Arabic keyboard |
#1
|
||||
|
||||
علاقةُ الناس ببعضهم 1 بقلم: فؤاد زاديكه
علاقةُ الناس ببعضهم 1 بقلم: فؤاد زاديكه هناك مفاهيم معروفة و سائدة في حياة البشر تنظّم علاقات الناس في المجتمعات, و على أساسها يتعامل الناس مع بعضهم البعض, و لكي نحترمَ الآخرين و نقبلهم علينا أن نحترمَ ذاتنا قبل ذلك, فعلاقة الناس مع بعضهم ضرورية للجميع و هي تحتّم على الجميع أن يراعوا أصول العلاقة و أن يحترموا أطرافها لكي يكون الاحترام متبادلاً و مقبولاً, إذ ليس من المنطق و لا المعقول أن نسبّ الناس و نشتمهم بحجة أو بأخرى, و أن نرفضهم و نفرض عليهم بالمقابل أن يحترمونا, فالذي نرفضه علينا ألاّ نستغرب أبداً إنْ هو عامَلنا بالمثل فرفضنا و لم يقبلْ بنا. إنّ مقابلة الآخرين بالعداوة و بالكراهية و بتفعيل مشاعر الحقد و التشكيك و الريبة و التخوين و التكفير و غيرها ممّا يصبّ في خانة التعدّي و الظلم و تجاوز كلّ ما هو متعارفٌ عليه من قيم إنسانيّة توارثها الناس عبر سنوات طويلة - و هي التي غدت كبوصلة أمان في علاقات البشر بين بعضهم البعض - ليس عليهم إلاّ أن ينتظروا سوى المعاملة بالمثل من الآخرين, فهكذا يكون قانون العدل و ليس غيرَ ذلك. إنّ من يقرأ تاريخ العرب بدقة و يدرك أسرار و خبايا عصور الإسلام منذ نشأته, و أقول الإسلام لأنّ الإسلام هو الذي قوّى و يقوّي دعائم الفكر العروبي كأمة و كدولة و ككيان سياسي, و لا يمكن فصل العروبة عن الإسلام و لا الإسلام عن العروبة, سوف يعلم أنّ كلّ هذه المخازي و السلوك المعوّج و غير المستقيم و كذلك غير العادل و المنصف كان القاسم المشترك الأعظم بين كلّ العصور الإسلاميّة الحاكمة بلا شكّ. فالعرب و المسلمون يتّهمون الغرب و أمريكا و من قبل اتّهموا المشركين و اليهود و النصارى و الفرس و الروم على أنهم المعتدون و أنّهم الظالمون و أنّهم الحاقدون الذين يديرون المؤامرات و يحيكونها ضد العرب و المسلمين, و أنّ اعتداءات العرب و المسلمين و غزواتهم و حروبهم و فتوحاتهم و استعمارهم للشعوب الأخرى إنّما حقٌّ و واجبٌ و فرض. أمّا أن تعتدي أمريكا أو إسرائيل أو غيرها على أي بلد عربي مسلم فهو جريمة و هو غزو و هو استعمار, فالإستعمار العربي الإسلامي مسموحٌ به, بل هو حاجة عربيّة إسلاميّة لنشر الإسلام بواسطة الجهاد الإرهابي, أما غزو الآخرين لبلاد المسلمين فهو تعدّ سافر على العرب و المسلمين, يا لكم من شعوب خبيرة في قضايا الكيل بأكثر من مكيال و بممارسة أساليب التضليل و النفاق و الكذب و الضحك على عقول البشر. و هنا نطرح أسئلة كثيرة حول هذه الفكرة لا اعتقد أننا سنلقى أجوبة شافية صحيحة تعطي الدلائل الدقيقة و الإصابة الواثقة. لماذا نلقي بكلّ المسؤولية على الآخرين في ما يخصّ وضعنا و تخبّطنا و ضياعنا؟ أليس هذا هو أسلوب للتهرّب من المسؤولية؟ أليس هذا هو أمّ الضلالات و الدجل؟ ثمّ لماذا نحن جهلة, نقتات بما يقدّمه لنا الآخرون و لولا هذا الذي يقدمونه لنا لبقينا في صحارى الجهل و التخلّف و في عصور الجاهلية الأولى؟ لماذا لا نقبل بالعلم و نشجّعه لكي ننير الفكر و العقل و الحياة؟ الآخرون انتعشوا و أنعشوا الآخرين و الذين نحن منهم بالعلم و التقدم و التطور التكنولوجي و المعرفي! لماذا نحن فقراء العقل قبل أن نكون فقراء الحال؟ إنّ غنيّ العقل و الفكر يخلق الظروف و الفرص التي تجعله غنيّاً أليس كذلك؟ لماذا نحن منغلقون على ذاتنا؟ أليس مثل هذا السلوك هو الذي يولّد الخوف من الآخر و من ثمّ الشكّ و بالتالي تتولّد مشاعر الكراهية و الحقد فيلدُ - بالتالي - سلوكنا الإرهاب بجميع أشكاله و صنوفه؟ لماذا نحن نخشى العلم و التقدّم و مظاهر العصرنة و نهاجمها و نعتبرها نوعاً من الكفر و عدم الإيمان؟ اليس هذا هو الكفر و عدم الإيمان بعينه من قبلنا؟ فالعلم و ما ينتجه من روائع سوف ينتشر كالنور و الضوء في كلّ مكان شئنا ذلك أم أبينا و بهذا فإنّنا سوف نبقى على تخلّفنا و خوفنا و شكوكنا لنفخر بأن مرتبتنا بين شعوب الأرض ستكون الذنب و المؤخرة, فما نزرعه من أفكار الجهل و التخلف و الغباء و الحماقة سوف نجنيه محصولاَ مريضاً و أعباءَ ثقيلة لن نستطيع حملها و لا تحمّلها و هذا ما نحن عليه اليوم. لماذا نُلقي بأسباب كُرهنا للآخرين و حقدنا عليهم على هؤلاء الآخرين؟ أي نرى أنّهم السبب في نشوء هذا الحقد مع العلم أنّ هذا الآخر يتعامل معنا بأسلوب متحضّر و حضاريّ و عادل و متكافئ و هو يقدّم لنا كلّ ما نحتاجه من وسائل الاتصال و المواصلات و العلم و المعرفة و الخبرات في جميع مجالات الحياة. لماذا لا نُعيد النظر في سلوكياتنا و في تصرّفاتنا و نغيّر من أفكارنا و مفاهيمنا و كذلك من معتقداتنا إنْ كانت هي المؤدي إلى هذه القطيعة و هذا الخوف, بحيث نجعلها تتلاءم مع واقع الحياة و مع المعطيات التي استجدّت و تستجدّ, و هي بالطبع لن تبقى على حالها ثابتة أبداً؟ عندما نستطيع التصرّف بحكمة و بذكاء و بإنسانيّة و بمحبّة و بانفتاح فلن يكون عسيراً علينا أن نقرّ بصمتنا و أن نفعل شيئاً يشيرُ إلينا كشعوب, لا أن نبقى مُهمّشين و نحن الذين نريد هذا التهميش و نسعى إليه, و بهذا نكون قد ألغينا حاجز القطيعة و هدمنا أسوار الخوف و ساهمنا بفعاليّة مع الشعوب الأخرى في عمليات البناء و التواصل و التي سوف تنعكس على الجميع بكلّ الخير و المنفعة. نكون بهذا قد وقفنا على أرضٍ ثابتة و قمنا بدورنا كما يجب فنلنا احترام الآخرين بدل سخريتهم منا على الواقع الذي نعيشه, بأستمرارنا على ما نحن عليه اليوم و ما كنّا عليه منذ زمن طويل سوف يتسبّب بأضرار كثيرة و بعواقب وخيمة للآخرين و لنا أيضاً. هل نعتقد بأنّ نتائج كراهيتنا للآخر و تعاملنا معه على أساس أنّه عدوّ لنا سوف تكون في صالحنا أو هي ستعود علينا بأيّ نفع؟ بالتأكيد لا. إنّها سوف تعمّق الشّرخ و تقيم الفواصل و الحدود و تزيد من تقوقعنا على الذات و من تآكل أفكارنا و عقولنا و نفوسنا مع مرّ الزمن. كفى القول بأنّنا لوحدنا على حقّ و كلّ الحقّ و أنّ الآخر على باطل كلّ الباطل! كفى تشويهاً للحقائق و العمل على نشر الأكاذيب و أساليب التضليل لغسل أدمغة الشعوب العربية المسلمة! إنّ هذا ليس في مصلحتنا مطلقاً. الانفتاح ثمّ الانفتاح ثمّ الانفتاح هو السبيل الأوّل و الوحيد لأنّ نتعامل مع الآخر و نفهمه و بالتالي يفهمنا و من هنا تنشأ مبادئ الاحترام المتبادل, كفانا تضخيم الخصوصيّة التي لنا فللآخرين أيضا خصوصيّاتهم! بعناق الأفكار و تبادل الآراء تقوى الصلة و تتعمّق المعرفة و تزداد الثقة بين جميع الأطراف. يتبع..... التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 02-09-2015 الساعة 07:50 AM |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|