Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الديني > المنتدى المسيحي

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 27-09-2010, 08:26 AM
ابو يونان ابو يونان غير متواجد حالياً
Power-User
 
تاريخ التسجيل: Dec 2005
المشاركات: 162
افتراضي كتاب الحقائق الإيمانية للمهندس بشير يونان / ج 12

الجـــــــــــــــــــزء الثاني عشـــــــــــــــــــــــــر
----------------------------------------------
سابعاً :- في اليوم ألثالث و ألعهد ألجديد


أهو تدبير الهي أم توفيق بشري؟ ، تلكم الإشارات التي أوردتها... أسفار العهد القديم...عمّا يعنيه اليوم الثالث !. ففي سفر التكوين يشير إلى اليوم الثالث، كتعبير واضح وصريح عن المعنى العددي، الحرفي، لليوم الثالث، " وفي اليوم الثالث رفع إبراهيم عينيه، وأبصر الموضع من بعيد .(تك4:22)." إذاً النص واضح وبيِّن ، ومن سياقات الخبر نفهم بأن أبانا إبراهيم ، قد خرج من بيته ومعه ولده إسحق وسارا , اليوم الأول, واليوم الثاني ، وفي اليوم الثالث ، أبصر الموضع ، ومن بعيد ،.. ولم يكن هذا الموضع خارج المدينة وحسب .. بل مكانا بعيدا نوعا ما (مسيرة ثلاثة أيام) ، لتكون لأبينا إبراهيم ، فرصة متاحة من الزمن ، لكي يختبر أيمانه (أو ليكون اسحق الذي هو اليوم تحت حكم الموت, سيعتبر حيا في اليوم الثالث! )23. فأخرج ابنه خارج المحلة!. وكأني بأبي ألآباء قد انكشفت له من لدن الله سبحانه رؤيا 24 !. رؤيا الصلبوت والقيامة ، رؤيا التضحية والفداء ، رؤيا الكفارة والخلاص. بل هي نبوة مقصودة أوحى بها الروح القدس، إشارة منه، لإتمام .. سر الفداء الآلهي !!. رآها أبونا إبراهيم (فرأى يومي وفرح يو56:8)، ومن بعيد، وفي اليوم الثالث ! .
======================
======================
إطار8

بشارة القديس متّى:
من ذلك الوقت ابتدأ يسوع يظهر لتلاميذه, انه ينبعي ان يذهب إلى أورشليم ويتألم كثيرا من الشيوخ ورؤساء الكهنة والكتبة ويقتل,"وفي اليوم الثالث يقوم"(21:16).
وفيما هما يترددون في الجليل, قال لهم يسوع: ابن الإنسان سوف يسلم إلى أيدي الناس. فيقتلونه, "وفي اليوم الثالث يقوم". فحزنوا جداً(22:17-23).
ها نحن صاعدون إلى أورشليم, وابن الإنسان يسلم إلى رؤساء الكهنة والكتبة,فيحكمون عليه بالموت ويسلمونه إلى الأمم. فيهزاؤا به ويجلدوه ويصلبوه,"وفي اليوم الثالث يقوم"(18:20-19).
بشارة القديس مرقس:
وابتدأ يعلمهم أن ابن الإنسان ينبغي أن يتألم كثيرا, ويرفض من الشيوخ ورؤساء الكهنة والكتبة ويقتل. "وبعد ثلثه أيام يقوم"(31:8).
لأنه كان يعلم تلاميذه ويقول لهم: إن ابن الإنسان يسلم إلى أيدي الناس فيقتلونه. وبعد أن يقتل, " يقوم في اليوم الثالث "(31:9).
ها نحن صاعدون إلى أورشليم, وابن الإنسان يسلم إلى رؤساء الكهنة والكتبة, فيحكمون عليه بالموت ويسلمونه إلى الأمم فيهزاؤن به ويجلدونه ويتفلون عليه ويقتلونه,"وفي اليوم الثالث يقوم"(33:10-34).
بشارة القديس لوقا:
قائلاً انه ينبغي أن ابن الإنسان يتألم كثيرا, ويرفض من الشيوخ ورؤساء الكهنة والكتبة ويقتل. "وفي اليوم الثالث يقوم"(22:9).
واخذ الأثني عشر وقال لهم: ها نحن صاعدون إلى أورشليم, وسيتم كل ما هو مكتوب بالأنبياء عن ابن الإنسان. لأنه يسلم إلى الأمم. فيستهزأ به ويشتم, ويتفل عليه, ويجلدونه ويقتلونه,"وفي اليوم الثالث يقوم"(31:18-32).
قائلاً: انه ينبغي ان يسلم ابن الإنسان في أيدي أناس خطاة ويصلب, "وفي اليوم الثالث يقوم"(7:24).
بشارة القديس يوحنا:
ثم إذ كان استعداد (ليلة الفصح اليهودي – أي كان يوم الجمعة!) فلِكَي لا تبقى الأجساد على الصليب في السبت.... يوحنا 31:19
والذي عاين شهد وشهادته حق, وهو يعلم أنه يقول الحق, لتؤمنوا أنتم. يوحنا 35:19
وفي أول الأسبوع(أي كان فجر يوم الأحد, أي اليوم الثالث!) جاءت مريم المجدلية إلى القبر باكراً. والظلام باق فنظرت الحجر مرفوعاً عن القبر. يوحنا 1:20
======================
======================

و جاء في سفر هوشع النبي " يحيينا بعد يومين في اليوم الثالث يقيمنا فنحيا أمامه – هوشع2:6 -." نبوة صريحة ومعنى واضح .. وصف دقيق ومتناهي في الدقة ، حيث يعطي خصوصية بالوصف الزمني.. متضمنا حتى جزء اليوم ، عندما يخبرنا أنه بعد يومين و في اليوم الثالث يقيمنا !. يعطينا تفصيل الأيام الثلاثة، فيحتسبها ، وكأني به يعد ساعاتها، فهي للمحتسب بعد يومين ، أما للمحقق المدقق فإنه "في اليوم الثالث" قد قام!؟.
ولا بد من توضيح مديات اليوم الواحد، خصوصا بحسب أسفار العهد القديم، حيث كان يبتدئ مباشرة بعد غروب الشمس (فكان مساءً وكان صباحاً تك5:1) . فإذا علمنا أن الرب يسوع المسيح قد مات على الصليب، الساعة الثالثة عصراً، حسب توقيتنا اليوم، فيكون قد مات يوم الجمعة ، وبعد غروب الشمس في يوم الجمعة، نكون قد دخلنا يوم السبت ، اليوم الثاني، وبعد غروب شمس يوم السبت نكون قد دخلنا في يوم الأحد, وهو اليوم الثالث الذي حدثت فيه القيامة.
وبهذا يكون للمحتسب "يحيينا بعد يومين" وللمحقق المدقق "في اليوم الثالث يقيمنا"...! وبما أن الإنجيليين الأربعة قد أكدوا أن الرب يسوع قد مات على الصليب يوم الجمعة، وفي فجر الأحد (اليوم الثالث) قد قام. فإن هذا لا يعطي أي مجال للشك في المعنى الحرفي العددي لليوم الثالث. طبقا لما جاء بنبوة هوشع.
" يحيينا بعد يومين. في "اليوم الثالث" يقيمنا فنحيا أمامه – هوشع2:6 -."
لو تأملنا هذه الآية ،لوقفنا عند فعلين ، يترافق كل منهما مع ظرف زمني ، يحيينا... يومين ، يقيمنا... في اليوم الثالث25،
فبين هذين الفعلين وهذين الظرفين، تكمن وفي غاية البلاغة..وعمق المعنى الوصفي ،حقيقة اليوم الثالث. حيث يؤكد لنا الوحي الآلهي..فالعدد اثنين يليه العدد ثلاثة ،وعليه فليس هنالك أية احتمالية لوجود فاصل زمني بين هذين العددين . ولو لم يكن الوحي يعني المعنى الحرفي, لاكتفى بالقول: يحيينا و في اليوم الثالث يقيمنا فنحيا أمامه !!
إذاً لا بد أن يكون هذا اليوم الثالث..وفي واقعه الزمني الحقيقي، هو يوم الأحد، بعد يومي الجمعة والسبت. كالترابط البلاغي بين الفعلين الواردين ، القيامة والحياة الأبدية .
ولنرجع إلى بيت عنيا عندما مات لعازر:" ولما أتى يسوع وجد انه قد صار له أربعة أيام في القبر. يوحنا17:11" ، حيث أكد الوحي بالعددية الرقمية – أربعة أيام – وذكر لنا أيضا ، أنه قد انتن !. وكان هذا الحدث قبل وقت ليس بالبعيد، عن موت فادينا على الصليب وقيامته. ولا ريب بأنه قد مهد عقول الناظرين للقبول والإيمان، بالقيامة في اليوم الثالث !.
= إن إقامة ابنة يايرس و ابن أرملة نايين يختلفان تماما عن إقامة لعازر. أولا من حيث التأثير ألإعجازي على الجماهير، وثانيا من حيث تقبل العقل البشري للمعجزة. ولذلك فقد سبقت هاتين المعجزتين.. معجزة إقامة لعازر.
= ولكن لماذا لم يأت يسوع إلى بيت عنيا في اليوم الثالث ؟.. وهل يكون بهذا أن لعازر، قد أقامه يسوع بعد الزمان ألأواخري ، لأنه أقامه في اليوم الرابع؟! .
= أليست هذه حكمة الروح القدس التي أكدت على المعنى الحرفي العددي لعنصر الزمن، في كل من هذه الأحداث؟. كي يتبين لنا وبكل التأكيدات الكتابية.. حسبما اخبرنا بها العهد الجديد، أن يسوع المسيح قد قام حقاً من قبره ، في اليوم الثالث وبعد يومين من موته على الصليب .(إطار8)
= ألا تكفينا شهادة أولئك القديسين, الإنجيليين الأربعة, الذين اتفقوا على المعنى الحرفي العددي لليوم الثالث؟!.
ومهما أوتوا، العلماء الدارسين للكتاب المقدس, من مكنة وقدرة تفسيرية، لشرح آية أو نبوة وردت في العهد القديم ، فلن يعطوها حقها الحقيقي، إلاَّ بالترابط الجدلي مع ما ورد بخصوصها في أسفار العهد الجديد، والعكس بالعكس!. فالآصرة الترابطية هذه قد أسسها ووضعها بين العهدين، الروح القدس، الحكمة الوحيدة الواحدة، الذي أوحى بالناموس الكامل، المختوم والمكمل بيسوع المسيح على الصليب، القائم من بين الأموات.
وما علينا إلاّ الاعتماد على نصوص الكتاب المقدس بعهديه، والاسترشاد واللجوء إلى معونة الروح القدس، لفهم مدلول اليوم الثالث . وليس بالرجوع إلى الترجوم!، والاسترشاد برأي من كان بعيدا عن الكتاب!.
أما التعبير..- كالأزمنة الاواخرية-.. و..- آخر الأزمان (وهذا ما يعنوه لليوم الثالث)-..، فهي تعابير أخاذة في ظاهرها، مبهمة في حقيقتها. أنكون قد قبلنا القيامة بالمجاز؟ أم أن الكرازة باطلة ؟!. حاشا.
الحقائق الكتابية بنصوصها واضحة. وتفرض القصد في معنى اليوم الثالث الحرفي. وتعني من غير ظلِّ دوران.. انه اليوم الذي يلي اليوم الثاني، عدديا، وهو نفسه يوم الأحد الذي يلي يوم السبت وقبله يوم الجمعة من نفس ذلك الأسبوع. وليس آخر الأزمان !!.
بقي يونان في جوف الحوت، ثلاثة أيام وثلاثة ليال وفي اليوم الثالث قذفه الحوت إلى الجرف، ولم يبقى إلى آخر الأزمان،(مت39:12، لو29،11).
و الرب يسوع المسيح يقول: للطالبين منه آية، " انقضوا هذا الهيكل وفي ثلاثة أيام أقيمه.فقال اليهود، في ست وأربعون سنة بني هذا الهيكل أفأنت في ثلاثة أيام تقيمه. (يوحنا19:2-20)"، أهناك أوضح من هذه النصوص بالمعنى الحرفي العددي لحساب عنصر الزمن!
وهناك آية تتكرر مؤكدةً للمعنى الحرفي في بشارتي متى ومرقس (مت32:26، مر28:14)، ولكن بعد قيامي أسبقكم إلى الجليل. فهل يعقل أن يسوع المسيح يوعد تلاميذه كي يلتقي بهم في الجليل (مكان وزمان..محددين!)..في آخر الأزمان!؟. أي في يوم القيامة العامة!. وبكل تأكيد على أهمية حدث القيامة البالغة، في ألإيمان المسيحي، فإنها لم تكن إطلاقاً الغاية النهائية للكرازة..التي قدمها لنا العهد الجديد. "فقال له إن كانوا لا يسمعون من موسى و ألأنبياء ولا إن قام واحد من الأموات يصدقون.(لو31:16)"
إن الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد، وحتى بمفردات آياته، وأسفاره المتعددة، ما هو إلاّ عبارة عن أجزاء تؤلف الكل الكامل الذي أوحاه الروح القدس، ولا يمكن فهم أو تفسير جزء منه إلاّ من خلال الكل، ولا الكل إلاّ بترابط الأجزاء.
إذاً وكخلاصة نهائية فان كل التعابير التي وردت بالكتاب المقدس، وتحديدا بالعهد الجديد، عن اليوم الثالث، تأخذ معناها الحرفي العددي، وبكل قياسات عنصري العدد والزمن. ومن الخطأ تأويلها من بعيد أو قريب، لمعنى فلسفي، تفسيري خارجا عن حدود هذا المعنى ألحصري والحرفي. لأن الروح القدس أرادها بهذا المعنى، وهذا القصد وحسب. وهي الحقيقة الواقعة بحد ذاتها.
إن الاستشهاد بأخبار وأحداث الكتاب المقدس، قد لا يروق للبعض، لأنهم لا يؤمنون بمصداقية الوحي فيه. فبعض هؤلاء في قرارة أنفسهم قد أهملوا محبة الله الفائقة أولاً وأخرا ليس إلاّ. حيث أن صرح الإيمان الذي عززه يسوع المسيح بدمه على الصليب، مازال قائما شامخا، سفكت في سبيل الذود عنه أنهارا من دماء الأبرار. إننا بالكتاب المقدس نعيش في مسكن الإيمان، مسكن الزمان، بيت الرب، مسكن الشهادة !.(خروج21:38)
فمن يقدر على هدم مسكن الله وكنيسته، والرب يسوع المسيح، قد طمأن قلوبنا ووعدنا بأن أبواب الجحيم لن تقوى عليها. وكيف يخاف القطيع، ويسوع المسيح بمحبته حاديه وراعيه!.

