صديقي المحب سركون بداية أشكرك من القلب على تشجيعك و تواصلك المحب وللعلم فإنّي أرسلت ل
في ردّي على تساؤل الأخ سركون سليمان من العراق حول اللهجة الأزخينيّة, وجاء الردّ في موقع (الإنسانية انتماء) على الفيسبوك:
صديقي المحب سركون بدايةً أشكرك من القلب على تشجيعك و تواصلك المحب وللعلم فإنّي أرسلت لحضرتك طلب صداقة أرجو أن تقبله, أمّا بخصوص لهجة آزخ أو الأزخينيّة فهي لهجة بلدة سريانيّة تقع اليوم في تركيا هي من أقدم البلدات سكن بالقرب منها نوح و أبناؤه بعد الطوفان و قد ورد ذكرها قبل الميلاد بسنوات كثيرة اسمها السرياني (بيت زبداي) أطلق عليها العرب المسلمون (بازبدى) وأخذت تسميات كثيرة عبر التاريخ الطويل إلى أن دمّرها ابن تيمورلنك في القرن الرابع عشر و منذ ذلك التاريخ أخذت اسم (آزخ) و هي كلمة مغولية تعني المشوّهة و المحروقة لأنّها أحرِقت و دمّرت من قبل المغول الغزاة. ثم وبعد سيطرة العثمانيين على المنطقة قاموا بحملة تتريك لكل اسماء المدن و البلدات في تركيا فصار اسم آزخ اليوم بالتركي (أيديل) أما بخصوص اللهجة فهي عربية قامت على اندثار سرياني في البلدة, فصارت العربية سائدة وبقيت السريانية لغة الطقس الكنسي و الكردية لغة التّعامل مع الجوار حيث كله كان من القرى و البلدات الكردية. هذه اللهجة هي مزيج من لغات كثيرة منها الفارسية و الكردية و التركية و السريانية و العربية و بعض الأعجمية. لهذه البلدة تاريخ عريق و مواقف نضالية اثناء مجازر السيفو 1915 في تركيا فكانت من القرى التي لم تستسلم للغزاة الطامعين بل أنّها قاومت و استبسلت و قهرت الغزاة الذين ارتدّوا من خلف سورها المتواضع لكنّ السّور الأعظم كان إيمان أبناء شعبها المقاوم رجالًا و نساءً, حيث ضربوا أمثلة رائعة في الصمود و التّصدّي لهمجية الطامعين و الغزاة الذين لم يكنْ لهم غير هدف تدميرها و القضاء على ابناء شعبها المسيحيّ المسالم و الآمن. أتمنى أن أكون بهذه العُجالة أوضحت لك بعض ما تريد معرفته عن لهجتنا الأزخينيّة و بلدتنا آزخ الموجودة اليوم ضمن الحدود التركية. وهي واقعة في مناطق انتشار قبيلة تغلب ما قبل الإسلام في بلاد ميزوبوتاميا (ما بين النّهرين). شكرا لمرورك و تفاعلك.
__________________
fouad.hanna@online.de
|