الأغنية الجزراوية في طريقها إلى المجد

[ابو سومر]

الأغنية الجزراوية في طريقها إلى المجد

أخذت الأغنية الميردلية (الجزراوية) اليوم وبكلماتها العربية القديمة وبلحنها المميز تشق طريقها نحو المجد وتفرض نفسها على ساحة الغناء العربي بجدارة فأخذ يغنيها أشهر المطربين العرب ويعزف ألحانها كبار الملحنين منهم .
ومن بين هؤلاء الفنانين ،الفنان كاظم الساهر الذي غنى منها أغنية قديمة اسمها " ياردلي سمرة قتلتيني" وكذلك الفنان القدير سعدون جابر الذي غنى "تحبون الله ولا تقولون" وهي

أغان من التراث الجزراوي القديم الذي يشترك فيه أهل الموصل وماردين وآزخ وباقي المناطق التي تتحدث بهذه اللهجة الخاصة وتبعهم في ذلك اللبناني وائل كفوري الذي غنى "مدللتي" الأغنية المشهورة التي غناها قبله فنان القامشلي الأول الراحل الكبير جان كارات والحبل عل الجرار .
وأن تعامل فنانين عرب من خارج منطقة الجزيرة مع هذا اللون المميز من الغناء ليس بجديد فكانت الفنانة العراقية القديرة عفيفة اسكندر هي أول من أداه في سبعينات القرن الماضي عندما غنت اغنية "تحبون الله ولا تقولون سعاد وكن ماتت" وتبعها بعد ذلك الفنان الكبير سعدون جابر في أغنية "ياردلي وسمرة قتلتيني" وهي في الأصل لمطرب مصلاوي قديم اسمه حسين مرعي غناها في ستينات القرن الماضي .
وهناك أغنية تراثية أخرى قديمة جداً تسمى اليوم " هيا لموا ليا ولموا ليا " واسمها الصحيح والقديم هو : "هيا هلموا إليَّ وهلمّوا إليّ" وتقول كلماتها :
فـتُّ على الباب وأريتُ صف صبايا قعود
منن بنات البكر ومنن نسوان بيوت
ومنن قالوا لي تعا ومنن قالوا لي فوت
وهيها لموا ليا ولموا ليا .
وهذه الأغنية الآن جالسة في قصرها القديم في انتظار ملوك المطربين وكبارهم ليختطفوها ويلقوا بها على حبال حناجرهم الذهبية لتصدح بها وعليهم أن يتعاملوا معها بنفس الحيطة والحذر الذي يتعامل فيها خبير آثار محترف مع قطعة أثرية قديمة ليحمها من التلف .
وأما ملوك هذه الأغنية فينتشرون في أماكن كثيرة ففي الجزيرة السورية كان الفنان الراحل جان كارات أفضل واكثر من غنى الأغاني التراثية الجزراوية ويأتي من بعده عبود فؤاد وعبدالحكيم صبري واكرم درويش وغيرهم .
وفي لبنان هناك نخبة من هؤلاء الفنانين أمثال الفنان القدير رشيد موسى الذي سطع نجمه في سبعينات القرن الماضي مع أخته الفنانه لمعة موسى والفنان علي أحمد عندما جمعهم كاسيت واحد كان قمة في الروعة والجمال ترددت أغانيه على السنة الكثيرين من أهل الجزيرة السورية حينها ومن تلك الأغاني :
تعاي اختي تعاي- امي وابوي مو يعرفون - وطفل زغيّر كنتو - وغيرها .
وهناك ايضا فنانون مميزون آخرون ، وأما في الموصل فكان هناك الفنان الراحل حسين مرعي صاحب أغنية "ياردلي" وغيرهم .
ولقد تأثرت الأغنية الجزراوية العربية على مدى عقود من الزمن بألحان كثيرة كان أكثرها تأثيرا اللحن التركي الجميل والعذب الذي استطاع بعذوبته ان يهيمن ليس على الأغنية الجزراوية العربية فقط بل حتى على السريانية والكردية وها هو اليوم يتجه إلى خارج أرضه ليبتلع الكثير من الألحان الأخرى في الدول المجاورة
واضيف واقول
وً الفنان وديع مراد ً قدم ايضاً ثلاثة اغاني مردلية هي
ورموش عينيك الحلوين
وجيرانه ها الله ها الله
وكجا مطر
والفنان وفيق حبيب في حفله له بطرطوس غنى اغنية مدللتي
ان دل على شيء يدل على انتشار الاغنية الماردلية في كافة المحافظات السورية
والاغنية الجزراوية المردلية وصلت للمجد بفضل المطربين الكبار الذي عاصروا ورحلوا ولكن مازالت اغانيهم تؤثر فينا وفي احاسيسنا وبقلوبنا باقية

[fouadzadieke]

الأغنية الجزراوية فيها حنان و دغدغة مشاعر عميقة في النفس البشرية و أنا شخصيا كلما اسمع لها أو أدندن البعض منها تنحدر دموعي من عيني بدون إرادتي تأخذني نشوة الكلمات و اللحن. شكرا كبيرا لك أخي المحب و المبارك أبو سومر. سلام و نعمة.