Arabic keyboard |
#1
|
||||
|
||||
الأعداء الحقيقيّون للمسلمين بقلم: فؤاد زاديكه
الأعداء الحقيقيّون للمسلمين بقلم: فؤاد زاديكه لا أتجنّى على الاسلام و المسلمين، عندما أخاطبهم بالعقل و بالمعرفة، و أدعوهم إلى الفهم الصحيح لما يدور في الحياة من أحداث، فكلّها عبارة عن تراكمات معرفيّة، تُكسب الناس خبرة و توسع مدارك معرفتهم، و تزيد من إمكانية تأقلمهم مع الجديد، و في كلّ يوم جديدٌ يظهر، و كم هو عظيمٌ خوف المسلمين من أيّ جديد يطفو فوق السطح أو تظهر معالمه. يسعى المسلمون بكلّ جهد و قوة أن يظلوا مرتبطين بالماضي، بكل قديمه و ترسّباته و أعطاله و تخلفه، لا يجرؤون على استقبال الجديد بل هم يخافونه، لأنه سينسف القديم و الذي يعوّلون عليه الكثير، إنّهم يعيشون و على الدوام، و منذ ما يزيد عن أربعة عشرة قرناً من الزمن، على هذا القديم الذي هو الماضي. عندما يهتم البشر بالماضي فيقومون بتعديل و تصويب مساره، يكون الموقف سليما و صحيحاً و مقبولاً بل و محترماً من كلّ صاحب عقل و فهمٍ و إدراك. أمّا أن يُعُوّلَ هؤلاء على الماضي و الماضي فقط، فهذه مصيبة كبرى تقود إلى هلاك محتّم و إلى سقوط في قعر التعصب و العنصريّة و التقوقع و هو سقوط مرعب. نعم! جميلٌ أن ندرس الماضي و نستخلص منه العبر من أجل الحاضر والمستقبل، لكن أن ندرس الماضي و نتمسك به، على أساس أنه الحاضر و المستقبل، فإننا بهذا نشوّه الحاضر و نقتل المستقبل. فالماضي يجب أن يكون مرحلة من مراحل التاريخ البشري و حاضر اليوم سيكون ماضي الغد و كذلك المستقبل. يعيش المسلمون في غيبوبة فكريّة، و لا أبالغ أبداً بقول هذا، و إلاّ فما المبرّر الذي يجعلهم يهتمون لهذه الدرجة بالماضي إلى درجة أنهم يقدّسونه أيضاً! قد يكونون مُحقّين في ذلك، لخوفهم على عقيدتهم و دينهم الذي هو من الماضي، و كلّ أسسه و مقوماته و وجوده و أفكاره هي من هذا الماضي، فهي لا تخرج عنه، فدينهم من الماضي و تفكيرهم من الماضي و عقائدهم من الماضي و شريعتهم من الماضي، لأن كلّ هذا لا يتحدّث إلاّ عن ما مضى و ذهب و انقرض، أسباب نزول القرآن ذهبت و الأشخاص الذين نزلت الآيات من أجلهم انقرضوا و بادوا و الحوادث و الأحداث و الأمكنة لم تعد بموجودة، و حتى محتوى و مضمون القرآن و كلّ الأحاديث المروية و المتناقلة لم تعد صالحة و هي لا تتلائم مع الحياة الجديدة و لا تتناسب و تواكب التقدم العلمي و التكنولوجي و التطور الفكري الإنساني لا من قريب و لا من بعيد. و لأن المسلمين لا يقبلون بالحاضر و لا يستطيعون العيش معه و التأقلم مع مستجداته العظيمة و الهائلة، فإنهم لهذا يرفضون العلم و المعرفة و لا يقبلون بالحق و بالمنطق، لأن هذا سيحررهم من هذا الماضي الذي وقعوا أسرى له، بإرادتهم الذاتية و قبولهم و خضوعهم. و استنتاجاً لما جاء و ما عرضناه من خلال هذه المقدمة فإننا نقول بأن أعداء المسلمين و الإسلام، كما يراهم المسلمون يتمثلون في كلّ هذا: العدالة الاجتماعية. حرية الرأي و المعتقد و الدين الحريات الشخصية عموما دعوات السلام نداء المحبة فكر التسامح التقدم و التطور من جميع النواحي و على مختلف الأصعدة العلوم و الفنون التحضّر و التمدّن قبول الآخر و التعاطي معه على أساس الندية و المساواة بدون عنصرية و تفريق أو تكفير و تخوين احترام العقل البشري و تقدير انجازاته و عطاءاته. احترام مبادئ الجمال و القيم الانسانية في جميع أنواع الفنون و الشعر و الأدب الانفتاح و هو من ألد أعداء المسلمين فصل الدين عن الدولة استبعاد الشريعة عن نظم الدولة و عن القانون الوضعي كل هؤلاء و كثير غيرهم من مبادئ الحق و العدل و السلام هي أعداء خطيرة على الاسلام و المسلمين، لذا تراهم ينافقون و يرهبون و يكفّرون و يحرّمون و يلعنون و يشتمون و يخوّنون و يقتلون كلّ وعي و فهم و كلّ جماليّة في حياة الناس. التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 09-01-2015 الساعة 02:56 PM |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|