Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الثقافي > المنبر الحر ومنبر الأقليات

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 30-12-2011, 08:22 AM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 45,820
افتراضي عندما تدعم إيران نظام الاستبداد في سورية. أمل ونوس

عندما تدعم إيران نظام الاستبداد في سورية

26 سبتمبر 2011 أمل ونوس
يمثل التاريخ حركةً مستمرةً لأنه صناعةً إنسانيةً بامتياز، إنه عبارة عن سلسلة من الأحداث تتضمن استمراراً لبنى وقطعاً زمنياً لبنى أخرى، وهذا القطع يولد تغيرات مرحلية تبلغ ذروتها خلال الثورات. إذاً يتوقف التاريخ في زمن الاستبداد، إذ يُعطل القمع الطاقات الإنسانية ويجبرها على السكون وعلى إتباع تصرفات حمائمية خائفة. في حين يحقق تاريخ الشعوب إنجازات رائعة حالما يقوم بثورة على الظلم مسرعاً من دولاب الزمن ومحققاً قفزات كانت غير ممكنة دون الثورة. هذه الفكرة هي مقدمة نظرية لمناقشة الموقف الإيراني تجاه الثورة السورية، موقف غريب عجيب، ضبابي والأهم من ذلك يبدو خائناً لمبادئ ثورته الإسلامية التي قامت في عام 1979. فقد نجح الشعب الإيراني في تحويل دولته من نظام ملكي استبدادي إلى نظام جمهوري قائم على تعددية حزبية وانتخابات رئاسية. ولعل من الضرورة بمكان استعراض بعضاً من المبادئ التي قامت عليها الثورة الإيرانية ودفعتها للانتصار على الظلم والاستبداد السياسي، وذلك في محاولة منا لتفهم موقف إيران المتأرجح بين الحفاظ على مبادئ ثورتها وفي الوقت نفسه مساندة النظام السوري المستبد. فهل موقفها هذا يمثل خيانةً للقضايا التي انتصرت لها الثورة الإيرانية ؟ وكيف يمكن خيانة مبادئ الثورة التي جعلت من إيران قوة اقتصادية وعسكرية مهمة في المنطقة؟ هل المصالح السياسية والاقتصادية وربما التحالفات الطائفية في المنطقة تتجاوز مسألة المبادئ والشعارات وضرورة نصرة الشعوب الضعيفة؟
كثيراً ما تغنى رجالات السياسة في إيران بأفكار الثورة وبتلك اللحظة الخالدة التي ساعدت في إنتاجها، إنها ثورة قامت من أجل إنهاء الاستبداد السياسي وتحقيق عدالة اجتماعية وسياسية بين طبقات المجتمع كافة. إنها ثورة شعبية، تظاهر خلالها الشعب الإيراني طارحاً التغيير شعاراً له بهدف نصرة الفقراء وإنهاء حالة الظلم والطغيان السياسي. وإذا ما ألقينا نظرة مختصرة على أدبيات هذه الثورة وعلى أفكار الخميني بشكل خاص فسنجد على سبيل المثال ما قاله هذا الأخير ” إن هذه الحرية التي يتمتع بها أبناء شعبنا من النساء والرجال والكتاب وسائر الشرائح الأخرى، هي من النوع الذي يصب في منفعة أبناء الشعب، أنتم أحرار في التعبير عن أفكاركم وآرائكم، وفي انتقاد الحكومة، انتقدوا كل من خطا خطوة منحرفة، اذهبوا ودافعوا عن شعبكم، إنكم أحرار في فعل كل ما من شأنه خدمة الإنسان“. وكثيرة هي المواقف التي تشرح موقف المؤسس الروحي والسياسي لهذه الثورة بالقول بأن الخميني طالب بتكرار الثورة الإيرانية في البلدان الأخرى وذلك من أجل القضاء على الأنظمة الفاسدة، ودعماً للشعوب المحرومة من أدنى حقوقها. إضافة لذلك، غالباً ما يتم ربط الثورة الإيرانية تاريخياً بمقتل الحسين، واقعة تدل على ثقافة الرفض ومقاومة الظلم والاستبداد السياسي، إذ يقول الخميني في هذا الصدد ” إن الذي صان الإسلام وأبقاه حياً هو الحسين الذي ضحى بكل ما يملك من اجل رفعة الإسلام ومعارضة الظلم“. هذه بعضاً من المفاهيم التي شكلت وقود الثورة الإيرانية ودفعتها للانتصار وللاستمرار في بناء مناخ ديمقراطي يتيح للمواطن، نظرياً ووفقاً للدستور، اختيار حاكمه لفترتين رئاسيتين فقط رافضاً الركون لفرد واحد يستطيع قيادة الدولة للأبد. في الواقع، تتضمن هذه المفاهيم الدعوة لنصرة المظلومين والمستضعفين في الأرض، ومنح المواطنين حرية كاملة في إبداء آرائهم وفي نقد حكامهم وإظهار مواطن الضعف في سياستهم. إنها مبادئ ساعدت على نجاح الثورة الإيرانية وهي الحامل الرئيس لاستمرارها في طريق استعادة كرامة وحرية الإنسان.
هنا يُطرح السؤال التالي: لماذا لا تتفهم القيادة الإيرانية موقف الثورة السورية في سعي هذه الأخيرة لتجسيد هذه المفاهيم داخل مؤسسات المجتمع السوري؟ كيف يمكن للقيادة الإيرانية التوفيق بين مبادئ ثورتها الخالدة وآلية التوريث منصب الرئيس في الجمهورية العربية السورية؟ وكيف لها أن تتغاضى عن الظلم والعنف الذي يتعرض له الشعب السوري من قبل أجهزة الأمن ومبادئ ثورتها ما تنفك تنادي بضرورة نصرة المظلومين في الأرض؟ أليس تجاهل الاستبداد الذي يتعرض له الشعب السوري وحرمانه من الحريات الفردية والسياسية هو خيانة لأفكار الخميني المؤسس السياسي والروحي لهذه الثورة ؟ هل من السهل خيانة مبادئ الثورة من أجل الدفاع عن نظام الاستبداد في سورية؟
في الواقع قد تبدو هذه الأسئلة ساذجة، صادرة عن جاهل في فن السياسة والمصالح التي تحكم بناها. فالسياسة الإيرانية لها مصالح إستراتيجية في المنطقة ولا يمكن لها العدول عن مساندة ودعم النظام السوري مهما كان الثمن. ولكن، من بداهة الأمور أن خيانة مبادئ حركة تحررية، مثل الثورة الإيرانية، تعني تجاهل الظروف التي أنتجتها والمفاهيم التي برهنت على قوتها في الواقع، وهذا يقودنا بالتالي إلى خطر سقوط وانهيار دعائم هذه الثورة التي صبغت الجمهورية الإيرانية لعقود.
حقيقةً، إذا ما أراد مسؤول إيراني الإطلاع، عن قرب، على الواقع السوري وعلى الظروف التي دفعت الناس للخروج وللاحتجاج في الشوارع، وكيف يتحمل هؤلاء القتل والاعتقالات العشوائية، فإنه سوف يلمس مدى معاناة هذا الشعب، معاناة لا تختلف كثيراً عن معاناة الشعب الإيراني قبل عام 1979. إنها معاناة حياتية وسياسية وإنسانية. والدليل أن من يستقرأ جغرافية المظاهرات في سورية يدرك جيداً أن هذه الثورة ليست طائفية الخلفية على قدر ما هي طبقية ونابعة من جماهير تعاني من الفقر والإذلال والقهر المستمر منذ سنوات. وقد يبدو استمرار مظاهرات ريف دمشق دليلاً واضحاً في هذا السياق. هي ثورة تدل على مدى الاحتقان الشعبي عبر سنوات من الصمت وكتم الأفواه واعتقال كل من يقول لا لنظام الحكم. هي ثورة إنسانية بكل معنى الكلمة وذلك بسبب معاناة هذا الشعب من فروع الأمن التي لها الكلمة الأولى والأخيرة في تحديد مصير الكثيرين بعيداً عن القضاء وبعيداً عن القوانين والحقوق التي يضمنها الدستور السوري. إنها ثورة يعبر عنها هذا الإصرار في الخروج للشارع رغم السلاح الموجه لصدر كل متظاهر. إنها ثورة تريد التغيير ونيل كرامة سُرقت من المواطن لعدة عقود.
فهل يمكن للقيادة الإيرانية مراجعة مواقفها حيال الاحتجاجات في سورية؟ فمن الضرورة بمكان الالتزام بمبادئ ثورتها وذلك لتتجنب تزييف مبادئ هذه الثورة والسقوط والخسران على المستوى الداخلي والخارجي، فالنصر دائماً لتلك الدول التي تراهن على مطالب الشعوب. وليست المراهنة على النخب السياسية أو الحزبية أو الطائفية سوف هزيمة بكل معنى الكلمة. فسورية هي الشعب والأرض ولا تُختزل لنخبة ما، وإن الرهان على مطالب هذا الشعب هو تطبيق للمطالب وللحقوق التي نادت بها الثورة الإيرانية في الماضي.
أمل ونوس
__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:59 PM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke