Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الادبي > خواطر و مشاعر

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 29-06-2005, 07:10 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 46,010
افتراضي همسة إلى صديقي صبري يوسف

همسة إلى صديقي صبري يوسف

مع امتدادت أذرع حنانك لتشملَ بغنى خصوبتها تربةَ موقعي، فتروي نبتات عشقه المتعطّشة إلى مزيد من فيض العشق هذا بدفقه الحيويّ، أرى لزاماً عليّ أنْ أبادرك بمدّ ذراع أوسع امتداداّ وبفتح صدرٍ أعمرَ محبّة، لننعم معاً بدفء الماضي ونتغنّى معاً بطيب الحاضر وننشد معاً أهزوجة فخرنا المتمثّل في روحانية وجدانيات تغمر تراب الوطن لتجبل منه صورة أردنا لها أنْ تولد من رحم الأسطورة وأن تتعانق مع هفهفات سنابلنا ونهنهات كرومنا وهي تغمرنا بخمور البحدو وزبيب ال?ل?زّيكي.

أهو رفقٌ يتسامى ويتعانقُ مع روحانيّة هذا الإبداع؟ أم ألقٌ يورثُ نكهةً لها عُرْفها ليدلّ على أصالة هذه الامتدادات؟.

حزّ في نفسي أنْ تفيض بكلّ هذا الفيض من عبقريات الخيال وهذه الهدهدات من شهقات الروح وهذا الكمّ من نهنهات الوجد المتكسّر على رقائق القلب ينعشها وصفائح الصدر يغمرها دون أنْ يكترث بها أحد من قرّاء الموقعين الجميلين. إن هذه التحليقات الإبداعية الصاعدة نحو سماوات الإبداع الشّعري تتلمّس طريقاً لها يخترق أدغال الكون ويجتاز أسوار المكان الواحد، وهو يثبت هوية انتماء هذا الإبداع حيث يتقن رسم خطوطه بريشة سرمدية تسمو بإنجازاتها مبدعة في هيكل قدسية الكلمة ونورانية الصورة المنتقاة بدعة البساطة المتينة من خلال خصوصيتها المفردة.

حزّ في نفسي، وهذا التفاعل الوجدانيّ ألا يثيرْ فضول صاحب قلم أو يكسر جمجمة صاحب تفكير ليخرج ما بداخل هذه الجمجمة، إنْ بنطق كلمة أو بهمسة تخرج منه في غفلة من الزمن. أعذرني فأنا لا أستطيع الوقوف طويلا أكتم نفسي وأشربق مفرداتي وأتعس قريحتي بانتظار أن تفوح رائحة من موضع ما وكلّي خوفٌ أنْ يكون فيها شيء من قرف الأيام!!!

في تحليقاتك الشعرية وجوه جديدة لم نكن نعرفها وحتى لو كنا نعرفها فقد كدنا ننساها ألبست هذه الوجوه ما استحليته لها من أزياء بيادرنا وجمعتَ لليالي سمرها ما طاب من (شعيل) موقدها، وأدخلتنا معها إلى مزاريب واسطبلات وعيون آبار وساحات مسرح ألعاب طفولة ومتاهات لا وعي وكلّها توشّت بعشق الكلمة وصبابة الشوق فالأول يعمل في محيط رأسك وما اختمر فيه من مفردات قاموسك الشخصي والثاني يطوّق أحاسيسك المتفاعلة ليبلورها ويزّينها كأنها عروس البحر التي ستزفّ إلى روح قارئها.

أعرف أن إبداعاتك لا تنتظر من أجلها كلمة إطراء أو عبارة تشجيع فما بك من الثقة بالذات يجعلك لا تتأثر بمثل هذه "الطنازوكات" لكني مثلك مارد لا أستطيع السكوت ولا أقوى على الصمت لأني أحسّ بالانتماء إلى هذا الضجيج ولا بدّ لي من خوض معمعانه لأنها رغبة لا إرادة لي في السيطرة عليها.

أهلا بك أيها الطائر المغرّد في دوحة الشّعر... أهلا بك أيها النهار المنبثق من خلف تلال المجهول ليعلنَ عن إشراقة الأمل وبسمة الحياة... أهلا بك أيها السيل العرم الذي كنت أظنّ أنه لا سيل بعد انهيار سدّ مأرب... أهلا بك فأنت رفيق الروح وصنو النفس... أهلا بك وحلّق أينما تشاء وأبدع كيفما تشتهي، فإنّ فضاءات قلبي ومساحات نفسي تنتظر منك مثل هذا التحليق في عالمي الجميل أيّها الصديق الجميل!
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 06-07-2005, 12:31 PM
SabriYousef SabriYousef غير متواجد حالياً
Silver Member
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 594
افتراضي

عزيزي الطيب الصديق فؤاد زاديكه

الكتابة هي صديقتي السرمدية!

يراودني ومتأكّد ممّا يراودني، لو حذفنا الكتابة من حياتي فلا أرى جدوى لأن أعيش يوماً واحداً! فأنا رهنتُ نفسي راهباً للحرف، مع انّني لا أؤمن بمبدأ الرهبنة بمعناها التقليدي والروحي والديني! مع أنني أعيشها كحالة تصوّفية مرتهنة لعوالمِ الكتابة، لأن الكتابة تخلخل كل همومي وانيني وعذاباتي وتمنحني طاقة غريبة ولذيذة في استمرارية الحياة وتشعرني بأهمية ذاتي تجاه ذاتي!
تجاوزت منذ فترة طيبة بما يتركُ نصّي من صدى للمتلقّي، لأن المتلقي لا يخطر على بالي أصلاً لحظة الكتابة، لأنني أركّز على ما يتركه نصّي من صدى على نفسي، هذه النفس الهائمة في بيادر الحياة، تنسج رجرجات شوق الحرف إلى وجنة الصباح! .. عندما يولد حرفي يصبح ملكاً للقارئ، للحياة.

لا تقلق يا صديقي، فنسبة الأميّة في عالمِ اليوم تزداد، والأكثر زيادةً تنمو في وسط حاملي الشهادات العالية، فكم من الأمّيين الجامعيين أصادفهم في حياتي كل يوم! لا يلفت إنتباهي إطلاقاً إن قرأ أحدهم نصّي أو قصصي فما أكتبه أكتبه لنفسي وأدلقه على وجنة الحياة، وسواء اهتم به الآخر، اليوم أو غدٍ أو لم يهتم به أي إنسان المهم هذا يروي لي عطشي لحبق الحرف، ويحقّق لي بهجة عميقة ومتعة في غاية اللذة لحظة الكتابة! لهذا أرى أن حصادي آخذه حالما يولد نصّي ويخرج إلى النور!

أنا لست شاعر منابر ولا شاعر مهرجانات ولا شاعر يهوى الانتشار والشهرة الفارغة، من طبعي أحبُّ الهدوء وأكره الأضواء خاصة عندما تكون فاقعة، عندما أشعل شمعتي وأسمع فيروز وأكتب نصّي على إيقاع المناجل، أشعر وكأن حرفي يعانق سهول المالكية وهوائها العليل، تغمرني نشوة عميقة وأجدني أطير في سماوات الفرح، فرحي ينبع من عوالمي ويصبُّ بي! وكلّما أعبر متاهة ومشكلة وكارثة وشقاء وغربة، أجدني أحصد بهجة الشعر وأحوّل ضجر الحياة إلى قصيدة من لون الفرح الآتي! عذاباتي هي دخان عابر في بحار هائجة، لدي طاقة غريبة في تحدّي همومي وعذاباتي واعوجاجات هذا الزمان، وسخريتي مفتوحة دائماً على وجنة الروح من ترّهات آخر زمان!

مع انه لا يعجبني العجب في ممارسات الإنسان، لكن مع هذا أستطيع أن أتوازن مع غربتي وجموحي وبحوزتي قليلاً جدّاً من الزاد! شره جدّاً في الكتابة، كانّني لم أجد كتابةً في حياتي، لكن هذه الشراهة لم تقترب على عوالم الزاد! عجباً أرى بعد عقودٍ من الزمان وما أزال آكل قليلاً من اللبن والخبز بلذة وكأنني أتناول لذائذ الكون، أحياناً آكل لقمةً وأطرّز جملة شعرية، غالباً ما كنتُ أشبع قبل الشبع، من خلال توغّلي في رجرجرات بهجة الحرف!

