Arabic keyboard |
#1
|
||||
|
||||
الفاجعة... بقلم: فؤاد زاديكه
الفاجعة... بقلم: فؤاد زاديكه عندما تُلبِسُنا الفاجعةُ ثوبَ الرحيلِ و عندما تختلطُ الدروبُ و تتعدّدُ السبلُ فإنّ الكلَّ يعلمُ بأنّ المصيرَ المجهولَ مُبهَمُ الأشكالِ مُطلسَمُ الرّموزِ كلُغزِ الفاجعةِ ذاتِها. تتآكلُ رسومُ الفرحِ على أسطحةِ جدرانِ الزّمن و تتهالكُ فوقها ابتسامةُ النور يتوقّفُ الاستغرابُ مذهولاً تنطلقُ أعيرةُ الخوفِ و القلقِ و الاضطراب يجري دمُ الفناءِ بعروقِ الجسد تتخشّبُ الرؤى تعظمُ المآسي تنزلقُ الآمالُ تُطلِقُ الأقدارُ صفّاراتِ إنذارِها مُعلنةَ هذا الرّحيلَ المُفجِعَ لتدخلَ في سراديبِ الذاكرةِ و أقبيةِ الماضي فتستحيلَ الاستعادةُ و تنعدمَ الطاقاتُ. كلُّ هذهِ المسرحيّة المختلفةُ الفصولِ المتعددةُ الممثلين المزدوجةُ الصّور ينكسرُ ضوؤها على قارعةِ الطريق تفوحُ رائحةُ العفنِ بدلَ عطر توابلِ البقاء عفنُ الأجسادِ النتنةِ و هي حُبلى بدودِ القيحِ تعانقُ فورةَ التراب و تلتصقُ برغوةِ الرطوبة و الوحشةِ و البرودة. قد لا نُطيقُ تصوّرَ المشهد قد لا نسعد برؤيته و لا بمعرفةِ هولِ أسراره لكنّه و على الرّغم من كلّ ذلك فسيكون ملاذَنا الأخير شاطئَنا الأمين. هل ستتحوّلُ أجسادُنا إلى بكوريّةٍ من نوعٍ آخرَ؟ هل ستُخلّلُ عناقيدُ أفكارِنا لتتخمّر فتعطي نبيذَ الألم؟ هل هي البدايةُ أم النهايةُ؟ عندما تُلبِسنا الفاجعةُ لونها تصبحُ الأحلامُ ذكرى و تصيرُ الأجسادُ فكرة. |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|