Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الادبي > نبض الشعر > مثبت خاص بفؤاد زاديكه > خاص بمقالات و خواطر و قصص فؤاد زاديكه

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 30-08-2014, 05:16 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 47,029
افتراضي ماذا لو فعل أوباما أو بوتين ما فعله النبي محمد؟ بقلم: فؤاد زاديكه

ماذا لو فعل أوباما أو بوتين ما فعله النبي محمد؟
بقلم: فؤاد زاديكه


من المستغرب أنّ المسلمين حين يتحدثون عن رسائل نبيهم محمد إلى رؤوساء العالم و ملوكه, و التي يطلب فيها منهم الدخول في الإسلام و إلاّ فالحرب و الغزو و الجزية قادمة, إنهم يتباهون بذكر هذه الأخبار و يرونها عادية جداً بل أكثر من ذلك, فربما يرونها واجباً مفروضاً على محمد فعله. و سنذكر هنا من مواقع إسلامية بعض العيّنات من هذه الرسائل و كيف ينظر إليها المسلمون و يقيّمونها, دون أن يفهموا منها أنها كانت تعدياً سافراً على الآخرين, و تدخّلا فاضحاً في شؤونهم الداخلية, كما تسمّى اليوم بمفهوم السياسة العالمية في علاقات الدول ببعضها البعض.

"صور لرسائل الرسول (ص) الى ملوك العالم يدعيهم لاعتناق الاسلام دون حرب

أنه قد أثبتت رسائل رسول الله صلى الله عليه وسلم للملوك مدى حكمته قبل بدء أى معركة وأنه كان يحذر ملوك الدول قبل أى غزوة ليدخلوا الإسلام دون حروب أو إراقة دماء :-

وهذه رسالة الرسول إلى ملك البحرين :-

وهناك رسالة أخري ونص هذه الرسالة :-

من / محمد رسول الإسلام إلى / النجاشى ملك الحبشة : سلام عليك إنى أحمد الله إليك الله الذى لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن وأشهد أن / عيسى بن مريم روح الله وكلمته ألقاها إلى / مريم البتول الطيبة الحصينة فحملت بــ / عيسى فخلقه الله من روحه كما خلق آدم بيده وإنى أدعوك وجنودك إلى الله عز وجل وقد بلغت ونصحت فاقبلوا نصحى والسلام على من اتبع الهدى .

وبعد أن تم صلح الحديبية في شهر ذي القعدة من السنة السادسة للهجرة، رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم قرير العين بما فتح الله إليه، فعندئذٍ كتب إلى الملوك من العرب والعجم ورؤساء القبائل والأساقفة والمرازبة وغيرهم يدعوهم إلى الله تعالى وإلى الإسلام، وقد ذكر محمد طاهر الكردي في كتابه تاريخ الخط العربي بأن الصحابي عبدالله بن الأرقم الزهري كان يكتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم الرسائل للملوك وغيرهم .

ومن هنا سأعرض عليكم أيها الأحبة رسائل الرسول صلى الله عليه وسلم، وصوراً منها وقصتها عبر التاريخ، وسيكون أول موضوعنا عن رسالته صلى الله عليه وسلم الذي أرسله إلى هرقل عظيم الروم .

رسالته صلى الله عليه وسلم إلى هرقل عظيم الروم :-

قدم / دحية بن خليفة على / هرقل عظيم الروم بكتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه :

بسم الله الرحمن الرحيم من محمد عبدالله ورسوله إلى هرقل عظيم الروم سلام على من اتبع الهدى أما بعد فإني أدعوك بدعاية الإسلام اسلم تسلم ويؤتك الله أجرك مرتين فإن توليت فإن عليك إثم الأريسيين ويا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئاً ولا يتخذ بعضنا بعضا أرباباً من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون . وهذه صورة رسالة الرسول صلى الله عليه وسلم، بخط أحد الصحابة رضوان الله عليهم :-

إلى / هرقل عظيم الروم كتابه وقرأه، أخذه فجعله بين فخذيه وخاصرته، ثم أمر / هرقل ببطارقة الروم؛ فجمعوا له في دسكرة، وأمر بها فأشرجت أبوابها عليهم؛ ثم اطلع عليهم من علية له؛ وخافهم على نفسه، وقال : يا معشر الروم؛ إنني قد جمعتكم لخير؛ إنه قد أتاني كتاب هذا الرجل يدعوني إلى دينه، وإنه والله للنبي الذي كنا ننتظره ونجده في كتبنا؛ فهلموا فلنتبعه ونصدقه، فتسلم لنا دنيانا وآخرتنا . قال : فنخروا نخرة رجل واحد؛ ثم ابتدروا أبواب الدسكرة ليخرجوا منها فوجدوها قد أغلقت، فقال : كروهم علي - وخافهم على نفسه - فقال : يا معشر الروم؛ إني قد قلت لكم المقالة التي قلت لأنظر كيف صلابتكم على دينكم لهذا الأمر الذي قد حدث؛ وقد رأيت منكم الذي أسر به؛ فوقعوا له سجداً؛ وأمر بأبواب الدسكرة ففتحت لهم؛ فانطلقوا . ثم قال / هرقل لــ / دحية بن خليفة حين قدم عليه بكتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم : ويحك والله إني لأعلم أن صاحبك نبيٌ مرسل؛ وأنه الذي كنا ننتظره ونجده في كتابنا؛ ولكني أخاف الروم على نفسي؛ ولولا ذلك لأتبعته؛ فاذهب إلى / صغاطر الأسقف فاذكر لهم أمر صاحبكم؛ فهو والله أعظم في الروم منى، وأجوز قولا عندهم منى؛ فانظر ما يقول لك .

قال : فجاءه / دحية؛ فأخبره بما جاء به من رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى / هرقل، وبما يدعوه إليه، فقال / صغاطر : صاحبك والله نبي مرسل؛ نعرفه بصفته، ونجده في كتبنا باسمه، ثم دخل فألقى ثياباً كانت عليه سوداً، ولبس ثيابا بيضا، ثم أخذ عصاه؛ فخرج على الروم وهم في الكنيسة، فقال : يا معشر الروم؛ إنه قد جاءنا كتابٌ من / أحمد؛ يدعونا فيه إلى الله عز وجل؛ وإني أشهد أن لا إله إلا الله وأن أحمد عبده ورسوله .

قال : فوثبوا عليه وثبة رجل واحد، فضربوه حتى قتلوه. فلما رجع / دحية إلى / هرقل فأخبره الخبر قال : قد قلت لك : إنا نخافهم على أنفسنا؛ فــ / صغاطر - والله - كان أعظم عندهم وأجوز قولاً مني .

وذكر / اليعقوبي في كتابه ” أن هرقل كتب إلى الرسول صلى الله عليه وسلم هذه الرسالة : إلى / أحمد رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي بشر به / عيسى من / قيصر ملك الروم : أنه جاءني كتابك مع رسولك وإني أشهد أنك رسول الله صلى الله عليه وسلم نجدك عندنا في الإنجيل، بشرنا بك / عيسى بن مريم وإني دعوت الروم إلى أن يؤمنوا بك فأبوا، ولو أطاعوني لكان خيراً لهم، ولوددت أني عندك فأخدمك واغسل قدميك . فقال رسول الله : يبقى ملكهم ما بقي كتابي عندهم “.

وقد ظلت هذه الرسالة متوارثة في أسرة / هرقل، وكان منهم حكام في الأندلس ثم انقطعت أخبارها بعد ذلك، حتى وُجدت بحوزة أميرة عربية كانت تقيم في لندن، وما إن علم الشيخ / زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله بأمر الرسالة ( الوثيقة ) حتى أوفد مستشاره إلى زيوريخ حيث كانت مودعة في خزانة خاصة بأحد البنوك، ثم جرى نقلها بحضور الأميرة إلى خزينة أخرى بأحد بنوك لندن، حيث دُرست هناك وتبين أنه عمرها يزيد على الألف وثلثمائة سنة، وأن الوثيقة صحيحة، أو على الأقل نسخة من الأصل، فقد وجدتُ معلومة أخرى تبين أن الملك / حسين بن طلال عام 1977م أعلن فيه لشعبه أن أثر من أعز أثار تاريخنا العربي الإسلامي وهو أصل الرسالة التي وجهها الرسول صلى الله عليه وسلم إلى / هرقل عظيم الروم، وأن جلالته وبمناسبة اليوبيل الفضي لتتويجه يتقدم بإهدائه إلى شعبه الأردني، وأرتأى بأن تحفظ في مسجد الهاشمية والله أعلم .

رسالة النبي صلى الله عليه وسلم إلى / كسرى الفرس :-

رسالة النبي صلى الله عليه وسلم إلى / النجاشي في الحبشة :-

يقول الدكتور / حامد عبد الرحيم مدير المركز التراثي العلمي بجامعة القاهرة : لقد استطعنا خلال عامين من بدء نشاطنا وعملنا البحثي والتراثي العلمي بهذا المركز أن نحصل من متحف توب قابو سراي باسطنبول بتركيا، على أربع رسائل خطية للنبي صلى الله عليه وسلم، كان قد أرسلها إلى ملوك وأمراء العالم القديم، ويتم الكشف عنها لأول مرة في التاريخ، وهي جميعها مختومة بخاتم النبي صلى الله عليه وسلم، وهذه الرسائل مكتوبة على الرق المصنوع من جلود صغار العجول والحملان والغزلان والجداء، حيث كانت هذه الحيوانات متوافرة إلى حد كبير في شبة الجزيرة العربية، وعليها يعتمد في استخلاص جلودها لاستخدامها في الرق المصنوع بغرض الكتابة .

من أشهر الرسائل وعند مطالعة هذه الرسائل نكتشف أن من أشهر الرسائل التي أرسلها النبي صلى الله عليه وسلم، رسالته إلى قيصر الروم وهو / هرقل الذي حكم بين سنتي 610 - 741 ميلادية، ويقول فيها :-

وكذلك رسالته إلى / كسرى ملك الفرس الذي حكم ما بين 590 - 628 ميلادية، وكانت هذه الرسالة محفوظة في خزانة هنري فرعون في بيروت ونصها :-

بسم الله الرحمن الرحيم

من محمد بن عبد الله رسول الله إلى كسرى عظيم فارس، سلام على من اتبع الهدى وآمن بالله ورسوله وشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمد عبده ورسوله، أدعوك بدعاية الله، فإني أنا رسول الله إلى الناس كافة لأنذر من كان حيا ويحق القول على الكافرين، فأسلم تسلم، فإن أبيت فإنما عليك إثم المجوس .

رسالة / النجاشي وكذلك كتب النبي صلى الله عليه وسلم رسالة إلى / النجاشي ملك الحبشة وهو / أصحمه وكانت الرسالة التي أرسلت إليه محفوظة في الجمعية الجغرافية البريطانية ونصها :-

بسم الله الرحمن الرحيم

من محمد رسول الله إلى / النجاشي عظيم الحبشة، سلام على من اتبع الهدى، أما بعد، فإني أحمد الله إليك، الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن، وأشهد أن عيسى بن مريم روح الله وكلمته ألقاها إلى مريم البتول الطيبة الحصينة، فحملت بــ / عيسى من روحه ونفخه، كما خلق آدم بيده، وإني أدعوك إلى الله، وحده لا شريك له، والموالاة على طاعته، وأن تتبعني، وتؤمن بالذي جاءني فإني رسول الله، وإني أدعوك وجنودك إلى الله عز وجل، وقد بلغت ونصحت فاقبلوا نصيحتي، والسلام على من اتبع الهدى . عرب وعجم وكان من بين الأمراء والملوك الذين أرسل النبي صلى الله عليه وسلم إليهم رسائله أيضا / الحارث بن أبي الغساني، ملك نجوم الشام، وهو من أمراء غسان في أطراف الشام، وكان قد أرسلها إليه النبي صلى الله عليه وسلم مع / شجاع بن وهب، وأرسل رسالة أخرى أيضا إلى / الحارث بن عبد كلال بن غريب، يشرح بن مدان بن ذي رعين، والمتأمل لنصوص هذه الرسائل جميعها يلاحظ مدى حرص وعناية الرسول صلى الله عليه وسلم على توصيل دعوة الحق ونشر الرسالة في شتى البلدان المجاورة من عرب وعجم، وذلك عملا بقول الله تعالى : فاصدع بما تؤمر وأعرض عن الجاهلين إلى غير ذلك من الآيات القرآنية الكريمة التي أشارت إلى تبليغ رسالة الإسلام إلى الناس كافة .

المقوقس ففي الرسالة الثالثة التي وجهها النبي صلى الله عليه وسلم إلى / المقوقس عظيم القبط في مصر وهو / جريح بن مينا ولقب / المقوقس يعني المطول للبناء، وكان يطلق في الأصل على حاكم الإسكندرية، يقول النبي صلى الله عليه وسلم في نص الرسالة :-

بسم الله الرحمن الرحيم

من محمد بن عبد الله ورسوله، إلى / المقوقس عظيم القبط، سلام على من اتبع الهدى، وأما بعد، فإني أدعوك بدعاية الإسلام، اسلم تسلم، يؤتك الله أجرك مرتين، فإن توليت فعليك إثم القبط ويا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم، ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا، ولا يتخد بعضنا أربابا من دون الله، فإن تولوا، فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون .

ملك البحرين ويذكر أيضا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان قد وجه عدة رسائل أخرى إلى عدد من الملوك والأمراء الذين حكموا دولا أخرى مجاورة للجزيرة العربية، كان من بينها رسالته صلى الله عليه وسلم إلى / جيفر و / عبد بن الجلندي ملك عمان وهما اللذان أسلما لما بعثه الرسول صلى الله عليه وسلم من الرسائل، وكذلك رسالته صلى الله عليه وسلم إلى / ثمامة بن أثال و / هوذة بن علي الحنيفين ملكي اليمامة وهما اللذان أسلما أيضا نتيجة هذه الرسائل، وهذه رسالة الرسول صلي الله عليه وسلم إلي / جيفر و / عبد بني أبي الجلند :-

ختم أشرف الخلق صلي الله عليه وسلم :-

أما الرسالة الرابعة التي تم الحصول عليها فقد كانت موجهة من النبي صلى الله عليه وسلم إلى / المنذر بن ساوي ملك البحرين، وذلك قبل فتح مكة، وأرسلت مع / العلاء الحضرمي يدعوه فيها إلى الإسلام، وقد كان وأسلم، ونصها :-

بسم الله الرحمن الرحيم

من محمد رسول الله إلى / المنذر بن ساوي، سلام أنت، فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو، أما بعد، فإني أذكرك الله عز وجل، من صلى صلاتنا واستقبل قبلتنا وأكل ذبيحتنا، فذلك المسلم، الذي له ذمة الله، وذمة الرسول، فمن أحب ذلك من المجوس فإنه آمن ومن أبى فإن الجزية عليه "

بينما نرى أصواتا ترتفع في الآونة الأخيرة من بين المسلمين تدل على تحوّل جديد في المفهوم الفكري الإسلامي لدى البعض و هي ليست بأقلية, إذ أدرك مثقفو المسلمين و مفكروهم بأن دعوة محمد هذه لم يكن فيها شيءٌ من الصواب بل أنها ظاهرة غير مقبولة لأنها اعتداء مبطّن و دعوة إلى الدين بالتهديد باستخدام القوة و كما هو معروف فإن الإسلام انتشر بقوة السيف و لولا قوة السيف لما كان اليوم شيءٌ إسمه إسلام.

"

زنقة 20

قال الناشط الأمازيغي العلماني أحمد عصيد، أمس الجمعة 19 أبريل الجاري " إنه لا يجب تدريس التلاميذ في الثانوي رسالة النبي محمد التي أرسلها لملوك و حكام ذلك العصر، يدعوهم فيها للإسلام و تبتدأ بعبارة أسلم تسلم لأنها رسالة إرهابية تهديدة" مضيفا "فالرسالة التي تدرس في المقرر لتلامذتنا وهم في سن الـ16 هي في الحقيقة رسالة إرهابية، لأنها ترتبط بسياق كان الإسلام ينتشر فيه بالسيف والعنف، أما اليوم فقد أصبح المعتقد إختيارا شخصيا حرا للأفراد، ولا يمكن أن تدرس للتلميذ رسالة تقول إما أن تسلم وإلا أنك ستموت ، وتدرس على أنها من القيم العليا للإسلام" حسب تعبير عصيد.

و أضاف الناشط الأمازيغي خلال ندوة في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر العاشر للجمعية المغربية لحقوق الإنسان، بقاعة المهدي بنبركة بالرباط بأن الإسلام كان في حينه يمثل العولمة، على اعتبار أنه جاء خلاصة للأمم و الحضارات التي سبقته، و هذا ما جعل الأوربيين آنذاك يعملون على ترجمة كتابات ابن سينا و ابن رشد و الاستفادة منها، أما اليوم يقول عصيد "فالإسلام شيء أصبح متجاوزا لأن القيم الكونية هي أسمى ما وصلت إليه البشرية اليوم" قائلا "الإسلام عندما جاء لم يحرم تجارة البشر و العبيد و إنما فقط اكتفى بأمر الناس بحسن التعامل معهم، و في أحسن الأحوال تحريرهم أو عتقهم". عصيد الذي كان موضوع مداخلته حول "الحقوق بين الإسلام و القيم الكونية"، قال إنه في منظور الفقهاء الدين غاية والإنسان وسيلة وهذا مخالف لمنظومة حقوق الإنسان الكونية، لأن الإنسان وكرامته هو الغاية، ولا يجب أن يترك في الهامش" مؤكدا أنه "علينا أن نسعى إلى إعداد نخبة نيرة من العلماء المتخصصين الذين يقومون من داخل المنظومة الفقهية الدينية بملائمة القيم الكونية لحقوق الإنسان مع النصوص الدينية وبإعادة قراءتها"


في الحقيقة فإن ما دعى إليه هذا الكاتب و المفكر الأمازيغي يدعو إلى الاحترام و التقدير لأنه أصاب الحقيقة بعينها, فكل مناهج الدول العربية و الإسلامية تدرّس التاريخ الإسلامي بما فيها الغزوات و الفتوحات على أنها أعمال مشروعة بدلا من اعتبارها استعماراً و احتلالا و أعمالا عدوانية, فالمعايير مقلوبة و الأفكار التي يتمّ غرسها في أذهان التلاميذ تولّد لديهم تشويشاً و توجّها ضمن نطاق معرفي معيّن أكثره بُني على التضليل و الخرافة و المبالغة و الخلط و تغيير الأوجه و قلب الحقائق, و على الباطل, فكيف ستكون الأجيال الناشئة التي ستصبح رجال المستقبل بيدها مصائر شعوبها و هي تتعلّم الغلط و تمارس الفكر الذي يدعو إلى العنف و الكراهية و تسويغ أعمال الإجرام و الإرهاب الإسلامي عبر تاريخه الطويل؟

كيف كانت المسيحية في جزيرة العرب و ما آلت إليه في عهد نبي الإسلام و ما بعده أقتطفه من مقال لبعض المفكرين العرب يقول فيه:"أثر الإسلام على مسيحية الجزيرة العربية


تحول الخطاب المحمدي

إن التحولات الكبيرة التي طرأت على مسار محمد الفكري قد خلقتها الأوضاع السياسية الجديدة في شبه الجزيرة. فبعد أن تثبَّتت نبوته عند العديد من العرب وأصبح قائدا عسكريا متمكناً، تغير خطابه من الحوار والترغيب إلى التحذير والتهديد في ما يلخصه القرآن بالقول: "قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرِّمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون"، "وأنزل الذين ظاهروهم من أهل الكتاب من صياصيهم وقذف في قلوبهم الرعب فريقا تقتلون وتأسرون فريقا وأورثكم أرضهم وديارهم وأموالهم".[128]

انقلبت الموازين، وصار الإسلام النصراني، الذي جنح بداية إلى السلم وجاء برسالة الدعوة إلى الوفاق، دينا يبيح قتل اليهود والنصارى ويستبيح أموالهم وأعراضهم تحت مسميات عدة. مع هذا التحول في الخطاب المحمدي دخلت المسيحية حقبة جديدة من تاريخ الألم والمعاناة بعد سلام دام ما يقارب 300 سنة منذ مرسوم ميلانو.

يفسر فلنهاوزن تحول محمد من مبشرا ونذيرا إلى قائداً سياسياً بالقول: "إن المعارضة دائما تتغير عندما تصل إلى الرياسة، وأن السياسة عند تطبيقها تبعد كثيرا عن الفكرة التي عليها... وهذا هو الذي يفسر لنا أن النبي صار رئيسا سياسيا تغير عما كان عليه".[129]

قام محمد بحملات عسكرية عدة هدفت إلى إخضاع المنطقة تحت سلطة الإسلام، مما أدى إلى دخول قبائل مسيحية في الدين الجديد، متأثرة بعوامل عديدة:

1 - الخوف من السيف.

2 - التهرب من دفع الجزية.

3 - الطمع في الغزو مع المسلمين وكسب الغنائم.

4 - للحفاظ على المركز والسلطان.

5 - لستر الأعراض وتجنيب النساء والأطفال مساوئ الغزاة.

ولا يجوز إهمال ما كان لسبي النساء واسترقاق الأطفال من تأثير في الأسلمة، وإن سمينا الأشياء بأسمائها، قلنا "هتك الأعراض"، الذي جعلوا له فقه خاص سموه "جماع الأسيرات". أما المقدمة الضرورية للممارسات التي واكبت الغزوات فكانت التكفير. والكفار "أوجب تعالى القيام عليهم بمر الحق، وإن أدى إلى صلبهم وقتلهم، وقطع أيديهم وأرجلهم وأعضائهم ، وضربهم بالسياط، وشدخهم بالحجارة، وهتك أستارهم، وسبي نسائهم وذراريهم".[130] أمام هذا التهديد

-------------------------------

128 - سورة التوبة 29 ، سورة الأحزاب 26 – 27

129 - تاريخ الدولة العربية، يوليوس فلنهاوزن، ص 6

130 - الإحكام في أصول الأحكام، ابن حزم، مجلد 1، جزء 4 /فصل في إمكان النسخ

انهارت عزيمة الكثيرون، فاعتنقوا الإسلام.

إخضاع الجزيرة العربية

نجح محمدا في السيطرة سياسيّاً على المسيحيّين العرب في الجزيرة العربيّة ودخل بعضهم في الإسلام والأغلبيّة خضعت للجزية وأقرّت زعامته. الذين لم يذعنوا للدعوة المحمدية ورفضوا كذلك الجزية، وجدوا أنفسهم بين خيارين، السيف أو الهجرة. هذا الخط سلكه محمد وخلفائه من بعده حيثما ذهبوا، في عهد أبو بكر الصديق وعهد عمر بن الخطاب وعهد عثمان بن عفان ومن تبعهم.

قاد محمد بنفسه عدة غزوات في شمالي الحجاز، على تبوك، وأيلة، واذرح، والجرباء. ثم بعد فتح مكة أقام اتصالات بمن يعيشون في البحرين من نصارى عبد القيس، فأسلم بعضهم، أما النصارى من غير العرب فبقوا على مسيحيتهم وخضعوا لقانون الجزية.

من الأمراء العرب المسيحيون، الذين حكموا في أعالي الحجاز، يحنة بن رؤبة رئيس أيلة. هذا رفض الإسلام وصالح محمد على الجزية فحافظ على مركزه. دعاه المسعودي "أسقف أيلة"، وهو اللقب الذي ورد في محاضر بعض المجامع الكنيسة التي وقع عليها يحنة. [131]

تتحدث المصادر عن هوذة بن علي الحنفي، الذي كان ملكاً مسيحيا على اليمامة و شاعر قومه وخطيبهم. رفض هوذة دعوة الرسول العربي إلى الإسلام بيد قيس بن عمرو الأنصاري، مفضلا البقاء على دين المسيح. فبقى ومات على نصرانيته.[132]

عرفت اليمامة العديد من سادة النصارى، منهم طلق بن علي بن طلق بن عمرو. ويروى عنه، أنه لمّا ذهب إلى المدينة وأسلم، قال له محمد ولمن معه: "إذا قدمتم بلدكم فاكسروا بيعتكم وابنوها مسجداً"، فعملوا بقول محمد وكسروا بيعتهم وحولوها إلى مسجداً، وكان يدير البيعة آنذاك راهب من قبيلة طيء.[133]

وأهل دومة الجندل وجماعة أكيدر كان لهم نصيب وافر من غزوات محمد وجيوشه. فبعد أن غزاها محمد أمر عبد الرحمن بن عوف أن يتزوج أبنة الملك الأصبغ الذي أجبره على الإسلام. وسار إليها أيضا خالد ابن الوليد "يساعده عياض من تغلب وقتل رؤساءهم، ودخل المدينة منتصراً، فغنم جيشه غنائم كثيرة وقُتِلَ من أهلها خلق كثير. وسبي ابنة الجوديّ. وكان الأكيدر في جملة القتلى".[134] كانت هذه الموقعة أول مواجهة طائفيّة بعد موت الرسول العربي بين العرب من مسلمين ومسيحيين.

يتبيّن من رسالة البطريرك النسطوري أيشوعاب الثالث، التي كتبت بين 50 و 52 هـ، أن مسيحيّي عمان اعتنقوا الإسلام ليحافظوا على ثروتهم الماديّة ومراكزهم. فيقول: "أين أبناؤك أيها الأب أين معابدك أيها القس ؟... إنّهم لم يجبروا لا بالسيف ولا بالنار ولا بالتعذيب والاضطهاد بل استولت عليهم الرغبة في الحفاظ على نصف ثروتهم"، وفي قوله إشارة إلى أنّ المسلمين طالبوا بنصف ثرواتهم مقابل بقائهم على دينهم.[135]

--------------------------------

131 - المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام – الدكتور جواد علي ، الفصل 79

132 - المرجع السابق، فصل 44

133 - المرجع السابق، فصل 166

134 - المرجع السابق، فصل 44

135 - المسيحية العربية وتطوراتها، سلوى بالحاج، ص 148

رغم ذلك تشبث قسم كبير من العمانيين بمسيحيتهم، وفي مقدمتهم بني ناجية، ولمّا أرسل إليهم علي ابن أبي طالب رسولا يدعوهم إلى الإسلام أجابوه قائلين "نحن قوم نصارى، لم نر دينا أفضل من ديننا فثبتنا عليه".[136]

خصّ محمد أساقفة نجران في اليمن برسالة يدعوهم فيها إلى الإسلام أو دفع الجزية وإن أبوا هذا وذاك فالحرب. فجاء وفد منهم للحوار، من بينهم عبد المسيح والأيهم وحبرهم أبو حارثة بن علقمة. دارت مناقشة بين وفد نجران ومحمد انعكس مضمونها في سورة آل عمران. ولمّا لم يقتنعوا بدعوته، استجابوا لحكمه عليهم، المتمثل في فرض الجزية الجماعية، فأسلم منهم من لم يكن متأصلا في المسيحية من العامة أو من الرؤساء الذين فضلوا الحفاظ على سلطانهم.

لكن مما جاء في السيرة النبوية بعد ذلك يزيدنا علماً بتغير موقف محمد من النجرانيين، وأن الاحداث اللاحقة رسخت اليقين عند اليمنيين بانعدام مبدأ التحاور في الإسلام. يقول ابن اسحاق: "ثم بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد، في شهر ربيع الآخر أو جمادى الأولى، سنة عشر إلى بني الحارث بن كعب بنجران وأمره أن يدعوهم إلى الإسلام قبل أن يقاتلهم ثلاثا، فإن استجابوا فاقبل منهم وإن لم يفعلوا فقاتلهم. فخرج خالد حتى قدم عليهم فبعث الركبان يضربون في كل وجه ويدعون إلى الإسلام ويقولون أيها الناس أسلموا تسلموا. فأسلم الناس، ودخلوا فيما دعوا إليه، فأقام فيهم خالد يعلمهم الإسلام وكتاب الله وسنة نبيه".[137]

توفي محمد بن عبد الله في المدينة وبويع أبو بكر بالخلافة وحارب قبائل العرب المرتدة. ومع أن مسيحيو نجران جددوا البيعة لأبي بكر، أخل عمر بن الخطاب بعهد محمد معهم إخلالاً منكراً. فهم بطردهم من جزيرة العرب خوفا من تعاظمهم وغناهم، وكان له في ذلك قول محمد حجة، وهو أن "لا يجتمعن بجزيرة العرب دينان". فأجلاهم وأسكنهم بلاد الشام والعراق.

------------------------------

136 - سلوى بالحاج، ص 80 و 132

137- السيرة النبوية لابن هشام، الجزء الثاني - إسلام بني الحارث بن كعب"

هذه العبارة التي تقول إسلموا تسلمو. إسلم, تسلم. كانت البداية لنشر هذا الدين عنوة فمضمونها واضح و قد حقّق نبي الإسلام حلمه بتطبيق هذا المبدأ و الذي نراه اليوم غالبا على كلّ تنظيم إسلامي يسيطر على مكان ما من العالم فهو يرغم الناس على الدخول في الإسلام كما يحصل في العراق للشعب المسيحي و للإيزيديين و الصابئة و غيرهم من الأقليات الدينية الأخرى, و في بلاد الشام و في باكستان و نيجيريا حيث بوكو حرام و الصومال و اليوم في ليبيا و ما كان في مصر أيام الرئيس الإخونجي المعزول محمد مرسي و الذي كان يسعى إلى أسلمة كل ما في مصر من بشر و حجر.فالإسلام و العنف متلازمان و هذا ما لمسناه في فحوى و محتوى كل تلك الرسائل التي أرسل بها نبي الإسلام إلى ملوك و رؤوساء الدول في ذلك الوقت.

هنا نقف عند أمرٍ بالغ الأهمية سون لن يعجب المسلمين على ما أعتقد. لو أن أوباما اليوم أو بوتين أو غيره ممن يرأسون ما يمكن اعتباره دولة مسيحية, أقول لو أن أحدهم أرسل إلى ملوك العرب و زعمائهم و رؤوسائهم رسائل بهذا المعنى و المضمون يطلب منهم الدخول في المسيحية مثلا و ترك دين الإسلام, فما هو الوقع الذي سيكون على كلّ مسلم في هذا العصر؟ هل سيراه أمراً مقبولاً؟ ألن يتحدث حينها هذا المسلم أو ذاك عن الحرية الفكرية و التي لا يؤمن بها أصلا؟ هل يتصوّر الوضع ايام محمد و ماذا كانت تعني تلك الرسائل؟ ألم تكن غير منطقية البتة؟ ألم تكن إرهاباً و عنفاً و تهديداً؟ أم أن المسلمين الغافلين عن أمور الكون و العالم سيرون عمل الرسول صحيحا و سيباركونه فيما سيلعنونو مثل هذا لو جاء من أوباما و غيره؟ ألن يحرقوا السفارات الغربية و يقتلوا الناس في الشوارع؟ ألن يقوموا بمظاهرات عدائية و هم يبكون على الإسلام و ما وصل إليه؟ الن يهيبوا برجال المسلمين بالقيام بأعمال الجهاد و التي هي القتل و العنف و الإرهاب؟

يا سادة يا كرام, إنّ نبيّكم محمد فعل هذا دون وجه حق, و إنْ فعل اليوم أوباما مثل الذي فعله نبيكم محمد فلا حرج بذلك. لا عليكم ان تثوروا, بل تقبلوا بذلك لأن الأقوى هو الذي سيفرض شريعته و حكمه و قراره. لم كان محمد الأقوى و لهذا فرض إرادته و دينه بقوة السلاح. اتمنى على كلّ أخ مسلم أن يفكّر و لو للحظة و يحاول الربط بين الأمرين التاليين

أمر إرسال محمد رسائله إلى زعماء الدول يطلب منهم الدخول في الإسلام مستهلا كلّ رسالة له بقوله: إسلمْ تسلمْ, و أمر أن يرسل اليوم أوباما أو بوتين رسائل مثيلة لها لزعماء الدول الإسلامية يطالبانهم فيها بترك الإسلام و الدخول في دين المسيحية أو أي دين آخر. لماذا ستقولون عن أوباما أنه كافر بهذا العمل أو بوتين و لا تقولوا بأن محمداً كان كافراً بما فعله؟ أم أنتم كمسلمين لكم الحقّ بفعل و قول كلّ شيء بينما غيركم لا يحقّ له مثل ذلك؟ هذا هو الفرق بيننا و بينكم, بيننا كشعب واعٍ يتفهم الأمور و يحاول التفكير بطرق منطقية و عقلانية و أنتم الذين تفكرون بعواطفكم و بمشاعركم فلا فعل للعقل لديكم البتة. لهذا السبب ستبقون على ما أنتم عليه من تخلّف و من جهل و من انغلاق و من عنصرية و من غباء أحمق. مع كلّ احترامي لكم.

في الحقيقة هناك شكّ كبير في أن هذه الرسائل لم تكن بنصها كما هي منشورة اليوم في كتب المسلمين لأنه لا يعقل أن يرد مسيحي على رسالة محمد ليقول له بأنه مكتوب عندنا في الإنجيل عنك, هذا غير صحيح و غير دقيق فلا ذكر لمحمد البتة, لا من قريب و لا من بعيد في كتب الأناجيل, و هذا تضليل إسلامي و فبركة من المسلمين, و هناك من يقول من المسلمين بأن هذه الرسائل كتبت بعد وفاة محمد.
__________________
fouad.hanna@online.de


التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 04-09-2014 الساعة 05:03 PM
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:38 PM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke