Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الادبي > خواطر و مشاعر

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-11-2007, 06:52 PM
hasaleem hasaleem غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: Nov 2007
الدولة: لبنان, بغلبك, النبي رشادي
المشاركات: 102
افتراضي خواطر مستنسخة

خواطر مستنسخة
من المذكرات الخاصة

بقلم
حسين أحمد سليم
آل الحاج يونس
Hasaleem

أجلس كعادتي الروتينية, فجرا وصباحا, قبل الخروج إلى عملي كفنان تشكيلي, لأعود لجلستي المعهودة مساءا وأبقى حتى منتصف الليل, في زاوية الغرفة الصغيرة, التي تضم جزءا يسيرا, من مكتبتي الخاصة, وبعض حاجياتي الضرورية, مما تيسر من الملفات والأوراق والقرطاسيات, وأعدادا من الصحف اليومية والدوريات والمجلات, وطاولة خشبية سوداء صغيرة, عليها الحاسوب الشخصي, الموصول بخط الشبكة العالمية للمعلومات, وطابعة صغيرة ملونة المخرجات, وماسحة ضوئية صغيرة ملونة, ووسائط تخزينية مختلفة الأشكال والأحجام, ونظارات خاصة للقراءة عن قرب, وكرسيا متحركا من الجلد الصناعي, وبعض السكاكر والمكسرات, وعلب البطاطا المصنعة, وأنواع مختلفة من البذورات العربية والصينية, وفنجان للقهوة العربية المعتقة بالهال, وزجاجة من الماء البارد, وسلة صغيرة للمهملات...

هذه الغرفة مخصصة لي, من باقي غرف البيت الواسع المتعدد الردهات, فيها أقضي معظم وقتي وقرينتي, المعذبة جدا معي, لمزاجيتي المتقلبة جدا, والتي لا تهدأ على حال... وزوجتي هادئة جدا على عكسي تماما, ومثقفة جدا على شاكلتي, وكاتبة للخواطر الروحانية في تجليات خاصة بها, ولكنها فنانة تشكيلة مثلي, وعضو في إتحاد الكتاب اللبنانيين على قدم المساواة لي... في هذه الغرفة أمارس فعل المطالعة منذ شببت وتزوجت, وقرأت وأقرأ الكتب والصحف, وأقلب صفحاتها كافة, أنا وزوجتي... وفي تلك الزاوية التي إخترتها طوعا سجنا عصريا لي, كم وكم سال المداد على الورق, وباح لسان اليراع بالأسرار, وكم وكم دونت وحبرت وسودت أوراق, وكم زرفت المآقي الدمع مرات عديدة بلا سبب...

أبسط الأوراق أمامي, وقلمي بين أصابعي, وأنا مفترش الأرض, فوق فراش سجادي شرقي من اللون الأحمر المخطط بالأسود, ساندا ظهري إلى مسند من القش من نفس القماشة واللون, وخلفي ستارة خمرية اللون, بين فرجتيها ستارة بيضاء شفافة, تتسرب منها أشعة الضوء, لتستقر على أوراقي فتزهو أكثر بكلماتي... في هذه الزاوية دائما ما أمارس فعل الكتابة, وأدون على ورقة من مجموع الأوراق خواطري, وأخط عليها الكلمات, التي تنساب إلى خيالي, من عالم البعد الآخر, أو من وحي أحب الناس إلي, تشاركني الأفكار زوجتي وتناقشني بشدة حول كل خاطرة, وأول من يقرأ لي هي, وأول من يدون تعليقا هي, ثم يقرأ أولادي كتاباتي بعدها ويبدون آراءهم فيها, فتأتي مختمرة معتقة تصلح للتصدير والنشر...

حفيدي الأول إبن السنوات الخمسة, حاملا إسمي, هكذا شاء إبني تيمما وتخليدا لذكري بعد موتي, يشاركني الزاوية, حاشرا جسده النحيل, إلى جانبي أو في حضني, أو بيني وبين كتبي وأوراقي... يراقبني, يقلدني في حركاتي وفي سكناتي, وفي أشياء أخرى فوق طاقته... يمسك القلم بيد والورقة بيد أخرى, ويرسم عليها ما يتراءى لفكره الطفل... أرقب خربشاته, أجيل البصر فيها, أشغل تفكيري, أحلل عناصرها, فتأخذني إلى البعد في مشهدية أشكالها... حفيدي الصغير هذا يترجم الكثير مما أفكر به, من خلال خطوطه ونقاطه وتدويراته وخربشاته وألوانه... كيف يتأتى له ذلك, لست أدري؟! لم ولن أدري, لكنه يقول لي أنا وريثك الشرعي يا جدي...

حفيدتي الوسطى إبنة السنوات الثلاث, أصرت زوجة إبني " كنتي " أن تسميها على إسم زوجتي, كذلك حبا وتقديرا لقرينتي وذكرى باقية لها بعد وفاتها... هي أيضا تشاركني الزاوية, رغم ضيقها, تسرق أقلامي وأوراقي, وتمارس فعل الخربشات عليها... وهي صورة عن أخيها في حركاتها وسكناتها, لكنها كثيرة الثرثرة بأسئلتها التي لا تنتهي أبدا, مما يجعلني أضيق ذرعا بها وأسئلتها... ولكنها عندما تشعر بحرجي من تصرفاتها, تقفز لتطوقني بيديها النحيلتين الناعمتين وتغمرني بقبلاتها البريئة, طالبة مني أن لا أتضايق منها فهي تحبني كثيرا, كما تقول طفولتها...

حفيدي الصغير إبن السنة الواحدة, شاءت أمه أن تسميه على إسم أخيها الغائب في السفر, يعمل في الخليج العربي... حفيدي هذا نحيل الجسم ضعيف البنية, ما زال يحبو على يديه وركبتيه وبطنه, ويصدر أصواتا مليئة بالضحكات الناعمة, وأصواته كأنها زقزقات عصفور الكناري, الذي يستمع إليه طيلة الوقت, يتلهى بمراقبة حركاته داخل القفص السجن... وهو يشاركني أيضا, ويساهم في خلوتي, فيدب نحوي بإندفاع, ويحاول التسلق على جسدي, واللعب بأقلامي وأوراقي وكتبي, ويمزقها ويتلفها أحيانا في غفلة مني... وغالبا ما يصدر أصواته الأولى عاليا, حتى تكاد تصل إلى حد الصراخ... يرقبني, يضحك لي مبتسما, أضمه إلى صدري, أحتضنه, يرمي برأسه على كتفي, يبقى برهة على هذه الحال, ثم يبدأ يلاعبني بأنامل يديه الصغيرتين, بدل أن ألاعبه أنا... أتحسس أنه يفهمني, ويفهم ما يجول في خاطري نحوه ونحو شقيقه وشقيقته... ويمارس حركاته البسيطة, وكأنه يوحي لي بما أريد كتابته, فأكتب وأستوحي من فعله وابتساماته الكثير من الكلمات والخواطر...

كثيرا ما أشعر أن فكري يتوقف أحيانا, إذا لم ألتق مساءا وصباحا مع أحفادي الثلاثة , وأتحسس أن الكلمات لا تتناهى إلى خيالي, إذ لم يمارسون معي اللعب المشحون بعنف طفولتهم, وكأن أحفادي يذكرونني بعنف طفولتي, وشقاء بداياتي, التي تتراءى لي من خلال عنفهم وشقاوتهم... والتي تزداد كثيرا إذا ما إجتمع إليهم كذلك, أبناء عماتهم, أحفادي لكريمتي, نجوى شاعرة وجدانية, وفاطمة فنانة تشكيلية, وكل منهن لها ثلاثة, فيكون عددهم في غرفتي تسعة أطفال دفعة واحدة, مما يدفعني للجنون فعلا, فأبدع أكثر في كتاباتي, كلما شعرت من ضوضائهم بالضيق, فيأتي أهلوهم ويطيبون خاطري, فيتركونني الأحفاد ليتحلقوا حول زوجتي, كونها جدتهم التي تحنو عليهم, وتطعمهم ما لذ وطاب ليفرنقعوا عني, حين يصيبني منهم عصاب الجنون, ويبدأ جسدي يرتجف غضبا, ويداي تهتزان صعودا وهبوطا, معلنا الويل والثبور وعظائم الأمور, فقد أتلفوا آخر ما كتبت من خواطر الحب والعشق والحياة...