عندما كنتُ في ديريك، جنّ جنون بعض الأصدقاء من جرّاء ارتفاع سعر اللحمة الهبرة! ونحن ذوي الدخل المحدود، المدرسون، كان بعضنا يرتجف من ارتفاع الاسعار، لكنّي ضحكت في إدارة المدرسة في سياق إجابتي لسؤال أحد الزملاء، حول موضوع ارتفاع سعر اللحم، وشاكسني لأنه يعرف أنني جاهز للنقاش في أية قضية حياتية، وإذ بي أقول، مشكلة غلاء اللحم عندي محلولة! وليس لدي وقت للنقاش فيها حتى ولو ارتفع سعرها إلى حدِّ الألفِ! فقال زميلي طيّب نوّرني كيف حلّيت مشكلة الغلاء! فقلت له يا صديقي أنا ليس لدي مشكلة مع اللحمة الهبرة ولا مع أيِّ نوعٍ من اللحوم ولا مع الزاد إطلاقاً، فقال وكيف ستحل لنا مشكلة ارتفاع الأسعار إلى حدودِ الجمرِ؟ قلت له هي ليست مشكلة عندي أصلاً كي أحلّها! فقال طيب تكرّم علينا برأيكَ؟ حالما أبديت إستعدادي لكيفية حلّ مشكلة ارتفاع سعر اللحم، موجة من الضحك تعالى في أركان إدارة المدرسة، ضحك المتسائل ضحكة طازجة، ثم تعالت القهقهات، طبعاً كنت غائصا أنا الآخر في بهجة القهقهات، وكان حلّي يتلخّص بأن وضعت قراراً وردّاً مباشراً على قرارات زيادة اللحومِ بحيث يخلخل قراري كل مشاريع اللحوم بأنواعها وهي فكرة بسيطة تحتاج فقط إلى إرادة وتطبيق وقناعة وصبرٍ قرويّ يصبٌّ في عوالمِ الصدِّ ضدّ هذا المدِّ، حيث انني رفعت ساطوري على هذه التوجهات اللحموية من خلال تحويل نفسي إلى إنسان نباتي، نعم نباتي خالص، محرّماً على محلات اللحوم لحمهم واعتبرته لحماً حراماً حتى ولو كان مذبوحاً على الطريقة الإسلامية والمسيحية واليهودية والأديان التي ربّما تأتي....، حرّمته وألغيته من ذاكرتي! مرّكزاً على البرغل والعدس والبوخينة والرز والنباتيات والبطاطا والخضار والفاكهة والخبزِ المقمَّرِ، ولو طبّق الكثيرين مما طبقته كانت شركات اللحوم في وسوريا والدول المصدرة لسوريا ستعلن إفلاسها وتنحني أمام صاحب الفكرة فكرتي، وفعلاً من يومها أعلنت الحرب على اللحوم وحوّلتِ نفسي إلى انسان نباتي كأنني من سلالاتِ الهندوس، كنت أشعر بلذة رائعة في تناول نباتاتي، وأحياناً كان يصادفني اللحام، قائلاً لي أستاذ من زمن بعيد لم تزُرنا، عندي لحمة هبرة تعجبك! كنتُ أضحك من أعماقي في عبّي، قائلاً له يبدو أنكَ ستنتظرني طويلاً!

قرارات غريبة وعجيبة اتخذتها في حياتي، لا أتذكر أبداُ أن قراراً من قراراتي ضرّت بالآخر بشكل مباشر، ربما قراري النباتي ضرّ بأصحاب اللحوم، فليضرهم، هذا الذنب ليس ذنبي! .. عندما يريد المرء أن يقرر مصير قضية ما ممكن أن يفرضها فرضا عبر ثبات الإرادة والموقف الموحّد، فمثلاً لو طبّق فقراء وذوي الدخل المحدود والحمدلله كل الموظفين هم أصحاب الدخل المحدود ومحدود جدّاً، لو طبق فقراء الوطن وذوي الدخل المسدود، موقفي وأضربوا عن أكل اللحوم لمدة شهر أو شهرين أو سنة وأعلنوا نباتيّتهم، كان موقفهم سيزلزل مملكة شركات اللحوم ومن له علاقة باللحوم، آنذاك بكلِّ بساطة كان من الممكن تخفيض أسعار اللحوم إلى الحدِّ الذي يناسب فقراء هذا العالم!

خرجت عن الموضوع كلياً، لا أريد أن أكتب أيّة فكرة بشكل تقليدي، أسعى إلى كتابة نص حداثوي وفكرة متطايرة من شهقة نيزك أو من وهج حلم منفلش في ليلة قمراء.

زارني قبل أن أكتب ردّي مغترب تعرفت عليه مؤخراً في ستوكهولم، لديه إهتمامات في الأدب والفن والتشكيلي، وبعد دردشات سريعة دعوته أن يلقي نظرة على لوحاتي التي ملأت شقتي على مساحات المكان! دخل ومعه بضعة دقائق، ألقى نظرة على اللوحات ثم قال لي أنتَ تشبه الفنانين الوافدين من آسيا، اندنوسيا والهند، فذكّرني بما قالته زوجة د. ليساندرو، يوليا، التي شاهدت لوحاتي عبر الشبكة العنكبوتية، فقالت للسياندرو هل صديقك الفنان هو هندي؟ فسألني د. ليساندور هل إنطباع يوليا كان قريباً من معالمكِ؟ ضحكت في عبّي وتذكَّرت رحلة العذاب والقضاء على محلات اللحوم من خلال الاستغناء عنها، هامساً لنفسي هل من المعقول أن أكون ذات روحانية هندوسية، من يدري ربما تقمَّصني هندوسياً ما من غابر الأزمان وإلا فما هذه الألوان الهندية والآسيوية التي تفور في رحاب لوحاتي على حدِّ قول متذوقة اللوحة، يبدو أنَّ قراري في الجموح النباتي تخلله جموحاً لونياً، الإنسان رحلة عشق مرفرفة فوق رعشة البحر.

أريد ان أعترف لقارئي العزيز، في مثل هذه الحالات، حالات العبور في بهجة الكتابة والتدفقات العفوية، أشعر بطاقة غريبة ولذيذة تغمرني، وأشعر بحاجتي الماسّة للكتابة، وهذا يذكِّرني ببعض الأحبة الذين نصحوني أن أكتب أعمالا روائية، لأن عالمي غائص في التدفقات، وعفوي مثل عفوية الأطفال، حقيقة أشعر أنني طفل كبير في الكتابة، في العشق، في اللون، في بهجة الحوار والتواصل مع خصوبةِ الحياة! أصدقائي من كلِّ الأعمار، كتبتُ في بداية الثمانينات من القرن الماضي، نصّاً روائياً، وبعد كتابته بخطي ثلاث مرات، أحرقته لأنني وجدته عملاً ضعيفاً في حيثيات البناء واللغة غير متجلية في معالم القص والسرد، لهذا لم يرَ العمل النور واحرقته مع عشرات القصائد التي كانت بمثابة التدريب على الحرف، أندهش أحياناً من نفسي، لطموحاتي البسيطة، لا أرى طموحاً يروي غليلي سوى طموح الحرف، وأما قضايا الحياة، فلا تغريني، انجذب إليها لكني أقصُّها من جوانحي قبل أن تفترسني! المال هو أصل شرور الكون، لهذا علينا ان نعرف كيف نتعامل مع سمومه وتفاقمات مشاكله، ولا يمكن ان نعيش بعيداً عنه فهو عصب الحياة، لكن حرف أجمل من هكذا عصبٍ لأنّه يمنحني بهجة الاندهاشِ!

سآخذ دوشاً، ثم أسمع فيروز وأبدأ بكتابة نصّي، حالة عشق مسربلة بالانتعاش، تورّطت معك تورّطاً لذيذاً يا صديقي وعبرت متاهات ما كانت مدرجة في جدول تيهي، الحياة تغدو أجمل مع الأحبّة المشاكسين الرائعين!

غائصٌ هذه الفترة في معمعانات عوالم الرواية!

مع عميق مودتي وإحترامي
صبري يوسف ـ ستوكهولم

التعديل الأخير تم بواسطة SabriYousef ; 28-07-2005 الساعة 10:53 AM
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 07-07-2005, 07:45 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 46,010
افتراضي همسة إلى صديقي صبري

صديقي الحميم صبري:
أعرف أن الفن والأدب ليس لهما وطن كما الموسيقا وهذه الإنتماءات الشكلية ما هي إلا عبور آني لزورق الرحيل نحو الشاطيء الآخر، ولا أستغرب أبداً عندما يحدثك ناقد أو يبدي رأيه ذو حس أدبي وفني رفيع أن يعلن عن هذا الانتماء العام والشامل لأعمالك فهي ليست لوطن ولا لأرض أو شعب بل هي لما هو أهم وأكبر وأعمّ من كل هذه الخصوصيات الخانقة أنت هندي ويوغسلافي وألماني وهكذا دواليك إلى أن يعلن الكون عن الانتماء الجماعي له. لوحاتك جميلة ومذوقة ولسميرة مقدرة على هذا النمط من الرسم لكن وقتها لا يسمح لها.
يسرني كل يوم تألقك ويبهجني جديدك ويسعدني أكثر أنك معي وأحسّك أكثر قرباً إليّ من أي وقت مضى.
سر بمعونة الرب وليكلل التفوق خطواتك الواثقة وإننا نفخر بك يا صديقي.
المحبّ لك جداً أخوك فؤاد
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 08-07-2005, 12:17 AM
د- سهيل كبرو اسحق د- سهيل كبرو اسحق غير متواجد حالياً
Junior Member
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 3
افتراضي

الاخوة الأحباء
أستمتعت كليا بمحاورتكم اللذيذة ...
. فكلكما تجيدان فن السباحة الطويلة في بحر الحرف والكلمة .....وما أجمل سباحتكما وأنتم تسطرون أبداعات لاحدود لها

محبتي لكم على الدوام

التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 08-07-2005 الساعة 06:30 AM
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 08-07-2005, 12:14 PM
SabriYousef SabriYousef غير متواجد حالياً
Silver Member
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 594
افتراضي

العزيز فؤاد
العزيز د. سهيل

تحيّة من وهجِ الحنين

لدي طموح بسيط، بسيط جدّاً وهو أن أتفرّغ للكتابة كلّياً، هناك اشتعال جامح في عالم الحرف، شوق عميق للتفرّغ النهائي والانعتاق كلّياً من أي إرتباط بأي عمل سوى الكتابة، عدم التفرغ يؤرّقني ويغيظني جدّاً، هناك مشاريع إبداعية في منهاج روحي، تحتاج إلى تفرغ كلي، وهناك الكثير من الرؤى والأفكار لمشاريع إبداعية، مسرحية، قصصية وروائية! لكن كل هذا يتطلب وقتا وتفرغاً مائة بالمائة! مع أن معظم وقتي مخصَّص للكتابة لكن مع هذا التفرغ النهائي مهم كي أصفِّي ذهني كلياً وأركّز بدقّة على الهدف الذي أرسمه لخصوبة الحرف!

تخلّصت منذ فترة طيبة من مسألة التقوقع الأقليمي والجغرافي، بالحقيقة نصّي يخاطب الإنسان، على مستوى المعمورة، لا أخاطب قوم معين، أو شعب معين، أو الخ لكني أنطلق من محلّيتي وواقعي وتجربتي، تنبع نصوصي من وحي تواصلي مع ديريك ومحطات عمري لكنّي عندما أترجم مشاعري أخاطب هذا الكائن البشري الذي لا يعجبني في الكثير من ممارساته!

اللون، هو حرفي، هو شعري، هو بهجتي، هو نغمة الروح وهي ترقص فوق أمواجِ البحر، تواصلت معي البارحة فنانة تشكيلية مصرية، قالت هل فعلاً هذه لوحاتكَ؟ فقلت لها، هي ليست لوحات بقدر ماهي قصائد شعرية، فأنا أكتب شعراً عبر اللون، فرحت للألوان والمواضيع العشقية الشفيفة، واللوحات كلها تدور حول الفرح والمحبة والسلام والعناق الأزلي، أستغرب كيف لا يفكر المجتمع المسكوني بالعيش السلمي بعيداً عن لغة الحروب وترّهات آخر زمن، أعتقد أن هناك نسبة قوية من المجتمع البشري أغبياء جدّاً، وللأسف الشديد أن هؤلاء الأعبياء يملكون نسبة كبيرة من اقتصاد الكون ومن سلطة الكون، وقد نسوا كل سلطات الكون زائلة، وحدها العدالة والحرية والديمقراطية والمساواة والسلام والمحبة هي الباقية على وجنة الحياة!

هناك غباء عميق عند بعض البشر، نحن يا أعزائي مجرد نسمة عابرة على وجه الدنيا، فما لنا ليس لنا أنه ملكُ الحياة، حتّى "أولادنا ليسوا لنا، أولادنا هم أبناء الحياة" كما قال صديقي الرائع جبران خليل جبران!

لو ننظر إلى مسألة الموت، نجد أنفسنا صغار، صغار جدّاً، وقد نشرت البارحة في الموقع، نص: موتنا مؤجّل إلى حين، هذا النص يحمل رؤية فلسفية إلى الحياة، من جهتي أكثر حقيقة أؤمن بها هي حقيقة الموت وما تبقى من حقائق الحياة هي حقائق مقصوصة الأجنحة أو هي أنصاف حقائق!

هذه الفترة أجدني جامحاً نحو عوالم السرد، نحو الرواية، أعتبر كل كتاباتي التي كتبتها خلال ثلث قرن هي بمثابة المدخل إلى عوالم الرواية، مع أن نصّي الشعري المفتوح، أنشودة الحياة، هو أشبه ما يكون نص روائي مفتوح، لكنه منبعث من رحيق الشعر، لهذا أجدني منجذبا لخصوبة عوالم القص والسرد وبناء عوالم روائية لأنني أجدني أسير تدفقات هائجة ولا يمكن أن ترى شاطئا خصباً إلى في رحاب متون الرواية ..

مع خالص المودة
صبري يوسف ـ ستوكهولم
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 10-07-2005, 03:49 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 46,010
افتراضي همسة إلى صديقي صبري

أستاذي الفاضل صبري:
الكلمة ليستْ أسيرة القاموس، كما أنّ المفردة الشعرية ليستْ حبيسة اللحظة الإحساسية الإبداعية وليس من المعقول أو المسموح به القول- حسب رأيي المتواضع- أن هذا الأدب أو هذه النتاجات الفنية على تشعّب امتداداتها هي لفئة أو هي وقفٌ على مجموعة فالإنسان بفطرته الخلائقية ونزعته التكوينية هو ملك للجماعة وليست الجماعة هي التي يملكها الفرد ومن هذا المنطلق فالعمومية والإنتماء إلى العالمية فكراً وروحاً وممارسة وإبداعاً لا تقف عند حدود هذه القريوية البلهاء والبلداوية المتشنجة على أزقة تقوقعها والمنبسطة على أرصفة تطفّلها الذاتي المنغلق أيّما انغلاق، فالروح الإبداعية لا وطن لها والمفردة موجودة في الهواء الذي نتنشّقه أينما كنا هنا في ألمانيا في السويد في سوريا وفي أي مكان آخر نستشفّ ألقها ونشرب من رحيق عطائها الذي لا يعطي بصمات المكان وحتى بصمات الزمان التي يختزلها تكون آنية العبور هوائية المرور.
أما الموت وسلطانه الرهيب الخانق فقد ابدع المفكرون والعباقرة والحكماء والأنبياء في درسه وتمحيصه وتسهيل معايير الثقل الذي فيه لكننا كبشر ليس لنا مهرب من الشعور بالخوف منه على الرغم من كل التفسيرات التي تحاول التخفيف من وطأة جبروته وإني شخصياً أخافه وأهاب سطوته، وقد نظمتُ أشعاراً كثيرة وجدتُ نفسي فيها منساقاً إلى قدري بوجوب الشعور بها.
أما عن الظلم السائد في عالم هذا اليوم وفي سبل النجاة من تدمير البشرية على رؤوس أهلها فليس من شك في أن هذا البؤس كتب على الإنسان منذ الأيام الأولى من رحلة حياته إلى هذا العالم ولو تقرأ مقالتي عن " الإرهاب ومن السؤول عنه" لوجدتَ أن لك أصدقاء يشاطرونك هذا الرأي والتوجه في ظلم وظلامة الحياة وفي تسبب الإنسان ذاته في هذا الشقاء وجميع الذين ذكرتهم فيما سبق من المبدعين، ممن أهدوا عصارة فكرهم وخلاصة تجاربهم لهذا الإنسان الطائش ليعي غير أن النتائج جاءتْ وتأتي دوماً على غير ما يؤمل لها أن تكون، لكنْ أن يستسلم المرء لقدره المكتوب شئ وألا يسعى إلى الحيطة ومقابلته بالتي هي أحسن شئ آخر.
إلى المزيد من البوح بعصارة روحك وتمتّع بما لك من الوقت للإبداع والذي أعرف أنه ضيّق فكيف بي وأنا الذي أعمل ثماني ساعات في اليوم وأساعد زوجي في إدارة شؤون البيت والطبخ والكنس والجلي ونحن عائلة -ما شاء الله كبيرة- هل أنا الذي عليه أن يشكو من الوقت، أم أنت أيها الصديق الحبيب؟
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 10-07-2005, 04:55 PM
SabriYousef SabriYousef غير متواجد حالياً
Silver Member
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 594
افتراضي

الصديق العزيز فؤاد

الكتابة شهقة عشقٍ مندلقة من خيوطِ الشَّمس

والإنسان بسمة طفلٍ مكلَّلة بالنَّدى

الآن في هذه اللحظة أشعرُ بشوقٍ عميق إلى الصديق فهمي زاديكه، شوق حقيقي ودافئ! أتذكّر أنّه ودّعني قبل أن يعبر المسافات، جاءني إلى بيتي العتيق في ديريك العتيقة، وهناك تحدّثنا عن طموحاتنا التي كان يغلّفّها الضباب! ضباب سميك للغاية، عبر فهمي موجة البحر وأنا عبرت سماكات الضباب! أريد أن أتوغّل عميقاً في رحاب الضباب لعلّي أجد ما خلف الضباب نقاوة البخور..
نأتي إلى الحياة فجأةً، ونرحل فجأةً وما بين الفجأتين يتلألأ كائن حي فوق خصوبةِ الحياة يريد أن يرسم قصيدة على وجنة القمر!

قضيتُ بضعةَ ليالٍ في ضيافة ألياس زاديكه في بفلندورف بصحبة آل ساغور، كانوا يأخذون الشباب امتدادهم في لعب الورق وأنا كنت آخذ امتدادي في أحلام اليقظة، أحلم أن يأويني سقفاً في سماء هذا العالم الوسيع، كنتُ أغلي في رحاب الخيال!

عبرت البحر مرة أخرى، وعبرت أحزاناً تهدُّ شموخ الجبال، وحده حرفي كان مَعيني في كل محطّات غربتي!

أحنُّ إلى طفولتي المتلألئة في رحاب الذاكرة رغم تعاستها الفسيحة، ومباهجها القليلة، طفولة نقية، عبقة مثل النعناع البرّي. والدتكَ تذكِّرني بأكوام الحنطة وبسمة السنابل، وحوشنا العتيق يذكّرني بقصيدة طازجة مفروشة فوق حدائقِ الرّوح!

عناق مفتوح على وجنة البحر
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 10-07-2005, 05:36 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 46,010
افتراضي همسة إلى صديقي صبري

وأيّ عناق وأية هدهدات وأي اقتناص لفرصة سرقة الزمن من مخبئه المغروس في قعر الأزل!
أي هياج وأية استرسالة في تزاحم ضبابات العمر وهي تقود إلى ما يكون إليه الرحيل!
وأيّ انسياق إلى هذا الماضي الجميل بجنونه والمعبّق بأوسمة البراءة وهي تكحّل مرآنا المترف بالشقاء!
أي حنين وأية ترتيلة بساطة تغمس يدها إلى قاع أحلامنا لتختزل منها ما تريد وتهمل منها ما لا تريد!
أيّ صمت أخرس يطبق على حناجرنا بخوف هالك يفتّق فينا مواجع هذا الألم!
لقد قيل إن العظمة والانتصار والشهرة تنبع من حجرة الألم، وما أدراك ما الألم!
تسبقنا تطلّعات أهوائنا إلى موائد المجهول دون استدعاء أو عزيمة ببطاقات توشّم أغلفتها ببهرجة الألوان ويدفق بين زواياها نفح الإيهام لتكتمل الصورة المختزلة في عمق قساوة هذا الماضي ودروب شقاء تلك الطفولة.
الحنين هو العزاء الوحيد لملأى القلوب بهواجس الآتي وتساؤلات الحاضر المكتنزة بالإثم القاريّ والإرث المسلوق بكلّ أتون المنفعة والمصلحة والمصالح الكبرى.
إننا في الماضي المندرج تحت بواطن الإعياء داستنا نعالُ الإهمال، واليوم في حاضر مفعم بأسباب التعدي والكفر الأخلاقي والبشري المتشدّق برؤى مصنوعة في مصانع الخيانة والغدر والخديعة ! كيف سيكون الآتي المولود من عفن هذين العملاقين والقزمين في أن معاً... الماضي و الحاضر؟
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 27-07-2005, 02:54 PM
الياس زاديكه الياس زاديكه غير متواجد حالياً
Super Moderator
 
تاريخ التسجيل: Jul 2005
المشاركات: 14,102
افتراضي

ايها الملاكان الحارسان على الأدب صبري وفؤاد.
بعد دخولي الى فردوسكما الملئ بكل ماتشتهيه النفس من ادبيات وحكم وعبر ، تذوقت من كليهما ماطاب لي وما ارتاحت له نفسي وما قبله عقلي ووجداني ، كلاكما في التعبير بارعان ، وفي النثر والشعر
مخضرمان ، لكن هناك تفاوتا في اسلوبكما ، مالاحظته في تعبيرك ونثرك وشعرك يااخي *اخي الذي لم تلده امي* نوعا من الجدية والماساة ، اما اسلوب اخي فؤاد ممزوج بين الجدية والمرح ، وكلاهما مجتمعنا بحاجة ماسة لهما ، تابعا مسيرتكما معا كي نحذو حذوكما والله يوفقكما .
استاذنا صبري شلو.
عند مجيئك الى بفولندورف النائية لم اكن اعرف بانك بالعربية داهية
لما كنا لعبنا في البابازات كي لانزيد عليك القرحات
كنا اجتمعنا كلنا من حواليك وقلنا اعطينا ياصبري مالديك
كيف احوالك ، كيف صحتك ، هل تزوجت بعد ام لا ، اوضاع المعيشة ،خبرني ولو القليل عن اخبارك
فانا بشوق لسماع كل ماهو خير لك.
الداعي لكما بالتوفيق
الياس زاديكه

التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 27-07-2005 الساعة 02:58 PM
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 28-07-2005, 10:18 AM
SabriYousef SabriYousef غير متواجد حالياً
Silver Member
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 594
افتراضي

العزيز ألياس مع العائلة الكريمة والأولاد
آل ساغور والأحبة في بفلندورف

تحية يا أحبائي

كتبت خاطرة، همسة، تأملات، من وحي تواصلي معكم أثناء زيارتي لكم أيام زمان، حملت عنوان هذه وردتي أنثرها فوقَ لواعجِ الحنين! ونشرتها في الموقع، آمل أن تستمتعوا في قراءة ما جاء فيها من حميميات، وهي عربون مودّتي وإمتناني ...
نعم يا صديقي، نصوصي تحمل طابع الجدّية، فأنا جادّ في الكتابة حتى النخاع، لدي بعض الرؤى ووجهات النظر أريد أن أقدِّمها للقارئ العزيز أينما كان! ولدي بعض النصوص التي تحمل طابع الفكاهة والكوميديا والسخرية السوداء لكنها قليلة، أنصحك أن تعود وتقرأ قصّة الكرافيتة والقنّب، لقد استوحيتها من عوالم والدي فيما كان يسطو على إحدى كريفاتاتي ويجدلها مع "ترّيشكاته" وقنباته كي يحوّلها حبلا لغنمته لكنّي أمسكته بالجرم المشهود فيما كانت كرافيتتي محبوسة تطلب النجدة، فكتبت عبر محطات غربتي قصة طريفة حول هذا السطو غير المسلّح! هاهاهاها وأهديت له الكرافيتة ليقدمها لغنمته لأنني لاحظت بعد أن كزلها مناسبة لرقبة غنمته أكثر مما كانت تناسب رقبتي! لأن غنمة مدلَّلة يناسبها كرافيتة كاتب مطحون بعجائن هذا الزمان ولا يحتاج إلا إلى فكرة السطو كي ينسج عنها قصة ربما تكون أفضل من كل الكرايفيتات التي كانت في حوزة الكاتب، أنا الكاتب المشلوح على خرائطِ الشجنِ، رافعاً حرفي بكل فرحٍ كي أحصد ما حمتله بيادر الطفولة من عذابات وما حملته محطات الشباب من تساؤلات مفهرسة باهتياجِ القصائد، غالباً ما أجدني قصيدة راعشة مبلَّلة بالدموع فلا أجد أحلى من بهجة الحرف أجفف فيه تلاطمات أمواج بحري، ثمة بحر من الحنين في داخلي يغلي ويغلي، ولا يجد ركوناً له إلا على شواطئ القصِّ وحدائقِِ الشِّعر ..

رحل والدي وبقيت الفكرة التي استوحيتها من عوالمه شامخة على شهقة الزمن.

دمتم بخير كلَّ الخير
صبري يوسف ـ ستوكهولم


التعديل الأخير تم بواسطة SabriYousef ; 28-07-2005 الساعة 10:30 AM
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:44 AM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke