Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الادبي > نبض الشعر > شعر - قصة- نثر- مقالة الخ للأعضاء والمنقول

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 15-07-2010, 11:30 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 47,031
افتراضي وقفة قصيرة عند بعض نصوص سورة البقرة-1 بقلم: ياقو بلو

وقفة قصيرة عند بعض نصوص سورة البقرة-1



ياقو بلو



يورد ابن كثير في كتابه:تفسير القرآن العظيم.الكثير من الروايات التي تؤكد على ان سورة البقرة،هي سنام القرآن وذروته،ويعد النص المسمى بآية الكرسي الواردة ضمن هذه السورة التي هي اطول سور القرآن:سيدة اي القرآن.


لقد سميت هذه السورة بالبقرة،كونها تحكي قصة البقرة التي قدمها موسى وهارون ذبيحة لالههم كفريضة الشريعة،والقصة وردت في التوراة في سفر العدد،الاصحاح 19،وصاحب القرآن يورد الرواية بشكل مخالف تماما للشكل الذي وردت عليه في التوراة على عادته في الكثير من الروايات الاخرى التي اخذها عن التوراة.


لست هنا بصدد اثبات اي الروايات هي الاصح،فهذه مسألة حسمتها منذ زمن بعيد،فقد ثبت عندي ان الرواية التوراتية اقرب الى القبول بها ومنسجمة اكثر والحدث التي وردت من اجله،في حين الروايات القرآنية المأخوذة عن التوراة،موظفة بشكل يخالف او بعيد جدا عن الشكل التوراتي،وهذا يعني انه اما ان يكون الخلل في التوراة او القرآن او في الاله الذي اوحى هذه الكتب،لان شبهة التحريف الواقعة على التوراة كما يدعي المسلم ليس لها ما يبررها في كل القصص والروايات،لانه ليس لاي من هذه القصص علاقة بصاحب الدعوة الاسلامية،هذا اذا اغفلنا فشل كل الباحثين المسلمين في اثبات شبهة التحريف وفق منطق السياق التاريخي لصاحب الدعوة التوراتية،اضافة الى ان شكل النص القرآني الجديد للعديد منها يتقاطع والكثير من الشواهد التاريخية المثبتة بشكل قاطع،ولو كان المفسر وقف عند حدود النص القرآني فقط،لكانت ربما المسألة هانت،انما يتجاوزها بمراحل مستندا في تفسيره على احداث ليس لها اي سند منطقي او تاريخي او مرجعية،والانكى من كل هذا،هو انه يذكر احداثا ينسبها الى اليهود،ولو رجعنا الى كل التاريخ اليهودي ومررنا عليه حرفا حرفا سوف لن نجد لها اي اثر.


ان من اغرب الظواهر التي تخل بمواصفات الاله الذي يدعو القرآن الى عبادته كما ارى،هي ان هذا الاله يتحدث عن نفسه في كل نصوص القرآن بضمير الغائب الا ما ندر،في حين نجد انه في التوراة يتحدث بضمير المتكلم الحاضر،ورغم اهمية هذه المسألة،الا اني لم اجد في كل ما قرأته من يعلل هذه الظاهرة المخلة بمواصفات الله التي نتفق عليها جميعا،او بما يتوافق ومنطق اصول لغة التخاطب على اقل تقدير.


لقد اتيت على نصوص سورة البقرة نصا تلو نص،واعتمدت في قراءتي للنصوص على تفسير ابن كثير(الجزء الاول-الصادر عن دار المعرفة للطباعة والنشر عام 1982) وتفسير الجلالين(منشورات محمد علي بيضون لنشر كتب السنة والجماعة،طبع دار الكتب العلمية، بيروت لبنان الطبعة الاولى 2001) كمصادر رئيسية لانها تحت يدي ضمن كتب مكتبتي الخاصة،ورجعت في مرات كثيرة الى تفاسير اخرى عديدة،الا اني لم اجد كثير فرق يستحق الذكر سوى في التفاسير الشيعية التي يستقتل المفسر في توظيف النص القرآني لخدمة مسالة محددة،يصعب على الاغلب القبول بها والاخذ بصحتها،لانها على العموم لا تتوافق والنص القرآني الذي يتداوله الناس اليوم،كما وجدت ان المفسر في العهود المتأخرة،وخاصة بعد تيسر وسائل الاتصال وشيوع سهولة الحصول على المصادر،وتوافر فرصة الاطلاع على كل هذه المصادر،اجل وجدت المفسر يحاول ان يلوي عنق النص القرآني لكي يبعده عن الهدف الحقيقي لوروده في القرآن لمجرد حفظ ماء الوجه،فالقرآن متهم صراحة بأنه كتاب يحوي على الكثير من الفقرات والنصوص التي لا تنسجم وابسط المقومات الانسانية،لا بل انه اقرب ما يكون الى كتاب يبشر بأيدلوجية استعلائية تدعو الى رفض غير المسلم،وتشجع على قتل من يخالف صاحب الدعوة القرآنية صراحة،كما لاحظت ظاهرة غريبة عند كل المفسرين دون اي استثناء،وهي انهم جميعا شتامون ويستخدمون الفاظا نابية بحق المسيحيين واليهود وهم اهل كتاب سماوي كما يصفهم القرآن في مواضع كثيرة ولكنها متناقضة،في حين انهم لا يأتون على ذكر اصحاب الديانات الوثنية التي كان يعرفها صاحب الدعوة الاسلامية معرفة حقة كالمجوسية مثلا،كما يتجنبون بالمطلق الاشارة الى انه في ايام الدعوة الاسلامية الاولى،كان هناك اقواما تزيد اعدادها اعداد النصارى واليهود اضعاف المرات وتتعبد للاصنام والاوثان والبشر،كما لم اجد فقرة واحدة في القرآن برمته ولا في الاف الاحاديث المروية عن محمد تشير اليها(شعوب جنوب شرق اسيا وافريقيا على سبيل المثال لا الحصر)الا ان المسلم ما زال مصرا على ان القرآن كان اصلا لجميع البشر،الا اني ارى ان هذا يشير قطعا الى ان الغاية القصوى لزعيم الدعوة الاسلامية كانت السيطرة على مكة والقرى المحيطة بها،ولو رجعنا الى اتفاق محمد مع اهل يثرب التي هاجر اليها هو وجماعته على سبيل المثال،فأننا سوف لن نجد اية اشارة الى الاسلام كدين مطلقا،انما الاتفاق كان عبارة عن تبادل مصالح،كما تبين لي بالمطلق،ان القرآن يخلو خلوا تاما من اي اشارة او عبارة ولو قصيرة،الى المحبة الانسانية المجردة،انما حصرها بين المؤمنين فقط،وليس ادل على ما اقول من قائمة اسماء الله المسماة بالحسنى التى يقول عنها اكبر رواة الحديث ابو هريرة:سمعت رسول الله يقول:من حفظ اسماء الله الحسنى دخل الجنة.ارى شخصييا ان قائمة اسماء الله هذه، تتضمن صفات واسماء تخدش قدسية الله ولا يليق ان نصف بها انسانا عرف عنه الصلاح الانساني قبل الديني(طبعا ابو هريرة هذا كما تقول المراجع الاسلامية،كان قد تولى على البحرين،وشاع عنه انه يقبل الرشوة،مما اضطر عمر ابن الخطاب الى عزله عن الامارة).


يتميز القرآن بكونه الكتاب الوحيد الذي يثبت ان اعمال الله ليست كاملة،اي انه ينسب الى الله عدم الكمال وليس ادل على هذا من ادعاء الناسخ والمنسوخ(البقرة106)لا بل انه ورد في القرآن المنسوخ قبل الناسخ،وهذا امر لا اظن ان احدا يقبل به،كما ينسب القرآن الكذب وتعليم السحر للملائكة(البقرة 102)ويصف مشيئة الله احيانا بما لا يليق وصفات الله،حين يصفه بالمضل والمنتقم والماكر وغير ذلك كثير(آل عمران50،الانعام39،آل عمران 4،الدخان16)والقرآن يبيح الكذب(النحل106)ويشجع الزنا(النور33)ويشرع بحسب حاجة شخص معين لاهمية ذاك الشخص في حياة صاحب الدعوة الاسلامية،كما في حالة عائشة التي اوحت الى الله ان يشرع التيمم يوم ضاع عقدها(النساء43)اما اغرب ما في القرآن،فهو تسخير الكثير من نصوصه اكراما لرغبات صاحب الدعوة الاسلامية الجنسية المحضة،كما في حالة ماريا القبطية وحفصة(تحريم1) وحالة زينب بنت جحش،التي اضطر عندها الله ان يتراجع عن العمل بأسمى مبدأ انساني لكي يعطي المبرر الاخلاقي لمحمد ليستحوذ على زينب الجميلة،الا وهو مبدأ التبني(الاحزاب40)وحالة ابن مكتوم الذي ذكر الله بأنه اعمى(نساء95)كما نجد نصوصا هي في الاصل تمنيات واقوال اشخاص عاديين جدا وخاصة من الحلقة المقربة من صاحب الدعوة الاسلامية،مثل عمر ابن الخطاب(بقرة125،الاحزاب59،التحريم66)كما يرد في القرآن عشرات الجمل التي كان قد قالها الشعراء حرفيا قبل ورودها في القرآن(يرجى الرجوع الى كتاب السيدة فيبي عبد المسيح صليب:القرأن في الشعر الجاهلي،الكتاب موجود على الانترنيت) وغير ذلك كثير يصعب حصره في هذا المقام،كما يرفض القرآن اي خوض او نقاش بمصداقية نصوصه،وارجح سبب هذا الرفض الى تعرض محمد الى مواقف محرجة سواء من جماعته او من اليهود،ولكي يتجنب هكذا مواقف فرض هذا المبدأ،كما اعتقد ان قرار محمد بأخلاء الجزيرة العربية من غير المسلمين كان لخشيته من تأثير اولئك على المسلمين،وهذا الهاجس ما زال ملازما لكل دعاة الاسلام،والا ما معنى ان يبشروا هم بدينهم حيثما شاؤا ويحرمون على الغير فعل ذلك في بلدانهم؟وان دل هذا على شيء،فأنما يدل على عدم ثقتهم بقرآنهم،فالبيت القائم على اساس متين لا تسقطه الريح العاصفة كما يقول السيد المسيح(الموعظة على الجبل بحسب البشير متى الاصحاحات 5 الى 7،وشخصيا ارى في هذه الموعظة،خلاصة الفكر والخلق الانساني).


لقد ثبت لي بيقين تام،انه ليس هناك مؤرخ او باحث ديني او مفسر او اي عامل في ميدان الكتابة الاسلامية لا يكذب جهارا(يؤسفني اني لم اجد كلمة اخرى ملائمة)ويدافع عن الشيء ونقيضه،ان لم يكن في نفس الصفحة وبعد عدة اسطر،ففي الصفحة التي تليها،كما يندران نقرأ لباحث اسلامي كلاما مهذبا بحق غير المسلمين،واعتقد ان هذا جاء نتيجة تأثر هؤلاء بالكثير من النصوص القرآنية والاحاديث المنسوبة الى زعيم الدعوة الاسلامية التي تتضمن الكثير من الالفاظ المخدشة لسمو الخلق الانساني،في حين لا نجد هذا عند المسيحيين،وان وجد،فهو حتما نادر جدا.


لست رجلا متضلعا باللغة العربية واصول قواعدها،ولكن ما استحوذ عليه من مقدرة لغوية،اظنه يمكنني من الخوض بما عزمت على مناقشته بحيادية تامة ووفق ما تقول به المراجع الاسلامية المعتمدة فقط.


لا اظنني ابالغ اذا اتفقت مع القائل:ان القرآن كتاب نصفه يناقض نصفه.(ينسب هذا القول الى المفكر العراقي المرحوم حسن العلوي)ففي سورة البقرة موضوع بحثي،يرد الكثير من العيوب التي استنقيت البعض الذي اعتقد انه من الصعب المرور عليها دون ان تلفت انتباه حتى القاريء العادي جدا وليس المتخصص،ونظرا لطول الموضوع،فقد قررت ان اجعله في اجزاء،وسوف اتناول في كل جزء ما يفي بموضوعة مقالة لا يمل من قرائتها لطولها.


1- اولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى،فما ربحت تجارتهم،وما كانوا مهتدين،16 مثلهم كمثل الذي استوقد نارا،فلما اضاءت ما حوله،ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون.17


لنتفق على ان القرآن كتاب من الله،دون ان ندخل في متاهات كيفية ايصال الله لكتابه هذا الى محمد بن عبد الله نبي المسلمين،ولنهمل كل الجزئيات المتناقضة التي تتحدث عن القرآن والتي ترد في القرآن نفسه،والمفروض ان محتوى القرآن هو فكر الله بلغة البشر،او لنقل:ان الله عبر عن مشيئته في القرآن بلغة البشر.والبشر هنا معني بهم جميع البشر وليس نخبة معدودة،ولو طبقنا هذا المبدأ على القرآن،فأننا سوف لن نتفاجأ بعدم وجود انسان واحد،وواحد فقط وعلى مدى طول عمر الاسلام قادر ان يقول لنا:ها انذا.(ولذلك نجد ان البعض ولكي يخرج من هذا المأزق الخطير،يقول:لا يلم بالقرآن سوى نبي،وهذا يعني:ان لا ننتظر من يمكنه ان يشرح لنا القرآن برمته،فمحمد بحسب المعتقد الاسلامي هو آخر الانبياء،وهذا مات كما تموت كل الكائنات الحية،اي ان معرفتنا بالقرآن سوف تظل ناقصة الى يوم القيامة لاننا حرمنا ان يأتينا نبي اخر ليكمل معرفتنا)وهذه الحالة غير المنسجمة وابسط قواعد المنطق،فرضها اله القرآن نفسه على المسلمين حين اباح لهم فهم بعض النصوص،وآثر ان ينفرد هو لوحده بفهم البعض الاخر،كما في موضوعة المحكم والمتشابه(آل عمران7)وهذا الموقف اشبهه بواعظ يلقى على عدد من المؤمنين من بسطاء اهل العمارة او زاخو او وهران او بنزرت على سبيل المثال،موعظة باللغة الانكليزية التي لا يفقهونها،وحين يعترض احدهم على لغة الواعظ ،يجيبه الواعظ:يكفي اني افهم ما اقول،لذلك اعتقد،انه لو تنسى للانسان المسلم البحث في القرآن متجردا عن عاطفته الموروثة ووفق منطق العقل واستنادا الى اسباب ورود نصوصه والغاية من ورودها،فأنا واثق انه سوف يرفض الجزء الاكبر منه،ولنتدبر في النص:


اولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى،فما ربحت تجارتهم،وما كانوا مهتدين.


لقد كتب في تفسير هذا النص الاف الصفحات،وناقشه ائمة وكبار نقلة الحديث والقرآن،ولكن مع ذلك لم يحسم النقاش فيما اذا كان اولئك قد امنوا بالاسلام ثم ارتدوا عن ايمانهم،ام انهم اصلا اصروا على عدم الايمان وفضلوا الضلالة،اي نحن امام حالة تناقض صريح،ففي بداية النص يوحي لنا بأنهم امنوا ولكن بدلوا(اشتروا) ايمانهم بالكفر لذلك خسروا مصيرهم الاخروي،ولكن صاحب النص يكمل:وما كانوا مهتدين.اي انهم اصلا لم يهتدوا،وهذا يعني:ليس هناك ما تبدل،فهم كانوا على حالة الكفر وظلوا عليها،اين الخسارة اذن؟الا اننا من خلال النص الذي يلي،يمكننا ان نحدد بأن اولئك كانوا قد امنوا فعلا،ولكن الله هو الذين اجبرهم على التراجع عن ايمانهم،والنص صريح وواضح جدا حيث يشبه حالة الايمان بنور الموقد الذي تنير ما حواليه،ولكن دونما سبب معقول نجد ان الله يذهب بنور ايمانهم ويجعلهم يتخبطون في الظلمة،ولو قيل لنا ان السبب هو لانهم استبدلوا الايمان بالكفر،نقول لهم:ان النص واضح جدا،،فهو يقول: مثلهم كمثل الذي استوقد نارا،فلما اضاءت ما حوله،ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون.فالله اذن،يذهب بأبصارهم بعدما كان ضوء الايمان قد انارها،فهو يقول:فلما اضاءت...ذهب الله بنورهم،ولم يقل بعد ان اشتروا الضلالة بالهدى.


معروف جدا ان الجميع يتفق على كمال صفات الله،سواء التي جعلها لنفسه،او تلك التي وصفه بها البشر نتيجة اعماله،ومن تلك الصفات المغفرة والعفو والرحمة،وشكل الله هنا لو طاوعنا المفهوم القرآني وقبلنا به،هو اقرب ما يكون الى شكل صاحب دعوة مقتدر،فمن تبعه اسبغ عليه عطاياه،ومن خالفه انزل به اشد العقوبات،ولكي يتخلص المفسر من هذه الصورة غير اللائقة بالله،لجأ الى اختراع قصص ليس لها اي سند او ذكر تاريخي والصقها باليهود،حيث ابرزهم معاندين لله الذي يضطر ان يعاملهم بالمثل(التوراة تزخر بقصص تمرد اليهود على وصايا الههم وتعاليمه،ولكن المفسر المسلم اخترع قصصا اخرى حاولت بأخلاص شديد ان اجد لها اثرا في التاريخ اليهودي فلم افلح).


لنرجع كرة اخرى الى النص الثاني،وانا هنا اسأل اي مدرس لغة عربية،وفي كل مراحل التعليم:لو كان احد التلاميذ قد كتب ضمن موضوع انشائي هذه العبارة:


مثلهم كمثل الذي استوقد نارا،فلما اضاءت ما حوله،ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون.


هل كنت ستقبلها سيدي،ام انك كنت ستطرد الطالب من صفك لانه لا يستحق جهدك وتعبك؟اين الفصاحة في هذا النص يا ترى؟الم يكن من الاليق ان يقول:مثلهم كمثل جماعة استوقدت نارا،فلما اضاءت ما حولهم،ذهب الله بنورهم.....الخ؟او ان يقول:مثلهم كمثل الذي استوقد نارا،فلما اضاءت ما حوله،ذهب الله بنوره وتركه في ظلمات لا يبصر.؟


2- وإذ إبتلى ابراهيم ربه بكلمات فأتمهن،قال:اني جاعلك للناس اماما.قال:ومن ذريتي؟قال:لا ينال عهدي الظالمين.


ان تفسير النص ببساطة هو كالاتي:ان الله فرض وصايا وتعليمات على ابراهيم،وهذا بدوره نفذ مشيئة الله بصدق،فيكافؤه الله على طاعته بأن جعله قدوة للناس،ثم يسأل ابراهيم الله فيما اذا سيكون من بين ذريته ايضا ائمة ام لا،فيجيبه الله بـ لا عامة وقاطعة وليس محددة،اي ينفي ان يكون بين ذرية ابراهيم عموما من يستحق هذا الشرف لانهم ظالمين.


تقول رواية التوراة،ان ابراهيما كان يقيم في احدى مدن جنوب العراق(اود هنا ان اشير:ان لفظة "اور"هي مرادف لكلمة الارض،كقولنا اورشليم اي ارض السلام)التي كانت كانت قد شاعت بين اهلها ممارسة الكلدنة،اي:التنجيم،والكلداني حرفيا تعني:المنجم(وبعد السبي البابلي صار الكلدانيون يعملون في بابل في شتى صنوف المعرفة،لذلك يشار اليهم بلفظة "الحكماء" احيانا)وبهذا المعنى بالضبط وردت في سفر دانيال الفصل الثاني الاعداد من 2 الى 12(الكتاب المقدس- ترجمة الاباء اليسوعيين- منشورات دار المشرق بيروت 1986)وشاءت ارادة الله ان تختار ابراهيما وتخلصه من عبادة الاصنام والاوثان،فيطلب اليه الله ان يغادر ارض المنجمين(الكلدان) الى حاران،ومن ثم ينتقل الى ارض الكنعانيين،وترينا الرواية التوراتية كيف ان ابراهيما كان مخلصا لدعوة الله،ولذلك يقال:ان ايمانه برره.(للمزيد من التفاصيل:يراجع الكتاب المقدس في سفر التكوين من الفصل الثاني عشر حتى الفصل الخامس والعشرين)


يتفق التراث اليهودي والمسيحي،على اعتبار ابراهيم واسحق ويعقوب اباء صالحين نالوا حظوة خاصة عند الله،وليس انبياء بمفهوم النبوة اليوم كما يدعي صاحب القرآن،وادعاءات ان لابراهيم صحفا مقدسة،ما زالت مجرد اقاويل بحاجة الى دليل يثبت وجودها فعلا ،ولعل انحصار اليهودية ببيت يعقوب(اسرائيل)دون بقية نسل ابراهيم،سواء من هاجر او سارة او قطورة خير دليل على بطلان ادعاء نبوة ابراهيم،ودليل على عدم تبشير ابراهيم برسالة ألهه في المحيط الذي كان يعيش بكنفه حيثما حل،فابراهيم بحسب كل ما وردنا من تاريخ يعد،الاب الحقيقي لبني اسرائيل،وهؤلاء يستحيل ان يكونوا قد كتبوا عنه بما يقلل من شأنه وقدره،هذا اضافة الى ان جميع الانبياء الذين يرد ذكرهم في القرآن هم من نسل ابراهيم،وهذا يعني ان الامامة ما زالت في ذرية ابراهيم،في حين النص القرآني ينفيها بقوله:لا ينال عهدي الظالمين.لان النبوة محدودة بأشخاص محددين كما يقول منطق التاريخ والعقل،وحرف النفي "لا"هنا هو قاطع بشكل نهائي،اذن المعني:هو ان جميع اليهود ظالمين،وهذا السياق يتفق ونظرة القرآن الى اليهود.


يورد لنا ابن كثير على مدى سبعة صفحات من القطع الكبير،عشرات الروايات التي قيلت في تفسير هذا النص،والغريب في الامر،هو انه يورد اكثر من رواية عن نفس المصدر او الناقل او الراوي تتناقض فيما بينها،وهذا يعني كما اعتقد شخصيا،ان المسلمين كانوا يتعرضون الى بعض الاسئلة المحرجة فيما يخص مثل هكذا نص،ولكي يخرج المدافع عن النص من الحرج،كان يلف ويدور ويورد قصصا ليس لها اول ولا تالي،والا ما معنى ان يرتبك التفسير بين س وص الى حد التناقض؟لماذا لم نجد هذه الحالة عند المسيحيين او اليهود؟لا بل ان البعض جعل من نفسه شاهدا حيا على حوار يتم بين الله وابراهيم،ولو كان لابراهيم هذا الدور في الحياة الاجتماعية يومذاك لوجدنا اثر الرسالة الالهية التي ينسبها اليه القرآن في تراث الشعوب التي عاش نسل ابراهيم بكنفها،فلا الكنعانيون تعبدوا يوما لاله ابراهيم،ولا المصريون فعلوا ذلك لاله ابراهيم واسحق ويعقوب.


هناك امر اخر مثير للاستغراب جدا،هو عدم مقدرة المفسر على ان يوضح لنا ما هي الكلمات التي ابتلى ابراهيم ربه،فجل الرواة يتهربون من ذلك بعبارة:الله اعلم.ولو كان الله وحده هو الذي يعلم،فما الفائدة اذن من كلامه؟اما الذين تفننوا في وصف ما ابتلى به ابراهيم،فأننا نقرأ لهم امورا تثير الاشمئزاز والقرف،فنقلا عن ابن عباس ترجمان القرآن نقرأ:ابتلاه الله بالمناسك.وفي رواية اخرى وعلى نفس الصفحة وايضا نقلا عن ابن عباس نقرأ:ابتلاه بالطهارة خمس في الرأس وخمس في الجسد،في الرأس قص الشارب والمضمضة والاستنشاق والسواك وفرق الرأس،وفي الجسد تقليم الاظافر وحلق العانة والختان ونتف الابط وغسل اثر الغائط والبول بالماء.هذه هي كلمات الله التي ابتلى بها ابراهيم سيداتي سادتي بحسب ما وصلنا عن حبر الامة عبد الله ابن عباس،وهو دليل على ان ابراهيما هذا كان رجلا وسخا لا يحب النظافة،ولكي لا اطيل عليكم،انصحكم ان ترجعوا الى ابن كثير لتتعرفوا على بقية الروايات والقصص.


يبقى هناك مسألة اخرى تتعلق بلفظة"الظالمين"،فهذه اللفظة كما يعرف حتى المبتدأ بدراسة نحو اللغة العربية،هي اسم فاعل،واسم الفاعل كما تقول القاعدة الاعرابية يجب ان يكون مرفوعا وليس مجرورا او منصوبا كما ورد في النص،ولكي اقطع الشك باليقين رجعت الى الكتب المختصة بأعراب القرآن،الا اني مع الاسف لم اجد سوى ما يثير الشفقة والرثاء والسخرية،ولكي اختصر الموضوع،اضع نموذجا واحدا امام القاريء الكريم وعليه ان يتدبر فيه،وهذا النموذج مأخوذ عن موقع اسلام ويب- موسوعة الفتاوي،والرابط في نهاية السطور:


وبخصوص الاية الكريمة التي اشرت اليها،فأن كلمة الظالمين مفعول به لينال وهو منصوب بالياء نيابة عن الكسرة لانه جمع مذكر سالم وعهدي هي الفاعل وهو مرفوع بضمة مقدرة هلى اخره(الدال) منع من ظهورها اشتغال المحل بالحركة المناسبة للياء وهي الكسرة،ولهذا فأن اعراب الكلمة واضح لا شك فيه الا من لبس عنده ابسط مباديء اللغة،والمعني ان عهد الله لا ينال الظالمين،اي لا يشملهم،ونرجوا الاطلاع على الفتوى57355 .


هل حقا هناك انسان متعلم واحد يقبل هذا المنطق؟هل هناك انسان عربي واحد درس قواعد اللغة العربية الى حد الدراسة الثانوية،يقبل هذا الكلام؟ربما يقول البعض:ليس بالضرورة ان يكون هذا الرأي هو رأي اهل اللغة.ولكل هؤلاء الاعزاء اقول:لقد تابعت النص في عشرين مصدرا غيره ولم اجد في اي منها ما يخرج عن هذا السياق الذي لا يصلح ان يكون سوى هذيانا.


اذن لفظة "الظالمين" لا يجوز ان تكون سوى اسم فاعل مرفوع بالواو والنون لانها جمع مذكر سالم وكان يجب ان ترد:الظالمون وليس الظالمين،واصرار المسلم على صحة الكلمة ليس سوى محاولة غير مجدية في الدفاع عن كمال الهه،فالاله الذي يخطأ هكذا خطأ نحوي،لا اظنه يستحق صفة الكمال،اما من يدعي ان الخطأ قد وقع ربما اثناء النسخ،فجوابي له هو:ها قد مضت عشرات القرون الطويلة،وكان هناك دائما فرصة تصويب الخطأ،ترى ما الذي منع المسلمون الاوائل من القيام بهذا العمل لولا ثقتهم من ان اللفظ ورد هكذا من الاصل؟هذا اذا تغاضينا عن النص القائل:انا انزلنا الذكر وانا له لحافظون.



وهذا هو رابط الموقع:



__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 15-07-2010, 11:44 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 47,031
افتراضي

المبدأ،كما اعتقد ان قرار محمد بأخلاء الجزيرة العربية من غير المسلمين كان لخشيته من تأثير اولئك على المسلمين،وهذا الهاجس ما زال ملازما لكل دعاة الاسلام،والا ما معنى ان يبشروا هم بدينهم حيثما شاؤا ويحرمون على الغير فعل ذلك في بلدانهم؟وان دل هذا على شيء،فأنما يدل على عدم ثقتهم بقرآنهم،فالبيت القائم على اساس متين لا تسقطه الريح العاصفة كما يقول السيد المسيح(الموعظة على الجبل بحسب البشير متى الاصحاحات 5 الى 7،وشخصيا ارى في هذه الموعظة،خلاصة الفكر والخلق الانساني).


إني أخالفك في الرأي يا أستاذ ياقو بهذه النقطة. إن السبب الرئيس لمثل هذه الدعوة بالقضاء على المسيحيين و اليهود هو عنصريّة هذه الدعوة و حقدها على بقية الأديان و عدم مقدرتها على التعايش معها. و كانت لي وجهات نظر أخرى في بعض النقاط لهذه الدراسة القيّمة. إنها دراسة منطقية و تحليل أكاديمي تستحق عليه الشكر الكبير يا استاذ ياقو. الرب يقويك لتقول كلمة الحق و لا تخشى لومة لائم. أنتظر منك المزيد من هذه الدراسات و التخليلات التي تبين بطلان هذه الدعوة.
__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:36 PM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke