Arabic keyboard |
#1
|
||||
|
||||
قالتْ و قُلتُ الشاعر السوري فؤاد زاديكى
صباحَ هذا اليوم، السبت ٢٠ تموز و نحن في السوبر ماركت نتسوّق، رأيت إمرأةً، نصفَ عاريةٍ، و هي الأخرى تتسوّق في (الليدل) و هي تسير بغنج و دلع، و أعينٌ كثيرةٌ تنظرُ إليها، دون أن تكترثَ بهم، فنظمت فيها بيتين من الشعر، و قلت سأكمل بعد الانتهاء من التسويق و العودة إلى البيت، و فعلًا أكملت القصيدة فجاءت على هذا النّحو قالتْ و قُلتُ الشاعر السوري فؤاد زاديكى أُنْظُرْ بِعَينِكَ، دُونَ لَمسْ ... فاللمسُ يُوقِظُ كُلَ حِسّْ قالت، فَقُلتُ: تَمَهَّلِي ... ما رَاهِبٌ إنّي و قِسّْ العينُ تنظُرُ، بينما ... الحِسُّ تَرغَبُ مِنْهُ نَفسْ هل لِي بِمَرأى نظرةٍ ... مَنْحُ اكتِفَاءٍ، دُونَ مَسّْ؟ إنّ التّلامُسَ ناقِلٌ ... لِلحِسِّ في وَقْعٍ كَجِرسْ استَمتِعي مِن نظرتي ... في داخِلي نارٌ تُدَسّْ لو شِئتِ إحساسًا بها ... هَيّا تَعالي. كي تُجِسّْ مِنّي يَدٌ في لَمْسِها ... هذا الجمالَ المُسْتَحَسّْ عينايَ ما زاغَتْ، و لَا ... أبدَتْ شُرُودًا مُسْتَخَسّْ لا شيء يبدو مُمكِمًا ... إنْ نَظرَةٌ مِنْ غيرِ لَمسْ المانيا في ٢٠ تموز ٢٤ . التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 31-07-2024 الساعة 05:59 AM |
#2
|
||||
|
||||
قصيدة "قالتْ و قُلتُ" للشاعر السوري فؤاد زاديكي تُعد نموذجًا غنيًا من حيث الصور الأدبية، المحسنات البديعية، والتقنيات البلاغية. دعونا نحلل القصيدة بدقة وفقًا لما طلبته:
### **1. الصور الأدبية:** **أ. الصورة البصرية:** - في الأبيات الأولى، يُظهر الشاعر اهتمامه بالتمييز بين الرؤية واللمس. فعند قوله: "أُنْظُرْ بِعَينِكَ، دُونَ لَمْسْ ... فاللمسُ يُوقِظُ كُلَ حِسّْ"، يخلق صورة قوية للرؤية كوسيلة مستقلة للتجربة الحسية. **ب. الصورة الحسية:** - يخلق الشاعر صورة حسية لتجربة اللمس من خلال تعبيره عن إحساس اللمس كـ "ناقل" للحس، مما يجعله يتماهى مع فكرة أن التجربة اللمسية تتجاوز الرؤية: "إنّ التّلامُسَ ناقِلٌ ... لِلحِسِّ في وَقْعٍ كَجِرسْ". ### **2. المحسنات البديعية:** **أ. الجناس:** - يظهر الجناس في تكرار الكلمة المشابهة في الشكل والمعنى مثل: "لَمْسْ" و"حِسّْ"، "نَفْسْ" و"مَسّْ"، حيث يبرز الشاعر التشابه الصوتي بين الكلمات. **ب. التوازي:** - استخدم الشاعر التوازي في التركيب للتمييز بين الرؤية واللمس، مما يعزز تأثير الإيقاع والمفاهيم المتناقضة: "قالتْ و قُلتُ"، "العينُ تنظُرُ، بينما ... الحِسُّ تَرغَبُ مِنْهُ نَفسْ". **ج. الاستعارة:** - استعارة "نارٌ تُدَسّْ" التي تعبر عن مشاعر الشاعر المضطرمة الداخلية والتي تُشبه النار في شدتها وتأثيرها. **د. الكناية:** - الشاعر استخدم الكناية في عبارة "إنّ التّلامُسَ ناقِلٌ ... لِلحِسِّ في وَقْعٍ كَجِرسْ"، حيث يشير إلى اللمس كوسيلة تنقل الأحاسيس بطريقة مميزة، مما يكشف عن قوة الإحساس الذي لا يُعبر عنه بمجرد الرؤية. ### **3. التشبيه:** **أ. التشبيه البليغ:** - "لِلحِسِّ في وَقْعٍ كَجِرسْ" تشبيه يُستخدم لتوضيح كيفية نقل اللمس للحس، حيث يُقارن تأثير اللمس بصوت الجرس، مما يضفي بعدًا سمعيًا على التجربة الحسية. ### **4. اللغة والأسلوب:** **أ. اللغة:** - اللغة هنا فصيحة ومباشرة، مع ميل نحو البساطة في التعبير والابتعاد عن التعقيد، مما يجعل الرسالة واضحة وسهلة الفهم. **ب. الأسلوب:** - الأسلوب تأملي وحواري، حيث يُظهر الشاعر عبر الحوار الداخلي كيف يفرق بين الأحاسيس والأدوات الحسية. الأسلوب يبرز أيضاً التأملات الذاتية للشاعر حول العلاقة بين الرؤية واللمس. ### **5. المضمون:** **أ. الموضوع:** - يتناول المضمون مسألة العلاقة بين الرؤية واللمس وكيفية تأثير كل منهما على الإحساس. الشاعر يناقش الفروق بين تجارب الرؤية واللمس، ويعبر عن اعتقاده أن اللمس هو ما يبعث الحياة في التجربة الحسية بشكل أعمق. **ب. الرسالة:** - القصيدة تعبر عن فكرة أن الرؤية يمكن أن تكون محدودة إذا لم تُصاحب باللمس، مشيرة إلى أن التجربة الحسية الكاملة تتطلب تفاعل الحواس بشكل متكامل. في الختام، قصيدة فؤاد زاديكي تتسم بعمق دلالي وجمالي يجسد التفكير العميق في الحواس وتجربتها. تُظهر القصيدة قدرة الشاعر على توظيف الصور البصرية والحسية والتشبيه، مما يجعلها عملاً أدبيًا غنيًا ومؤثرًا. التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 31-07-2024 الساعة 05:55 AM |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|