك من يحاسبه على صحة ما يقول فلا من نقد ولا من مدح ولا من قدح، ذلك لان مثقفي واكادمي واخيار شعبنا فضّلوا الصمت والوقوف على الحياد فهكذا يزايد المزايدون مزايدة وراء مزايدة ويقابلها من مثقفينا واخيارنا وشرفاءنا تراجعا وراء تراجع حتى وصلنا إلى ما وصلنا اليه من التخلف والانحطاط على مستويي المجتمع و الكنيسة. وبنظرة بسيطة إلى واقعنا الحالي سنجد بان كنيستنا (ليس من ناحية اللاهوت) وشعبنا بكل اطيافه هم اليوم قابعون في قاع (اسفل) السلم الحضاري. لذلك نحن اليوم بامس الحاجة إلى ثورة اصلاح للكثير من عاداتنا البالية ومواقفنا وعلى مثقفينا ومفكرينا ان يستيقظوا من سباتهم العميق وينفذوا مهامهم و دورهم في ترقية منزلتنا الحضارية.
يقول دانتي: ان قاع جهنم محجوز لاؤلئك اللذين يقفون على الحياد عندما تتعرض القيم الانسانية للخطر ونحن ليست قيمنا الانسانية معرضة للخطر فحسب وانما وجودنا وكياننا كشعب. و ان المستقبل يصنعه العلم والعمل والعقل والقلم لا الاعتزال والصمت والانهزام.
اخشى ان تكون وطنية مثقفينا واكادميينا ومفكرينا قد افُسِدت، وتمارضت نفوسهم، وزاد خوفهم، وضاق افقهم مما دفع بسحابة التخلف والانحطاط لتستقر على مجتمعنا وها نحن نسير معهم يدا بيد الى التهلكة وعندها يكون قد أُسدل الستار على امنياتنا واحلامنا واصبحنا تائهين مشتتين في هذه الدنيا منتظرين بؤس المصير.
لذلك ارجوا ان تكون الفكرة قد وصلت إلى الضمائر الحية واصحاب القرار وان لا يطول الانتظار على تصحيح الأخطاء وان لا يحجم الأخيار وان لا يجبن اصحاب العقول النيره وان لا ينجح المزايدون في دفع العجلة إلى الوراء لاننا سندفع كلنا ثمن ذلك... وسوف يكون الثمن وقتها غاليا، لانني لا اتكلم عن قضية دين وانما عن قضية ومستقبل امة وان كنتم يا مثقفينا ويا اخيارنا غيارى على هذه الامة فانا اناشدكم بشرف هذه الامة ان تثبتوا لنا نحن القطيع المسكين بأنكم قد شعرتم بالخطر المحدق بشعبكم بما يكفي كي تدافعوا عنه وتباشروا بتصحيح الأخطاء وتأخذوا دوركم الحضاري في توعية وترقية هذه الشعب المشتت ودفع عجلة التطور إلى الامام. فااللهم اشهد انها دعوة حق يراد بها حق.....
ملاحظة: لقد تطرقت إلى مواضيع عدة متنوعة دفعة واحدة، و الشرح والتعليق على كل موضوع يحتاج إلى كثير من الصفحات و كثير من الجهد وكثير من المعرفة وكثير من الوقت وقد يمل القارئ من قراءتها كونه سمع عن هذه المواضيع كثيرا أو قراء عنها أو تكلم فيها فهي مشاكلنا جميعا ولا سيما في المهجر لذا إرتأيت الاختصار راجيا من المولى ان يكون قد الهمنى القدرة على ايضاحها. و تصبحون على وطن..

المهندس نعمان مراد صومي................ المانيا& فيزبادن.. 10.04.2008
__________________
fouad.hanna@online.de


التعديل الأخير تم بواسطة georgette ; 09-02-2010 الساعة 02:13 PM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 03-07-2008, 06:35 AM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 45,908
افتراضي رد المهندس فادي بشير

رد المهندس فادي بشير

الأخ نعمان، لقد هزّ مقالك (هزيمة المثقفين و الأكادميين السريان) مشاعر و أحاسيس الكثير من مثقفينا، ولقد استمعت صدفةً لرأي شابين جامعيين سريانيين كانا قد استقلا القطار الذي اقصده يوميا لعملي، وقد اعجبني نقاشهما عن مقالك هذا لذا اردتُ نشره كما سمعته مع إعطائهما اسماء مستعارة كي لا يصبّ المزاودون حمىّ غضبهم على هذين الشابين اللذين لا ذنب لهما سوى انهما تبادلا النقاش بكلّ صراحةٍ وعفوية دون علمهما بأنني افهمها، فقد كنت طيلة مدّة السفر أتظاهر بعدم إكتراثي بهما و بأنني منهمك في قراءة قصّة بعنوان (الصادق الكذّاب Der ehrliche Lügner) للكاتب الآرامي السوري الشهير رفيق الشامي، الذي يُعتبر من اشهر كتّاب القصّة باللغة الألمانية حاز على 13 جائزة لكنّه لللأسف فهو غير معروف عند الشعب السرياني فلم يُذكر في اية مجلة او تلفزيون سرياني، ربما لأنه من معلولا وبالنسبة لنا قد تكون اصغر قرية مهجورة في طور عابدين هي أعظم من كل المدن السريانية خارج (الطور...) المهم أعود لهذين الشابين وقد عرّفت اسميهما من تجاذب النقاش بجرجس الذي كان مليأً بحماس الشباب وعنفوانه والثاني عمانوئيل مرحٌ يحب النقد الساخر ولقد بدأ الحديث بالشكل التالي:
جرجس: هل رأيت! اليس كلام نعمان حقيقة واقعية بل كارثة السريان العصرية
عمانوئيل: هذا واقع شعبنا لكن هل يا ترى من حلّ؟
جرجس: لا حلّ الأ كما قال نعمان ثورة على جميع الأصعدة، ثورة اصلاح لكثير من عاداتنا البالية
عمانوئيل (مبتسماَ): جوجو انا اعرف بأن شفيعك و مثلك الأعلى هو القديس مار جرجس الذي يمكن ان نعتبره ابو الثّوار حيث ثار على الظلم و قتل التنين لكن زمانه فات.
جوجو: زمن الثورات لا يزول فلو اراد الشعب يوما الحياة فلا بد أن يستجيب القدر، و أنت ألا ندعوك بعامو (أي الشعب) فلمَ لا تجسّد ارادة الشعب السرياني فتحثه بعملٍ ما...
عامو: بل بالعكس فأنا أقول ما يجول في ذهن أغلب شبابنا المثقّف، ألسنا طلاب هندسة الكومبيوتر، ألا نعالج المشاكل استناداً للمنطق الرياضي دعنا نناقش مقال نعمان مستندين للمنطق الرياضي
جوجو: OK, لنبدأ من الحل فالمنطق يقول ان كان الحل موجود فعلينا أن نبدأ بتحليله أولاً ثم نعود للسبب (العلّة) عندها نستطيع اختيار أفضل الطرق الموؤدية للحل، و الحل الذي أعطاه نعمان هو الأمثل لواقعنا الحالي برأي.
عامو: لربما تغيير عاداتنا واقع حتميّ علينا أن نتداركه قبل فوات الأوان، لكنّه لا يتم بثورة، فعملية كهذه تبدأ بالبيت مروراً بنوادينا و انتهاءً بالكنيسة، و هذا يتطلب وقتاً طويلاً يفتقر له شعبنا حالياً
جوجو: فما الحل يا سقراط زمانك؟!!!
عامو: الثورات يا أبو الثوار، ثورات محلية كالتي قام بها شعب آزخ و عين ورد أيام الفرمان
جوجو: فنحن اذاً متفقين ان الحل الأمثل هو الثورة
عامو: نعمان اقترح ثورة شاملة على كّل الأصعدة، لكن بإعتقادي الأفضل هو ثورات (إضراب Streik أو إنتفاضات) عصيان محلية تقوم على خطأٍ معينٍ
جوجو: تعني عند وقوع السبب يكون الطريق الأفضل للحل ثورة فورية محلية.
عامو: نعم، فعندما تحدث أخطاء مثلما ذكر نعمان (تهميش قرار السنودس بل وضربه عرض الحائط) ينتج و يتشعب منها أخطاء أكثر كالتجاوزات التي حصلت في أبرشية ألمانيا و من بعدها انتخاب المجلس الملي في مدينة فيزبادن!!!
جوجو: بالطبع فما يولد بالخطأ يكبر و يترعرع فيصبح مصيبة، فهل تقصد إذاً انه كان على شعب فيزبادن أو ألمانيا القيام بحركةٍ ما
عامو: آها (هون حطّنا الجمّال)، فالكّل يعرف من كان وراء هذه الأخطاء كلها لكن الجميع (مطنّش) مثلما قالت فيروز (الشاويش مطنّش رئيس المخفر مطنّش دنيّ كلاّ صايرا تطنيش بتطنيش)
جوجو: و هذا ما جعل نعمان أن يصرخ بأعلى صوته قائلأً لمثقفينا كفاكم سكوتاً بل وأعتبر سكوتهم هذا خيانة لشعبهم
عامو: إنه من السهل جداً وضع اللوم و المسؤولية كلّها على الأكادميين السريان فلسان حالهم يقول ما دام الشاويش و حتى رئيس المخفر مطنّش فلماذا عليّ إذاً سماع ما لا يريدون هم سماعه.
جوجو: تارة تطالب بثورة وتارة تبحث عن حجج لصمتهم بل ونومهم أيضاً، انت مثل موج البحر مدّ و جذرٌ
عامو: هذا هو للأسف الصراع الداخلي الذي يعانيه كلّ منا اليوم
جوجو: كنّا متفقين على الحل، لكن قبل أن تفكر كيف تبدأ به تضع لنفسك الحجج حتى تستطيع التملّص من عواقب الفشل (الضئيلة الأحتمال)
عامو: أنا مازلت مع الثورة لكننا لسنا مهيئين بعد لها فكما قلنا الجميع يعلم علم اليقين من هم أولئك الذين يقفون وراء هذه التطاولات والتجاوزات لكن الكل متفرج ينطبق علينا عنوان كتاب هذا و أومأ بعينيه لجوجو قاصداً العنوان المكتوب على الكتاب الذي كنت اطالع به وتابع: فكلنا صادقون في الظاهر مع كنيستنا ونواديننا لكننا في داخلنا كاذبون حتى مع أنفسنا لذا يجب التعبئة والتحضير أولاً لهذه الانتفاضة بحيث
وهنا حمّلق بي عامو ثمّ أومأ لجوجو ثانيةً قائلا بصوتٍ خافتٍ: أعتقد أنه ليس سرياناً فشكله يشبه السريان لكن يبدو أنه لم يفهمنا، فردّ جوجو بثقة: لا لا ليس سريانياً فتابع عامو بصوتٍ لا يكاد يُسمع: عندما تقوم الملّة كّلها ودون الرجوع لمرجعياتنا الدينية قومةً واحدةَ في وجه المخربين...
وهنا احمرّ وجه جوجو فصاح: (حارو بيتو) هل تريد أن يحرموننا من الكنيسة
عامو: حتى جوجو أبو الثوار يهاب الحرمان، ألم تقل لو اراد الشعب يوما الحياة فلا بد أن يستجيب القدر(لذا لايمكن حرمان الكلّ)، ألم توافق نعمان في آرائه، فها هو لا يأبه بتكفيرهم، و لو اتفقت 100 عائلة في فيزبادن بالقيام بإضرابٍ عام تُعلّق فيها جميع مُشاركَاتِها الكَنَسية حتى يتمّ اللجوء للعقل والتفاهم بدل الجدال والشجار.
عدا عن ذلك إن الكنيسة لم تمنع أحداً أن يثور على الباطل وينصر الحق، صحيح أنها طبقاً لقول السيد المسيح لا تقاوم الشر، لكنها تصلي لأولئك الذين ينصفون العدل، فلماذا أعتبرت الكنيسة مار جرجس قديساً مع أنه قاوم الشرّ.
ألم يتابع شعب آزخ (أيام الفرمان) ثورتهم رغم حصولهم على رسائل من رؤوسائهم الروحيين بوقف مقاومتهم وتسليم أسلحتهم للدولة العثمانية فلماذ لم تحرمهم الكنيسة اذاً فيما بعد بل اعتبرتهم أبطال صناديد ولقد كتب العديد من الآباء الروحيين مقالات وكتب يصفون بها أعمال شعب آزخ البطوليّة
جوجو: سأردّ اليوم على مقال نعمان و سأطالب بثوراتٍ محليةٍ، ابتداءً من فيزبادن و لتكن انتخابات المجلس الملي سبباً لهذه الثورة، ألم تكن هذه الانتخابات مهزلةً ابتداءَ من تأجيلها مروراً بنتائجها و أنتهاءً بالإعتداء الذي حصل مؤخراً.
عامو: إن قمت لوحدك، ستنال كما سينال نعمان على ما أعتقد مئات الردود الرادعة، و لربما يعتبرك البعض هرطوقياً كما اعتبرت الكنيسة يوما ما غاليلو هرطوقياً وكما أجبرته على التخلي عن آرائه ستُجبر أنت يا جرجس بالتخلي عن رمحك
جوجو: وهل تريدني أن أبقى متفرجاً أو نائمأ و لربما منّوماً (تنويماً مغناطيساً)
وهنا ضحك عامووعيناه ممتلئتان بالدموع ضحكةً ساخرةً (و كأنّه يقول شرّ البلية ما يضحك). فأنَّبَه جوجوقائلاً: أنتَ تسخرُ من كلّ شئ حتى في مواضيع جديّة كهذه، هاقد وصلنا لدارمشتات (Darmstadt) هيا ننزل هل ستحضر محاضرة (Algo 2)
عامو: نعم و نستطيع بعدها الذهاب لمطعم الطلاب لتناول الغذاء... هيا ننزل قبل أن يكمل القطار سفره ...
نزل جرجس وعمانوئيل، فتنفستُ الصعداء وقلت في نفسي الحمد لله فلم أعد مُجبراً لسماع هذا الهُراء (هاه قال ثورة قال، شباب دمَّنْ حار)، وعندما أردت متابعة قراءة قصتي وقعت عيني على العنوان فتذكرت كلام عامو، وأحسستُ بعدها بنشوة الفرح لأنهما لم يكتشفا الخدعة التي انتحلتها فأيقنا بأنني لا أفهمها.
لم أستطع متابعة القراءة فكلما قرأتُ جملةً ردّتني أفكاري لنقاش جوجو و عامو، وفجأت ندمت على صدقي في كذبي فليتني شاركتهما حديثهما الشيق، آه ليتني قلتُ لعامو إن جرجس لن يُجبر عن التخلي عن رمحه (رمح الحق) فلقد سُرق منه خلسة عندما كان عامو نائماُ فبقي المسكين أعزل بدون سلاح يبحث لنفسه ولو على عصا ليردّ بها هذا الوحش (التنين) الهائج.
نعم لقد سُرق رمح أبو الثوار. وهنا تذكّرت فيلم مصري لمحمود ياسين يكون هو فيها إنسان ساذجاً و يصبح عسكرّياً و لسوء حظّه يحدث سرقة في المنطقة التي يكون فيها هو مناوباً فيعجز رؤوساؤه من بلاهته فيرسلونه لمنطقة الجيزة لحراسة الأهرامات، وفي أول ليالي مناوباته يُسرق الهرم الأكبر (خوفو) فيجنَ جنُونَهُ، ووضع في مشفى الأمراض العقلية وهناك علم الحقيقة من أصدقائه المجانين (العقلاء) النازلين معه في المشفى.
فهل من عاقلٍ (مجنون) يخبرنا من سرق خوفو و الرمح و ...
وأنت تريد بيت لمال السريان يا نعمان (خليها في القلب تجرح أحسن ما تطلع برى و تفضح).
آه ليتني شاركت جرجس وعمانوئيل دموعهما على الأقل و هنا حَسدّتُ أجدادنا وآباءنا على دموعهم فقد كانت كالتي ذكرها والدي في مقالٍ له بعنوان (دموع و دموع) إما دموع حزن أو فرح، أما هذه الدموع فهي غريبة عنهم لم يعرفوها، إنها دموع الهزيمة والخنوع دموع الصمت و الخشوع، دموع تكوي القلب قبل أن تخرج من المقلة، دموع تقبض الأنفاس فتسكتُ الحنجرة.
و فجأة سمعتُ صوت مفتش القطار يقول: إنها المحطة الأخيرة يا سيدي نحن في مدينة آشافنبورغ(Aschaffenburg)، فقلت بذعر ماذا!؟ كان عليّ أن أنزل في محطّة كرانيخشتاين(Kranichstein)، فقال المفتش: لقد فاتت المحطّة من زمان فهل كنّت نائماً، فقلتُ في قلبي حتى أنت، نعم يا سيدي كنتُ نائماً أحلم بمستقبلٍ أفضل لأولادنا، يجد فيه عامو رمح جرجس المسلوب فيقضي فيه على التنين... ألم يكتب نعمان مقالأ بعنوان (دعنا نحلم) فما دمنا نائمون فدعونا على الأقل نحلم...

مهندس المعلوماتية: فادي بشير فيزبادن-ألمانيا 22.06.2008
__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 03-07-2008, 08:20 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 45,908
افتراضي قد وَضُحَ الكلامُ. ردّ شعري على الموضوع المنشور هنا

لقد أرسل لي الصديق المهندس فادي بشير ابن صديقنا و أستاذنا المحامي عبد الكريم بشير بريداً الكترونيّا يعرض عليّ أن أضيف ردّاً على هذا الموضوع الذي نشره المهندس (نعمان صومي) في موقع القامشلي فاعتذرت قائلا لست من روّاد موقع القامشلي و أعلنت له عن تعذّر ذلك فارتأى أن أقوم بنشر الموضوع عندنا هنا في الموقع بعد موافقة صاحبه و طلب منّي المهندس (فادي) أن أبدي رأيي في مضمون الموضوع و لدى الاطلاع عليه و فهم محتواه و الأهداف النبيلة التي دفعت الكاتب الغيور على مصلحة أمته و كنيسته و شعبه فإني لم أر فيه أية نواقص أو عيوب كما أنه ليست لدي أية اعتراضات عليه بل إني معه قلباً و قالباً فمن يخشى من النقد يؤكد أنه على خطأ. أحيّي غيرة مهندسينا الأستاذ (نعمان) كاتب المقال و الأستاذ (فادي) المشارك في مداخلته الجميلة و الشيّقة و التي جاءت على شكل حوارية لطيفة واعية و هادفة استسغتها من أول حرف فيها إلى آخر حروفها التي تألقت معنى و وعياً و فهماً. إنّ بعض الهفوات و النواقص و العيوب التي نخرت في جسد كنيستنا يجب التخلص منها بسرعة و بغيرة صادقة و عمل مثمر دؤوب. سمحتُ لنفسي أن أشارك في قصيدة نظمتها بهذا الخصوص اليوم سأقوم بتثبيتها هنا راجياً أن يكون فيها الردّ الشافي و الواضح على مضمون الموضوع الذي أراه جريئاً و هامّا و مَن يسمح لنفسه بأن يتّهم الكاتب الرائع المهندس (نعمان) بالكفر أو الجنون أو الزندقة فإنما هو الشخص الذي يجمع كل هذه الصفات دفعة واحدة. كفانا خوفاً.. كفانا نفاقاً.. كفانا تمييعاً و سكوتاً و حتى كذباً. لقد آن الآوان لأن تشرق شمس جديدة تعطي وجهاً مليحا لهذه الكنيسة القديمة و الجديرة بأن نفعل من أجل سلامتها كلّ شيء و قد قمتُ بتثبيت الموضوع و أتمنى أن أقرأ رداً على مشاركتي هذه من المهندسين الأستاذ نعمان و الأستاذ فادي إذ سأسعد بذلك:


قد وَضُحَ الكلامُ

(نعمانُ)* قد وَضُحَ الكلامُ و لم يَعُدْ
مِنْ منطقٍ نخشى. كشفتَ عيوبَنا

فلقد وضعتَ يديكَ فوقَ جراحِنا
و أثرتَ مِنْ شجنٍ يهزُّ قلوبَنا.

(نعمانُ) بارككَ المسيحُ فلا أرى
فيما ذكرتَ سوى نشرتَ ذنوبَنا

و رَغِبْتَ أن تُشفى بقدرةِ قادرٍ
نامتْ عيونٌ أرّقتْ أجفانَنا.

أهلا بهذا المدِّ ممّا قد روى
قحلاً ببستانٍ, و طَيّبَ شُرْبَنا

إنّي أوافقُكَ الكلامَ جميعَهُ
فيهِ العزاءُ لمُحزنٍ قد شابَنا

إنّي أوافقُ لا أرى غيرَ الذي
فيه انبعاثُ الخيرِ يُسعِدُ قلبنَا

لو شئتُ أكتبُ لي مُداخلةً هنا
لا أستحي قولاً سننسخُ قَبلنَا.

و رأيتُ (فادي)** مُبدعاً في ردّهِ
هذا الذي أثرى, و حرّكَ حِسّنَا.

في أمّتي فكرٌ يحلّقُ راغباً
في ثورةٍ تجتاحُ مِنّا وضعَنَا

حتّى تُعَدِّلَ في اعوجاجِ أصابَنَا
حتّى تُحَرِّرَ من جمودٍ فِكرَنَا.

أبدعتَ يا (نعمانُ) إنّكَ واثقٌ
ممّا تقولُ و صادقٌ قد زادَنَا

هذا المقالُ مرارةً و تألّماً
هل نقوى يوماً أنْ نُكَسِّرَ قَيدَنا؟

خيرُ الكلامِ قليلُهُ و مُفيدُهُ
فلقد جمعتَ المِيزتينِ. أنَرْتَنَا!

زِدنا بهاءً في تألّقِكَ الذي
جمعَ المحبّةَ مؤمناً أحيا بِنَا

هذا الشّعورَ المُنتقى مِنْ طِيبِهِ
بُوركتَ يا (نعمانُ). حَرِّكْ عقلّنَا!

هذا الكلامُ العذبُ نُطلقُهُ معاً
في ثورةٍ تقوى و تأتي خيرَنَا

لا نخشى مِمّنْ قد يزايدُ جاهلاً.
فأرٌ صغيرٌ ليس يُدركُ وَعيَنا

لا تخشى مِمّنْ يلتقيكَ مُهاجماً
قد قلتَ صدقاً عانَنَا و أعانَنَا

لا. ليس كفراً ما عرضتَهُ شارحاً
ليس الجنونُ و إنّا نُعلنُ دعمَنَا.

قولٌ تألّقَ مُبدِعاً في روحِهِ
أسعدتَنَا أطرَبْتَنَا أفرَحْتَنَا!


__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 03-07-2008, 10:54 PM
Fadi Fadi غير متواجد حالياً
Titanium Member
 
تاريخ التسجيل: Jul 2005
المشاركات: 995
افتراضي

الأخ والزميل القدير نعمان


بعد التحية والسلام المقرونين بخالص المودة والاحترام لشخصك الكريم اسمح لي أن اسجل بادىء ذي بدء كلمة تقدير وإعجاب بالأفكار والرؤى التي هطل بها قلمك المدرار تعبيرا ً عما يعتمل في صدرك من حب لكنيستك وشعبك مدفوعا ً بحرص ٍعلى ازدهارها ورفعته.


لا لست مجنونا ً بل حاشاك ... كلا لن نتهمك بالكفر ولا يُعقل ذاك.
أنت صوت صادق ينادي بحثا ً عن الحقيقة وناقوس تخترق دقاته جدران الصمت واللامبالاة.



لكن وإن كنت اتفق معك في عدة أمور أشرت لها أو ذكرتها في بيان الهزيمة والانكسار الذي جيّرته بحق مثقفي شعبنا، أرجو أن تسمح لي أن ادعوك للوقوف معي ومع الخيرين من ابناء الكنيسة في خندق الصمود بدل الهزيمة وللتموضع في جبهة الدفاع والانبعاث بدل القنوط والانكسار ولنتمترس جميعنا خلف إيمان راسخ وعزيمة صلبة حاملين شعلة أمل لايخبو بحيوية الفكر والكلمة وقدرتهما الجبارة إذا ماتوفرت لهما أرضية التفاؤل الصلبة وتربة الإرادة الخيرة.


كنيستنا ومعها شعبنا الطيب كانا عبر العصور وليومنا هذا ينتقلان من تحدٍ لآخر ومن معركة لأخرى وهذا التشاؤم واليأس الذي يعتريك ومعك الكثيرون ليس إلا نتاج إرهاصات مرحلة المواجهة القادمة هذه المواجهة التي تفرضها على كنيستنا وشعبنا شروط جديدة ومناخات لم يعرفاها من قبل .والمواجهة هنا لا تقتضي بالضرورة وجود نّدين أو خصمين أو فريقين " كما تبدو للوهلة الأولى صورة الكنيسة اليوم " وهذان الفريقان يتنازعان حق توجيه دفة القيادة بحجة امتلاك بوصلة الاتجاه الصحيح ..... لا .. إن المواجهة هي قبل كل شيء مواجهة مع الذات ودعنا ننظر إليها على أنها فرصة حقيقية للنقد الذاتي والتقييم الموضوعي لمقتضيات المرحلة وإيجاد السبل الناجعة لتجاوز التيارات المختلفة وتقويم الإعوجاجات.
كل هذا وذاك ينبغي لا بل يجب أن يتم تحت مظلة مشتركة وفي مناخ من قبول الآخر بعيدا ً عن الاتهام والاتهام المتبادل مع مايرافقه من أجواء الازدراء والتكفير ونسج القصص وتهويل الأمور الأمر الذي يعكس لديك ولدى الكثيرين عوارض هزيمة وانكسار ويأس من مستقبل ٍ يرسمه هؤلاء أو يخطط له اولئك.



مع ما أوردته يا أخي نعمان من حوادث متفرقة وامثلة بعينها إلا أن مقالك الكريم لبس صيغة التعميم وصبغ المشهد العام بلون داكن وهو ما أقف عنده موقفا ً اسمح لي فيه أن أرفض تماما ً فكرة عكس ِ واقع محدود على طبيعة مرحلة واعطاء بعض السلبيات حجما ً أكبر من حجمها الطبيعي بحيث تظهر صورة الوضع قاتمة ككل مع ماتحمله الإشارة إلى هذه السلبيات بهذا التعميم من تجن ٍ على نجاحات وإنجازات مهمة هي القاعدة والأغلبية وما سواها استثناء وأقلية.


ولكي لا أتهم بالتنظير والمواربة اعترف معك أخي نعمان بوجود تجاوزات خطيرة وأخطاء متراكمة رهيبة تعتري واقع الحال اليوم في بعض مفاصل المؤسستين الدينية والاجتماعية ويقف خلفها من وجهة نظر كل طرف الطرف الآخر طبعا ً، فيما أرى من وجهة نظري الشخصية أن من يقف خلف هذه التجاوزات وتلك الأخطاء بالمحصلة هو كلا الطرفين معا ً وأي رؤية للحل والإصلاح ستنطلق من تحميل طرف بعينه مسؤولية الخلل هي رؤية عقيمة لن تنجب حلول وبداية غير موفقة لن تصل بنا لنهاية جيدة.


علاج المشكلة يبدأ من تشخيصها ودراسة اسبابها وليس الضياع مسبقا ً في تفاصيل نتائجها .

ينبغي أولاً الاعتراف بالآخر مع كل مايحمله هذا الاعتراف من الإقرار بأن هذا الآخر مختلف والاختلاف هنا يعني بالتأكيد التمايز وليس التنافر ... نعم نحن متمايزون ومن هذا التمايز دعونا نستمد غنى وتنوع وليس انشقاقات وتقوقع ... نعم شعبنا متعدد المشارب والبيئات الاجتماعية وقد ترك هذا الأمر وسيبقى يترك بصمته الواضحة في سلوكياتنا ونظرتنا للأمور وسيبقى المرء منا يتعاطف وينصر أخاه طبعا ً اذا كان الأمر يقتضي تمايزا ً عن ابن العم ولا ضير في ذلك طالما جيرناه في خدمة الهدف المشترك وطوعناه ليكون مصدر تقارب وتناغم لا مبعث عصبية وتحزب.


نعم نحن من منبت واحد ولكننا متمايزون وهذا التمايز يتطلب لامركزية تفتقدها المؤسستين الدينية والاجتماعية أو لا تكفلاها بالشكل المطلوب الذي يجعل من تمايزنا عنصر التقاء وليس شكلا ً من اشكال هيمنة فئة على أخرى ومصادرة حقها في الاستقلالية المنضبطة.


كنيستنا لم تعد تلك الكنيسة المحلية فلقد اصبحت كنيسة عالمية بامتياز وهذه النقلة النوعية تتطلب نقلة موازية ومماثلة في الفكر والنهج ولن يجر التمسك بالأطر والممارسات القديمة التي لم تعد تتناسب ومتطلبات المرحلة الجديدة سوى الى المزيد من التخبط والضياع في النتائج وتفاصيلها.


لا ينبغي التشكيك بالنوايا الطيبة الموجودة لدى الجميع ولو اختلفت الأساليب والرؤى ولا يصح ابدا ً منطق وضع البعض في خانة الأشرار والمخربين أوالمسيطرين كما لايليق بتاتا ً التهجم على الرموز والمقامات مهما كانت الدوافع والأسباب وفي جميع الحالات يجب أن يطغى الحوار العقلاني والمتزن الذي ينبغي على قنواتنا ووسائلنا الإعلامية أن تكفله وتدعو إليه وتصونه بدل أن تؤججه وتتعامل معه كمادة للتناطح وصب الزيت على النار وهنا نهيب بمؤسساتنا الإعلامية أن ترتقي بادائها وتبذل ما بوسعها للإنتقال أخيرا ً الى مستوى الإعلام الاحترافي وكفانا هذه الارتجالية واستسهال الأمور وليعلموا أن في أعناقهم مسؤولية تاريخية تقتضي اختيار الكوادر المؤهلة أو على الأقل تأهيل الكوادر الموجودة لتقديم رسالة إعلامية هادفة نحن بأحوج مانكون إليها في عصر العولمة والقرية الكونية.


بخصوص الأفكار التي أوردتها أخي نعمان وما حملته من نقد في طريقة تعاطي الكنيسة مع الأمور الرعوية والإدارية والمالية فأرى أن الأمور نسبية ويختلف تقييمها بحسب الأمكنة والظروف وكل هذه الأفكار وغيرها لاينبغي التساهل في التعاطي معها أو إدراجها في قائمة الحلول الجاهزة والوسائل المناسبة قبل تقليبها وتمحيصها من قبل أصحاب الشأن والخبرة والمقدرة ضمن إطار اللامركزية التي تكفل الحل المناسب في المكان المناسب وبالأساليب المناسبة وفقا ً للمعطيات والأرضية التي تضمن نجاعة الحلول.


أقدر فيك غيرتك وحميتك يا استاذ نعمان أيما تقدير وهي إن دلت على شيئ إنما تدل على نبل غايتك وصدق رسالتك التي تريد إيصالها وادعوك أن تتيقن معي أن نصف الكأس المملوء هو ما ينبغي أن نفكر فيه وننطلق منه بينما نعمل سوية ويدا ً بيد على ملىء النصف الآخر .


تحياتي
__________________
المهندس فادي حنا توما
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:34 AM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke