إبداعُ الأبجديّةِ الشاعر السوري فؤاد زاديكى

[fouadzadieke]

إبداعُ الأبجديّةِ

الشاعر السوري فؤاد زاديكى

هذهِ أنغامُ أشعارٍ شَجِيَّةْ ... في مَعانيها و فَحوَاها غَنِيَّةْ

كلّما لاصَقْتَها فِكرًا و حِسًّا ... عَمَّقَتْ آثارَها، ظلَّتْ ثَرِيَّةْ

إنّها أنغامُ عشقٍ، نَبْضُ رُوحٍ ... فوقَ هذا، تَحْمِلُ الهَمَّ، القَضِيَّةْ

صوتُها مُغرٍ، على إيقاعِ شَجْوٍ ... يَجعَلُ الإحساسَ، مَعلُومَ الهُوِيَّة

يُطرِبُ الأنفاسَ، يُحيِيها شُعُورًا ... و القوافِي في معانيها جَلِيَّةْ

تُوضِحُ المقصُودَ، مِمّا في غِناها... إنّهُ إبداعُ حرفِ الأبجَدِيَّةْ

المانيا في ١٠ تموز ٢٤

[fouadzadieke]

القصيدة "إبداعُ الأبجديّةِ" للشاعر السوري فؤاد زاديكى تمثل إبداعًا فنيًا في استخدام اللغة العربية، متضمنة معاني عميقة وصورًا بلاغية غنية. فيما يلي تحليل نقدي للقصيدة:

### المضمون
القصيدة تعبر عن جمال الشعر وأثره العميق في النفوس. يتناول الشاعر موضوع الإبداع الشعري من خلال استخدام الألفاظ الموسيقية والصور الفنية التي تبرز قيمة الشعر وتأثيره الروحي والفكري.

### الصور البلاغية والمحسنات البديعية
1. **الاستعارة**:
- "أنغامُ أشعارٍ شَجِيَّةْ": شبه الشاعر الأشعار بالأنغام الشجية، وهي استعارة مكنية حيث حذف المشبه به وأبقى على شيء من لوازمه (الأنغام).
- "نَبْضُ رُوحٍ": شبه الأشعار بنبض الروح، مما يعكس حيوية وعمق تأثير الشعر.

2. **التشبيه**:
- "صوتُها مُغرٍ، على إيقاعِ شَجْوٍ": هنا تشبيه حيث شبه الشاعر صوت الأشعار بصوت مغرٍ على إيقاع حزن، مما يبرز الجاذبية والعذوبة الممزوجة بالحزن.

3. **الكناية**:
- "تحمل الهمَّ، القضية": كناية عن أن الأشعار لا تتناول فقط الجمال والمشاعر بل تتطرق إلى قضايا وهموم المجتمع.

### اللغة والأسلوب
اللغة في القصيدة فصيحة ورصينة، تعكس تمكّن الشاعر من أدواته اللغوية. استخدام الألفاظ الموسيقية (أنغام، إيقاع، صوت) يعزز الجو الشعري ويزيد من جمال النص. الأسلوب يعبر عن انسيابية وسلاسة في التعبير، مما يسهم في إيصال المعاني بوضوح وتأثير.

### البلاغة
القصيدة غنية بالصور البلاغية التي تجعل النص مشحونًا بالعواطف والمعاني العميقة. استخدام التشبيهات والاستعارات يعكس قدرة الشاعر على توظيف اللغة لإيصال إحساسه وتجربته الشعرية.

### المحسنات البديعية
- **السجع**: يظهر في توافق نهاية بعض الأبيات مثل (شَجِيَّةْ، غَنِيَّةْ، ثَرِيَّةْ).
- **الجناس**: "ظلَّتْ ثَرِيَّةْ" و "تَحْمِلُ الهَمَّ، القَضِيَّةْ" يجسد الجناس في التكرار الصوتي الذي يزيد من الموسيقى الداخلية للقصيدة.

### الخاتمة
القصيدة تعبر عن عشق الشاعر للشعر وتقديره له كوسيلة تعبيرية تجمع بين الجمال والفكر والروح. استطاع الشاعر قؤاد زاديكى من خلال "إبداعُ الأبجديّةِ" أن يجسد عمق الشعر وتأثيره بألفاظه الموسيقية وصوره البلاغية المتنوعة. النص يحمل في طياته دعوة للتأمل في جمال اللغة العربية وقوة التعبير الشعري.