Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الثقافي > المنبر الحر ومنبر الأقليات

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 24-07-2006, 09:06 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 45,566
افتراضي أوراق باتتْ مكشوفة!1 بقلم: فؤاد زاديكه

أوراق باتتْ مكشوفة!1



ممّا لاشك فيه أن الحرب التي شنّتها إسرائيل على لبنان بتاريخ الثاني عشر من هذا الشهر, بذريعة خطف جنديين إسرائيليّين من قبل عناصر حزب الله في جنوب لبنان, لم تكن عادلة أو صحيحة مهما كانت الدوافع المساقة لها بما حملته من تدمير وتخريب للبنى التحتيّة وقتل الأبرياء وقصف الأماكن التي من المفروض أن تظل بعيدة عن الأعمال العسكرية. كما أن حزب الله أخطأ التوقيت وقد جنى على نفسه ممّا سيعزله عن الدور الفاعل في الحياة العسكرية والسياسية في لبنان وهو ما كان عليه قبل هذا التاريخ من حيث تحكمه في القرار السياسي بدعوى امتلاكه لترسانة عسكرية مدّته بها كل من إيران وسوريا من أجل مقاومة إسرائيل وربما للقضاء عليها كما يبدو من تصريحات الرئيس الإيراني أحمدي نجاد غير المسئولة والتي تكررت لأكثر من مرة في دعوته لرمي إسرائيل في البحر أو القضاء عليها أو حان الوقت لأن تحمل حقائبها وترحل وكان في كل هذه التصريحات يستمد قوة من حزب الله ومن اعتقاده بأن ما زوّده بها من أسلحة متطورة وكثيرة قد تحقق له هذا الحلم وهو الآخر لم يفقه من أمور السياسة أو ما يجري في العالم من تطورات أي درس ولم يتعظ من درس خصم دولته اللدود صدام حسين و ما آل إليه من مصير الجرذان!
إنّ هذه التصريحات المبنيّة على قربة فارغة من شحنة المشاعر واللعب على أوتار العاطفة لن تجدي بل هي تثير المخاوف أكثر من دول الجوار لإيران من زيادة نفوذها في المنطقة من خلال ما تقوم به من دور في تأجيج الأوضاع الميدانية في العراق و ما تقوم به من لجم أية محاولة لوقف النزف الفلسطيني في غزة وغيرها ومن ثم بالنهاية إلى لبنان البلد الضعيف الذي رأت فيه ساحة مناسبة لمحاولة تنفيذ مخطط الهيمنة الفارسية على الخليج وغيره من دول المنطقة في مساع حميمة لم تجلب لها إلى الوقت الحاضر سوى المزيد من التأليب عليها وكذلك العزلة شبه التامة ويبدو واضحا من المصير الذي آل إليه حزب الله صنيعة إيران في لبنان كيف أنه وبهزيمته هذه قد تمّ بشكل غير مباشر وقف نفوذ هذا المدّ الأخطبوطي في المنطقة والراغب في تأجيج الصراعات هنا وهناك بقصد الهيمنة وإثارة البلبلة والقلاقل, و كل ذلك لأهداف استراتيجية بعيدة المدى هدفها السيطرة الإيرانيّة على المنطقة.
إن هذه الحرب هي حرب إيرانية من جهة وإسرائيلية من جهة أخرى وهزيمة حزب الله من هذه الحرب سيكون هزيمة لساسة إيران في المنطقة عموما وفي لبنان خصوصا وخاصة أن أهم دولتين في المنطقة وهما ذات ثقل سياسي كبير السعودية ومصر أقرتا من حيث المبدأ بوجوب إنهاء هذه الحرب بهزيمة منكرة لإيران وحلفائها وبدأت في المساعي الأخيرة محاولات عزل تام لإيران وتشكيل حلف أو جبهة من عدة دول لمقاومة هذا النفوذ الإيراني وكان مجرد التعرض لحزب الله بأي نقد في لبنان يعتبر بمثابة الكفر والإلحاد فإننا نرى أن تصريحات التشديد الأولية التي كان أطلقها نصر الله ليس فقط تراجعت بل هي ذابت بعدما تم قصم ظهر قوته العسكرية.
كانت محاولات إسرائيل لضرب العمق الإستراتيجي للمواقع اللبنانية المحاذية للحدود السورية وقطع خطوط الإمداد البري وغيره يهدف إلى وقف وصول السلاح من إيران إلى حزب الله عن طريق سوريا وقد نجحت إسرائيل بشكل واضح في ذلك واستطاعت الحد من وصول الإمدادات العسكرية كما كان مخططا له ومؤملا إذ أن أغلب خطوط المواصلات تمّ ضربها وتدميرها أو إعطابها. وتدري إسرائيل وأمريكا التي أعطتها ولا تزال تعطيها الضوء الأخضر للقيام بهذا العمل العسكري والاستمرار به بأن القضاء على حزب الله هو قضاء على النفوذ الإيراني والوقف من حدة التدخل المخابراتي السوري في لبنان, و بهذا ستكون نهاية النفوذ الإيراني في لبنان ومن ثم المنطقة في طريق , لأنه يشكل خطورة جسيمة على وجود إسرائيل برأيها, لذا فهي ساعدت إسرائيل وأمدتها بالأسلحة المتطورة والقنابل الذكية لكي تتمكن من تدمير الآلة العسكرية لحزب الله بشكل لا تقوم له قائمة بعد ذلك. وبهذا ترتاح من جهة تأمين حدود إسرائيل الشمالية لكي تتفرّغ إسرائيل لموضوع الفلسطينيّين في غزة وغيرها من المدن الفلسطينية الأخرى التي تتسبب في مشاكل أمنية لإسرائيل.
إن خوض غمار أي نقاش سياسي أو التحدث فيه قد لا يروق لهذه السلطة أو تلك الفئة وتراه من باب الخيانة وما على ذلك من أوتار باتت معروفة ومكشوفة لدى الجميع يمارس الحكام عليها عزفهم لإسكات الأصوات وقمع الحريات. ونحن لو سكتنا وغيرنا فإن المشكل لن يزول والعقدة لن تحلّ, وأرى أنه من التعقّل والمنطق أن تترك فسحة من الحريات للناس والمواطنين لكي يعبروا عن همومهم وآرائهم بعيدا عن سيف التسلط والترهيب والإكراه. وهذا باعتقادي سيفيد الحكومات ولن يضرّها لأنها ستدرك مواطن ضعفها وتسعى إلى تجاوزها والتغلب عليها هذا متى كانت لها إرادة و رغبة في ذلك!
إن سلطة حزب الله كانت صارت في لبنان سلطة ترهيب وضغط و إكراه, ولم يكن بامكان أية حكومة أن تتخذ قرارا دون موافقة هذه السلطة القوية ضمن الدولة الضعيفة وكان دائما يلوح بالحرب الأهلية فيما تتسلح – وكما رأينا من الحرب الحالية – بأسلحة ليس بمقدور الجيش اللبناني الاقتراب منها أو طلب ما يمكن أن يسمى نزع هذا السلاح أو إخراجه من المعادلة السياسيّة في البلد.
أعتقد أنه وبعد الثاني عشر من هذا الشهر ستظهر مستجدات على الساحة الدولية واللبنانية تغيّر المعادلات التي كانت قائمة قبل هذا التاريخ تغييرا جذرياً, فكما كانت فكرة التعرض لسلاح حزب الله أو لفكرة بسط سيطرة الدولة اللبنانية على أراضيها محفوفاً بالمخاطر ويعتبر نوعا من الخيانة (بمفهوم حزب الله) بات الآن من الممكن القول أن من لا يقبل بفكرة بسط شرعية الدولة ونزع سلاح حزب الله تكون من الأفكار التي لا يجب القبول بها بعد اليوم. فقد بات حزب الله يشكل خطرا جديا على أمن البلاد وبدا ذلك واضحا من خلال ما تسبب به من دمار وقتل وخراب للبلد كان كارثة بكل المقاييس, من جرّاء تصرف بهلواني استعراضي أراد من خلاله عرض عضلاته فأساء استخدام التوقيت وحفر قبره بيده.
وليسمح لي القارئ الكريم أن أعرض لمجمل وقائع ونتائج قد تؤول إليها المرحلة القادمة, أو أن أستعرض من خلال العرض فقط دون شروح لما قد تسفر عنه هذه الغمامة و ما كان من أسبابها ومخاطرها على جميع الأطراف المشاركة سواء بشكل مباشر أو غير مباشر:

· كانت إسرائيل تبحث عن عذر وتقتنص الفرص مخططة في سعي محموم إلى خلق مثل هذه المبررات لتقوم بتعدياتها على لبنان بقصد الضغط على حزب الله وإيران وسوريا. و كان من الجهالة أن يوفّر حزب الله لإسرائيل تلك الذريعة. ولرب قائل يقول بأن إسرائيل لم تكن بحاجة إلى مثل تلك الذريعة لتقوم باعتدائها الوحشي على لبنان, ولهذا نقول قد يكون ذلك صحيحا لكنها (أي إسرائيل) لم تكن لتلقى الضوء الأخضر من أمريكا والسكوت من العالم العربي والدولي على ذلك, ولكان الأمر مختلفا تماما فالكل اعتبر أن حزب الله كان المعتدي وأنه اخترق الخط الأزرق وأنه قام بمبادرة الهجوم على الجيش الإسرائيلي قتل من قتل وأسر الجنديين اللذين أثار أسرهما كل هذه الموجة من الغضب الإسرائيلي والدولي على حدّ سواء.
· قالت إيران قبل نشوب الحرب في معرض ردّها على المقترحات الأوروبية بشأن الحوافز المقترحة لوقف برنامجها العسكري النووي, فحاولت " بعد مماطلات دامت فترة استطاعت أن تهيئ حزب الله لهذا الوضع" الرد بهذا التصعيد لتقول لأمريكا والغرب أن لدي أسلحة ضغط كثيرة أستطيع استخدامها وها أنتم ترون اليوم حزب الله في لبنان وغدا غيره في العراق وآخر في غزة. وكان هذا الرد بتسخين الجبهة الشمالية الإسرائيلية ظنا منها بأن ردّ الفعل الإسرائيلي سيكون كسابقاته من ردود الفعل البسيطة والمحدودة وقد غاب عن بال القيادة الإيرانية أن ملف مقتل الحريري ومساعي إنشاء المحكمة الدولية لمحاكمة مرتكبي هذه الجريمة تسير على أمام وأن الخيوط الأولى قد بدأت بالظهور, كما أن تهديدات أحمدي نجاد غير الواقعية بخصوص إسرائيل أعطاها دفعا قويا من الرأي العام الأوروبي والعالمي وحتى العربي الذي بات يخاف من امتداد مساحة النفوذ الإيراني إلى ما هو أبعد من لبنان و العراق وغزة. استطاعت إسرائيل أن تسخّر هذه الدعاية لصالحها إلى أقصى الحدود على غرار ما فعلته أيام تصريحات أحمد الشقيري رئيس منظمة التحرير الفلسطينية الأسبق الذي دعا على رمي إسرائيل في البحر. إن العرب والمسلمين يتعاملون مع أحداث العالم بإقفال منابع العقل وتشغيل مراوح العاطفة والضرب على المشاعر التي لا تفيد في شيء.
· أرادت إسرائيل أن تختبر أسلحتها الجديدة وأن تعرف ما لدى الطرف الآخر من أسلحة متطورة يكون قد حصل عليها أو طوّرها منذ الحرب الأخيرة بين العرب وإسرائيل في عام 1973. وبالتأكيد استفادت إسرائيل من ذلك كثيرا بدليل قناعتها من أن جدوى المنظومة الصاروخية من طراز باتريوت لم تعد ذات فاعلية وهذا ما أثبتته مقدرة صواريخ حزب الله التي اخترقت مجال دفاعها وضربت حيفا ومدن أخرى على الرغم من انتشار هذه المنظومة حول تلك المدن. بهذه العملية استطاعت إسرائيل اكتشاف الثغرات الموجودة في منظومة تسليحها, وهي ستعمل بكل تأكيد على تلافي تلك الثغرات والتعويض عنها بأسلحة أخرى أكثر تطورا وقد رأينا الدفعة السريعة من القنابل الذكية التي وصلت إسرائيل خلال أيام قليلة, وأرى في هذا إضعاف للموقف العربي وخاصة السوري والإيراني الذي يعتبر نفسه في حالة حرب مع إسرائيل. وقد تكتشف إسرائيل من خلال التجربة العملية أن لدى سورية أسلحة جديدة ومتطورة وهذا ربما كان من قبيل التخمين وإذ به يصير واقعا مكشوفاً ومحسوساً. وبنظري فإن سوريا قد خسرت جانب عنصر المفاجأة الذي كان من الممكن أن تجابه به إسرائيل متى اندلعت حرب بين الطرفين.
· ظاهرة انقسام الصف العربي أكثر من أي وقت مضى حتى أن أصواتا عربية ارتفعت تندد بحزب الله وتصرفاته غير المعقولة والتي أدخلت المنطقة إلى فوهة بندقية ضيقة يمكن أن تتسع رقعتها لتشمل دول إقليمية أخرى. و بروز الموقف السعودي المنتقد هذه المرة بشكل صريح و واضح والآن يطالب بوجوب بسط سيطرة الدولة اللبنانية على كامل أراضيها وهذا ما لم يكن مسموحا قوله قبل الثاني عشر من هذا الشهر يضاف إليه موقف كل من مصر والأردن وبعض الدول الخليجية الأخرى التي باتت تخشى من محاولة الهيمنة الإيرانية على المنطقة. إذن فإن الضغط العربي السياسي أضيف إلى الضغط الدولي ليشكّل عبئاً جديدا آخر على كل من إيران و سوريا.
· ظهور المقاومة بمظهر المعتدي هذه المرّة وهذه سابقة خطيرة كانت المقاومة وفي كل عملياتها السابقة تنال موافقة وتغطية سياسية لما تقوم به وهذا يشكل بدوره أيضا انتكاسة سياسية وصفعة قوية لحزب الله. كما صرح كوفي عنان الأمين العام للأمم المتحدة وخافير سولانا المنسق الأوروبي للناتو وغيره من المسئولين العالميين وهذا ما رتّب ضغوطا إضافية على شرعية عمل المقاومة في محاولة لسحب بساط هذه الشرعية من تحت أقدامها وأنا لا أراه بعيد التحقيق بعد كل الذي جرى.
· تدمير البنية التحتيّة اللبنانيّة وبذلك سيتأخر النمو في لبنان على مختلف الأصعدة, وربما تراجعه لسنوات طويلة كثيرة.
· توقّف الموسم السياحي الذي كان يعوّل لبنان عليه آمالا عريضة في تحسين اقتصاده ودخول الكثير من العملة الأجنبية إلى أراضيه مع تنشيط الناحية الاقتصادية من خلال ذلك, وقد صار كلّ هذا في خبر كان.

يتبع...

التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 11-02-2007 الساعة 01:31 PM
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:17 AM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke