مشاركتي قبل قليل على برنامج بوح الصورة في منتدى نبض القلم للشعر و الأدب تقديم الاساتذة فداء حنا و محمد درويش بإشراف الدكتورة هيام الملوحي رئيس مجلس الإدارة
عَلى ضَوءِ الشَّمعَةِ، أَمسَكتُ بِقَلَمي لِأَخطَّ مَشاعِرَ الشَّوقِ وَ الحَنينِ إِلى ماضٍ انقَضَت أَيّامُهُ، وَ الاشْتِياقِ لِذِكرَياتِهِ. فِي كُلِّ لَيلَةٍ، أَجِدُ نَفسي أُقَلِّبُ فِي طَيّاتِ الذَّاكرةِ، أَبْحَثُ عَن تِلكَ اللَّحظَاتِ التِي عِشْتُها مَعَ أُناسٍ رحلوا وَ أَماكِنٍ بَاتَت فَارِغَةً.
إِنَّ الحَنينَ يُثْقِلُ القَلْبَ كُلَّمَا تَذَكَّرتُ تِلكَ الأَيّامَ الجَمِيلَةَ التِي تَبَدَّدت كَالدُّخَانِ فِي هَواءٍ عَابِرٍ. أُحاوِلُ بِكُلِّ قُوَّةٍ أَنْ أُمسِك بِذِكرَياتٍ تَفرُّ مِنِّي كَالماءِ بَينَ الأَصَابِعِ. وَ كُلَّما ازدَادَت السِّنينُ بُعدًا، ازدادَت تِلكَ الذِّكرَياتُ قُربًا مِن نَبْضِ قَلبي، كَأنَّها تَأبَى أَنْ تُفارِقَني. أَفتَحُ كُتُبَ الذَّاكِرَةِ، أُحاوِلُ أَنْ أَستَعيدَ فِي خَيالي وُجُوهاً وَ أَصواتًا، وَ أَستَشعِرَ عِطرَ الماضِي الذِي لَا يَفَارِقُنِي. يَبقَى الشَّوقُ حِكايةً لا تَكتَمِل، وَ يَبقَى الحَنينُ نَغمةً حَزينةً تُعزَفُ عَلَى أَوتَارِ الوِحدةِ.
المانيا في ٣ أيلول ٢٤