Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الأزخيني > ازخ تركيا > زاوية قاموسية

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 07-07-2022, 01:02 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 45,567
افتراضي فِطَّارْ فِطَّارْ فِالجَرَّةْ, وصايِمْ صايِمْ عندْ الله بقلم/ فؤاد زاديكى

فِطَّارْ فِطَّارْ فِالجَرَّةْ, صايِمْ صايِمْ عندْ الله


بقلم/ فؤاد زاديكى

لكُلِّ شعبٍ من الشّعوب أو مجموعةٍ بشريّة بعضُ العادات والتّقاليد التي تُمَيّزُها عن غيرها أو تكون فيها بعض الغرابة وعلى الأغلب تأتي من باب المداعبة اللفظيّة أو التّعبير عن روح الفكاهة والمُزاح, فأنا أذكرُ تمامًا, ومن المؤكّد أنّ معظم أبناء جيلي ومن سبقنا بقليل أو أتى بعدنا بقليل يذكرُ هذه الطقطوقة أو الأهزوجة القصيرة, فهو قالها أكثر من مرّة أو سمعها أو سمع عنها.
عشتُ أيّام طفولتي الأولى المبكّرة في قرية (بره بيت) أو بره بَيصَا وتمّ تعريب اسمها فصارت (خان يونس) وحيث كانت ولادتي في مدينة القامشلي عروس الجزيرة السّوريّة, بعد بلوغي السادسةَ من العمر انتقلت أسرتي المكوّنة من أبي وأمّي وأخي المرحوم جوزيف وأختي فهيمة من بره بيت إلى مدينة المالكيّة (ديريك) حيث أمضيت فيها سنواتٍ طويلة كانت فيها أحداثُ وتطوّرات حياتي العامّة والخاصّة, ففيها حصلت على الشهادتين الابتدائية والاعدادية ومن بعد ذلك شهادة أهليّة التّعليم الابتدائي من مدينة الحسكة. كما أنّي فيها تزوّجت ورزقت بثلاثة أطفال ذكور وبنت قبل أن أنتقل بعائلتي إلى المانيا (1986) في هجرةٍ دائمة ولغاية اليوم.
أردّت من هذه المقدّمة الوجيزة أن أُشير إلى أنّ معظم طفولتي و مرحلة الشّباب أمضيتهما في (ديريك) المدينة الحبيبة إلى قلبي بعد (آزخ) بلدة الإباء والأجداد الموجودة في تركيا حاليًّا, وبذكر اسم آزخ بالطّبع نكون قد وصلنا إلى الهدف المنشود من ذكر هذه الطقطوقة (فِطّارْ فِطّارْ ...) ففي مرحلة الطفولة الثانية وهي الفترة التي تسبق مرحلة الشّباب المبكّر كنت ألعب مع رفاق المدرسة والحارة والبلدة في أماكن متفرّقة من ديريك أحيانًا في المنطقة الواقعة إلى شرق البلدة وهي ما سُمّيَت بحارة (بيت ملكي زيرّو) أو حارة الكلدان (العنديورانيّة) نسبة إلى قرية (عنديور) والتي كانوا هم من السكان الأصليين والأوائل لهذه القرية الجميلة الواقعة على نهر دجلة من الطّرف السّوري للحدود, وسمّيت بحارة الكلدان لوجود كنيسة للطائفة الكلدانيّة في تلك الحارة وأحيانًا نسمّيها حارة مدرسة ناظم الطّبقجلي لوجود مدرسة بهذا الاسم في الحارة. كما كنّا نلعب في المنطقة التي كانت فيها عين تعود ملكيتها لبيت المرحوم مراد لوزه وأخوه يعقوب وهي باتّجاه قرية (گِرِهْ كَرَا) وهي كلمة كرديّة تعني (تلّ الحمير) وتمّ تعريبها إلى (الحسّانيّة). كان لعبنا بالقرب من الكروم التي تفصل بين ديريك و (گِرِهْ كَرَا) وطبعًا كانت كلّ هذه الكروم تعود بملكيّتها إلى أهل آزخ (أزخينييّن) وبين هذه الكروم المنتشرة يقوم دير القديس مار يعقوب النّصيبيني ومن حوله مقبرة المسيحيين وهي المقبرة الوحيدة لجميع الطّوائف المسيحيّة في ديريك. وكانت قبل ذلك مقبرة بالقرب من كنيسة العذراء في ديريك العتيقة صارت بعد ذلك مقبرة الأخوة المسلمين. كما كنّا نلعب في حارة سيمالكَةْ في الجهة الجنوبيّة من ديريك, وفي المنطقة الواقعة على طريق گِرْزَركِهْ (تل أصفر) إلى الجهة الغربيّة من ديريك.

لنعود إلى الطقطوقة المراد شرحها اليوم فهي كانت تُشير إلى ناحية هامّة من حياة الشّعب المسيحيّ في كلٍّ من آزخ وديريك كما في غيرها من القرى والبلدات التي يسكنها مسيحيّون هلازخ, بأنّ الالتزام بالصّوم على اختلاف أنواعه ومناسباته واجبٌ دينيٌّ ضروريٌّ وملزِمٌ. هذا كان في السّابق أمّا اليوم فإنّنا نادرًا ما نرى التمسّك به لدى أبناء شعبنا المسيحيّ عمومًا لاعتبارات وأسباب كثيرة معظمُها واهٍ لا مبرّر ولا مسوّغ منطقيّ له.
عندما يصوم الشّخص يكون بهذا يمارس حالة من حالات التقشّف النّفسي و الرّياضة الرّوحية والجسديّة وكان الصوم والصّلاة من أهمّ ما مارسه ويمارسه أبناء شعب آزخ وفي هذا قالوا أمثالًا كثيرة منها : "صُومْ وصَلِّي رزقِكْ يوَلّي" و "الصّوم والصّلا يدفعْ القَظَا والبلا" و "طُولْ ما الخنزيرْ صايمْ. الشِّتِهْ دايِمْ" و "فلان صام صامْ وفِطِرْ عالصِّمْصِرَايِهْ" ومن أنواع الصوم عندنا (صَوم صمَيْمِگَهْ) و (صوم الأربعا والجّمعة) و (صومْ لِگَبير) و (صَوم لِزغيرْ) الخ...
كنّا نسخر ونحن صغار من أصدقائنا الذين يفطرون ولا يلتزمون بالصّوم فنقول لهم هذه العبارة: "فِطَّارْ فِطّارْ فِالجَرَّة. صايِمْ صايِمْ عند الله" بمعنى يا أيّها الذي فطر بيوم أو بفترة الصوم إنّ الرّب سيعاقبك وأنّه سيضعك في الجرّة أمّا الصّائم الملتزم بصومه فهو سيكون عند الله في جنّته ينعم بنعيمها. طبعًا هذه الطقطوقة تحمل الكثير من روح الدّعابة والمرح وهي لم تكن تغضب الطّرف الذي يُقال ذلك له وهي بمثابة معاتبة وذمّ لأنّه كسر الوصيّة التي تدعو إلى وجوب الالتزام بالصوم على غرار ما فعل النبي موسى و الربّ يسوع المسيح وكذلك التّلاميذ من بعده, وهو ما درج عليه الرهبان و العبّاد المتنسّكون.
بكلّ أسف بعد ذلك درجت عادة صوم الأسبوع الأول من الصوم الأربعيني وأسبوعًا من آخره سمح بذلك القائمون على الكنيسة بفعل ضجر المؤمنين و عدم رغبتهم بصوم أربعين يومًا كما هي العادة, عملًا بمبدأ من الضّرورة تُحَلُّ النّواميس.
ولو عُدنا إلى مفهوم الصّوم الحقيقيّ فهو بالتأكيد لا ينحصر بالطّعام والشّراب فقط بل هو صيام عن فعل الإثم والخطيئة وأعمال الشرّ الأخرى فالمسيح قال: "إِسْمَعُوا وٱفْهَمُوا لَيْسَ مَا يَدْخُلُ الفَمَ يُنَجِّسُ الإِنْسَان، بَلْ مَا يَخْرُجُ مِنَ الفَمِ هُوَ مَا يُنَجِّسُ الإِنْسَان".

__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:41 AM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke