Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الادبي > نبض الشعر > مثبت خاص بفؤاد زاديكه > خاص بمقالات و خواطر و قصص فؤاد زاديكه

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11-10-2014, 11:13 AM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 47,026
افتراضي مَنْ أوجد داعش؟ بقلم: فؤاد زاديكه

مَنْ أوجد داعش؟

بقلم: فؤاد زاديكه

إنّ تنظيم داعش الإرهابي لم ينشأ في المنطقة العربية من فراغ, فهناك مؤشرات و دلائل كثيرة تثبت تورّط بعض الدول العربية و الأجنبية بإنشاء هذا التنظيم و بالمساعدة على مدّه و انتشاره, و قد كان بالطبع لهذه الفكرة دوافع واضحة سوف نتطرّق إليها في مقالتنا هذه.
عندما قام نظام بشار الأسد في سورية, و من قبله نظام أبيه حافظ الأسد, و المعروف عنه أنه نظام طائفي يقوم على أساس ولاية الفقيه الإيرانية, صار يخطط لتقوية النفوذ الإيراني في سورية و كلّ شخص يعرف سورية اليوم يصبح على يقين بأنها أصبحت مستعمرة إيرانية بكلّ الدقة و الأمانة لهذا التوصيف, فإيران تسيطر على مفاصل النظام السياسية و العسكرية و الاقتصادية و الدينية و الاجتماعية و هي توجهه لتنفيذ أجنداتها في المنطقة العربية. و كذلك لاستخدامه كورقة ضغط في موضوع برنامجها النووي المعروف. من أجل هذا استماتت إيران في إبقاء الأسد على رأس النظام كحليف استراتيجي لها, فزادت نقمة الشعب السوري من الطوائف الأخرى المهمّشة و خاصة السنيّة فقامت انتفاضة و ثورة حقيقية بوجه هذا النظام المجرم و الإرهابي الذي سرق سورية و ارتكب بها مجازر لن ينساها التاريخ و سيذكرها جيداً جيلا بعد جيل.

عندما زاد قمع النظام لثورة الشعب المسالمة و لم يكترث بنداءاتها و لا بمطالبها من باب شعوره بأن سنوات القمع الطويلة, التي مارسها ضد شعبه قد قضت على كل آماله و طموحاته أو رغبته في الانتفاض يوما ما ضده, إنّ سنوات القهر و الكبت الطويلة و المعقدة التي قام بها هذا النظام العلوي العنصري ضد الشعب السوري جعل مشاعر العداء لهذا النظام تزداد يوما بعد آخر فزاد غليان الشارع و عندما بدأت ثورات الربيع العربي بالظهور كان الجو في سورية مهيئاً لذلك, بسبب كل هذه السلوكيات السيئة و المقيتة و الظالمة و العدائية من قبل النظام ضد شعبه.

لم يستفد النظام الغبي من دروس و تجارب الزعماء الآخرين و ظنّ أنه و بسيطرته على الجيش كجيش عقائدي حزبي بعثي يدين بالولاء لهذا النظام و ليس للشعب, و كذلك على أجهزة مخابراته القمعية التي هيأها لمثل هذه الحالات, مستعينا بالدعمين الروسي و الإيراني, اعتقد بأنه سيكون قادرا و بسهولة على القضاء على الثورة الشعبية كما كان يظهر له مجموع العشرة الكبار من زعماء الطائفة العلوية الذين يتحكمون بكل قرارات الدولة و ما بشار الأسد سوى لعبة بيدهم, و يسمى هذا المجلس بمجلس العقلاء! نعم لم يستفد من كل ما جرى في البلدان الأخرى فاستمر في تجاهله لنداء الشعب و مطالبه و تعالى على أن يتظاهر بمظهر الضعف فشد من جبروته أكثر و زاد في طغيانه و تعنته و بدأ بقصف الشعب بمختلف الأسلحة و منها المحرمة دولياً.
هذا الموقف قوّى من جانب الشعور بالعداء من قبل السني تجاه العلوي و هذا الذي دفع الكثير منهم إلى التعاون مع جهات متطرفة أو التزام جانب العنف كرد انتقامي على ما فعله و يفعله هذا النظام الحليف لإيران في المنطقة العربية, و خاصة عندما دخلت على الخط ميليشيات شيعية مقاتلة من لبنان و العراق و البحرين و اليمن و تركيا لكي تحارب إلى جانب النظام.
و على الصعيد الآخر ما قام به نظام المالكي في العراق و هو نفس النظام في سورية فهو قائم على أساس طائفي عنصري و هو من أقوى حلفاء إيران بالمنطقة, حيث قام باعتداءات كثيرة على السنة و قتل منهم و هجرهم و استغل نفوذه و ميليشياته الخاصة التي أنشأها للدفاع عنه و لضرب سنة العراق و لدعم موقف إيران في المنطقة. هذا الآخر ساعد على تهيئة حاضنة لداعش في كل من العراق و سورية و خاصة حيث يدعم النظام التركي و قطر نظام الإخوان المسلمين و هو ذات النهج التكفيري الجهادي و ما نراه في مصر بعد سقوط مرسي يؤكد صحة ما نقوله.
إنّ تركيا تلعب على وترين هامين بالنسبة لها أولهما أنها راعية للإخوان و داعمة لهم في كل مكان و ما داعش سوى نظام الإخوان بذراعه العسكرية مثل حماس, و قد سعت لتقوية نفوذ داعش لضرب النظام السوري, و أما الوتر الآخر الذي لعبت و تلعب عليه تركيا فهو محاولة القضاء على الأكراد في تركيا و سورية و العراق كي لا تظهر لهم دولة و كيان سياسي مستقل في يوم ما. إن سكوت تركيا على تغلغل نفوذ داعش في بلدة عين العرب (كوباني) ما هو إلاّ الدليل على ذلك, فالتنظيم صار على بعد كيلو مترات من حدود تركيا و أعتقد أنه لا خوف لتركيا من داعش لأنه حليفها فقبل أيام قليلة وصفهم الإرهابي الأكبر أردوغان بأنهم جهاديون.

ملخص القول و من زاوية النظر لما يجري في كل من سورية و العراق فإنه يمكن استخلاص نتيجة واضحة و معقولة هي أن داعش جاءت بدعم تركي قطري و بأسباب ظلم و إجرام و عنصرية كل من بشار الأسد في سورية و المالكي في العراق, كما أن السعودية زعيمة السنة في العالم, تدخل على هذا الخط كحليف غير ظاهر لداعش السنية من أجل خلق توازن بينها و بين إيران زعيمة الشيعة في العالم و خاصة المنطقة العربية و الخليج. إنّ من أوجد داعش و دعمه هو أطراف معروفة و لأجل أجندة معينة لديها, و لولا هذا الدعم لداعش من قبل هؤلاء و على الأخص تركيا لما تمكن من الاستمرار و لا المقاومة على هذا النحو العنيف و هناك دعم تركي لداعش على مختلف الأصعدة و مهما حاول نائب الرئيس الأمريكي التراجع عن الاعتذار لتركيا و السعودية لدعمهما لداعش فهذه حقيقة واضحة و اعتذاره لهما جاء من باب كسب الود فهو يعرف حق المعرفة بأن تركيا و السعودية هما وراء داعش, كما هي قطر وراء جبهة النصرة.

إنّ الغبن الحاصل من تجاهل واحدة من فئات المجتمع الواحد أو أكثر من فئة، يجعل الشعور بالغبن لدى هذهالفئة موجودا و قد يكبر متى زادت الأمور عن حدّها بشكلسلبيّ، و من الممكن أن يتحوّل الشعور بالغبن هذا إلى رغبة بالانتقام أو الثأر أو للتعاون مع أية مجموعة يمكن أن تزيل هذا الشعور بالخوف و الغبن و الاحباط، و هكذا تتحول هذه الفئة إلى بيئة حاضنة لمجموعة ما يرون بها خلاصا من هذا الظلم و القهر والاستبداد و الاقصاء و هذا ما رأيناه بوضوح في المجتمعات ذات الأغلبية السنيّة في كلّ من العراق و سورية حيث تعاونت مع داعش من أجل التخلص من ظلم نظامي بشار في سوريا و المالكي في العراق و كلاهما نظام علوي _ شيعي طائفي، عملا بمقولة عدو عدوي صديقي و هذا ما جرى في الرقة و دير الزور و البوكمال السورية أو في الرمادي و الفلوجة و الأنبار العراقية، جراء التهميش المقصود و المخطط للطائفة السنية و لأقليات أخرى في هاتين الدولتين.
__________________
fouad.hanna@online.de


التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 13-10-2014 الساعة 11:03 AM
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:33 AM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke