Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > منتدى التسلية > تسليات منوّعة و طرائف من العالم

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 22-02-2011, 02:20 PM
kestantin Chamoun kestantin Chamoun غير متواجد حالياً
Master
 
تاريخ التسجيل: Jul 2005
المشاركات: 6,847
افتراضي بغداد.. عليك الدور الآن!!,,,,

22-2-2011 10:28:00
بغداد.. عليك الدور الآن!!




د. عـادل البياتي:

شهدت أمتنا مع حلول عام 2011، غلياناً شعبياً عارماً ومخاضاً لثورة عربية حقيقية اختنق حلمها في صدور الأجيال العربية عبر عقود طوال، فبالأمس القريب فجر شباب تونس الأبطال ثورتهم التحررية المباركة وكللوها بإسقاط ديكتاتور تونس ونظام حكمه القمعي المستبد. وها هم اليوم أبناء مصر الحبيبة الثائرين على الظلم والقهر والإستبداد والفساد، يجنون ثمار وقفتهم البطولية المشهودة وأطاحوا بالنظام الهرم الذي أذاق شعب مصر وشبابها ذل الفقر والطغيان.

لقد فتحت الثورتان التونسية والمصرية الأبواب لعصر عربي جديد، يتاح فيه الجمع بين الحرية والحقوق وبين السيادة والمواطنة. عصر يتغير فيه كلّ شيء على مستوى القوى السياسية وبروز القوى الإجتماعية الشبابية الرافضة للظلم والقهر، وبذات الوقت ترفض التقسيمات والإنقسامات الإيديولوجية، وسقط عهد الأحزاب والتناقضات الفكرية ليقوم عهد جديد لتعددية من نوع جديد، يتقدم ويبرز فيها من يتمكن من الجمع بين الديمقراطية والعدالة الإجتماعية والحفاظ على الهوية العربية، لقد سقط عهد الأحزاب وبدأ عصر الشباب!. ولن تتمكن الأنظمة الشمولية وأحزاب السلطة المستبدة بعد اليوم من أن تتنفس، ولن تتمكن من أن تستهين بشعوبها، وستجد نفسها مضطرة أن تختار بين الإصلاح الشامل وبين الرحيل، فقد ابتدأ عصر الشعوب.

نعرف جيداً أن كثيراً من عواصمنا ومدننا العربية مرشحة للحاق بركب الحرية الذي إبتدأه شباب تونس ولحق بهم شباب مصر في أروع وأعظم وأطهر ثورتين عرفتهما الأمة العربية على مدى قرون، ولئن قام بعض الحاكمين اليوم بمحاولات فجة مفضوحة لـ"استرضاء" شعوبهم المقهورة، بقرارات ومكرمات يبدو عليها السخاء المقنع، والخوف المبطن من انفلات الأمور ووصول شرارة محمد بوعزيزي وهدير ثوار ميدان التحرير وبطولات شباب الإسكندرية والسويس والمنصورة، لكن رياح التغيير هبت ولن تخمد حتى الإطاحة بالعروش والكراسي الهرمة وإسقاط أنظمة الحكم التسلطية التي أذاقت الشعوب ويل القهر والاستبداد.

بغداد على الدرب، بغداد التي تعاني القهر والظلم على أيدي الأحزاب الطائفية، مرشحة أن تلحق بالركب الثوري الشعبي، فهاهي بغداد ومدن العراق تلحق بالركب، وقد قلناها إن بغداد المحتلة مرشحة لأن تلتحق بركب ثورة الشباب العربي الغاضب، وبالرغم من أن حكومة المالكي وضعت قواتها الأمنية في أقصى درجات الإنذار، وأنزلتها للشوارع والميادين، إذ خرجت تظاهرات في مختلف مدن العراق تستنكر الظلم والفساد وغياب العدالة.

ففي ساحة التحرير في قلب بغداد خرجت تظاهرة كبيرة ضمت مجموعات من الطلبة والشباب تطالب بتوفير فرص العمل وتحسين الخدمات، كما خرجت تظاهرات أخرى في "ساحة الفردوس" الشهيرة، وخرج مثقفو العراق وأدباؤه بتظاهرة ثقافية في شارع المتنبي "شارع الثقافة الرئيسي ببغداد" مطالبين الحكومة بتغيير سياساتها المنهجية وإلغاء القوانين التعسفية وإيجاد سبل لتحسين الخدمات، كما دعوا أعضاء مجلس النواب إلى الإيفاء بوعودهم التي قطعوها أمام الشعب في برامجهم الانتخابية.

وكانت مظاهرة في الديوانية جنوب العراق جوبهت بإطلاق النار من قبل القوات الأمنية بشكل عشوائي مما أدى الى وفاة وجرح العديد من المتظاهرين. كما خرج المئات في محافظتي الأنبار والبصرة رافعين شعارات مناهضة للحكومة ومطالبين بتوفير فرص العمل والغذاء والخدمات والقضاء على الفساد. كما خرجت تظاهرات في السليمانية جوبهت بإطلاق الرصاص الحي وسقوط عدد من القتلى، كما قام متظاهرون في الكوت بإحراق مبنى المحافظة ومقر المجلس البلدي إحتجاجا على الفساد والظلم وإهمال احتياجات المواطنين الأساسية والبطالة والفقر..

نوري المالكي حاول أن يشوّه هذه الغضبة الجماهيرية، فقد ورد على لسانه القول بأن هناك أيادي و"أجندات" أجنبية تحرك بعض التظاهرات- كما هو حال ذرائع أمثاله!- ولكنه حاول أن يتعامل مع هذه الفورة الشعبية بإتجاهين: اتجاه طمأنة وتهدئة وتلويح بإجراءات إصلاحية منها أنه قد قرر التخلي عن نصف راتبه الشهري وإعادته للخزينة!!، وأنه نصح الرئاسات الثلاث وأعضاء مجلس الوزراء ومجلس النواب بفعل نفس الشيء!!، كما أنه أعلن صرف بدل نقدي عن المواد الغذائية المشمولة بالبطاقة التموينية والتي حجبت عن المواطنين، ويتضمن القرار إعطاء تعويض لكل مواطن قدره "15" ألف دينار "أي ما يعادل 12 دولارا تقريبا!!"، كما أعلن أنه لن يترشح لدورة ثالثة في انتخابات عام 2015!!.

أما الإجراء الآخر فهو تقديمه مشروع قانون إلى مجلس النواب بإسم "قانون المظاهرات والتجمعات" الذي يمنع إخراج التظاهرات أو القيام بتجمعات من دون ترخيص وإذن حكومي مسبق!!! من أجل التضييق على الحريات.

إن قرار المالكي تخفيض راتبه، كما يقول عنه العراقيون، ماهو إلا "نكتة سخيفة"، ومعلوم أن الرؤساء الثلاثة ونوابهم ووزراءهم وأعضاء مجلس النواب ومستشاري رئيس الوزراء الذين تجاوز عددهم المئة!!! يتقاضون أعلى رواتب ومخصصات في العالم استحقت أن تدخل موسوعة "غينيس" للأرقام القياسية، ولو كان المالكي صادقا لرفض أن يتسلم رواتبه ومخصصاته ومنافعه ومكافآته وذممه المالية منذ تسلمه رئاسة الحكومة قبل خمس سنوات من دون أن تكون شرعية أو مُشرعة بقانون واضح ومعلوم لعموم الشعب، ولو كان المالكي صادقا لأعلن استغناءه وتنازله عن ما يسمى بنهيبة "المنافع الاجتماعية" التي تقدر بعشرات الملايين من الدولارات التي تقاضاها حتى الآن هو وهيئة الرئاسة، ولو كان المالكي صادقا لأعلن عن الرواتب الضخمة والمخصصات التي يتقاضاها بصفته قائدا عاما للقوات المسلحة، ولو كان المالكي صادقا لقدم الميزانيات المالية الختامية للسنوات السابقة من حكمه وأثبت براءة ذمته وذمة المحيطين به، ولما تستر على الوزراء السارقين والفاسدين وحماهم!

ثماني سنوات من الضياع والحرمان مرت على أبناء العراق وهم غارقون في بحر من الوعود التي يطلقها حكام الظلم والتعدي على الكرامات في وقت تناسى أولئك الطغاة أن للعراقي صحوة وصولة وطلعة شمس تكشف المستور وتفضح السارق.. وها هي الآن بانت للجميع من خلال التظاهرات التي خرجت من بعض محافظات العراق لتفضح سوء وهزالة النظام القائم وقمعه للحريات فمجرد التحضير للخروج بمظاهرة نرى البطش والاعتقال... وإن خرجت المظاهرة سلمية تُجابه بقتل وسجن وتعذيب!

الظلم في العراق اليوم وصل مداه، حيث الفقر والبطالة ونصف الشعب دون خط الفقر في بلد هو الأغنى بين دول العالم، وما زالت البنية التحتية العراقية بعد مرور ثماني سنوات من الغزو في حالة مزرية. ويعاني العراق من انقطاع مزمن لخدمات مياه الشرب والصرف الصحي والكهرباء، وما زال هناك 5 ملايين عراقي مهجر ومهاجر، ومليون أرملة ومليونا يتيم.

وإذا كانت تونس ثارت على "زين عابدين" واحد أو ثارت مصر على "حسني مبارك" واحد، فإن لدينا في بغداد ألف "زين عابدين" و"ألف مبارك" من حفاة الأمس، مليارديرات اليوم، يملكون المليارات مستخفين بالشعب العراقي ومستهزئين به، ظانين أنه لعبة بين أيديهم يخدعونه بشعاراتهم الزائفة وباستغلالهم للدين الحنيف، فالفارق بينهم وبين "بن علي ومبارك" كبير، فالأخيران أعلنا اكتفاءهما وتنحيّهما، ومغادرة كرسي الحكم، وأما سكنة المنطقة الخضراء فليس لجشعهم ولا لطمعهم حدود، فلقد استخدموا تلك الأموال التي سرقوها من قوت الشعب العراقي لتأمين بقائهم على كرسي الحكم مرة أخرى بالتزوير والتلاعب، غير آبهين بالشعب العراقي الذي يئنّ ويتضوّر جوعاً وقهراً وعذاباً وحرماناً.

فالواجب على العراقيين أن يستمرّوا بتضحياتهم وتظاهراتهم حتى تضع ثورة الغضب الشعبي أوزارها بعد أن تنال الجماهير مرادها، فقد أسقط ثوار سيدي بوزيد وميدان التحرير حاجز الخوف من شعوبنا العربية!! وهبّتْ ريح التحرير والتغيير ولن تخمد قبل الإطاحة بكراسي الحكام المستبدين في كل عاصمة عربية..
الصور المرفقة
نوع الملف: jpg 39516_10150106923203496_813973495_7565907_6542606_n.jpg‏ (170.8 كيلوبايت, المشاهدات 4)
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:09 PM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke