Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الادبي > نبض الشعر > مثبت خاص بفؤاد زاديكه > خاص بمقالات و خواطر و قصص فؤاد زاديكه

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 29-08-2015, 10:02 AM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 47,017
افتراضي شرُّ البليّةِ ما يُضحِك 3 بقلم: فؤاد زاديكه

شرُّ البليّةِ ما يُضحِك
3
(من مقالاتي القديم)
بقلم: فؤاد زاديكه
هل يحسّ بما يمكن أن تسمّيه الجريدة أو المرسوم الأسدي ب" إلغاء قوانين الفصل العنصري" مَن كان بيده السوط الذي ينهش أجساد مواطنيه و خصومه السياسيين و يمنعهم من التعبير عن آرائهم و عن ممارسات حرياتهم, و هو يعيش و يمارس عنصريّة أشدّ و إجراماً أعنف و ظلماً أقسى, بل و قذارة ليس لها مثيل في تاريخ الطغاة و البرابرة؟ كيف له أن يعبّر عن مثل هذه المشاعر أو يسمح لنفسه حتّى أن يشعر بالرضى عن مثل هذا الموقف المنافق و المتناقض مع الواقع السوري جملة و تفصيلاً؟ كان يتوجّب عليه أولاً أن يلغي طائفيته و عنصريّته و فساد نظامه قبل أن يفعل مثل هذا الأمر. ثمّ كيف يمكن لرجل كحافظ أسد أن يتكلم عن "الانتخاب" و عن "حرية الانتخاب" أو عن الحق و العدالة الاجتماعية و الإنسانيّة و هو المزوّر لصناديق الانتخاب و الذي يقلب صورة الواقع و يغلفه بالكذب و النفاق و ما إلى ذلك؟
إنّه لأمرٌ مخجلٌ فعلاً و معيبٌ و ممقوت و غير أخلاقي البتة هذا الذي يفعله حافظ أسد في سورية اليوم (1994) و منذ أن سيطر على الحكم بقوة السلاح و بالعنف, لأن من يعيش واقع التزوير الكبير للإنتخابات في سورية يستوعب و يدرك جيّداً ماذا يعني مفهوم الانتخابات الحرّة دون تدخّل رجال مخابراته و أجهزته القمعية حيث يجبرون المواطنين على التصويت بنعم أو يقومون بفتح الصناديق الانتخابية في قاعات مغلقة و إعطاء نسب خياليّة عن نتائج العمليات الانتخابية و في كلّ مرة, أو ببساطة أن تُضاف بطاقات اقتراع (انتخاب) موقّع عليها بنعم للقائد الأسد. إنّ جميع هذه الأساليب الخبيثة و الشيطانية و الألاعيب باتت مكشوفة و معروفة للقاصي و للداني, و صار المواطن السوري الواعي يفهمها و يكشفها بكلّ بساطة, بل و حتّى البسطاء من الناس.
رحمَ اللهُ أيام البرلمانات و رحم الله الزمن الذي كانت تتردّد فيه عبارات مثل "سوريّة حريّة" و "سورية سويسرة" إنها كانت فترة من أفضل فترات الحياة السياسية المستقرّة في سورية إذ كان التنافس يجري على قدم و ساق بين المرشحين و المتنافسين, و إن كانت هناك بعض الخروقات البسيطة و منها شراء الأصوات مثلا إلاّ أن ذلك كان يسير بروح ديمقراطية سلسة دون أيّة تعقيدات أو انتهاكات صارخة و بدون أيّ تزوير كالذي يفعله نظام حافظ أسد هذا.
هل يُعقل أن يكون حافظ أسد أصدر مثل هذا المرسوم و هو في حالة يقظة؟ أم أنه يحاول و كعادته اللعب بالورقة التي يظنها رابحةً؟ إنّ اللعب هذه المرّة و على طريقة كريستوفر و رابين و بمضرب كلينتون لن يكون مربحاً بل هو خطيرٌ خَطِر. فبعد التوقيع على معاهدة الإستسلام أين سيذهب غضب الشّعب؟ و هل سيستطيع هذه المرّة أيضاً أن يمتصّ هذا الغضب و هو عظيمٌ عظيم؟ ثمّ إلى متى سيحاول أن يعصب عينيه متجاهلاً غضب الشعب السوري المنهك و المحطّم؟ إنّ مشاعره تتحرّك لكي يصدر مثل هذا المرسوم القاضي بالاعتراف بشرعية النظام الديمقراطي الذي تحقّق عن طريق الانتخاب الديمقراطي و الحرّ و النزيه و الشفّاف في جمهورية جنوب أفريقيا, أمّا نظامه فهو يعرف جيّداً كيف وصلَ إلى الحكم و سيطر على السلطة و يعرف العالم كلّه أنّه أطاح بالقيادة السابقة عن طريق انقلاب عسكري جبان و خائن و هي الحكومة الشرعيّة مستبدّاً بالشّعب و مجهضاً كلّ شعور له بالحرية و كلّ دعوة إلى الديمقراطية أو المطالبة بانتخابات حرّة نزيهة و شفّافة تظهر ما إذا كان لهذا النظام شعبيّة حقيقية فعلية على أرض الواقع أم لا.
إنّ الذي يقوم به و يمارسه جلاوذة السلطة البعثية الحاكمة و قيادتها و التي نبذها الشعب السوري المكافح سيكون بالتأكيد هو المؤشر لسقوط هذا النظام و لقرب نهايته, فالظلم له صولة و جولة و لن يستمر و لن يدوم و خاصة هذا النظام لأنّ الورقة التي يلعب بها النظام الدكتاتوري الأسدي لن تكون ورقة رابحة في مسعىً لغسل أدمغة السوريين و للتلاعب الجنوني بلقمة عيشهم و امتصاص نقمة هذا الشعب الباسل و المناضل و المضحي و هي إعلانه العداء لإسرائيل و ادّعاؤه المقاومة الكاذبة لكي يبقى على كرسيّ حكمه متاجراً كغيره بمصير الشعب الفلسطيني و بقضيته التي صارت سبحة لكلّ ضارب نغم في القوميّة و في مزاعم الدفاع عن هذا الشعب الذي كان سبب هجرته و تشرّده و كلّ متاعبه هم الحكّام العرب الخونة و منهم حافظ أسد. لم يعد الكلام عن التحرير مقبولا و لا محترما لأنه أكبر كذبة عاشها العرب و يعيشونها فيما يحيك الحكام العرب خيوط لعبتها من أجل مصالحهم. و أكبر دليل على كذب هذا النظام قول زعيمه "إنّ ما أخذ بالقوة لا يستردّ إلاّ بالقوّة" فلماذا كانت المفاوضات و التفاوض مع إسرائيل على استرجاع بعض الأراضي المحتلة من قبلها؟ أليس هذا كذباً فاضحاً و ضحكاً على العقول؟ النظام يفاوض الإسرائيليين فيعطوه بعض الأراضي ثم يقول إننا حرّرنا هذه الأراضي. يا لهول هذا الكذب الممسوخ و الفاضح. لقد أعيدت القنيطرة بالمفاوضات و بالتوقيع على اتفاق السلم و الاستسلام من خلال الاعتراف غير العلني بإسرائيل كدولة و كواقع. إنّهم حرّروا القنيطرة ه يا لها من ضحكة صارخة إلى العمق, إنها مأساة هذا النظام المنافق و المرائي و الكاذب. قد تكون لعبة السياسة دهاءًا و شطارة كما يقال, لكنها ليست كذلك عندما تندرج تحت مسمّى و حقيقة الضحك على النفس قبل الضحك على الآخرين.
يتبع....
__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:13 AM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke