Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الديني > المنتدى المسيحي > موضوعات متنوّعة

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 14-12-2007, 10:59 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 45,761
افتراضي الحقد الدفين في تعذيب و قتل المسيحيين 2 بقلم: فؤاد زاديكه

الحقد الدفين
في تعذيب و قتل المسيحيين


2



إن العشائر العربيّة حامت على العوائل المسيحية سواء السريانية و الأرمنية و الآشورية والكلدانية عندما هربت من الموت الكردي والتركي في تركيا صاحبة التاريخ الأسود في أحداث سفر برلك عام 1914. إن هذه العشائر العربية قدمت لتلك العوائل المهاجرة والمشردة من بلدانها يد العون واحتضنتها ولم تبخل عليها بشيء, ونذكر هنا من تلك الحوادث أو الأحداث حادثة حماية قبيلة الجبور للمسيحيين وإيوائهم والذين اتخذوا من قرية (طابان) مركز قبيلة الجبور مقرا لهم والعيش في كنف هذه القبيلة الكريمة الأصل والتزمت القبيلة بحمايتهم وأرسلت معهم حامية أرسلتهم إلى العراق حيث كانت أقسام من عوائلهم تقيم هناك وبناء على رغبة من هذه العائلات المسيحية ونشكر بذلك الشيخ مسلط باشا ابن أخيه فكاك الذي كان يتزعم القافلة وقد قدم روحه تضحية عندما اعترضت القافلة مجموعة إرهابية فامتزج الدم العربي بالدم المسيحي. وقد تزوّج الكثير من العرب من أرمنيات وعشن كزوجات مخلصات. إننا نعتزّ بهذه الشيم والأخلاق الكريمة والأصيلة التي يتمتع بها إخوتنا العرب ولا يزالون يحافظون عليها. فنحن لم نشعر في أي يوم من الأيام بأية مشاعر خوف من قبل العرب ولا مظاهر عدائية وحتى لو وجدت فإنها كانت على نطاق فردي محمود وهذا يحصل لدى الجميع دون استثناء. كما أن الأكراد اليزيديين ـ على خلاف أكراد السنة ـ فإنهم مثل الأرمن لم ينخرطوا في صفوف الجيش التركي وامتنعوا عن ذلك فيما قام أكراد السنة بما قاموا به من مجازر بحق الشعب المسيحي في تلك الأيام. إنّ الأكراد اليزيدية دافعوا عن المسيحيين الأرمن وكانت لهم مواقف مشرفة لن ينساها التاريخ لهم بل سيذكرها بفخر وبكل شرف. وقصة دفاع حمو شرو في مناطق سنجار العراقية عن الأرمن والتضحية بمستقبله وعشيرته ومصير شعبه من أجل الحفاظ على الأرمن ورفض تسليمهم إلى السلطات التركية التي حاربته من أجل ذلك واضحة ومعروفة في التاريخ وشواهدها بيّنة للعيان من خلال ما تبقى من علاقات بين تلك العوائل واليزيديين الذين دفعوا كذلك أثمانا باهظة من جراء تعديات الميركور الراوندوزي (محمد باشا والمعروف بالأمير الأعمى) عليهم وإبادة الآلاف منهم.



التعذيب و أسبابه



من المؤكد أن التعذيب كوسيلة لقمع إرادة الناس و القضاء عليهم و التخلص منهم لأسباب كثيرة كانت منذ بدء التاريخ البشري, و قد بدأت بعملية قتل قايين لأخيه هابيل كأول جريمة بالاعتماد على المصادر الدينيّة. و التعذيب عمل إجرامي و غير إنساني و غير أخلاقي يمارسه شخص أو فئة ضد شخص أو فئة أو مجموعة من الناس بدافع الحقد الأعمى و الكراهية التي تعمي بصر و بصيرة المعتدين القائمين على نشر التعذيب و القيام به كعمل انتقامي شنيع يغضب الله و البشر و القوانين الوضعيّة و الأخلاق البشريّة.
رافق التعذيب كمنهج سير حياة المجتمعات و قد أخذ أشكالا مختلفة و طرقا متعددة و متنوّعة, و كلّما كان الحقد المتمكّن من المعتدي نحو المعتدى عليه أشدّ و أكثر لؤماً كلما كانت أساليب التعذيب أفظع انتقاماً و شراسةً و نتيجة سيئةً, و ممّا يلاحظ من دراسة سير التاريخ و أحوال أحداثه أنّ سبب التعذيب أو الداعي له تكون على الغالب أحقاد أو اختلاف في وجهات النظر الإنسانيّة للحياة بين الناس من خلال انتمائها الديني أو العرقي أو القومي أو الطائفي أو المذهبي أو السياسي أو الاجتماعي الخ.. و التعذيب تعريفا يمكن القول أنّه تعدّ على حريّة الأشخاص الفرديّة و قهر إرادتهم بطرق العنف من خلال استخدام أدوات و أغراض مؤذية تلحق الضّرر بنفوس و أجساد الأشخاص الممارس ضدّهم هذا الأسلوب من أجل تطويعهم أو ثنيهم عن معتقدهم أو قناعتهم أو للانتقام كسبب جوهري كما سنرى.
كانت الخلافات الدينيّة في الزمن القديم تلعب دوراً في أسباب حصول التعذيب و قد سيطرت اليوم حالة جديدة إذ يكون السبب السياسي الأكثر شيوعاً في هذا المجال, و من المعلوم أنّ هذه الأساليب الوحشية تظهر أكثر في البلدان التي تخضع لأنظمة حكم شمولية أو أصوليّة لا تقبل بالتعدّدية من أيّ نوع كان و تسمح لنفسها بفرض سيطرتها عن طريق ممارسة العنف و الإكراه و الطرق غير المشروعة أو المسموح بها دوليّاً. و قد أنشئت في السنوات الأخيرة منظمات حقوقيّة كثيرة في بلدان كثيرة من العالم بقصد حماية حقوق الناس في هذه البلدان و بلدان العالم الأخرى و من أجل الدفاع عن هذه الحقوق غير أن هذه الخطوة لم توقف العنف و لم تمنع استخدام أساليب التعذيب ضد الخصوم المفترضين لهذه الأنظمة أو الفئات من المجتمع.
الإنسان قيمة حضارية و أخلاقية بل هو من أسمى القيم التي خلقها الرب في هذا الكون و ينبغي على الجميع أن يحافظوا على قدسية هذه القيمة (من وجهة النظر المفترض أن تكون) فلا تتعرّض للإهانة و العبوديّة أو للعنف و التعذيب و القهر و التهجير و التطهير العرقي البغيض و التعديات الأخرى على اختلاف أنواعها. و كلّما اختفت وسائل التعذيب و أساليب العنف في المجتمعات كلّما عبّرت عن نظرة حضاريّة و تقدّميّة يكون هدفها الأعلى خدمة الإنسان و الحفاظ على كرامته و قيمته المعنويّة كأسمى مخلوق أراده الرب أن يكون على صورته و مثاله في البرّ و التقوى لا أن يكون على صورة الوحش في التعدّي و الفتك بالغير و قهر إرادتهم وكتم أنفاسهم بأساليب جهنّميّة لا تخطر على بال بشر فهؤلاء الناس يتفنّنون في خلق وسائل و طرق أكثر فظاعة و أذى لتدمير قيمة هذا الإنسان المعنويّة و الجسديّة, دون خوف من عقاب الدنيا أو الآخرة.
إنّي أرى أنّ التعذيب و القتل بدافع الانتماء الديني لهو من أفظع الأنواع و أشدها نكراً و تعارضا مع قيم السماء النبيلة. و كم يحزن المرء أن يرى أو يسمع عبر مراحل التاريخ أن جرائم ارتكبت بحق أشخاص لأسباب أنهم ينتمون لدين آخر و متى كان الدين من السماء فهو إرادة الرب و ليس من إرادة البشر ليتمّ قهرهم و إرغامهم على ترك أديانهم بالقوة و باستخدام العنف و التعذيب انتقاماً و تشفيا متى رفضوا الدخول في الدين المعروض عليهم ومثل هذا فعله المسلمون عندما قاموا بنشر دينهم بقوة السيف انطلاقا من الجزيرة العربية ليغزوا العالم ناشرين هذا الدين بقوة السّلاح و ليس بقوة المنطق و العقل و الحق و الإقناع, و تعج صفحات التاريخ بالكثير من الويلات التي لقيتها الشعوب صاحبة الأراضي التي غزاها المسلمون و احتلوها مستعمرين أرضها و مستعبدين شعوبها, أما الصليبيّون و ما فعلوه بمسيحيّي الشرق و بمسلميه أثناء حروبهم و غزوهم للمشرق فكانت له صفحات غير أخلاقية أو إنسانية فكان القهر و القتل و التعذيب و غيره من أساليب العنف غير المبرّر و الذي يتناقض مع مبادئ الدين الذي زعموا أنهم يرفعون رايته, كذلك محاكم التفتيش التي قامت في أسبانيا بحق المسلمين, فهي لم تقل شراسة و حقداً عمّا فعله العرب المسلمون بعد غزواتهم و احتلالهم لبلدان المسيحيين. كما وقعت مثل هذه المآسي في الحروب التي دامت طويلا بين أصحاب المذهبين الكاثوليكي و البروتستانتي في كثير من البلدان الأوروبية, إنّ حصول مثل هذه الأمور فظيع حقّا, إذ كيف يُقتل الشخص بسبب اعتناق ديني أو مذهبي أو أي معتقد آخر! أين حرية الأشخاص الفردية إذا في اعتناق ما يريدون من أديان و مذاهب و أفكار؟ أليس في هذه الأفعال تعدّ صارخ على إرادة الرب الذي خلق الإنسان على أحسن ما يكون؟ أليس تصنيف مثل هذه الأعمال يقع ضمن خانة الإجرام و الحرب المبيدة للعرق و الجنس البشري؟

يتبع...
__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:26 PM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke