Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الثقافي > المنبر الحر ومنبر الأقليات

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-07-2011, 12:33 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 45,761
افتراضي جورج حاوي عندما حقق أمنيته في أن يكون شهيداً! – بقلم عمر سماحة

جورج حاوي عندما حقق أمنيته في أن يكون شهيداً! – بقلم عمر سماحة


3Share


لماذا “أبو أنيس” بعد كل هذا الوقت؟ كتب الكثير عنه، عن شخصيته، عن أدواره السياسية ومواقفه الحزبية المختلفة… قيل الكثير ونظر أكثر عنه، في حين أن مذكراته الخاصة، كانت يمكن أن تفي بالغرض وتوضيح الكثير. أقول ذلك عن معرفة شخصية به، دفعت بي الى الكتابة للتعبير عما يختلجني لا سيما بعد ست سنوات من عملية اغتياله.
شاءت الظروف لا سيما الجغرافية منها ان ألتحق تنظيمياً بمنظمة الحزب الشيوعي اللبناني منظمة بتغرين وان تكون في الحزب، وتحديداً في بتغرين، هذا يعني لقاءات واجتماعات دورية مع “الرفيق أبو أنيس”. ولهذه اللقاءات خصوصيتها وفعاليتها لا سيما لجهة تكوين الوعي السياسي، فمع أبو أنيس يمكنك أن تعود كثيراً الى ماضي الحزب والبلد، وتسمع الكثير من النقد الذاتي وتستمع الى تحاليل لم تكن نسمعها في الاعلام في زمن الوصاية السورية. شهد عام 2000 تغييرات سياسية عديدة مع تحرير ما تبقى من الجنوب المحتل، وكان المتن نقطة ساخنة لبدايات الصراع في لبنان. وكان لأبو أنيس دور كبير في هذا الحراك السياسي.
اختلفت النظرة داخل الحزب وخارجه لتحركات جورج حاوي وتموضعه السياسي. فكان الصدى إيجابي عند البعض وسلبي عند البعض الآخر. ايجابي عند الرأي العام عامة وسلبي عند بعض “الشيوعيين” (يا للعجب!) القومجيين المنحازين الى التحالف السوري الايراني.
حركة أبو أنيس كانت عصية على الفهم من قبل العديد من حلفاء الأمس، الى درجة أن بعضهم اتهمه بالمناورة والمساومات الرخيصة طمعاً بدور سياسي ما أو بمقعد نيابي. أبو أنيس، تقبل هذه الاتهامات والانتقادات بصدر رحب، وغالباً ما كان جوابه يأتي مرتبطاً بضحكة ساخرة: “النيابة يا رفاق اصبحت ورائي، وهناك لقب وحيد لم أحصل عليه، هو لقب الشهيد!!”.
هذا اللقب الذي شكل أمنية للرفيق الذي أطلق جمّول جبهة المقاومة الوطنية. من يا ترى أراد تحقيق هذه الأمنية؟ قد تكشف التحقيقات ذلك في المستقبل، وبالتالي سنتمكن من معرفة الاجابة عن هذا السؤال. اغتيالك قضية كبرى في زمن المتاجرة بالمقاومة والصراع مع اسرائيل. ويبقى “اغتيالك الجسدي” الذي تم تنفيذه في حزيران 2005، واحداً من الاغتيالات التي تعرضت اليها خلال مسيرتك مع كل ما تمثل. في حزيران 2005 اغتالوا جسدك، ولكنهم لا يعرفون أنهم بهذا الاغتيال أنصفوك بطريقة أو بأخرى، فهم على الأقل حققوا لك أمنيتك. ولكن الجواب على الاغتيالات السياسية السابقة سيبقى عصياً، فالاجابة عنه ليست من البساطة بمكان. لقد كنت في فترات مختلفة من حياتك هدفاً مهماً لأكثر من جهة: لإسرائيل وأنت قائد المقاومة الوطنية. لبعض الأطراف القومية والانغزالية أثناء الحرب الأهلية. للنظام العربي والنظام السوري عام 1976 (مع دخول قوات الردع)، فهذا أيضاً ما لا يمكن أن ينكره أحد. نعم، نحن أمام اغتيال جسدي، لأنك من القليلين الذين تم اغتيالهم أكثر من مرة سياسياً، أولها كانت مع الدخول الجيش السوري عام 1976، مروراً بتطييف الصراع والمقاومة، الى ضرب محاولة انهاء الحرب الأهلية وفتح الباب أمام المصالحة الوطنية التي أطلقتها، وصولاً الى اقصاء اليساريين عن الساحة السياسية ما بعد الطائف، وصولاً الى اختصار التحرير بـ”تحرير الشريط الحدودي”. وأخيراً وليس آخراً اجهاض محاولتك لخلق تسوية داخلية تقي لبنان من العواصف المحدقة به من خلال الدعوة لمؤتمر وطني للحوار.
الكشف عن مفجر العبوة في سيارتك صباح أحد نهارات حزيران، لن يفيك حقك. فالحقيقة في اغتيالك تحتاج الى وقفة تاريخية للنظر بعمليات اغتيالاتك السياسية الأخرى. كتاب التاريخ المعاصر، لا يمكن أن يكتب من دونك ومن دون من تمثل. فلمذكراتك التي كنت تنوي البدء بالتحضير لها أهمية كبرى في كتابة تاريخنا، على الأقل لما كانت ستضيفه من نقد ذاتي أدهشت اللبنانيين بتمرسك به. هذا النقد الذي تفردت به، من دون أن تتمكن من نقل عدواه الى خصم أو حليف!! ما عدا الدكتور سمير جعجع والأستاذ محسن ابراهيم ونسبياً وليد جنبلاط.
استطاع حقدهم أن يقضي عليك، فمنحوك لقب الشهادة، ومن خلاله أضاؤوا على تاريخك واغتيالاتك السياسية السابقة. لأن الهدف من وضع الحد لحياتك، كان دفن أسرار ومذكرات تعتبر أساساً في كتابة تاريخ لبنان المعاصر وتاريخ اليسار اللبناني والعربي، ومحاولة لإزاحة رمز وشرعية ورؤية لمقاومة مختلفة عن المقاومات والمقاولات السائدة.
بعيداً عن التقديس والمديح، كنت بعد الطائف من القليلين الذين دعوا الى العقلانية والى النقد الذاتي سبيلاً لبناء الدولة وتخطي حروب الماضي. وكما العلامة هاني فحص، تطرفت في الاعتدال وفي انتقاد المتطرفين على مختلف انتماءاتهم الأيديولوجية، واعتدلت في انتقاد الخصوم والمختلفين معك. الدروس والعبر التي يمكن أخذها من تجربتك كثيرة وأهمها:
1 ـ استقالتك من الحزب رفضاً لأن تكون شاهد زور على تطبيق مشوه للطائف، في زمن ومنطق الاستقالة فيها ليس من شيمنا.
2 في النقد الذاتي والعلاقة مع الخارج، كما وفي المصالحة والمصارحة، وتخطي منطق الحرب.
3 في وعيك المتأخر لحقائق المجتمع اللبناني، وقدرته على المزاوجة بين الأفكار الأممية وحركة التغيير الوطنية. ربما ذلك يعود الى عدم تلقيك دروساً حزبية في المعاهد السوفياتية الشمولية.
4 في تجربة المقاومة وشكلها، والموازنة بين الصراع مع العدو وأهمية تطوير المجتمع.
5 وأخيراً وليس آخراً، اعادة قراءة تجربة الحريري بطريقة ايجابية، بعيداً عن تبسيطات الصراع البرجوازي البروليتاري.
6 الابتعاد عن العداء الطفولي لكل ما هو غربي وأميركي، والوصل مجدداً مع الحداثة الغربية دون التنكر لخصائص مجتمعاتنا.
قد يكون لبناننا يا أبا أنيس في اغتيالك قد خسر فرصة وحكمة وصورة اعتدال، إلا أن التحقيقات ستساهم في اعادة كتابة تاريخ المقاومة والتحرير، واعادة تحصين الذاكرة من انتهازية تجار الهيكل، وإعادة الاعتبار للمقاومين الأوائل الشرفاء. رغم قدرتك على الاستشراف لم تستطع التكهن بوقت النهاية ولا بوقت سدل الستارة. والذي نتمناه جميعاً، هو حبذا لو يكون الذي اغتالك عام 2005، هو ذلك الذي حاول أن يغتالك عام 1982 (زمن حصار بيروت) ولم ينجح. رغم استبعادي لذلك……
بقلم عمر سماحة
المصدر: جريدة المستقبل
__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:48 AM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke