Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الأزخيني > ازخ تركيا > زاوية قاموسية

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 04-12-2021, 08:58 AM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 45,595
افتراضي قراءة في مثل أزخيني (بِرْبَارَةْ, تْرِدّْ البِزِرْ لِكْوارَةْ) بقلم/ فؤاد زاد

قراءة في مثل أزخيني


(البِرْبَارَةْ, تْرِدّْ البِزِرْ لِكْوارَةْ)

بقلم/ فؤاد زاديكى

يقول المثل الأزخيني : (البِرْبَارةْ, ترِدّْ البِزِرْ لِكْوَارَةْ) ويصادف هذا اليوم وهو الرّابع من كانون الأول عيد القديسة بربارة, نلاحظ ورود أمثال أزخينيّة باسم قدّيسين, وهذا دليل أكيد على مدى قوّة إيمان الشعب المسيحي الآزخي, وتمسّكه بتقليد احترام ذكرى شهداء المسيح, و تبجليه لهؤلاء القدّيسين و خاصّة الشّهداء منهم, الذين عانوا و تعذّبوا وهم يلفظون أنفاسهم الأخيرة, دون أن يتردّدوا ولو لحظةً واحدة عن إعلان إيمانهم وهو يكسرون حاجز الخوف و ينتصرون عليه. و مَثَلُ اليوم فيه عظتان إحداهما لها جانب روحي – ديني و الثانية جانب اجتماعي – اقتصادي, أمّا الجانب الرّوحي في هذا المثل فهو يُشير إلى قدّيسة صارت شهيدة من أجل إيمانها بالمسيح, فمن هي القديسة بربارة؟
"وُلدت القديسة بربارة في قرية جاميس التابعة لمدينة ليئوبوليس في نيقوميدية، في أوائل القرن الثالث في عهد الملك مكسيمانوس الذي تولى الملك سنة 236 م.، وكان والدها ديسقورس شديد التمسّك بالوثنيّة ويكره المسيحيين كانت بربارة تتلقى أرفع العلوم، محبة للتأمل، إذ اعتادت أن ترفع نظرها نحو السماء تتأمل الشمس والقمر والنجوم، تناجي الخالق الذي أوجد الأرض وكل ما عليها لأجل الإنسان.
أرشدها بعض خدامها من المسيحيين إلى العلامة أوريجينوس فاشتاقت أن تلتقي به. وبالفعل إذ زار تلك البلاد التقت به فحدّثها عن الإنجيل، فتعلّق قلبها بالسيد المسيح، ونالت المعمودية من دون أن تفاتح والدها في الأمر. التهب قلبها بمحبة الله فنذرت حياتها له، واشتهت أن تعيش بتولًا تكرّس حياتها للعبادة. تقدّم لها كثيرون من بينهم شاب غني ابن أحد أمراء المنطقة ففاتحها والدها في الأمر حاسبًا أنّهُ يُبهج قلبها بهذا النبأ السعيد، أما هي فبحكمة اعتذرت عن الزواج. وإذ كان والدها مسافرًا لقضاء عمل ما أرجأ الأمر إلى حين عودته لعلها تكون قد استقرت في تفكيرها.

طلبت منه أن يبني لها حمّامًا قبل سفره، فلبَّى طلبتها، وفتح لها نافذتين لزيادة الإضاءة، أما هي فحولت الحمّام إلى بيت صلاة، متعبّدة لله بصلواتٍ وأصوامٍ بلا انقطاع. حطّمت كلّ الأوثان، وأقامت صليبًا على الحمّام وعلى أعلى القصر، كما فتحت نافذة ثالثة، وكما جاء في الذكصولوجية (تمجيد) الخاصة بها: "نور الثالوث القدوس أشرق على هذه العذراء القديسة بربارة عروس المسيح".إذ رجع والدها لاحظ هذا التغيير الواضح، فسألها عن سبب ذلك. صارت تكرز له بالإيمان بالثالوث، كيف يجب أن نؤمن بالله الواحد المثلث الأقانيم، فاستشاط غضبًا وأخذ يوبّخها بصرامة، أما هي فلم تُبالِ بل في صراحة ووضوح كانت تتحدث معه عن إيمانها وبتوليتها، فثار الوالد وانقض عليها وجذبها من شعرها وهمّ ليضربها بالسيف، فهربت من أمام وجهه وانطلقت من باب القصر، وكان أبوها يركض وراءها.

قيل إنّ صخرةً عاقتها في الطريق لكن سرعان ما انشقّت الصخرة لتعبر في وسطها، ثم عادت الصخرة إلى حالها الأول. أما والدها إذ رأى ذلك لم يلن قلبه الصخري بل صار يدور حول الصخرة حتى وجدها مختبئة في مغارة، فوثب عليها كذئب على حمل، وصار يضربها بعنفٍ، ورجع بها إلى بيته. هناك وضعها في قبوٍ مظلم كما في سجن. روى ديسقورس للحاكم (مرقيان) ما جرى وطلب منه أن يعذّبها، لكن إذ رآها مرقيان تعلق قلبه بها جدًا وصار يوبّخ والدها على قساوته ويلاطفها ويعدها بكرامات كثيرة إن أطاعت أمر الملك وسجدت للأوثان، أمّا هي ففي شجاعة تحدّثت معه عن إيمانها بالسيد المسيح.
جُلدت القديسة بربارة حتى سالت منها الدّماء، كما كانوا يمزّقون جسدها بمخارز مسنّنة بينما هي صامتة تصلي. ألبسوها مسحًا خشنة على جسدها الممزّق بالجراحات، وألقوها في سجنٍ مظلمٍ. استدعاها الحاكم في اليوم التالي, ففوجئ بها فرحةً متهلّلةً، لا يظهر على جسدها أثرٌ للجراحات فازداد عنفًا، وطلب من الجلادين تعذيبها، فكانوا يمشطون جسدها بأمشاط حديدية، كما وضعوا مشاعل متّقدة عند جنبيها، وقطعوا ثدييها, ثم أمر الوالي في دناءة أن تُساق عارية في الشوارع. أمرَ مرقيان الحاكم بقطع رأسها بحدّ السيف، فأخذوها إلى الجبل خارج المدينة وكانت تصلّي في الطريق. وإذ بلغت موضع استشهادها طلب ديسقورس أن يضرب هو بسيفه رقبة ابنته فسُمح له بذلك، ونالت مع القديسة بربارة إكليل الاستشهاد.
جسد القديسة بربارة موجود حاليّاً في كنيسة باسمها في مصر القديمة. وقد رأى بعض المؤرّخين أنّها استشهدت في هليوبوليس بمصر. اختلف المؤرخون في تاريخ ولادتها ووفاتها. فمنهم من حدّد وفاتها في 4 كانون الأول عام 303 ومنهم من ذكر أن وفاتها كان عام 235 م ومنهم من دوَّن أنّ الوفاة كانت في عام 290 م. والجدير بالذكر أنّ العلّامة أوريجانس مدير معهد الإسكندرية الذي راسلته القديسة بربارة قد توفّي عام 255 م.عيد الشّهيدة بربارة هو عيد مسيحي يُحتفل فيه بشكل خاص بين المسيحيون العرب في لبنان، سوريا، إسرائيل، فلسطين، الأردن وتركيا, يحتفل به المسيحيون الغربيون يوم 4 ديسمبر(ك1)، والشّرقيون في السابع عشر منه". هذا ما كان عن الجانب الرّوحي في رواية حياة القديسة قرأناها في أحد المواقع المسيحية مع بعض الإضافات.
أمّا الجانب الثاني, والذي فيه فكرة اجتماعية – اقتصادية هي أنّ القمح و الشعير و غيرهما من المحاصيل الزراعية, كان يتمّ وضعُها في (كوارة البيت) ولم يكن بيت من البيوت يخلو قديمًا من الكوراة و التي هي عبارة عن خزانة ضخمة (مستودع) مصنوع من الطين لها بابان. باب فوقي يُصَبّ فيه القمح أو الطّحين – حسب استخدامها - وباب سُفلي يُفتح لأخذ الحاجة اليومية للعائلة أو للمقايضة ببعض البضائع القليلة. وفي هذا الوقت, والذي هو عيد البربارة, فإنّ المحصول القديم يكون انتهى من الكوارة و بدأ إدخال المخزون الجديد من المحصول إليها بعد موسم الحصاد. لقد كان يتمّ تخزين المحاصيل الزراعيّة في الكوارة الموجودة في زاوية من زوايا المطبخ أو غرفة منعزلة لأنّها الرّكن الأساسي للمونة في البيت.
__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:01 PM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke