Arabic keyboard |
#1
|
||||
|
||||
نقاشُ الجاهل. شعر: فؤاد زاديكه
نقاشُ الجاهل
أنْ تقولَ الحقَّ أنتَ المُتّهمْ أنْ تُحابي الظلمَ, تحمي مَنْ ظلَمْ منطقيٌّ واقعيٌّ صائبٌ في خَيارِ البعضِ غيرِ المُحتَشِمْ! هكذا الأيّامُ يجري سيرُها في مدارٍ لا تراهُ ينسَجِمْ و القناعاتِ التي مِنْ عقلِنا إنّها تمضي كأطيافِ الحُلُمْ أنْ تقولَ الحقَّ في نقدِ لِما يحتوي شرّاً و فِكرَ المُنْتَقِمْ قد يرى أصحابُهُ منكَ الذي جئتَهُ كُفراً و تدميرَ "القيَمْ" عاجزٌ عن ردّهِ في منطقٍ أو حوارٍ منطقيٍّ مُحتَرَمْ لا ترى إلاّ هياجاً صارخاً و انفعالاً و احتداماً مُصطدِمْ ما بهِ مضمونُ فَهمٍ بل بهِ كلُّ أشكالِ الحماسِ المضطَرِمْ يتركُ الأفكارَ لا يسعى إلى دَرْسِها فالفهمُ معدومٌ عَدَمْ بل يجدُّ السيرَ في نقدٍ لكَ و اتّهامٍ حيثُما قَدحٌ و ذَمّْ كي يَحيدَ الدربُ عن موضوعِهِ خوفَ إفلاسٍ لتبريرِ الذّمَمْ أو لكي ينجو بخبثٍ ماكرٍ مِنْ سؤالٍ مُحرِجٍ شاءَ القلَمْ كلُّ هذا في سلوكيّاتِهِ واضحٌ مسعاهُ إبطاءُ الهِمَمْ بيدَ أنّ العقلَ أقوى مركزاً لَفُّهُ المقصودُ يُلْوَى بالقدَمْ لا أُبالي بانتهاكاتٍ لهُ أو بشتمٍ أو بتشويهِ الاسمْ إنّني أدري طريقي ما هيَ و الطريقُ الحقُّ من فوقِ القِمَمْ لن أخونَ العقلَ في غشّي لهُ أو أُجيزَ الصمتَ في إهدارِ دَمّْ حُرّةٌ أفكاري في مشروعِها نحو عدلٍ و انفتاحٍ لا يُذَمّْ أمّا أنْ أُرضي جَهولاً حاقداً في قبولي ما غباءٌ قد أتَمّْ إنّما الإفلاسُ و الجُبنُ الذي ليس عندي مطلقاً منهُ وَشَمْ في تعاطيَّ انسجامٌ مُشبَعٌ بالمعالي و هيَ لاحتْ كالعلمْ ما غريبٌ إنْ هجاني جاهلٌ تُربتي في عمقِها أقوى القُرَمْ ما غريبٌ غيرَ أنّي جاهزٌ مُستَعِدٌّ إنْ لحربٍ أو سَلَمْ يدّعي علماً و ما أنْ يلتقي بالسؤالِ المُرِّ حتّى يَنْكَتِمْ حائراً و الشكُّ يلوي قلبَهُ يرتمي طيراً ذبيحاً أو غَنَمْ ليس يدري أينْ صارتُ خَلفُهُ مِنْ أمامٍ يعتري الهاوي ندَمْ. |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|