كتبت ظهر يوم الخميس الواقع في 01 / 11 / 2007 للميلاد في قرية الصدر النموذجية
__________________
حسين أحمد سليم آل الحاج يونس
hasaleem
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 01-11-2007, 07:10 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 45,934
افتراضي

اقتباس:
كثيرا ما أشعر أن فكري يتوقف أحيانا, إذا لم ألتق مساءا وصباحا مع أحفادي الثلاثة , وأتحسس أن الكلمات لا تتناهى إلى خيالي, إذ لم يمارسون معي اللعب المشحون بعنف طفولتهم, وكأن أحفادي يذكرونني بعنف طفولتي, وشقاء بداياتي, التي تتراءى لي من خلال عنفهم وشقاوتهم... والتي تزداد كثيرا إذا ما إجتمع إليهم كذلك, أبناء عماتهم, أحفادي لكريمتي, نجوى شاعرة وجدانية, وفاطمة فنانة تشكيلية, وكل منهن لها ثلاثة, فيكون عددهم في غرفتي تسعة أطفال دفعة واحدة, مما يدفعني للجنون فعلا, فأبدع أكثر في كتاباتي, كلما شعرت من ضوضائهم بالضيق, فيأتي أهلوهم ويطيبون خاطري, فيتركونني الأحفاد ليتحلقوا حول زوجتي, كونها جدتهم التي تحنو عليهم, وتطعمهم ما لذ وطاب ليفرنقعوا عني, حين يصيبني منهم عصاب الجنون, ويبدأ جسدي يرتجف غضبا, ويداي تهتزان صعودا وهبوطا, معلنا الويل والثبور وعظائم الأمور, فقد أتلفوا آخر ما كتبت من خواطر الحب والعشق والحياة...

كتبت ظهر يوم الخميس الواقع في 01 / 11 / 2007 للميلاد في قرية الصدر النموذجية
اقتباس:
__________________
حسين أحمد سليم آل الحاج يونس
hasaleem

انصهر أيّها القلم إجلالا و قفي يا بلاغة الكلمات تقديرا لما تسمعه أذناي و ما يغمر فؤادي المتعطّش لهبة من السماء كالتي منحني إياها ربّ العلى في هذه الأمسية الجميلة. أغبطك يا صديقي و اسمح لي أن اقول لفظة صديقي لأني أحسّ أن أموراً كثيرة مشتركة تجمعنا و أخصّ منها الصراحة و العفوية الجميلة و جنون العشق المقدّم على مذبح الحرف ليكون هناك جلاء و تكون هناك رؤية و يكون هناك خلقٌ جديد!
رقيق أنت يا سيّدي و كأني من خلال هذه الأسطر قرأت في ريشتك ملامح أصالة فريدة و خضتُ غمار تجربة مليئة بالغنى و السعادة و الحبور. بوركتم من عائلة جمع رباطها الحب و زادت من تماسكها الإلفة و المحبة, إني أغبطك يا صديقي فقد غمرتَ روحي بجميل لا يقلّ شأنا عن عمل تشكيلي رائع أنجزه إبداع عبقريتك. فلنهنأ بك غاليا و عزيزاً فإن النور بدأ يتسرّب إلينا من شرفات الإبداع الإنساني المشبع بلطائف الروح و المتنوّر من بهاء الفرح. إن سعادتي بك و بالتعرف على هذا الجانب المضيء من حياتك الكريمة ليست لها حدود في عاملي الزمان و المكان فقد اخترقت حواجز الكون لتقدّم لسيّدي الكريم طاعة التقدير و مشاعر المحبة و الامتنان على هذه الدعوة النبيلة و الكريمة و التي خضنا من خلالها مجرّة جلال تألق في كلمة صادقة بريئة متناثرة على صفحات الورد لتعلن ميلاد محبة من نوع جديد!
فؤاد زاديكه - المانيا
__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:34 PM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke