Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الأزخيني > ازخ تركيا > من تاريخ البلدة

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 17-10-2021, 09:18 AM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 45,567
افتراضي الكنائس و الأديرة في آزخ بقلم/ فؤاد زاديكى

من مخطوطي (آزِخ فخر هَلازِخ) أتابع اليوم الحديث عن الكنائس و الأديرة الموجودة في بلدة آزخ آمل أن تكون بذلك فائدة روحية و تاريخيّة إذ أنّ أكثر تاريخنا صار إلى يد التّلف و الضّياع, و اليوم أتناول بالحديث دير مار كوركيس
4. دير مار گورگيس (مار جيورجيوس)
يقع هذا الدّير في الشرق من مدينة آزخ. ويشتهر ببئره (بير مار گورگيس) و قد تسمّى الدّير على اسم القديس مار جيورجيوس (مار جرجس) الذي له منزلة كبيرة لدى الكلدان و الكاثوليك و قرأنا عن سيرة حياته : "أنّه ولد في سنة (236) م في مدينة (اللد) بولاية كبادوكية بفلسطين لهذا يُقال له أحيانًا مار گورگيس الكبادوكي و الكلمة يونانيّة تعني العربي أو الفلّاح الذي يعمل في الأرض, كان أبواهُ مسيحيين تقيّين، فوالده الأمير أنسطاسيوس حاكم ملاطية التي كانت تقع في شرق كبادوكية بآسيا الصغرى و أمه ثيؤبستى ابنة ديونيسيوس حاكم اللد وكانت له أختان إحداهما كاسيا والثانية مدرونة، أمّا جدّه الأمير يوحنا فكان حاكمًا لبلدة كبادوكية[1][1]، وكانت أسرة القديس مسيحيّة أبًا عن جدّ واسعة الثراء والمكانة والنفوذ و كان والد القديس مار گورگيس مؤمنًا بالسّيد المسيح، و قد اشتهر بالصّلاح والعدل، يحكم البلاد بمخافة الله، فلما رزقه الله بابنه گورگيس أحسن تربيته على مقتضى الآداب و الأخلاق المسيحية المستقيمة و لقّنه العلوم الكنسية و اللاهوتية، كما لقّنه العلوم والآداب و القوانين، فضلاً عن إجادة اللغة اليونانية التي كانت في ذلك العصر هي لغة المدنيّة و الثّقافة و كذلك إجادة الفروسيّة التي كانت مفخرة ذلك الزّمان. قُطع رأسُ والده بعدما علم الوالي بأنّه مسيحيّ, أخذتِ الأمُّ ابنها و ابنتيها و رحلتْ من إقليم الكبادوك الى مدينة ديوسبوليس أحد أقاليم فلسطين حيث كان موطنها الأصليّ و حيث كانت لها فيه أملاك كثيرة. كان القديس مار گورگيس حسن الطلعة ممشوق القوام، ممّا أهّله أن يلتحق بالجيش و كان عمرُه سبعة عشر عامًا، و لما علم الوالي الجديد بشجاعته و فروسيته بعث به إلى الإمبراطور الرومانيّ و بصحبته مائة جندي و أعطاه خطابًا الى الامبراطور يُوصي فيه بترقيتة، فلما رآه الامبراطور و قرأ الرسالة التى معه فرح به جدًّا و منحه لقب أمير وأصبح (الأمير گورگيس)، ورتّب له راتباً شهريًا ضخماً وأعطاه خمسمائة جندي ليكونوا تحت إمرته، كما عيّنه حاكماً لعدّة بلاد لتكون خاضعة لحكمه و قيّد اسمه في ديوان المملكة مع العظماء و أعطاه هدايا كثيرة, و عند انصرافه وهبه حصانًا ضخمًا.
لما بلغ القديس گورگيس من العمر عشرين عامًا تنيّحتْ (انتقلتْ إلى الأخدار السّماويّة) والدته و كان وصل الى درجة فائقة من الشجاعة و أصبحت له شهرةٌ في كلّ مكان، فقرّر الأمير يسطس[2][2] حاكم فلسطين أن يزوّجه ابنته الأميرة، غير أنّه و قبل أن تتمّ مراسيم الزواج تُوُفِيَ الأميرُ ففكّر القديس في أن يتمّم زواجه من الأميرة، ليصبح أميراً على فلسطين بعد أبيها، لكنّ اللهَ كان دبّر له مملكةً من نوعٍ آخر و من نوعٍ أنبل و أجمل ليكون أميراً عليها و هي مملكة الشّهداء, التي ليست في الأرض و إنّما في السماء, توجّه القائد گورگيس يرافقه خادمه سقراط في أمر يخصّ الجندية و لما وصل إليها وجد جموع الحكّام و الشّعب يبخّرون للأصنام و قد تركوا عبادةَ الإله الحقيقيّ الابَ السّماويّ، و اهتمّوا بعبادة الأصنام و تقديم الذّبائح و البخور إلى الأوثان تلك الحجارة الصمّاء. كما أنّ المللك داديانوس[3][3] اجتمع مع تسعةٍ و ستين من الملوك و الرؤساء في دولته بمناسبة عيد أبولون[4] و أصدروا منشورًا ينصّ على هدم جميع الكنائس و طرد جميع الموظّفين المسيحيّين من أعمالهم، و حرق الكتب المقدّسة، و تقديم الذبائح و البخور لآلهة الملك، و كلّ من يرفض الخضوع لأوامر الملك يُعَذَّب عذابًا شديدًا حتى الموت. عندما رأى القديس گورگيس هذا ثار دمُ الشّجاعة و الشّهامة فى عروقه فقام بتمزيق المنشور أمام جنود الملك داديانوس و بسرعة فائقة قبض الجنود على الأمير گورگيس و ساقوه الى الملك مكبّلاً بالقيود الحديديّة، لينالَ عقابَه على ما فعله ضدّ أوامر الملك. صرخ مار گورگيس أمام الإمبراطور وسط ديوانه قائلاً: (إلى متى تصبّون غضبكم على المسيحيين الأبرار و تكرهون الذين عرفوا الأيمان الحقيقي على أن يتبعوا الديانة التي أنتم في شكٍ منها لأنّها باطلة، فإمّا أن تؤمنوا بها أو لا تُقْلِقُوا المتعبّدين للمسيح).
حاول الملك تهدئته عن طريق وزيره و كما وعده بمزيد من الرتب العسكرية إذا جحد مسيحيّته, فرفض العروض الزائلة، وُضِعَ مار جرجس في السّجن وبدأ الإمبراطور يستدرجه عن طريق إغرائه ومحاربته في عفّته وطهارته، فأرسلَ إحدى فتيات القصر الجميلات إلى القديس في السّجن ومكثتْ معه ليلةً كاملةً لعلَّها تستطيع أن تُغريه وتُسقطه معها، ولكنّ القديس عرف كيف يحوّل السجن إلى هيكل طاهر تُرفع فيه الصّلوات والتسابيح ليس فقط لأجلِ نفسه ولكنْ لأجل خلاص نفس هذه المرأة المسكينة .
لم يأتِ الصباح حتى تقدّمت هذه الفتاة إليه بدموعٍ تطلب منه أن يُعَرِّفَها سرَّ حياة الطّهارة والقداسة التي تلامستْ معها في حياته، فأخذ يُبَشِّرُها بيسوع المسيح ينبوع الطهارة. وقالتْ له: " أنا أتيتُ لكَ بسحرِ خلاعتي وأنت جذبتني إليك بسحر طهارتك ".
لما أقبل رجال الإمبراطور في الصباح الباكر لأخذها إلى الوالي إذ بهم يجدون الفتاة الخليعة وقد اكتستْ بالحشمة وهي تُعْلِنُ ندمَها وايمانَها بالسّيّد المسيح.
غضب الامبراطور ممّا حصل فأمر بتعذيبه كثيراً ولمدّة سبع سنوات كاملة من جَلدٍ و ضربٍ و تقطيعِ الأعضاء و نشرِه بالمنشار و عذابات كثيرة أهّلتهُ أن يكون أميراً للشهداء، لكنّ الربَّ كان يشفي كلّ جروحه. احتار الملك في أمره, فأرسل كتابًا إلى أنحاء الإمبراطورية يطلبُ فيه من كلّ ساحر باستطاعته أنْ يُبطِل سحر هذا المسيحيّ يحضر إليه، وله مكافأة عظيمة إذا نجح في مهمته. فتقدّم إليه رجل ساحرٌ اسمه أثناسيوس وقال للملك: " أيّها الملك عِشْ إلى الأبد، ليس هناك شيءٌ لا أستطيع أن أفعله مهما أمرت "، فابتهج الملك جدًّا بالسّاحر أثناسيوس. وطلب الإمبراطور بإحضار جرجس أمامه، فقال داديانوس للقديس ساخرًا له: "اعلمْ يا جرجس أنّ سحرَك الذي أنقذكَ من قبل سوف يُبْطِلُهُ أثناسيوس ".
فنظر القديس إلى السّاحر وقال له: "يا أخي أسرعْ واصنعْ بي ما شئت، لأنّي أرى نعمة الإيمان قريبةً منك". وعلى الفور وضع أثناسيوس مجموعة من العقاقير السامّة القاتلة في كأس من الماء، وقرأ عليها أسماء شياطين وأعطاه للقديس ليشرب، فرسم القديسُ الكأسَ بعلامة الصليب وشرب الكأس فلم يضرّه شيء. فلما انتظر أثناسيوس السّاحر ولم يحدثْ ضررٌ، أمر أن يُقيّد القديس من يديه حتى لا يرشم علامة الصليب على الكأس. وأخذ الكأس مرّة ثانية واستحضر عليه أسماء شياطين أشَرّ من الأولى وأعطاه للقديس لكي يشربَه. فرشم علامة الصليب برأسه على الكأس وهو يردّد قول السيد المسيح: "و إنْ شَرِبوا شيئًا ميتًا لا يَضُرُّهُم" (مر 16: 18)، وشرب الكأس عن آخرها ولم يضرّه شيء، فما كان من أثناسيوس السّاحر إلّا أنْ سجد أمام القديس بدموع قائلاً: "أيّها القديس العظيم حبيب الإله الحقيقي اصنعْ رحمةً وصلِّ لأجلي حتى يترأفَ الله علىيَّ ويرحمني ويقبلني في ملكوته، فإنّه ليس هناك إلهٌ حقيقيٌّ سواه قادرٌ أنْ يُنقذ عبيده مثله، لأنّ نقطةً واحدةً من كأس السُّمّ, الذي شربتَه كافيةٌ أنْ تقتلَ فيلاً في الحال ".
غضب داديانوس جدًّا وأمر جنوده بأنْ يقطعوا رأس الساحر في الحال، فأخذوه إلى ساحة الاستشهاد وهناك قطعوا رأسه بحدّ السّيف، ونال أثناسيوس الساحر إكليلَ الشهادة، حينئذٍ غضب الملك و أمر بوضع القديس في المعصرة حتى تهرّأ لحمه و أصبح جسده عبارةً عن أجزاء متناثرة حتى فارق الحياة، فطرحوه خارج المدينة، أصل والده من ملاطية بتركيا و إلى القديس گورگيس تُنسب قصةُ (أسطورة) قَتْلِ التنيّن كرمز على قتل الوثنيّة و كان استشهاده في سنة (307) م . هو قديس حسب معظم الكنائس الشرقية والغربية و هو واحد من المساعدين المقدسين الأربعة عشرحسب التقاليد الكاثوليكية. يحتفل به يوم 23 أبريل نيسان من كل عام".

[1][1] - كبادوكية:تقع كبادوكيا في شرق هضبة الأناضول، في وسط تركيا المعاصرة. وتتألف تضاريسها من سهل هضبي يرتفع 1000 متر عن سطح البحر، تتخلله قمم بركانية، وجبل أرجييس، قرب قيصرية وهو أعلى المرتفعات إذ تقع قمّته على ارتفاع 3916 متر. ولا تتضح معالم حدود كبادوكيا بشكل دقيق، خصوصًا نحو الغرب. أما من الجنوب، فإن سلسلة جبال طوروس تشكّل الحدود مع قيليقيا وتفصلها عن البحر الأبيض المتوسط. وإلى الغرب تحد كبادوكيا بإقليمي لايكونيا من الجنوب الغربي وغلاطية من الشمال الغربي. وتفصل سلسلة البحر الأسود الجبلية الساحلية كبادوكيا عن البنطس والبحر الأسود من الشمال، بينما يحدها من الشرق نهر الفرات الأعلى، قبل أن ينعطف إلى الجنوب الشرقي ليصب في بلاد الرافدين والمرتفعات الأرمنية

[2][2] - يسطس: كان يسطس رجلًا مسيحيًا صالحًا فأقنع والدة القديس مار جرجس بأن يربّي جرجس ويلحقه بسلك الجندية، ومكث القديس مار جرجس مع يسطس مدة عشر سنوات تقريبًا أصبح خلالها يسطس بمثابة والد له، وقد وكّل إليه قيادة خمسة آلاف جندي وأشركه معه في حكم فلسطين.

[3][3] - داديانوس: ملك فارسي غير شرعي وكان وثنيًّا له سلطان علي منطقة الكبادوك, هو الذي تولّى عذاب الشّهيد مار كوركيس, كانت زوجته آمنت بالسيد المسيح ونالت إكليل الشهادة بقطع رأسها وهي الملكة (الكسندرة) وتعيّد لها الكنيسة بتاريخ 15 من برمودة بالسنكسار القبطي والذي يذكر أنّها كانت زوجة الملك داديانوس الفارسي, وهناك خلط تاريخي حين يذكر البعض خطأ أنّ الملك الذي أمر بتعذيب هذا القديس كان دقلديانوس, فهذا الأخير لم يكن في عهد القديس مار جرجس إلّا في ثلاث سنوات.

[4] - [4] - أبولو:هي واحدة من الآلهة الأولمبية في اليونان الكلاسيكية و الدين الروماني و اليوناني و الأساطير الرومانية, تمّ التعرّف على ألوهيّة الإغريق الوطنية ، أبولو كإله للرماية ، والموسيقى والرقص ، والحقيقة والنبوة ، والشفاء والأمراض ، والشمس والنور ، والشعر ، وأكثر من ذلك. واحدة من أهمّ مجمع الآلهة اليونانية، وقال إنّه هو ابن زيوس و يتو والأخ التوأم لل أرتميس ، إلهة الصيد. يُنظر إليه على أنّه أجمل إله ومثل للكوروس(إفيبي، أو شاب رياضي بدون لحية)، يعتبر أبولو أكثر اليونانيين من بين جميع الآلهة. يُعرف أبولو في الأساطير الأترورية المتأثرة باليونانية باسم أبولو.


__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:38 AM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke