Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الادبي > نبض الشعر > مثبت خاص بفؤاد زاديكه > خاص بمقالات و خواطر و قصص فؤاد زاديكه

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 03-11-2024, 08:47 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 47,024
افتراضي مشاركتي الآن على فقرة ماذا لو ...؟ و الموضوع تعاقب مَنْ تُحِبّ. في أكاديمية العبادي ل

مشاركتي الآن على فقرة ماذا لو ...؟ و الموضوع تعاقب مَنْ تُحِبّ. في أكاديمية العبادي للأدب و السلام تقديم الدكتورة سيليا على بإشراف عميد الأكاديمية الدكتورة شهناز العبادي

ماذا لو تُعاقبُ مَن تُحِبُّ؟
بقلم: فؤاد زاديكى

إنَّ محبّةَ إنسانٍ ما ترتبط دومًا بالشّعور العميق بالاهتمام و الرّعاية، إذ نرغب له بالسّعادة و التّوفيق، و نسعى لتخفيف آلامه و مساندته في مواجهة مصاعب الحياة. و لكن، ماذا لو واجه هذا الشّخصُ العزيزُ علينا عقابًا قاسيًا؟ بماذا سنشعرُ؟ و كيف سنتعامل مع هذه المحنة؟

أوَّلُ ما يخطرُ في البالِ عندما يُعاقَبُ مَنْ نُحبّ هو الشّعورُ بالحُزنِ و الأسى، إذ يصعبُ علينا رؤيةُ أحبَّتنا يتألمون أو يُعانون. فالعقابُ، و إن كان عادلاً في بعض الأحيان، يُشعِرُنا بالعجز و عدم القُدرةِ على حماية من نُحبُّ مِنَ الصِّعابِ، التي يواجهونها. و قد تنشأ في أنفسنا تساؤلاتٌ عديدةٌ حولَ العدالةِ و ظروفِ هذا العقابِ، و نتمنّى لو نستطيعُ التّدخّلَ لإيقافِه أو تقليلِه.

عندما يُعاقَبُ مَنْ نُحِبّ، نَجِدُ أنفسَنا في صراعٍ داخليٍّ بين احترامِ العدالةِ و بين رغبتِنا العميقةِ في تقديمِ المُساعدةِ. و قد تتصاعدُ مشاعرُنا إلى درجةٍ قد تدفعُنا إلى محاولةِ تقديمِ الدّعمِ لهذا الشّخصِ بطرقٍ متعدِّدةٍ، كالكلمات المواسية، أو تقديمِ النّصحِ، أو البحثِ عن طرقٍ قانونيةٍ للتخفيف من العُقوبةٍ. و قد نسعى أحيانًا لتحليل الأسباب التي أدّت إلى هذا العِقاب، لعلَّنا نجدُ تفسيرًا منطقيًا يُخفِّف من قسوةِ الموقفِ على قلوبِنا.

و من جهةٍ أخرى، قد يدفعنا هذا العقاب إلى مراجعة سلوكنا و تصرُّفاتنا. فقد نجد أنَّ في هذا الموقف درسًا مهمًا نتعلَّمه حول نتائج الأفعال، و عن أهمية الالتزام بالقوانين و القيم الأخلاقية. فتأمُّلنا في تجربة من نحبّ قد يقودنا إلى التفكير بعمقٍ في عواقب القرارات الخاطئة، و يجعلنا نحرص على تجنّبها، حفاظًا على سلامتنا و سلامة مَنْ نُحِبُّ.

لكن مع كلّ هذه المشاعر، علينا أن نتذكّر أنَّ للعقاب غايةً تربويةً و إصلاحيةً في العديد من الأحيان، و قد يكون فرصةً لمن نحبّ للنضوج و النظر إلى الأمور من زاوية جديدة. فقد يخرج من هذه المحنة بنظرةٍ مختلفةٍ إلى الحياة، و يكون ذلك دافعًا له لتصحيح مسار حياته، و التفكير مليًّا قبل اتخاذ قرارات قد تجرُّه إلى المواقف الصعبة مرةً أخرى. لذلك، من الضروري أن نبقى بجانبه، لا كمعارضين للعقاب، بل كمساندين له في تخطّي التّجربة الصعبة.

و في النهاية، فإنَّ موقفنا حين يُعاقَب من نحبّ ينبغي أن يكون متوازنًا، نُظهر فيه التّعاطف و الدّعم، و نساعده على تقبُّل العقاب بروحٍ بنّاءة، بحيث نستفيد من التجربة جميعًا.
المانيا في ٣ نوفمبر ٢٤
__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:57 PM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke