Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الادبي > نبض الشعر > مثبت خاص بفؤاد زاديكه > خاص بمقالات و خواطر و قصص فؤاد زاديكه

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 27-08-2014, 03:40 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 47,029
افتراضي مَنِ المنتصرُ في حرب الخمسين يوماً على غزة؟ بقلم: فؤاد زاديكه

مَنِ المنتصرُ في حرب الخمسين يوماً على غزة؟

بقلم: فؤاد زاديكه


يسري منذ يوم البارحة الثلاثاء المصادف 26/8/2014 مفعول اتفاق الهدنة "الدائمة" التي وقّعتها إسرائيل و الفصائل الفلسطينية المسلحة، بدعم و مباركة الوسيط المصري، و منذ البارحة أيضا تصدر التصريحات من كلا الجانبين الإسرائيلي و الفلسطيني على أنه المنتصر في هذه المعركة التي استمرّت قرابة الخمسين يوماً، أسمت إسرائيل عمليتها العسكرية الجوية و البحرية و البرّية ضد قطاع غزة و فصائل حماس و غيرها من التنظيمات المتشددة و الإرهابية باسم (الجُرف الصامد) و هي تسمية يهودية لمناسبة تاريخية لدى الشعب اليهودي، و من الجهة الثانية أسمت حماس عمليات إطلاق الصواريخ و الهاون على إسرائيل باسم (العصف المأكول) و هي الأخرى تسمية إسلاميّة و الغاية من هاتين التسميتين هي إدخال الرعب في قلب الآخر، كحرب نفسية لا أكثر و لا أقلّ.

متى كنّا صادقين في حكمنا على موقف الطرفين الذي يزعم كلٌّ منهما انتصاره على الجانب الآخر، فإننا نستطيع القول و بيقين تام بأنّ النصر الحقيقي و الصحيح هو للمدنيين من الطرفين، الذين ذهبوا و كانوا سيذهبون ضحية هذا الجنون العسكري، الذي لا يعرف الرحمة، فلا الآلة العسكرية الإسرائيلية و طغيان جبروتها و لا صواريخ القسّام العشوائية كانت المنتصرة بمعارك الخمسين يوماً هذه، لأنّ الانتصار في الحرب أو المعركة عسكرياً، يقابله خسارة و هزيمة أخلاقية. إنّ الحروب غير قانونيّة و غير إنسانيّة و غير عادلة، و هي لا تجلب سوى الموت و الدمار و الخراب و لا تُخَلّف غير الحزن و اللوعة و الوجع.

بالنسبة للعرب معروفٌ عنهم هذا، فهم خاضوا غمار حروب كثيرة ضد إسرائيل و في كلّ مرّة يقولون أنهم انتصروا على الرغم من الويلات التي لقوها و أعداد القتلى و الجرحى و الأسرى و فقدان المزيد و المزيد من الأراضي لصالح إسرائيل، إنّ هذه النغمة معروفة لدينا جيداً منذ أحداث ال 48 و لغاية اليوم، فلا غرابة في زعم حماس بأنها المنتصرة في هذه الحرب، أما بالنسبة لإسرائيل فإنها دولة مؤسسات و كلّ مسؤول عن خطأ تتمّ محاكمته و محاسبته، مهما كانت رتبته أو منصبه فالقانون هو الذي يأخذ مجراه في إسرائيل بعكس كلّ الدول العربيّة التي يحكمها حاكم أو طغمة من ال
متحكمين و هم دوماً فوق القانون، فمن يمكن له أن يحاسبهم؟ و كيف؟ و بأية آلية و حاميها حراميها و حاكمها قاضيها؟

متى ظهرت خلافات بين أطراف الائتلاف الحكومي الاسرائيلي، بسبب وجهات نظر مختلفة حول الحرب و تقييم نتائجها، فهذا أمرٌ صحيّ، لا يفهمه العرب لأنهم لا يمارسون العمل الديمقراطي و لا يفهمونه، يرون بهذا الخلاف الاسرائيلي نصراً لهم في غزة، بينما في واقع الأمر أنه تقييم دقيق و موضوعي من قبل أصحاب الخبرة و المعرفة من أجل تبيان الأخطاء و الإخفاقات لدرسها و وضع استراتيجية جديدة تتجاوز هذه الأخطاء لما قد يأتي في المستقبل. يريد العرب إظهار هذا التباين في وجهات نظر الأطراف المشاركة في الحكومة الاسرائيلية على أنه دليل لفشل هذه الحكومة و هم يدركون تماماً أن أسباب هذا الخلاف كانت في وجوب استمرار الحرب و هو ما كان يريده اليمين الاسرائيلي المتطرف، و موقف الرغبة في التهدئة و كان من مؤيديه رئيس الحكومة نتنياهو. كالعادة يفكر العرب بالأمور و يفهمونها كما يريدون لها أن تكون و هم يضحكون بهذا على أنفسهم من حيث لا يدرون.

و الآن تعالوا لندرس بنود هذا الاتفاق على التهدئة و نحلّل نتائجه لنعرف من هو المنتصر في هذه الحرب و من هوَ الخاسر، بتحليل موضوعي و عقلاني و منطقي بعيداً عن الهوبرة الكلامية و المشاعر الجيّاشة و الفذلكة غير المجدية.

1_ يتضمن الاتفاق وقفا لإطلاق النار. و هذا ما تريده إسرائيل و تسعى إليه فهي تبحث عن الأمن و الأمان و السلام و ها هو يتحقق لها اليوم بهذا الاتفاق كما تحقق لها في جنوب لبنان و في اتفاقية السلام مع كل من مصر و الأردن، فمتى أصبح هدوء تام على الحدود مع غزة، لن يفيد حماس الملايين من صواريخها، لأنها ستبقى صامتة بموجب هذا الاتفاق و ربما إلى الأبد. إذاً هذا كان مطلباً إسرائيليا تمّ تطبيقه و الالتزام به و قد تحقّق. و ربما تحتاج حماس لهذه الصواريخ لتستخدمها ضد مصر و نظامها الجديد الذي عزل محمد مرسي الإخونجي عن الرئاسة، و كما نعلم فإن حماس دعمت و تدعم العناصر الإرهابية المتطرفة و الحركات الإسلامية الأصولية في سيناء و التي قتلت من الجنود المصريين أعداداً غير قليلة. إنّ مشاعر حماس عدائية باتجاه مصر كما هي باتجاه إسرائيل و ربّما أكثر.

2_ فتح المعابر والسماح بإدخال المساعدات بما يحقق متطلبات إعادة الإعمار. انظروا جيدا كلمة المعابر، فلم يتضمن الاتفاق فتح جميع المعابر كما كانت و لا تزال تدعو له حماس، أي تمّت إضافة بعض المعابر و هي لن تكون بإشراف مباشر من حماس بل من السلطة الفلسطينية و التي هي الشريك لإسرائيل في مباحثات الحلّ النهائي، فهذا المطلب أيضا لم يحقق لحماس النصر، و هو لصالح إسرائيل.

3_ الاتفاق على زيادة مساحة الصيد على سواحل القطاع الى6 أميال بحرية. قد يكون هذا هو المكسب الوحيد لحماس من هذا الاتفاق، لكن هذه المساحة من الصيد المسموح بها لن تكون بعيدة عن أعين الرقيب الإسرائيلي، الذي سبق و أن أوقف سفناً كثيرة كانت تنقل السلاح و العتاد و الذخيرة لحماس في غزة.

4_ يتضمن الاتفاق عودة الطرفين الى طاولة التفاوض بعد شهر من تاريخه لمناقشة القضايا المعقدة الأخرى، مثل مطلب الفلسطينيين ببناء مطار، وميناء بحري في غزة. هذه المفاوضات التي من المقرر أن تتبع الاتفاق، لا أحد يعلم كم ستطول مدتها و لا إلى ماذا ستنتهي إليه، و بخصوص المطار و الميناء المقرران فلن تتم الموافقة عليهما إلاّ بالشروط الإسرائيلية و التي ستراها إسرائيل على ألاّ تمسّ أمنها بخطر و لا مواطنيها بأذى, لأنّ أمن و سلامة المواطن الإسرائيلي هو في غاية الأهمية من وجهة نظر إسرائيل بعكس حماس التي لا يهمها أن تضحي بكل الشعب الفلسطيني من أجل مديح يُكال لها أو تهليل فارغ من أي معنى.

5_ في الوقت نفسه حصلت مصر واسرائيل على ضمانات بعدم ادخال اسلحة الى القطاع. هذا البند يعني إنهاء قدرة حماس العسكرية، و عدم السماح لها ب
استيراد أي قطع غيار أو سلاح و قد تكتفي حماس بقدرتها الذاتية على صنع أسلحتها، لكني أرى هنا أنه سيتم منع إدخال أية مواد يمكن أن تتم الاستفادة منها في مجال السلاح و التسلّح، و هذا البند هو الآخر لصالح إسرائيل كلية. و بالمختصر فهو نزع سلاح حماس بتغيير لفظي غير مباشر.

6_ أما معبر رفح فسيتم فتحه من قبل مصر لأعمال و مساعدات إنسانية و ليس عسكرية و بالتأكيد لن تسمح مصر بأي خرق لبنود هذا الاتفاق لأنه سيهدد أمنها القومي. هذا أيضا ليس لصالح حماس و يمكن أن يكون لصالح المواطن الفلسطيني العادي أكثر منه لحماس.

7_ ستتولى السلطة الفلسطينية إدارة حدود القطاع مع إسرائيل و هذا البند أيضا لن يكون لصالح حماس، فقد يؤدي أي خرق للاتفاق إلى صدام و قتال بين حماس و السلطة و هذا ما تريده إسرائيل و تسعى إليه.

مع شرح بنود هذا الاتفاق الذي أوصل إلى هدنة طويلة الأمد، هل يمكن لحماس أن تقول بأنها انتصرت أو كسرت العزيمة الإسرائيلية؟ إنّه تسويق لتبرير الفشل و الهزيمة و هو محاولة حماس و الفصائل الأخرى المشاركة معها
الهروب من مسؤوليتهم عن كلّ هذا الدمار و الخراب الحاصل في البنية التحتية الغزاوية و في الأبنية و المساكن و المشافي و غيرها، و عن ال 2400 قتيلا و أكثر من 10000 جريحا ما عدا الأزمات النفسية و الإنسانية التي سيعاني منها أطفال و شباب غزة لأجيال طويلة. إنّ حماس لا تكترث بمصير شعبها و لا تضع له أي اعتبار و لا يهمها لو سقط عشرات الآلاف من الفلسطينيين في هذه الحرب بقدر ما يهمها أن تظهر للعالم بأن لديها بعض الصواريخ العبثية و المهم أن تحقق نصرا معنويا برؤية سياسية. مصير شعبها لا يهمها و لا تفكر بما يمكن أن يجلبه سلوكها الطائش من ويلات و من مصائب لهذا الشعب المسكين و المذبوح من الإسرائيليين و من حماس معاً..

"رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يقول إن إسرائيل لن تقبل بهدنة دائمة مع الفلسطينيين الا اذا تم تلبية احتياجاتها الامنية بوضوح" و قد تمّ لهُ ما أراد فها هي الهدنة الدائمة تم الاتفاق عليها من قبل حماس و إسرائيل التي طالبت بها و فرضتها على المفاوض الفلسطيني,
و بالنهاية فلتقل حماس ما تريد فكلّ ما تقوله ليس إلاّ من أجل الدعاية الإعلامية و هو بروباغندة واضحة، فبنود الاتفاق بمعظمها جاءت لمصلحة إسرائيل و لم يتحقق من مطال
ب حماس غير أقلّ القليل، فأين يبقى نصرُ حماس؟ و هل سيكون هو الآخر نصرا إلهياً كالنصر المزعوم لحزب الله على إسرائيل في حرب تموز؟ إنهم عرب و ليس غريبا عليهم الدجل و النفاق و الكذب، كلّ وسائل الإعلام العربية تتحدّث عن نصر لحماس و هي تعلم أنها تكذب لكنها تريد الحفاظ على التوجه القومجي خوفا من استهدافهم من قبل هؤلاء الغوغائيين، إن الإعلام العربي هو الآخر إعلام منافق و غير محايد و ليست له مصداقية محترمة لأنه يسير بأمر أشخاص و جهات لها أجندة معينة تسترزق من خلالها مما تفيض به جيوب البعض عليها.
__________________
fouad.hanna@online.de


التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 28-08-2014 الساعة 06:49 AM
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:10 AM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke