Arabic keyboard |
#1
|
||||
|
||||
معلومات زائفة بقلم/ فؤاد زاديكى
معلومات زائفة بقلم/ فؤاد زاديكىمنذ ما يزيد عن الأسبوعين و يوميًّا تصلني رسائل من أصدقائي تكون فيها إشارات و تقارير إلى أنّ فيروس كورونا ليس سوى لعبة أو أنّ أمريكا فعلت ذلك و يشيرون بإصبع الاتهام إلى الرئيس الأمريكي ترامب بشكل مباشر وكان قبلها تقارير تشير إلى أنّ الصين هي التي قامت بنشر هذا الفيروس مضحية بمئات الآلاف من الصينيين كي تستولي على الأسهم العالمية بحيث تنخفض قيمتها لتقوم الصين بشرائها و بهذا تكون وجّهت ضربة قاصمة للاقتصاد الأمريكي و الأوروبي لكنّ هذا أيضًا لم نقتنع به وقمنا بالرد عليه فلو صحّ مثل هذا الخبر لصارت سمعة الصين بالأرض و لتمّت ملاحقتها من قبل منظمات حقوق الإنسان العالمية وغيرها من المنظمات الحقوقية و هيئات المجتمع الدولي و غيرها إذ لا يجوز اللعب بمصير الناس و حياتهم على هذا النحو غير الأخلاقي, و لتمّت إدانتها لأنّ مثل هذا الفعل يرقى إلى جرائم حرب واعتبرت الصين دولة مارقة و خارجة عن القانون. و آخر هذه التقارير هو ما أرسلته لي اليوم الصديقة (ليلى إيشوع) على شكل فيديو و طلبت مني سماعه و الوقوف على مضمونه قائلة: إنّ رأيك يهمّني لأنّي أثق بتحليلاتك لهذا سمعت الفيديو بناءً على طلب أختنا المحترمة ليلى وعلى مراحل لانشغالي بأمور أخرى لكنّي بالنتيجة عرفت مضمونه و هو يشير إلى أنّ إحدى المؤسسات العلمية الأمريكية بولاية كاليفورنيا أقرّت بأنّ ما حصل كان بفعل أمريكي متعمّد إذ أنّ الجيش الأمريكي في أفغانستان أراد إجراء تجارب على غاز السارين فخرج الأمر عن حدود السيطرة مما تسبّب بإصابة 67 جنديًا أمريكيًّا به. فقامت أمريكا بإجراء عرض عسكري في مدينة ووهان الصينية مع هؤلاء الجنود المصابين و هي – كما قال التقرير – إنّ الجنود كانوا سيموتون في جميع الأحوال و بهذا نقلت الوباء إلى الصين و منها انتشر. كما وردت أمور كثيرة في هذا التقرير لا أستطيع أن أنظر إليها من الجانب العلمي لكوني لست خبيرًا و لا شأن لي بالأمور العلمية فكلّ هوايتي و توجهاتي هي أدبية, لكنّي أستطيع بحكم المنطق الحكم على بعض الأمور, خاصةً عندما لا يكون هناك أي منطق عقلاني يمكن أن يقبل شائعة كهذه أو تقريرًا قائمًا على أغلاط منطقية بعيدة عن الواقع. لقد تمعّنت بالفيديو و بما جاء فيه فقمت بالرد على مضمونه بما أراه من باب المنطق أو العقلانية التي تميّز الأمور بعضها عن بعض. 1: إنّ المضمون يندرج تحت مسمّى نظرية المؤامرة و هذا ما لا أوافق عليه لأنّي لست من المؤمنين قطعيًا وبالمطلق بنظرية المؤامرة هذا من جهة و من جهة أخرى أستطيع القول إنّ السياسة بما فيها من عوالم خفية و رديئة يمكن لها أن تفعل أسوأ الأمور حتى لو تمّت إبادة البشر فالمهمّ هو المصالح. لكن لماذا ستقوم أمريكا بعرض عسكري في الصين وما دواعي هذا العرض؟ علمًا أنّه لا توجد أيّة اتفاقيات عسكرية بهذا الخصوص بين البلدين وهما بلدان خصمان سياسيا وعقائديًا واقتصاديًّا كما يعلم الجميع و رأى الكلّ كيف ضغطت أمريكا على الصين حتى أجبرتها على عقد الاتفاق الاقتصادي الأخير بين البلدين وبشروط أمريكيّة. و لم نشهد قبل هذا حصول أية عروض عسكرية لا من الجانب الصيني في أمريكا و لا من الجانب الأمريكي في الصين فلماذا سيكون عرضٌ كهذا في مثل هذا الوقت؟ ألا يثير هذا الأمر تساؤلًا منطقيًّا لدى أي متابع أو مراقب؟ أرى أنّ الربط بين هذين الحدثين سخيف للغاية ولا يمكن أن يصدّقه عاقل. 2: لماذا لم ينتشر هذا الوباء في أفغانستان أولًا التي على أراضيها أُصيب الجنود الأمريكيون كما زعم التقرير بسبب غاز السارين قبل وصوله إلى الصين على هذه الطريقة الكوميدية المضحكة؟ 3: لو صدقت هذه الرواية فإن أهالي الجنود ال 67 كانوا سيطالبون بوجوب إجراء فحوص طبية و تشريح الجثث فهم من بلد متحضّر ليس كما في بلاد العربان التي لو مات مئات الآلاف من أبنائها فلا تجد أحدًا يكترث بذلك أو يستطيع السؤال عن السبب. فأهالي هؤلاء الجنود لا يمكن أن يقبلوا بمثل هذا الأمر و لن يسكتوا عنه فأرواح أبنائهم و ذويهم لها قيمة. 4: يقول التقرير إنّ مدة حضانة غاز السارين هي 4 شهور أي إلى أوائل أو منتصف شهر نيسان و سنرى أنّ الفيروس لن ينتهي في شهر نيسان و اليوم أكدت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) أنّ هذا الفيروس سوف يستمر إلى نهاية شهر يوليو تموز. ويقول التقرير أيضًا إنّ هذا ليس بفيروس بل هو غاز أثقل من الهواء ينزل إلى أسفل و يصيب النّاس خاصة في الجهاز التنفسي. 5: ما الأمر الذي جعل هذا الغاز ينتشر في كل أوروبا و العالم علمًا أنّ الإصابة به والانتقال يأتيان عن طريق اللمس كما يقول التقرير فهل هذه فرضية معقولة و منطقية بحيث انتشر على امتداد هذه الرقعة الواسعة من العالم عن طريق اللمس؟؟؟؟ 6: يقول التقرير إنّ أمريكا قصدت الموافقة على المصالحة مع طالبان في هذا الوقت بالذات كي تحرف الأنظار عمّا يجري علمًا أنّ المباحثات بين الطرفين الأمريكي و طالبان كانت تجري قبل هذا التاريخ بوقت طويل في دولة قطر و من الطبيعي أن تنتهي أية مباحثات من هذا النوع إمّا باتفاق أو بفشل وقد تحقق النجاح و تمّ الاتفاق بين الطرفين لإنهاء الأزمة الطويلة الأمد في أفغانستان. فما هو سبب الاستغراب من تاريخ هذا الاتفاق و لماذا يتمّ ربطه بانتشار فيروس الكورونا؟ 7: يقول التقرير المذكور إنّ غاز السارين يصيب الرئة و الجهاز العصبي لدى الإنسان و يكون تأثيره على الكبار أكثر من غيرهم لأنّ جهاز المناعة يكون لديهم ضعيفًا و السؤال هنا لماذا لا يصيب الأطفال و جهاز المناعة لديهم هو أقل من المسنين أو الشباب؟ علمًا أنّ رجالًا في الخمسين ماتوا بهذا الفيروس فالموت ليس حكرًا على كبار السنّ. 8: يقول صاحب التقرير إن هذا الغاز متى أصاب أي إنسان فهو سيموت لا محالة والكلّ يعلم أنّ هناك حالات شفاء كثيرة في كلّ مكان من العالم بهذا الفيروس مما يدحض هذا الزعم أو الاتهام. 9: أرى من الأهمية بمكان ذكر موضوع محاولات الحزب الديمقراطي الأخيرة في محاكمة ترامب من أجل عزله, و اليوم لا أستبعد أن تكون هذه المحاولة هي الأخرى من قبل الحزب الديمقراطي لإثارة شائعات من هذا النوع في محاولة للتأثير على حملة ترامب الانتخابية لتشويه سمعته كي يفشل ويخسر في الانتخابات المقبلة و التي ستجري بينه و بين ممثل عن الحزب الديمقراطي و هنا أؤكد القول أنّه لا يوجد منافس البتّة في الحزب الديمقراطي يمكن له أن ينافس ترامب في الانتخابات القادمة لأسباب عديدة من أهمها أنّه استطاع أن يصلح كلّ ما أفسده أوباما في فترة رئاسته و هو من الحزب الديمقراطي و كما استطاع أن يجعل من أمريكا أقوى قوة اقتصادية في العالم أعاد لأمريكا هيبتها كالسابق و قضى على زعماء إرهابيين مثل البغدادي و سليماني. برأيي هذه محاولات مدفوعة الأجر من قبل الديمقراطيين للنيل من سمعة ترامب و التأثير في رأي الناخب الأمريكي و سوف تتمّ إعادة انتخاب ترامب و بفارق كبير في الأصوات فهو نفّذ جميع وعوده الانتخابيّة بخلاف أكثر الرؤساء الذين سبقوه حيث وعدوا و لم يوفوا بوعودهم. 10: وإذا كان التقرير يقول إنّ ترامب حاول شراء الشركة الألمانية التي تقوم بتصنيع لقاح لفيروس الكورونا فلماذا يحاول ترامب فعل هذا إذا كان يعلم بأن السبب هو غاز السارين الذي نشره في الصين؟ أليس هذا الأمر مثيرًا للتساؤل؟ ألا يرى المراقب تناقضات واضحة بيّنة بين ما جاء في التقرير و ما يتمّ فعله على الأرض؟ فلماذا سيصرف ترامب أموالًا طائلة على لا شيء لطالما هذا ليس بفيروس بل هو غاز السارين؟ لا أدافع بهذا عن ترامب لكنّي أتوخّى المنطق و المعقول بلا انجراف أعمى لكوني لا أحبّ أمريكا أو أرغب بالتشهير بها لغاية ما كموقف سياسي. إنّ هذا غير مقبول و ليس عدلًا. يجب التأكد من صحة أي خبر قبل نشره. 11: حاولت الدخول في الرابط بعد نشره بعدة ساعات فلم يعد موجودًا على الانترنت و كان المكتوب " معلومات زائفة تمّ التحقّق من قبل جهات تدقيق حقائق مستقلة" ممّا يؤكد صحة ما ذهبنا إليه هنا. 12: إن هذا الفيروس كما يؤكد علماء البيئة و المختصون بهذا الجانب ومنهم علماء البكتيريا و الجرثوميات هو موجود في الحياة منذ بدء الخليقة أي موجود مع وجود الإنسان و له أنواع كثيرة و كلها تسمّى بكورونا ويقال إنّها الأنفلونزة الإسبانيّة. ومن المعلوم أنّها ليست المرة الأولى التي يظهر فيها هذا الفيروس فقد ظهر مرّات عديدة و كان آخر مرّة ظهر فيها هو في الحرب العالمية الأولى حيث حصد أرواح الملايين من البشر أكثر من الذين قتلوا في تلك الحرب الكونيّة. فهل كان ترامب في ذلك الوقت و هل ضرب إنسان آخر غاز السارين؟ أم أنّ غاز السارين كان تمّ تصنيعه في تلك الأيام؟ 13: قال اليوم وزير خارجية أمريكا (بومبيو) إنّ على الصين ان تكون أكثر شفافية في ما يخصّ فيروس الكورونا كي تعلن عن العدد الحقيقي للإصابات و كذلك عن أعداد المتوفين بالمرض بشكل دقيق و صحيح دون التعتيم و التغطية الإعلامية المضللة. كما طالب السلطات الصينية أن تعلن الأسباب الحقيقية وراء هذا الفيروس و كيف بدأ انتشاره في الصين, و عندما تكون أمريكا هي السبب فكيف لها أن تطالب الصين بالكشف عن الأسباب الحقيقية؟ فهل تخشى الصين من إعلان حقيقة أن أمريكا وراء الفيروس بتقديم الأدلة و الإثباتات القاطعة؟. وقال وزير خارجية أمريكا إنّ أمريكا تفكّر في تقديم شكوى ضد الصين تطالبها بالتعويضات عن كل الخسائر البشرية و الاقتصادية التي تسبب بها الفيروس في كلّ أنحاء العالم. ملاحظة أخيرة لمن يهمه الأمر. لا يجب أن يسيطر هاجس الخوف من الفيروس على أفكار الناس لأنّ في هذا خطورة أكبر من الفيروس بحيث يضعف جهاز المناعة و لا تستطيع الكريات البيضاء حينها الدفاع عن الجسم ضد هذا الفيروس و يكفي فقط أن نهتم بالنظافة و النظافة ثم النظافة بغسل اليدين جيّدًا بالصابون لمدة عشرين ثانية قبل الطعام و عقب أي عمل نقوم به و أن نمتنع عن الاتصال بالآخرين إلّا عند الضرورة و أن نلزم بيوتنا لكن ألّا نبقى طول الوقت جالسين بدون حركة فعدم الحركة يُضعف جهاز المناعة. و متى قمنا بالحجر المنزلي أو العزل فهو أمر جيّد و ضروري بحيث لا نساهم في نقل الفيروس من و إلى. كما إنّ المضمضة والغرغرة بالماء و الملح تساعد في قتل الجراثيم. إنّ الفيروس بحدّ ذاته ليس مميتًا و قد يموت أيّ شخص في هذه الأيام لعلة أخرى فيُقال إنّه مات بسبب الكورونا. التهويل و الخوف يجلبان القلق و هو يدمّر النّفس و يخلق لدى الإنسان أمراضًا نفسيّة أخطر من الكورونا و أشدّ فتكًا. 25/03/2020 |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|