Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الادبي > نبض الشعر > مثبت خاص بفؤاد زاديكه > خاص بمقالات و خواطر و قصص فؤاد زاديكه

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 03-03-2021, 12:14 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 45,595
افتراضي بعض عاداتنا و تقاليدنا القديمة (1) بقلم/ فؤاد زاديكى

بعض عاداتنا و تقاليدنا القديمة (1)

بقلم/ فؤاد زاديكى

تسودُ في مجتمعاتنا الشرقية و بين شعوب و أمم كثيرة بعضُ الأفكار السائدة و الشائعة و التي ليس فيها من الحقيقة أيُّ شيء, و تُسمّى بالخرافات, فالخرافة هي الاعتقاد القائم على تخيّلات و مُعطيات ليس لها أساس من الصحة, و قد سادت مثل هذه الأفكار و انتشرت و تأصّلت في بعض المجتمعات حتّى صارت تُعتبر من الحقائق أو من الأمور التي يؤمن بها كثيرٌ من النّاس, و سبب شيوع مثل هذه الظاهرة لا شكّ أنّه مرتبط بمستوى الوعي الثقافي و التعليمي لدى هذه الشعوب. و أكثر من يؤمن بمثل هذه الأفكار هم الناس البسطاء و غير المثقفين علمًا أنّ بعض المثقفين وقعوا تحت تأثيرها, باعتبارها عادات شاعت فدرج عليها الأوائل, و يرون من العسير التخلّي عنها أو القيام بمحاولة رفضها و محاربتها.
ليس من شكّ بأنّ أثر هذه الأفكار على المجتمعات يكون كبيرًا و خطيرًا, فالذي يقع تحت سيطرة هذا التأثير, لا يمكنه التخلّص منه بسهولة بسبب شيوعه و تجذّره في بنية المجتمعات الفكرية, فهو سيصطدم بعقبات قويّة لا يمكنه التغلّب عليها, و بعض هذه الخرافات أصله و منشأه عالمي و منه ما هو عربي من صميم مجتمعاتنا و من مخلّفات جهلنا.
سأقوم بذكر بعض أهمّ هذه الخرافات السائدة قمت بجمعها من مصادر متعددة و منها ما هو قائمٌ في مجتمعاتنا أي أنّنا عايشناه واقعًا فهو من حياتنا الواقعية و من تجربتنا الخاصّة. لقد أصبح الاعتقاد بالخرافات يقينًا و إيمانًا أكيدًا لدى بعض الشعوب و المجتمعات, فصار جزءًا من حياة معظم هذه الشعوب. أعتقد أنّ السبب الرئيسي في ذلك هو دافع و هاجس الخوف المسيطر على الإنسان بالفطرة و منذ خلقه, و هو بهذه الأساليب يحاول إقناع نفسه بأنّه يقوم بإبعاد الحسد عنه و بتجنّب سوء الحظّ الخ...
1 - خرافة الخرزة الزّرقاء و العين و الكفّ:يميلُ بعض الناس إلى الاعتقاد بقوى خفية شريرة تسبب لهم الأذى و الضرر، لذا يلجؤون إلى بعض التمائم و الطلاسم و التعاويذ لدرء اللعنات و الحماية منها، و لا يقتصر ذلك الاعتقاد على منطقة ما في فترة زمنية محددة، حيث لا يخلو مجتمع من معتقدات دينية و أسطورية عن قوى الشر و وسائل سحرية للحماية و الوقاية منها، و أحد أشهر هذه المعتقدات و أكثرها تقبلاً و انتشاراً هو العين و الحسد، و الخرزة الزرقاء، التي تبطل سحر قوى الشر الخفية. هذه الواقعة يكون أثرها أشدّ على الأشخاص غير المؤمنين, لأنّ المؤمن لا يأخذ مثل هذه الخرافات على محمل الجدّ و بالتالي فلا يتأثّر بها لأنّه لا يؤمن بها أصلًا.
تنتشر هذه الخرافة في جميع الدول العربية، و لها مسمّيات مختلفة كخمسة، أو خمسة و خميسة أو يد فاطمة. رمز يستخدم كتعويذة لدرء الحسد و معانيه و رمزيّته تختلف باختلاف الديانات و حتى الطوائف, كما يُقال فإنّ هذا الرمز يعود إلى ما قبل ظهور الأديان الثلاثة. تصنع الخرزة عادة من العاج أو الفضة أو من حجر بلّوري أزرق قد تكون على شكل كفّ بعين في داخله أو بشكل دائري أو شبه دائري. و تختلف الروايات حول تفسير رمز الخرزة الزرقاء حيث يعتقد أنّ الشعوب السامية التي سكنت أطراف البحر المتوسط هي التي رسمت الكفّ التي تحمل العين الزرقاء، بهدف ترهيب الرومان الذين استعمروا بلدانهم في حقبة من التاريخ, فيما تقول بعض الروايات إنّ أصل الخرزة يرجع إلى القدماء المصريين، الذين كانوا يخافون من أصحاب البشرة البيضاء و العيون الزرقاء، و يرفضون وجودهم على الأراضي المصرية.
"يكشف الباحث «سيريل ألدريد» في كتابه «مجوهرات الفراعنة»، أنّ الحلي التي كانت تُستخدم لتزيين الرقبة أو العنق تطوّرت عن شكل بدائي يتمثّل في تلك التعويذة التي كانت تتدلى من خيط أو رباط يحيط بالعنق، و التي استخدمها الإنسان البدائي ليقي نفسه من القوى الخفية الموجودة في الطبيعة، و التي كان يعتقد أنّها ترسل عليه الأعاصير والفيضانات و البراكين و الزلازل، و تصيبه بالأمراض· أكثر التمائم شيوعاً و استخداماً بين المصريين القدماء كانت التميمة أو الرقية المصنوعة من الخرز، و أنّه لم تكن هناك أمة من أمم العالم القديم كلّه مثل مصر التي صنعت هذا القدر العظيم و هذه الكميات الهائلة من الخرز، لشعورهم بالجانب الجمالي في أشكال و ألوان تلك المواد الطبيعية، إلى جانب اعتقادهم في القوى السحرية لتلك الخرزات· و اختار الفراعنة اللون الأزرق لارتباطه بزرقة السماء التي تسبح فيها الشمس (رمز الإله رع عند المصريين القدماء)، و تعيش فيها الآلهة و تحمي الإنسان و تباركه"
من الجدير بالذكر أنّ تركيا استطاعت في عام 2014 أن تُدرج ما اعتبرته مجموعة من القيم الثقافية و التراثية إلى قائمة اليونسكو، و كان على رأس تلك القيم الثقافية و التراثية "ثقافة الخرزة الزرقاء".
2 حكّة اليد و المال: اعتقاد سائد و خرافة تؤمن بها الغالبية الساحقة من الشعوب العربية لكنّها أكثر انتشاراً في لبنان، العراق و السعودية و سوريا. بحسب ما تقول هذه الخرافة فإنْ أصيب الشخص بحكّة في يده اليُمنى فهذا يعني أنّه سيكسب مبلغًا من المال، أو أنّه سيلتقي بشخص عزيز سيسلم عليه أو يحصل على هدية. و في المقابل إن كانت الحكّة باليد اليُسرى، فهذا خبر سيئ للغاية؛ لأنّه وفق معتقد الخرافة فإنّ الشخص المعنيّ سيدفع المال أو يخسره. و الطريف أنّ لكلّ منطقة جغرافية تفسيرها الخاص حيث أنّ أهالي بلاد الشام و الأتراك يعتبرون أنّ حكّة اليد اليسرى تعني الحصول على المال و الدراهم ، و اليمنى أنّك ستتفقد مالك و دراهمك .و ترى بعض الشعوب أنّ حكّة راحة اليد بالخشب تعني حسن الطالع.
