Arabic keyboard |
#1
|
||||
|
||||
ضرورةُ السّلام بقلم/ فؤاد زاديكى
ضرورةُ السّلام بقلم/ فؤاد زاديكى ما أشدّ حاجتنا كبشر إلى السّلام, هذه الكلمة الدافئة التي يشعر قائلها بالراحة و الهدوء والأمان, ومتلقّيها كذلك فكيف بالذي يمارسها على أرض الواقع و في التعامل مع النّاس كأسلوب حياة و منهج عدل ناطق بعدالة السّماء؟ إنّ السّلام كان وسيبقى هو صمّام الأمان للحياة البشريّة و هو الذي سوف يُبنى على أسسه العمران و التقدم الحضاري و الاجتماعي و الاقتصادي و الرخّاء للمجتمعات و الدول و الأمم و الشعور بالانتماء إلى المجتمع الإنساني بعيدًا عن الانغلاق الفكري و الإيديولوجي و الغوغائية الديماغوجية التي لا تقود سوى إلى الخراب و الدمار و الهلاك. بروح المحبة التي تدفع إلى السلام و العمل به نبتعد عن أساليب تعكير الحياة و عرقلة نمو المجتمعات و تقدّم الشّعوب والأمم وبالمقابل فإنّ الدعوة إلى الكراهية و البغضاء و إثارة الضغائن و الأحقاد تخلق للناس و المجتمعات متاعب كثيرة و تجرّ عليها ويلات و مصائب هي بغنى عنها تقف حائلًا عن أية مساهمة فاعلة وغنيّة في الحياة تثري القيم الإنسانيّة. فما مِن مشكلة بين البشر والأقوام والأمم إلا وتجد لها حلولًا بالحوار و تبادل الآراء عندما تتوفّر النيّة السليمة الطيّبة و الرغبة الصادقة الأكيدة للوصول إلى الحلّ. عبر تاريخ العرب و المسلمين الطويل, القديم و الحديث ساد لديهم الشعور بكراهية اليهود وغلبت لديهم رغبة الانتقام وإثارة الضغائن ونشر الأكاذيب من أجل تمرير دعوات وهمية فارغة لا تحمل في طيّاتها سوى مشروع الموت, وهم خاضوا حروبًا كثيرةً عادت عليهم بالوبال و الدمار و الخراب و خسارة المزيد من الأراضي إضافة إلى عرقلة تقدم هذه المجتمعات لأنها كانت تضع نصب عينيها قضية واحدة سخّرت لها كلّ الجهود والمساعي والأموال والوسائل و أسمتها "قضية فلسطين" لا بل اعتبرتها محور الحياة وكلّ ذلك على حساب الشعب الفلسطيني الذي عانى أكثر من السابق و كذلك على حساب شعوب هذه البلدان التي لعب بها الحكّام من أجل مناصبهم ومصالحهم وهم يتاجرون بالدم الفلسطيني دون أن يرفّ لهم جفن. كان من نتيجة ذلك الوقوع في دوّامة لا خروج منها و السقوط في هوة التخلّف والضياع لتعيش الشعوب العربية المغلوبة على أمرها ضمن هذا الصراع دون أن يكون لها أي أمل بالمستقبل و لا لأبنائها الذين صاروا وقودًا لأوهام غير قابلة للتطبيق ودعوات تدعو إلى العنف والإرهاب فكانت هي الخاسر إلى جانب الشعب الفلسطيني. بعدما قامت مصر بتوقيع اتفاقية السلام مع إسرائيل (اتفاقات كامب ديفيد وقعها الرئيس المصري أنور السادات ورئيس الوزراء الإسرائيلي مناحيم بيغن في 17 سبتمبر 1978 إثر 12 يوما من المفاوضات السرية في كامب ديفيد. تم التوقيع على الاتفاقيتين الإطارية في البيت الأبيض وشهدهما الرئيس جيمي كارتر وثاني هذه الأطر (إطار لإبرام معاهدة سلام بين مصر وإسرائيل) أدى مباشرة إلى معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل) استطاعت مصر بفضل هذه الاتفاقية أن تسترجع أراضيها في شبه جزيرة سيناء التي كانت احتلتها إسرائيل. كما قام الأردن هو الآخر (في 26 أكتوبر 1994، تم التوقيع على معاهدة السلام التاريخية خلال حفل أقيم في وادي عربة في الأردن، شمال إيلات وبالقرب من الحدود الإسرائيلية الأردنية. وقع رئيسا الوزراء إسحاق رابين وعبد السلام المجالي المعاهدة فيما ظهر الرئيس عيزر وايزمان والملك حسين بمصافحة تاريخية. وكان الرئيس الأمريكي بيل كلينتون ووزير الخارجية وارن كريستوفر حاضرين خلال التوقيع. وأرسلت آلاف البالونات إلى السماء في ختام الحفل) ومنذ ذلك الوقت و لغاية اليوم شهدت مصر و الأردن نهوضًا اقتصاديًّا و تقدّما إضافة إلى حلول السلام. واليوم تبدأ مرحلة التطبيع بين إسرائيل و بعض الدول العربية برعاية و دعم أمريكي بقيادة الرئيس دونالد ترامب و قد تم توقيع اتفاقية التطبيع بين الإمارات و البحرين من جهة و بين إسرائيل و هذا مؤشر يدعو إلى السعادة لشعوب هذه البلدان التي سئمت الحروب وقد تمّ هذا التوقيع يوم 14 أيلول في البيت الأبيض بحضور وزيري خارجية كلّ من الإمارات و البحرين و رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وسوف تتبع ذلك دول عربية أخرى هي على الطريق منها سلطنة عمان و السودان و السعودية و غيرها. إنّ القيادتين الإماراتية و البحرينية أدركتا أنّ الخطر الأكبر لا يأتي من إسرائيل بل من إيران الدولة التي احتلت جزر الإمارات الثلاث و التي تتدخل في شأن هذه الدول بتحريك الشيعة في بلدان الخليج من أجل إثارة القلاقل و البلبلة و الاضطرابات في هذه الدول كي لا تستقرّ أوضاعها السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية, سوف تبدأ مرحلة جديدة في المنطقة و محورها هو التضييق على غيران التي تدعم ميليشيات لها مسلحة في كل من سوريا و العراق و اليمن و لبنان و البحرين و الكويت و الإمارات و غيرهما من الدول العربية من أجل بسط نفوذها و سيطرتها على المنطقة. لذا فإنّ عملية السّلام سوف تعود بالنّفع على شعوب هذه الدول كما ستساهم بحل القضية الفلسطينية التي أصبحت مزادًا تتاجر فيه الزعامات العربية من أجل الشعبوية والتظاهر المزيّف. عاش السلام و كل من يدعو للسلام و يعمل من أجله, وبدون السلام لن يكون أمن واستقرار و لا تقدّم في أيّ مجال من مجالات الحياة. خطوة جريئة للغاية قامت بها الإمارات العربية المتحدة و لحقت بها البحرين و هناك كثير من الدول العربة تربطها علاقات و تواصل مع إسرائيل في الخفاء منها دولة قطر و غيرها.
|
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|