Arabic keyboard |
#1
|
||||
|
||||
رؤى صحيحة و صحيّة بقلم: فؤاد زاديكه
رؤى صحيحة و صحيّة بقلم: فؤاد زاديكه * إنّ الرّجل، الذي يرفعُ يدَهُ ليضربَ امرأة، لا يملك ذرة نخوة أو شهامة، فأسلوب ضرب المرأة ليس من الرجولة بشيء، و هو دليلٌ أكيد على همجية سافرة و تخلّفٍ أحمق، و كذلك يدلّ على ضعف شخصية من يمارس أسلوباً مُهيناً و منحطّاً كهذا الأسلوب، فالضرب لم يعد مسموحا مع الحيوانات فكيف به حين يتم استخدامه مع إنسان آخر و الإنسان عبارة عن مشاعر و أحاسيس و شعور بالكرامة الانسانية المقدسة بكل الأعراف و القيم و المعتقدات. * لا تزال مجتمعاتنا العربية و المسلمة تزخر بعادات و أفكارٍ و تقاليد سائدة، لا يقبلُ بها عاقلٌ، و من هذه العادات السيئة، عادة أن لا يقوم الرجل بمساعدة زوجته في شؤون البيت كمشاركة في التخفيف مما تعانيه من أعباء تربية الأسرة و طهي الطعام و تنظيف البيت و غسل الثياب و غيره، خاصة عندما تكون هذه المرأة عاملة، و الأنكى من هذا أن هناك من يعتبر مساعدة الرجل لزوجته في بعض الأعمال المنزلية عاراً و هي تتناقض مع الرجولة، أو هي تقلل من قيمة الرجل المعنوية، إن مثل هذه الأفكار لا يمكن اعتبارها سليمة و متحضرّةً و لا ناضجة الوعي لأن الزواج شراكة و تعاون في جميع الظروف و الأحوال، و يمكن لأي طرف من الطرفين أن يعين الآخر و لو ضمن حدود معينة أو نطاق ضيّق، فمسؤوليات البيت و الأسرة لا تقف على طرف دون الطرف الثاني، إنها رحلة مشتركة و يجب أن يتعاون الإثنان معاً في الوصول بسفينة علاقتهما إلى برّ الأمان. * ليست المرأة عبدة للرجل، و ليس الرجل سيدها، إن المرأة مخلوق من لحم و دم و لها مشاعر إنسانية، لا تقل عن مشاعر الرجل، بل هي أكثر حناناً و عطفاً منه. هناك من لا يزال يقرّ بمقولة أن المرأة قد خلقت للبيت و لانجاب الأطفال و تربيتهم، إن مثل هذه الأفكار لا يمكن أن تعيش في واقع الحياة المتطورة فكرياً و اجتماعياً، لقد تغيّرت أمور كثيرة جداً في الحياة و طرأت تطورات على نمط الحياة و على تفكير الناس، إنّ مثل هذا الفرز سيُبقي على هذا التفاوت و التباين بين دور كلّ من الرجل و المرأة، فمع صعوبة تكلفة الحياة و غلاء المعيشة فمن الضرورة أن تعمل المرأة إلى جانب الرجل، و عندما تعمل المرأة فإنها لا تعود تابعاً اقتصادياً للرجل، إذ سوف تعتمد على نفسها و تتحرر و تشعر باستقلاليتها و بوجودها و بتأثيرها على الوسط الذي تعيش به، و هذه الخطوة هي بداية الطريق لتحررها و لتخلصها من عبودية الرجل اقتصاديا و اجتماعيا و فكرياً، إنّ المرأة ليست أقل كفاءة و مقدرة من الرجل بل تتغلب عليه في أمور كثيرة عندما يُفسحُ لها المجال و تُعطى لها الحرية الكافية و غير المنقوصة و هناك أمثلة كثيرة على صحة هذا، يمكن ملاحظتها في المجتمعات الأخرى المتطورة فكريا و حضاريا و تكنولوجيا. * لكي تتحقق السعادة الزوجية، و تخلو حياة الزوجين من مشاكل كثيرة، فإنه سيكون من الأفضل و الأنفع للطرفين، ألا يحاول أي طرف التمسك بموقف معيّن و ألا يسمح بقبول فكرة الاستماع إلى الطرف الآخر، فهذا من حق كلّ من الطرفين. عندما يحاول أحد الزوجين قفل باب الحوار و سدّ الأذن عن سماع الرأي الآخر، فإن هذا التصرّف قد يدفع الطرف الآخر إلى التشنّج و العناد و بهذا فإنّ باب الحوار سيُقفل بلا نتيجة، مهما كان الخلاف كبيراً بين الزوجين، فلا أعتقد البتة أن الحلول ستكون معدومة، متى توفرت النيّة الطيّبة و الحسنة لدى الزوجين، و وضع الزوجان نصب أعينهما هدف إنجاح العلاقة و المحافظة على استمراريتها، فإن جميع الخلافات و المشاكل سوف تتلاشى و تزول، بالمحبة و برغبة التفاهم و الانفتاح و بقبول الحوار البناء و العقلاني و المنطقي. أما عندما يتمسك أحد الطرفين بموقف ثابت لا يتزحزح فهذا لن يفيد فكلّ طرف يملك جزءاً من الحقّ و متى تمّ إغفال هذا فإن إساءة كبيرة ستلحق بهذا الجزء من الحق، أثق و بكلّ أمانة و موضوعية أن أحد الطرفين عندما يلاحظ بأن الطرف الآخر بدأ يشدّ الحبلَ إلى طرفه بشدّة و بقوّة، فيقوم هو برخي الحبل من طرفه، فإنّ الحال سيغدو أفضل و إمكان التغلّب على المشكلة سيجد له فرصاً و لدى حسن استثمار هذه الفرص تكون قد حصلت نتائج مرجوة و مرغوبة و هي تعود بالفائدة و بالخير و بالنجاح على الطرفين، و هنا يلعب العقل و الوعي الانساني دوراً كبيراً، و لثقافة الانسان الاجتماعية و سعة خبرته و معرفته أيضا فهي تساهم مساهمة فاعلة و فعليّة بعملية الانجاح و الاستمرار. * قد يكون من مصلحة الدول الكبرى أن يتحكم دكتاتوريون بمصائر شعوب العالم الأخرى، كي يتسنّى لها التدخّل في شؤونها و ممارسة الضغوط المختلفة بحجة أنها تسعى لتحرير هذه الشعوب من سيطرة و سلطة طغاتها الحاكمين و المتحكمين بأمور و بمصائر شعوبهم، فعندما تعمّ الديمقراطية شعوب العالم كافة و تتسود العدالة فإن الرفاهية و الرخاء و السلم يكونون الحال السائد، و عندها تنعدم الحجة لأي تدخلات خارجية، لهذا علينا ألا نستغرب عندما نرى دولا تكيل بمكيالين في حكمها على الموقف الواحد و في التعامل معه، إنها تضع مصالحها الخاصة فوق جميع الاعتبارات الأخرى، لكن دعونا هنا نطرح سؤالا قد يكون غريباً بعض الشيء و هو: هل لا تستطيع الشعوب العربية و الإسلامية ممارسة الديمقراطية، لذا يجب أن يحكمها ديكتاتوريون؟ قد يكون هذا صحيحاً بعض الشيء، لكن لا توجد شعوب بالمطلق لا تحب الحرية و لا تعشق ممارسة الديمقراطية في لعبة تداول السلطة، إلاّ أن الأنظمة تجد لها عونا و معينا في وصولها إلى السلطة، لكي يكون وجودها مبررا لتدخل خارجي في شؤون هذه الدول. |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|