و لقصة هذه الخرافة روايتان إذ تقول الأولى ما يلي:" من حكايات الجدّات القديمة حكاية القبيلة الإغريقية التي كانت تمجّد ملكها المحبوب ، الذي ما إن أصابه مكروه حزن أفراد رعيتهِ بأجمعهم ، و ذات مرة تعرّض الملك لحكّة يدٍ شديدة ، فتجتمّع الأطباء ليجدوا تفسيراً و سببًاً لها ، فلم يستطيعوا إيجاد سببٍ مقنع و أعلنوا عجزهم، و كما كلّ الحضارات الإغريقية كان للفلسفة و علم الماورائيات الكثير من الصدى ، فكلّ ما كان يعجز العلم عن حلّه تأتي الفلسفة لتفسّره تفسيراً يلفّه الغموض سواءً أكان من الماضي أو مستمرًا نحو المستقبل ،و أمّا عن حكّة يد الملك فوجد الفلاسفة و المبصّرون في بلاطه أنّها تدلّ و بشكل حتميّ على أنّ الملك المحبوب سيُرزق رزقاً وفيراً في الأيام القادمة و أنّ هذه إشارة تفاؤل تبعثها الآلهة للملك و شعبه، و ما هي إلّا أيام قليلة و يذهب الملك و جيش البلاد في إحدى الغزوات ليعود بعدها الملك و الجيش رافعاً راية الانتصار محمّلين بالغنائم و محرّرين جميع الأسرى"
أمّا الرّواية الثانية "فتعود جذورها إلى أوربا (ما قبل المسيحية )، حيث اعتقد الساكسونيّون (اشتق اسم ساكسون من نوع من السكاكين و هو اسم يُشير إلى مجموعة من الشعوب الجرمانية المبكرة) أنّ الفضة وحكّ الجلد بالفضة على وجه التحديد علاج لأغلب الأمراض، و من هنا بدأوا بحكّ راحة اليد بالفضة، ثمّ تناقلت الأجيال هذه الخرافة لتصبح أيّام الرومان بمعنىً جديدٍ مفادُه أنّ حكّ راحة اليد يُشير إلى أنّ الفضة في طريقها إليك".
يروي موقع (أخبار الآن) من دبي ما يلي:"لا أحد يستطيع أن يحدّد على وجه الدقّة أصل الكثير من المعتقدات الشعبية و التي قد تتّفق على تبنّيها مجتمعات متباينة الثقافة و لا تجمع بينها روابط يمكن الاعتداد بها. و يسود الاعتقاد بين الكثيرين أنّ حكّة اليد تعني أنّ صاحبها سيستلم مبلغاً من المال عن قريب، و هذا ما حدث مع سيدة أمريكية، تصرّ على أنّ الحكّة التي شعرت فيها بيدها كانت سبباً لفوزها بجائزة يانصيب وصلت إلى 2 مليون دولار. و تقول جاكوات براتر (28 عاماً) و هي من سكان فيلنت بولاية ميتشيغان، إنّها بدأت بسحب بطاقات اليانصيب قبل نحو شهر، بسبب حكّة في يدها، قبل أن تحصل على الجائزة الكبرى في سحب يوم الثلاثاء الماضي. وفقا لموقع (آ أي 24)" و قالت براتر:"بدأت أشعر بالحكّة منذ شهر تقريباً، و سمعت دوماً أنّ هذا يعني أنّني سأحصل على بعض المال، و هذا ما دفعني إلى سحب اليانصيب منذ ذلك الحين، و استيقظت يوم الأربعاء على اتصال من صديقتي المفضلة، تخبرني أنّ شخصاً ما اشترى تذكرة رابحة" و تضيف مازحة "لم أعدْ أشعر بالحكّة في يدي، إنّها تتعرّق فقط الآن، لا أستطيع أنْ أصدّق أنّني فزتُ بالجائزة"!.

للبحث تتمّة...
__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:29 PM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke