منذ ما يزيد عن العام و حزب الله يقصف إسرائيل بأنواع مختلفة من الصواريخ و الطائرات المسيّرة، فما الذي حقّقهُ من ذلك؟ هل احتلّ شبرَ أرضٍ؟ هل حرّر أسيرًا؟ هل حقّق غرضًا استراتيجيًّا؟ بكلّ تأكيد لا و هذا برأي معظم المراقبين الاستراتيجيين و المحلّلين و ما تقوله الوقائع على الأرض، لكن بالمقابل و من الطرف الآخر فإنّ إسرائيل و خلال أقلّ من شهر من توغّلها البرّي في جنوب لبنان قضت على ٨٠ بالمائة من قدرات الحزب و من قادته الميدانيين و الكثير، الكثير من البُنى التحتية له و الأنفاق التي تمّ تدميرها و الأسلحة التي تمّت السيطرة عليها أضف إلى ذلك محو ما يزيد عن ٣٧ قرية حدودية لبنانية تدميرًا كاملًا و تدمير ٤٤ ألف منزل تدميرًا كاملًا و ٢٢ ألف منزل تدميرًا شبه تام و ٣٠ ألف منزل بأضرار مختلفة. أضف إلى ذلك التوغّل لمسافة ٣ كم داخل الحدود اللبنانية و مقتل ما يزيد عن ٣ آلاف لبناني و جرح ما يزيد عن ١٣ ألف شخص هذا غير المفقودين و الذين ما يزالون تحت الأنقاض إضافة إلى عدد قتلى حزب الله المجهول. أضف إلى كلّ ذلك الخسائر الاقتصادية و التي لا تقدّر قيمتها. و الأهمّ من كلّ هذا تدمير و تهجير البيئة الحاضنة لحزب الله بما في ذلك الضاحية الجنوبية عاصمة الحزب داخل دولة لبنان. ثمّ الخسائر الكبيرة التي وقعت بين صفوف الحزب في سورية و مواقعه و مخازن أسلحته على امتداد رقعة سورية، و أسر ما يزيد عن ١٠ من مقاتلي الحزب و قياداته الميدانيين، ثمّ يأتي نعيم قاسم ليتكلّم عن الانتصار أو دُعاة المقاومة من المحللين و المنظّرين و الإعلاميين الذي لا يعيشون في هذا الواقع بل في عالم آخر. هؤلاء لا يفهمون ما معنى المنطق و لا الاعتراف بالحقيقة بسبب عنجهية التّكابر و محاولة التّظاهر بما ليس صحيحًا. الحقائق على الأرض تتحدّث بوضوح أكثر.