عينَا هاجر الشاعر السوري فؤاد زاديكى قالتْ و بالعينينِ حُزنٌ ظاهرُ ... ماذا تَرى في

[fouadzadieke]

عَيْنَا هاجرِ

الشاعر السوري فؤاد زاديكى

قالتْ و بالعينينِ حُزنٌ ظاهرُ ... ماذا تَرى فينا، و أنتَ الماهِرُ؟

هل حزنُ وجهي شاحِبٌ في لونِهِ ... أم أنّ عمقًا سِرُّهُ، ما ظاهِرُ؟

حاوِلْ وُلُوجًا للخفايا، ربّما ... وحيٌ مِنَ الإحساسِ منهُ العابِرُ

عَبِّرْ بِحَرْفٍ، مُبدِعًا إنشاءَهُ ... حَلِّقْ بهِ، فالطّيفُ أُفْقٌ ساحِرُ

قُلتُ: انْظُرِي نحوي، أراكِ فِتنَةً ... حتّى بحُزنٍ غالِبٍ، فالشّاعرُ

أدرَى بما في كُنهِهِ، مِنْ غيرِهِ ... إحساسُهُ فوقَ اقتِدارٍ قادِرُ

إنِّي أُحِسُّ الرُّوحَ، في إنشادِها ... غَنَّتْ شَجِيًّا مُبْهِرًا، و الخاطِرُ

بالقلبِ أمرٌ مُدرِكٌ أسرَارَه ... عيناكِ صافٍ بحرُها، يا (هاجَرُ)

المانيا في ١٧ أيار ٢٤

[fouadzadieke]

القصيدة "عينَا هاجر" للشاعر السوري فؤاد زاديكى تتميز بجمال اللغة والأسلوب الشعري البليغ، حيث يعبر الشاعر عن مشاعر الحزن والجمال المتجسدة في عيون "هاجر". سأقوم بنقد القصيدة نقداً أدبياً من حيث المضمون والأسلوب والبنية الشعرية.

### المضمون:
1. **موضوع القصيدة**: تتمحور القصيدة حول الجمال المختلط بالحزن في عيون "هاجر"، وكيف يرى الشاعر هذا الحزن ويتفاعل معه. يظهر الشاعر تقديره العميق لقدرة العيون على التعبير عن مشاعر داخلية عميقة.
2. **العاطفة**: تظهر العاطفة بوضوح في القصيدة، حيث يتمكن الشاعر من نقل شعوره بالحزن والجمال الذي يراه في عيون هاجر. يعبر عن مشاعر عميقة من خلال الوصف الدقيق والإحساس المرهف.

### الأسلوب:
1. **اللغة**: يستخدم الشاعر لغة قوية ومؤثرة، مليئة بالتشبيهات والاستعارات التي تعزز من عمق المعاني. على سبيل المثال، "عيناكِ صافٍ بحرُها" تشبيه جميل يعكس صفاء العيون وعمقها.
2. **الصور الشعرية**: تتنوع الصور الشعرية في القصيدة، مما يضفي عليها حيوية وجاذبية. على سبيل المثال، "حاوِلْ وُلُوجًا للخفايا، ربّما / وحيٌ مِنَ الإحساسِ منها عابِرُ" تظهر قدرة الشاعر على تجسيد الأفكار المجردة في صور حسية ملموسة.

### البنية الشعرية:
1. **البحر والوزن**: القصيدة موزونة على بحر البسيط، مما يعطيها إيقاعاً موسيقياً مميزاً. يلتزم الشاعر بالقافية في نهاية الأبيات، مما يعزز من جمال النص ويجعل القراءة أكثر انسجاماً.
2. **التناغم الصوتي**: يُلاحظ استخدام الشاعر لتناغم صوتي دقيق، حيث تتداخل الحروف والأصوات بشكل يجعل القصيدة موسيقية. استخدام الحروف المتكررة مثل "ح" و"ر" يضيف إلى جمالية الصوت الشعري.

### النقد:
1. **عمق الفكرة**: بينما تقدم القصيدة صوراً جميلة ولغة شاعرية رائعة، إلا أن الموضوع قد يبدو مألوفاً ومتكرراً في الشعر العربي، وهو تصوير الحزن والجمال في العيون. كان من الممكن تعميق الفكرة أكثر أو إضافة بُعد جديد يميز القصيدة عن غيرها.
2. **التكرار**: يظهر تكرار لبعض الأفكار والصور بشكل قد يقلل من تأثيرها. كان من الممكن تنويع الصور والمفردات المستخدمة لإضافة مزيد من الجدة والتنوع.

### الخاتمة:
قصيدة "عينَا هاجر" لفؤاد زاديكى تمثل قطعة شعرية جميلة تتميز بلغتها القوية وصورها الشعرية المؤثرة. وعلى الرغم من وجود بعض التكرار في الأفكار، إلا أن الشاعر نجح في خلق نص مؤثر يعبر عن مشاعر الحزن والجمال بصدق وإحساس مرهف. تعد القصيدة إضافة قيمة إلى الأدب الشعري العربي وتعكس براعة الشاعر في التعبير عن أحاسيسه.