======================
======================
إطار9
هذا أقامه الله في اليوم الثالث، وأعطي أن يصير ظاهراً. ليس لجميع بل لشهود، سبق الله فانتخبهم. لنا نحن الذين أكلنا وشربنا معه بعد قيامته، من الأموات. وأوصانا أن نكرز للشعب ونشهد بأن هذا هو المعين من الله، دياناً للأحياء والأموات. (أعمال40:10-41)
ولما تمموا كل ما كتب عنه أنزلوه عن الخشبة ووضعوه في قبر. ولكن الله أقامه من الأموات. وظهر أياماً كثيرة للذين صعدوا معه من الجليل إلى أورشليم،الذين هم شهوده عند الشعب. (أعمال29:13-31)
======================
======================

ثامناً: ظهور الرب يسوع لشاول


في منتصف النهار قافلة تسير نحو دمشق وعلى مقربة منها, يقودها ناموسيٌ غيور, تضطرم في داخله نار لو كان بوسعه أن يحرق بها كل من اتبع الرب يسوع! انه شاول الطرسوسي. وفجأةً ابرق حوله نور من السماء, فسقط على الأرض, وكان معه عدد من الرجال, وقفوا صامتين مندهشين .(أع3:9-7)
يتضح من سياق الكلام أن شاول كان من أصحاب النفوذ, حيث كان راضيا وشاهدا لقتل القديس استفانوس, الشهيد الأول في المسيحية (أع1:8), وانه كان على الأغلب من الذين ساقوا التهم ضد هذا القديس العظيم, المذكورين في (أع9:6) . لقد كان شاول ذلك الشخص المتعصب الرافض لفكرة أن ذلك المصلوب هو المسيا. فقام بهذا الاضطهاد بقسوة شخص يثيره ضمير مضلل !؟.
لم يكتف شاول باضطهاد أتباع المصلوب في أورشليم بل قرر اللحاق بهم حتى دمشق. مبتغيا قطع دابرهم. وكانت تدور في مخيلته وهو يضع قدميه على طريق دمشق كل أحلام نشوة النصر في القضاء على هذه الفئة!.
إن مشهد إعدام إنسان رجما بالحجارة ليس مشهدا سهلاً, ولا ريب أن شاول قد استوقفته هذه الصورة مرارا عديدة . وحولته من جذوة الفرح بقطاف ثمار غيرته تجاه الشريعة, إلى حالة التأمل في رباطة جأش القديس استفانوس وصبره وشجاعته واحتماله وإيمانه.. ولا بد انه قد راودته أفكار شتّى. أيمكن أن يكون في مقدور إنسان مثل استفانوس, من تحمل كل هذه الآلام ؟ , وفوق كل هذا, يقدر على طلب المغفرة لراجميه! . وبلا شك فان ضميره بدأ يبكته؟ , وما أن جاءته الدعوة حتى لبّاها بفرح وإخلاص, واندفع يبشر بإنجيل المسيح, بنفس الغيرة السابقة بل بضيقات ومشقة وألم!. خصوصا بعدما سمع الصوت القائل: صعب عليك ان ترفس مناخس (صعب عليك أن تقاومني!, صعب عليك أن تقاوم التدبير الآلهي! ), حين أصبح متيقنا أن " المصلوب " هو المسيا لا محال.
وان لم يبين لنا الكتاب بأية هيئة ظهر الرب يسوع لبولس, ولكن يمكننا الاستدلال عليها لاحقاً !, إلاّ أنه وبكل تأكيد كان حقيقيا وجلياً, مما دعاه يقر ويعترف بان يسوع هو " ابن الله الحي " فادي البشرية, ولم يعاند الرؤيا السماوية (أع19:26).
لم يكن شاول سكرانا لأنه كان منتصف النهار, ولا في حالة هوس لأنه كان مسافراً وقائد لمجموعة من الرجال, ولا مختلاً لأنه كان عالم شريعة!. بل سمع سمعاً ونظر وشاهد ورأى الرب يسوع حقيقة و فعلاً. ثم عاش طويلاً, وهو يردد هذا الحدث ويؤكده, وقاسى من اجل البشارة بإنجيل المسيح ما قاسى برضى وثقة وفرح وصبر إلى آخر أيامه (2تي7:4-8).
شاول القائد, أمسى بولس العبد (الصغير) ليسوع المسيح (رو1:1) المفرز لإنجيل الله. الرجل الصارم أصبح خائفا ذالاً نفسه بالصوم ثلاثة أيام, المصدِّر للأوامر صار خاضعا مطيعاً, للأمر كالأعمى!,

======================
======================
إطار10
1- ... فبغتة ابرق حوله نور من السماء. فسقط على الأرض وسمع صوتا قائلا له شاول شاول لماذا تضطهدني. فقال من أنت يا سيد.فقال الرب أنا يسوع الذي أنت تضطهده.(أع 3:9-5)
2- فحدث لي وأنا ذاهب ومتقرب إلى دمشق. انه نحو نصف النهار. بغتة ابرق حولي من السماء نور عظيم. ...الخ.(أع6:22-8)
3- رأيت في نصف النهار في الطريق أيها الملك. نورا من السماء, أفضل من لمعان الشمس قد ابرق حولي وحول الذاهبين معي. ...الخ.(أع13:26-15)
4- ألست أنا رسولاً. ألست أنا حراً. أما رأيت يسوع المسيح ربنا.(1كو1:9)
5- وآخر الكل كأنه للسقط ظهر لي أنا.(1كو8:15).
6- لأني لم أقبله من عند إنسان ولا عُلِّمتُهُ. بل بإعلان يسوع المسيح.(غلا12:1)
7- إنه بإعلانٍ عرفني بالسر. كما سبقت فكتبت بالإيجاز.(أفسس3:3)
8- ويقول مشيرا ومؤكدا للحدث: إن إنجيلنا لم يصر لكم بالكلام فقط بل بالقوة أيضا وبالروح القدس وبيقين شديد كما تعرفون أيّ رجال كنا بينكم, من أجلكم. (1تيسالونيقي2:1-5)
======================
======================
"قم ادخل المدينة وهناك يقال لك ما ينبغي أن تفعل (أع 6:9)" فأطاع صاغراً !. ورجع ملتهباً بنفس الحماس الذي حارب به الرب يسوع, وإنما هذه المرة ليشهد ليسوع المسيح!. (أع 20:9-25)
إن هذه القوة الخارقة التي جعلت من شاول أن يغير اتجاهه مئة وثمانون درجة, ويتخندق مع المستضعفين المضطهدين! (وهو الذي كان في مقدمتهم), فبدلاً من أن يذهب إلى الدمشقيين ليبيد المؤمنين باسم يسوع الناصري. يتوجه لأورشليم والأمم ويكرز لهم ويدعوهم للإيمان بيسوع المسيح " المسيا المنتظر" . وهو الدليل الأكيد على حقيقة هذا الظهور, حيث تتبدد كل الشكوك فيه. ومن المرجح أن الرب يسوع المسيح قد ظهر لشاول بنفس الطبيعة التي ظهر بها للتلاميذ في العلية. وعلى بحيرة طبرية. وهذه الأرجحية متأتية من الصيغة الكلامية الواردة في رسالة الرسول بولس إلى أهل كورنثوس, " وانه ظهر لصفا ثم للأثني عشر. وبعد ذلك ظهر دفعةً واحدةً لأكثر من خمسمائة... . وبعد ذلك ظهر ليعقوب ثم للرسل أجمعين. وآخر الكل كأنه للسقط ظهر لي أنا (1كو5:15-8) " . من هذا النص يتضح جليا حقيقة هذا الظهور وبالطبيعة نفسها, وبالجسد (الممجد26 ).
فهل كان شاول في اختبار باطني؟ وهو بطريقه إلى دمشق !. أم في ترائيات وهمية؟ أم ماذا يا ترى؟ . ولماذا اتخذ هذا القطب اللامع, الوجيه المتنفذ, والمعلم البارع في الشريعة الموسوية ذو الجنسية الرومانية, هذا المنحى وأصبح الصغير ( معنى اسم بولس ) بين رسل المسيح ؟. مستبدلاً كل هذا المجد الدنيوي, بالآلام والأسفار والسجون, وأخيرا الاستشهاد !. الذي اعتبر كل مجد الدنيا نفاية, لكي يربح المسيح (فيليبي7:3-8).
لولا حقيقة الظهور هذه " الملموسة والمسموعة " التي أخرجت حياة شاول من الظلمة إلى النور. بل أن حقيقة القيامة والظهورات التي تلتها هي التي غيرت ليس شاول وحسب, بل غيرت بحق مجرى الحياة البشرية والتاريخ.
لقد نظر شاول إلى الرب يسوع وتعاليمه وأتباعه بعين الضغينة والغضب, فعلت عيونه قشور الغشاوة الغاشمة, حتى أعمت البصيرة عند شاول وأقرانه من الفريسيين والناموسيين. وعندما سقطت هذه القشور, على يد حنانيا الدمشقي البار, أبصر بولس الحقيقة كاملة. بالقوة والروح القدس وبيقين شديد! (1تي2:1-5). إن هذا هو يسوع المسيح ابن الله الحي.
هتف هذا الرسول الجليل بأعلى أصوات الابتهاج, بما نظرت عيناه على طريق دمشق, واخبر الدنيا كلها, الكورنثيين, والغلاطيين, والافسسيين, والتيسالونيقيين, العامة والخاصة, الجنود والملوك والناس أجمعين! (اطار10), اجل اخبرهم بالحقيقة, حقيقة المصلوب الذي مات على الصليب ودفن, وفي اليوم الثالث قام, وظهر عيانا بما لا يقل عن خمسة عشر مرة, لأناس عديدين لا يقل عددهم عن الخمسمائة!, وجميع هؤلاء من المشهود لهم بالبر والتقوى. وحتى اليهود اعترفوا بهذه القيامة. نعم ولكن, بصمتهم!!.
إن هذا القديس العظيم قد تنازل عن كل شئ في الأرض, وعن كل مجد في الدنيا, معتبراً إياه نفاية من اجل فضل معرفة المسيح يسوع, ولذلك خسر كل شئ لكي يربح المسيح (في8:3).
فلا مناص إذاً إلاّ القبول بهذه الحقيقة, حقيقة ظهور الرب يسوع الملموس والمحسوس والمسموع بعد قيامته من القبر!, ومن خلال كل ما مر بنا من البيانات المنطقية, والأدلة الثبوتية الموثقة بحجة المكان والزمان, وأسماء المدن والأعلام, والشواهد الكتابية, وشهادة الرجال الأبرار لا تشوبهم شائبة في المصداقية.
وهي بعيدة كل البعد عن النظريات الاحتمالية, أو الاختبارات الباطنية!. أو الإعلانات الإيمانية!. أو الغايات الدفاعية!. أو التهيؤات الرؤوية!. لقد عاين القديس بولس الرب يسوع, بعد صعود الرب إلى السماء بزمن ليس بالقليل !. وهو لم يكن من محبي يسوع, أو احد مرافقيه, ولا يمكن اتهامه بأي شكل من الأشكال, انه قد تأثرت كتاباته بالاملاءات العاطفية!.
مما يعزز الحجة في صدق الحقيقة, ومصداقية الرسل الأطهار بأنهم فعلا قد عاينوه, وسمعوه , وكلموه, وأكلوا معه ولمسوه.



========================
الهوامش :
------------------------------------
23 / " يحيينا بعد يومين في اليوم الثالث يقيمنا فنحيا أمامه – هوشع2:6 -."
------------------------------------
24 / وهذا هو معنى كلمة المريا – اسم الموضع الذي عينه الله كمذبح لتقديم أسحق ذبيحة حية للرب،تك2:22.
------------------------------------
25 / (لو قرأنا الإصحاح السادس من سفر هوشع, لرأينا أن هذا النبي يدعو الشعب للتوبة .. كيما تغفر خطاياه, ونلاحظ أن العدد2 هذا, " يحيينا بعد يومين. في اليوم الثالث يقيمنا فنحيا أمامه – هوشع2:6 -." وكأنه دخيل على النص؛ ولكنه يكون بمثابة نبوة (عن الرب يسوع), لمن له وبيده المغفرة وبه الخلاص, حيث جاء بالعدد1"هلم نرجع إلى الرب لأنه هو افترس فيشفينا, ضرب فيجبرنا" وكذلك العدد3 "لنعرف فلنتتبع لنعرف الرب. خروجه يقين كالفجر. يأتي إلينا كالمطر. كمطر متأخر يسقي الأرض.")
-----------------------------------
26 / الجسد الممجد: الجسد الذي لا يتأثر بقوانين المادة, ولا يخضع لها.
----------------------------------

الجزء السابق

الجزء التالي
__________________
أبو يونـــــــان
________
الله محبـــــــة

التعديل الأخير تم بواسطة ابو يونان ; 28-09-2010 الساعة 06:50 AM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 29-09-2010, 07:08 AM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 45,595
افتراضي

أخي المحب أبو يونان. مشكور على كل ما تقدمه و هذا الكتاب قيّم بما فيه من معلومات و شروحات.
__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:35 PM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke