Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الادبي > خواطر و مشاعر

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 02-05-2014, 02:55 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 45,595
افتراضي غلمان دخلوا التاريخ أسروا القلوب وحكموا أصحاب القرار وتلاعبوا بعواطفهم إيمان رضيف نشر

غلمان دخلوا التاريخ
أسروا القلوب وحكموا أصحاب القرار وتلاعبوا بعواطفهم
إيمان رضيف نشر في الصباح يوم 18 - 03 - 2013

لم تكن النساء وحدهن من أسرن قلوب أصحاب القرار وكبار الشخصيات التاريخية، بل نافسهن في ذلك، الغلمان، إذ استطاعوا بحسنهم وجمالهم ووسامتهم، دخول التاريخ، وطبع بصماتهم فيه. فإلى جانب «هيام» التي أسرت كقلب السلطان سليمان القانوني، كان هنا «هيامات» كثر، استطاعوا قلب الموازين، وتحدي العادات والتقاليد، وفرضوا أنفسهم في قلوب الخلفاء والسلاطين وأقوى الشخصيات.
كوثر... «هيام» الأمين بن هارون الرشيد
من بين هؤلاء الغلمان، نجد كوثر، فهذا الصبي الوسيم، استطاع أسر، حسب ما ذكره التاريخ، قلب الخليفة الأمين بن هارون الرشيد، إذ هام شوقا وهياما بالصبي، سيما أنه كان يرفض النساء والجواري. تعلق الخليفة بالغلام، وقال عنه الشعر «ما يريد الناس من صب بما يهوى كئيب كوثر ديني ودنياي وسقمي وطبيبي أعجز الناس الذي يلحى محبا في حبيب».
ويحكى أنه في الوقت الذي حارب الخليفة أخاه المأمون، خرج كوثر، عشيق الخليفة ليرى الحرب، فأصيب في وجهه، فما كان للخليفة إلا أن يمسح الدم وهو يقول شعرا «ضربوا قرة عيني ومن أجلي ضربوه أخذ الله لقلبي من أناس حرقوه».

مهج... قرة عين الواثق
ومن بين الذين ذكرهم التاريخ، نجد مهج الذي أسر قلب الخليفة العباسي الواثق، آخر خلفاء العباسيين (حكم 6 سنوات)، كان يتنقل من غلام إلى آخر، وهام عشقا بالصبيان والغلمان حتى ملكوا عليه وجدانه وأذابوا مشاعره تولها وصبابة، إلا أن غلاما مصريا اسمه مهج، استطاع اللعب بعواطفه، واستعمار قلبه.
وفي أحد الأيام، حسب ما ذكره التاريخ، فقد الخليفة العباسي الواثق عقله، فغضب عاشقه الصبي مهج، وفي اليوم الموالي، طار لب الواثق فتعطلت أمور الخلافة وأدرك الجميع أن السر لدى مهج ونقل البعض حديث عاشقه مهج فأنشد الخليفة الواثق شعرا فيه « لولا الهوى لتجارينا على قدر، وات أفق منه يوماً ما فسوف ترى».
يقال إن رضا مهج عن الخليفة كان يوم سعد المسلمين، وإن غضب فالويل كل الويل للمسلمين إن أتوا للخليفة بيوم زعل مهج. ولأن الغلام كان يعرف قدر نفسه عند الخليفة الواثق فقد كان يدخل على الخليفة كل صباح وهو جالس بين الوزراء والحاشية ومهج يمشي إليه منثنيا، منكسر النظرة، مترنح الخطوة، مترجرج الأعطاف. ويناول الخليفة وردا ونرجسا، إلى أن قام الواثق من بين الحاشية وأخذه الطرب بمهج حتى قال «حياك بالنرجس والورد، معتدل القامة والقد، فألهبت عيناه نار الهوى، وزاد في اللوعة والوجد، أملت بالملك له قربه.... فصار ملكي سبب البعد، ورنحته سكرات الهوى، فمال بالوصل إلى الصد....».
قلب الشاعر أبو نواس ذاب على يد غلام
بعيدا عن العهد العباسي، نجد أن التاريخ ذكر بعض الغلمان الذين حملوا المشعل، واستمروا في أسر قلوب العديد من الشخصيات، من بينهم، غلام أبي نواس الشاعر العربي المعروف، إذ يحكى أن مر على باب مكتب فرأى صبيا حسنا، فقال «تبارك الله أحسن الخالقين»، فقال الصبي «لمثل هذا فليعمل العاملون»، قال أبو نواس «نريد أن نأكل منها وتطمئن قلوبنا ونعلم أن قد صدقتنا ونكون عليها من الشاهدين»، فقال الصبي الأمرد:
لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون»، فقال أبو نواس «جعل بيني وبينك موعدا لا نخلفه نحن ولا أنت مكانا سوى»، فقال الصبي «موعدكم يوم الزينة وأن يحشر الناس ضحى».
فصبر أبو نواس إلى يوم الجمعة فلما أتى وجد الصبي يلعب مع الغلمان، فقال أبو نواس «والموفون بعهدهم إذا عاهدوا».
ومشى الصبي مع أبي نواس إلى مخدع خفي، فاستحيى أبو نواس أن يقول للصبي نم، فقال له «إن الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم».
فقام الصبي وحل سراويله وقال «اركبوا فيها بسم الله مجراها ومرساها». فركب أبو نواس على الصبي . فأوجعه. وكان قريبا منهم شيخ يسمع كلام الصبي وكلام أبا نواس ويرى ما يفعلون. فقال يخاطب أبو نواس «فكلوا منها واطعموا البائس الفقير»، فقال الصبي «لا يكلف الله نفسا إلا وسعها».
"اليسباديس"و "باتروكلوس" وآخرون ...
ملكوا قلوب الإغريق
من جهة أخرى، نجد أن حب الغلمان، وممارسة الجنس عليهم، بلغ قمة ازدهاره على أيدي الإغريق، يقول أفلاطون في محاورته المناظرة "الجدير بالذكر أن الإغريق كانوا يعتبرون عشق الرجال الغلمان، وساما يضعه هؤلاء الرجال على صدورهم كما كانوا يحتقرون الرجل الذي يفشل في اجتذاب الغلمان إليه". و يقول الشاعر هوميروس في الإياذة عن الحب الذي يحمله البطل أخيل للغلام "باتروكلوس"، وفى أساطير الإغريق أن رب الرباب "زيوس" هو الذي اغتصب الفتى الوسيم "جانيميد"، ويحدثنا أفلاطون عن عشق سقراط للغلام "اليسباديس"، ويذكر "ديوجنيس" أن سقراط عندما كان غلاما كان معشوقا لمعلمه.
مفاخرة الجواري والغلمان

كمال المهتار
العدد 18 - آب 2009
بالاستعانة بالله والاستهداء إيّاه والتوكّل عليه، يفتتح أبو عثمان الجاحظ إحدى أقدم الرسائل في مديح «اللواط» والمفاخرة به. رسالته المعنونة «مفاخرة الجواري والغلمان» (دار الانتشار العربي) طريفة وعابثة وجريئة ابتدأها بالتبرير لتناوله مثل هذا الموضوع بأقوال أهل العلم والسلطة، فنقل عن أبي الدرداء قوله: «إني لأستجمُّ نفسي ببعض الباطل مخافة أن أحمل عليها من الحق ما يُملّها». وعن الشِّعبي قوله: «إن القلوب تملّ كما تملّ الأبدان، فابتغوا لها طرائف الحكمة». بل إنه ينقل بيتاً أنشده عبدالله بن عبّاس في المسجد الحرام وهو مُحرم يقول فيه:
«وهنَّ يمشين بنا هميسا
إن تصدق الطيرُ ننكْ لميسا»!

وأكثر من ذلك قول عليّ بن أبي طالب حين دخل على بعض أهل البصرة، ولم يكن في حَسَبه بذاك، فقال: من في هذه البيوت؟ فقالوا: عقائل من عقائل العرب. فقال: «مَن يَطُلْ أيرُ أبيه ينتطقْ به». وزيادةً في حججه يروي الجاحظ أن بعض الصالحين كانوا يقولون في دعائهم: «اللهم قوِّ ذكري على نكاح ما أحللتَ لي».
لا يقصد الجاحظ - كما يؤكّد - الردَّ على مَن أنكر هذه الأمور، «ولكنّا لما ذكرنا اختصام الشتاء والصيف، واحتجاج أحدهما على صاحبه، واحتجاج صاحب المعز والضأن بمثل ذلك، أحببنا أن نذكر ما جرى بين اللاطة والزناة، وذكرنا ما نقل حُمَّال الآثار وروتْه الرواة، من الأشعار والأمثال، وإن كان في بعض البطالات، فأردنا أن نقدّم الحجّة لمذهبنا في صدر كتابنا هذا».
ينقل الجاحظ عن صاحب الغلمان قوله: إن من فضل الغلام على الجارية أن الجارية إذا وُصفت بكمال الحُسن قيل: كأنها غلام، ووَصيفة غلاميّة.
قال الشاعر يصف جارية:
«لـها قـدّ الغـلام وعـارضـاه
وتفتـيـر الـمـبـتَّـلـة الـلـعـوبِ».

وقال والبة بن الحُباب:
«وميـراثيّةٍ تمشـي اخـتيـالاً
من التكريه قاتلة الكلامِ
لها زيّ الغلام ولم أقِسْها
إلـــيـه، ولـم أُقصِّر بالغلامِ».

ويتابع الجاحظ استشهاداته إلى أن يصل إلى القرآن: «وأكثر من قول الشاعر قول الله عزّ وجلّ: {ويَطُوفُ عليهم غلمانٌ لهم كأنهم لؤلؤٌ مكنون}، وقال تبارك وتعالى: {يطوف عليهم ولدانٌ مخلّدون، بأكواب وأباريق}».
تقوم رسالة الجاحظ هذه على ما يشبه المناظرة بين صاحب الغلمان وصاحب الجواري، فكلّ منهما يقوم بتعداد مآثر «حزبه». يقول صاحب الغلمان: «إن أحداً لا يدخل الجنّة إلا أمرد، كما جاء في الحديث: «إن أهل الجنّة يدخلونها جُرْداً مكحّلين». والنساء إلى المُرد أميل، وله أشهى، كما قال الأعشى: وأرى الغواني لا يواصلن امرأً/ فَقَدَ الشباب وقد يصِلن الأمردا».

ويردُّ على ذلك صاحب الجواري بالقول: «فإن الحديث قد جاء عن الرسول: «حُبَّبت إليّ النساء والطِّيب، وجعل قُرَّة عيني في الصلاة». ولم يأتِ للغلمان مثل هذه الفضيلة. وقد فُتنَ بالنساء الأنبياءُ عليهم السلام، منهم داود ويوسف...».
وفي «مناظرة» الزنى مثلاً، يُعيّر صاحب الغلمان نظيره بالقول: «لو لم يكن من بليّة النساء إلا أن الزنى لا يكون إلا بهنّ»، فيردّ عليه صاحب الجواري: «ما جعل الله من الحدّ على الزاني إلا ما جعل على اللوطيّ مثله. وقد رُوي عن علي بن أبي طالب أنه أُتي بلُوطيٍّ، فأُصعِد المئذنة ثمّ رُمي منكِّساً على رأسه، وقال: «هكذا يُرمى به في نار جهنّم». وحُدِّث عن أبي بكر أنه أُتي بلوطيّ فعرقب عليه حائطاً. وحديث أبي بكر أيضاً أن خالد بن الوليد كتب إليه في قومٍ لاطوا فأمر بإحراقهم...».
ومن أطرف ما في هذه المفاضلات بين الجارية والغلام قول صاحب الجواري: «... الاستمتاع بالجارية أكثر وأطول مدّة؛ لأنه أقلّ ما يكون التمتّع بها أربعون عاماً، وليس تجد في الغلام معنىً إلا وجدته في الجارية وأضعافه. فإن أردت التفخيذ فأرداف وثيرة، وأعجاز بارزة لا تجدها عند الغلام. وإن أردت العناق فالثديُّ النواهد، وذلك معدوم في الغلام. وإن أردت طيب المأتى فناهيك، ولا تجد ذلك عند الغلام. فإن أتوه في محاشّه حدث هناك من الطَّفاسة والقذر ما يُكدِّر كلّ عيش ويُنغِّص كلّ لذّة».

«الغاوون»، العدد 18، 1 آب 2009

- See more at: http://www.alghawoon.com/article/118....v7gjySoR.dpufمفاخرة الجواري والغلمان

كمال المهتار
العدد 18 - آب 2009
بالاستعانة بالله والاستهداء إيّاه والتوكّل عليه، يفتتح أبو عثمان الجاحظ إحدى أقدم الرسائل في مديح «اللواط» والمفاخرة به. رسالته المعنونة «مفاخرة الجواري والغلمان» (دار الانتشار العربي) طريفة وعابثة وجريئة ابتدأها بالتبرير لتناوله مثل هذا الموضوع بأقوال أهل العلم والسلطة، فنقل عن أبي الدرداء قوله: «إني لأستجمُّ نفسي ببعض الباطل مخافة أن أحمل عليها من الحق ما يُملّها». وعن الشِّعبي قوله: «إن القلوب تملّ كما تملّ الأبدان، فابتغوا لها طرائف الحكمة». بل إنه ينقل بيتاً أنشده عبدالله بن عبّاس في المسجد الحرام وهو مُحرم يقول فيه:
«وهنَّ يمشين بنا هميسا
إن تصدق الطيرُ ننكْ لميسا»!

وأكثر من ذلك قول عليّ بن أبي طالب حين دخل على بعض أهل البصرة، ولم يكن في حَسَبه بذاك، فقال: من في هذه البيوت؟ فقالوا: عقائل من عقائل العرب. فقال: «مَن يَطُلْ أيرُ أبيه ينتطقْ به». وزيادةً في حججه يروي الجاحظ أن بعض الصالحين كانوا يقولون في دعائهم: «اللهم قوِّ ذكري على نكاح ما أحللتَ لي».
لا يقصد الجاحظ - كما يؤكّد - الردَّ على مَن أنكر هذه الأمور، «ولكنّا لما ذكرنا اختصام الشتاء والصيف، واحتجاج أحدهما على صاحبه، واحتجاج صاحب المعز والضأن بمثل ذلك، أحببنا أن نذكر ما جرى بين اللاطة والزناة، وذكرنا ما نقل حُمَّال الآثار وروتْه الرواة، من الأشعار والأمثال، وإن كان في بعض البطالات، فأردنا أن نقدّم الحجّة لمذهبنا في صدر كتابنا هذا».
ينقل الجاحظ عن صاحب الغلمان قوله: إن من فضل الغلام على الجارية أن الجارية إذا وُصفت بكمال الحُسن قيل: كأنها غلام، ووَصيفة غلاميّة.
قال الشاعر يصف جارية:
«لـها قـدّ الغـلام وعـارضـاه
وتفتـيـر الـمـبـتَّـلـة الـلـعـوبِ».

وقال والبة بن الحُباب:
«وميـراثيّةٍ تمشـي اخـتيـالاً
من التكريه قاتلة الكلامِ
لها زيّ الغلام ولم أقِسْها
إلـــيـه، ولـم أُقصِّر بالغلامِ».

ويتابع الجاحظ استشهاداته إلى أن يصل إلى القرآن: «وأكثر من قول الشاعر قول الله عزّ وجلّ: {ويَطُوفُ عليهم غلمانٌ لهم كأنهم لؤلؤٌ مكنون}، وقال تبارك وتعالى: {يطوف عليهم ولدانٌ مخلّدون، بأكواب وأباريق}».
تقوم رسالة الجاحظ هذه على ما يشبه المناظرة بين صاحب الغلمان وصاحب الجواري، فكلّ منهما يقوم بتعداد مآثر «حزبه». يقول صاحب الغلمان: «إن أحداً لا يدخل الجنّة إلا أمرد، كما جاء في الحديث: «إن أهل الجنّة يدخلونها جُرْداً مكحّلين». والنساء إلى المُرد أميل، وله أشهى، كما قال الأعشى: وأرى الغواني لا يواصلن امرأً/ فَقَدَ الشباب وقد يصِلن الأمردا».

ويردُّ على ذلك صاحب الجواري بالقول: «فإن الحديث قد جاء عن الرسول: «حُبَّبت إليّ النساء والطِّيب، وجعل قُرَّة عيني في الصلاة». ولم يأتِ للغلمان مثل هذه الفضيلة. وقد فُتنَ بالنساء الأنبياءُ عليهم السلام، منهم داود ويوسف...».
وفي «مناظرة» الزنى مثلاً، يُعيّر صاحب الغلمان نظيره بالقول: «لو لم يكن من بليّة النساء إلا أن الزنى لا يكون إلا بهنّ»، فيردّ عليه صاحب الجواري: «ما جعل الله من الحدّ على الزاني إلا ما جعل على اللوطيّ مثله. وقد رُوي عن علي بن أبي طالب أنه أُتي بلُوطيٍّ، فأُصعِد المئذنة ثمّ رُمي منكِّساً على رأسه، وقال: «هكذا يُرمى به في نار جهنّم». وحُدِّث عن أبي بكر أنه أُتي بلوطيّ فعرقب عليه حائطاً. وحديث أبي بكر أيضاً أن خالد بن الوليد كتب إليه في قومٍ لاطوا فأمر بإحراقهم...».
ومن أطرف ما في هذه المفاضلات بين الجارية والغلام قول صاحب الجواري: «... الاستمتاع بالجارية أكثر وأطول مدّة؛ لأنه أقلّ ما يكون التمتّع بها أربعون عاماً، وليس تجد في الغلام معنىً إلا وجدته في الجارية وأضعافه. فإن أردت التفخيذ فأرداف وثيرة، وأعجاز بارزة لا تجدها عند الغلام. وإن أردت العناق فالثديُّ النواهد، وذلك معدوم في الغلام. وإن أردت طيب المأتى فناهيك، ولا تجد ذلك عند الغلام. فإن أتوه في محاشّه حدث هناك من الطَّفاسة والقذر ما يُكدِّر كلّ عيش ويُنغِّص كلّ لذّة».

«الغاوون»، العدد 18، 1 آب 2009

- See more at: http://www.alghawoon.com/article/118....v7gjySoR.dpufمفاخرة الجواري والغلمان

كمال المهتار
العدد 18 - آب 2009
بالاستعانة بالله والاستهداء إيّاه والتوكّل عليه، يفتتح أبو عثمان الجاحظ إحدى أقدم الرسائل في مديح «اللواط» والمفاخرة به. رسالته المعنونة «مفاخرة الجواري والغلمان» (دار الانتشار العربي) طريفة وعابثة وجريئة ابتدأها بالتبرير لتناوله مثل هذا الموضوع بأقوال أهل العلم والسلطة، فنقل عن أبي الدرداء قوله: «إني لأستجمُّ نفسي ببعض الباطل مخافة أن أحمل عليها من الحق ما يُملّها». وعن الشِّعبي قوله: «إن القلوب تملّ كما تملّ الأبدان، فابتغوا لها طرائف الحكمة». بل إنه ينقل بيتاً أنشده عبدالله بن عبّاس في المسجد الحرام وهو مُحرم يقول فيه:
«وهنَّ يمشين بنا هميسا
إن تصدق الطيرُ ننكْ لميسا»!

وأكثر من ذلك قول عليّ بن أبي طالب حين دخل على بعض أهل البصرة، ولم يكن في حَسَبه بذاك، فقال: من في هذه البيوت؟ فقالوا: عقائل من عقائل العرب. فقال: «مَن يَطُلْ أيرُ أبيه ينتطقْ به». وزيادةً في حججه يروي الجاحظ أن بعض الصالحين كانوا يقولون في دعائهم: «اللهم قوِّ ذكري على نكاح ما أحللتَ لي».
لا يقصد الجاحظ - كما يؤكّد - الردَّ على مَن أنكر هذه الأمور، «ولكنّا لما ذكرنا اختصام الشتاء والصيف، واحتجاج أحدهما على صاحبه، واحتجاج صاحب المعز والضأن بمثل ذلك، أحببنا أن نذكر ما جرى بين اللاطة والزناة، وذكرنا ما نقل حُمَّال الآثار وروتْه الرواة، من الأشعار والأمثال، وإن كان في بعض البطالات، فأردنا أن نقدّم الحجّة لمذهبنا في صدر كتابنا هذا».
ينقل الجاحظ عن صاحب الغلمان قوله: إن من فضل الغلام على الجارية أن الجارية إذا وُصفت بكمال الحُسن قيل: كأنها غلام، ووَصيفة غلاميّة.
قال الشاعر يصف جارية:
«لـها قـدّ الغـلام وعـارضـاه
وتفتـيـر الـمـبـتَّـلـة الـلـعـوبِ».

وقال والبة بن الحُباب:
«وميـراثيّةٍ تمشـي اخـتيـالاً
من التكريه قاتلة الكلامِ
لها زيّ الغلام ولم أقِسْها
إلـــيـه، ولـم أُقصِّر بالغلامِ».

ويتابع الجاحظ استشهاداته إلى أن يصل إلى القرآن: «وأكثر من قول الشاعر قول الله عزّ وجلّ: {ويَطُوفُ عليهم غلمانٌ لهم كأنهم لؤلؤٌ مكنون}، وقال تبارك وتعالى: {يطوف عليهم ولدانٌ مخلّدون، بأكواب وأباريق}».
تقوم رسالة الجاحظ هذه على ما يشبه المناظرة بين صاحب الغلمان وصاحب الجواري، فكلّ منهما يقوم بتعداد مآثر «حزبه». يقول صاحب الغلمان: «إن أحداً لا يدخل الجنّة إلا أمرد، كما جاء في الحديث: «إن أهل الجنّة يدخلونها جُرْداً مكحّلين». والنساء إلى المُرد أميل، وله أشهى، كما قال الأعشى: وأرى الغواني لا يواصلن امرأً/ فَقَدَ الشباب وقد يصِلن الأمردا».

ويردُّ على ذلك صاحب الجواري بالقول: «فإن الحديث قد جاء عن الرسول: «حُبَّبت إليّ النساء والطِّيب، وجعل قُرَّة عيني في الصلاة». ولم يأتِ للغلمان مثل هذه الفضيلة. وقد فُتنَ بالنساء الأنبياءُ عليهم السلام، منهم داود ويوسف...».
وفي «مناظرة» الزنى مثلاً، يُعيّر صاحب الغلمان نظيره بالقول: «لو لم يكن من بليّة النساء إلا أن الزنى لا يكون إلا بهنّ»، فيردّ عليه صاحب الجواري: «ما جعل الله من الحدّ على الزاني إلا ما جعل على اللوطيّ مثله. وقد رُوي عن علي بن أبي طالب أنه أُتي بلُوطيٍّ، فأُصعِد المئذنة ثمّ رُمي منكِّساً على رأسه، وقال: «هكذا يُرمى به في نار جهنّم». وحُدِّث عن أبي بكر أنه أُتي بلوطيّ فعرقب عليه حائطاً. وحديث أبي بكر أيضاً أن خالد بن الوليد كتب إليه في قومٍ لاطوا فأمر بإحراقهم...».
ومن أطرف ما في هذه المفاضلات بين الجارية والغلام قول صاحب الجواري: «... الاستمتاع بالجارية أكثر وأطول مدّة؛ لأنه أقلّ ما يكون التمتّع بها أربعون عاماً، وليس تجد في الغلام معنىً إلا وجدته في الجارية وأضعافه. فإن أردت التفخيذ فأرداف وثيرة، وأعجاز بارزة لا تجدها عند الغلام. وإن أردت العناق فالثديُّ النواهد، وذلك معدوم في الغلام. وإن أردت طيب المأتى فناهيك، ولا تجد ذلك عند الغلام. فإن أتوه في محاشّه حدث هناك من الطَّفاسة والقذر ما يُكدِّر كلّ عيش ويُنغِّص كلّ لذّة».

«الغاوون»، العدد 18، 1 آب 2009

- See more at: http://www.alghawoon.com/article/118....v7gjySoR.dpuf
__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:23 PM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke