Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الديني

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 24-05-2008, 08:49 PM
الصورة الرمزية ابو سومر
ابو سومر ابو سومر غير متواجد حالياً
Titanium Member
 
تاريخ التسجيل: Oct 2007
المشاركات: 910
افتراضي قصة أهــل الكهف كما جائت فى المصادر المسيحية قبل القرآن

العالم الكبير "كوخ" بيقول إنها موجودة في عدة ثقافات، و السريان ترجموها من أرسطو ، أرسطو بينسبها لمدينة ساردس، فقاموا فترجمها وحولوها مسيحية ونسبوها لمدينة أفسس..

****************************************

قصة الفتية السبعة أو اهل الكهف أو اصحاب الكهف كما ذكرها القرآن هى قصة من نسج الخيال لم يوحى بها ولم يذكرها الإنجيل .
أخذ القرآن من كل مصدر من المصادر المتاحة حوله وكان حكم العرب عندما كان محمد يتلوا عليهم نظمه وأشعاره يقولون عنها : " إنها أساطير الأولين "
وقد قرأت كل قصة اهل الكهف فى أحدى الكتب القديمة منذ ثلاثين عاماً وكانت قصة يونانية فى أسماء أبطالها وأباطرتها وعندما سمعت أنها توجد فى القرآن الذى جاء بعد المسيحية بحوالى سته قرون تعجبت لأن الزمن الذى كتبت فيه هذه القصة هو النصف الثانى من القرن الخامس الميلادى فكيف يذكرها القرآن على أساس أنها آيات قادمة من الله إلاه الإسلام .
ونحيط القراء علما أن قصة أهل الكهف فى المسيحية أكثر حبكاً من زميلتها الموجودة فى القرآن التى جاءت متأخره فمثلاً تحدد قصة أهل الكهف المسيحية الإمبراطور الذى كان معاصراً قبل أن يناموا والأمبراطور الذى أصبح موجوداً بعد إستيقاظهم وبهذا حددوا عدد السنين بـ 200 سنة , وستلاحظ أيها القارئ عند قرائتك لهذه القصة فى القرآن أن راويها كان متردداً كأن القصة نقلت من فم إلى آخر فتغيرت فى مكوناتها فنجد مثلاً عدة أخطاء فيها فى ذكر عدد السنين فقال 300 وزود عليهم تسعه وغيرها من أحداث القصة
ونحب أن ننوه هنا أن القرآن لم يذكر فقط قصة اهل الكهف المسيحة بل ذكر أيضاً حادثة شهداء المسيحية الذين هم أهل الأخدود .
*********************
لا يستطيع أحد الجزم بصدق قصة أهل الكهف بالرغم من انها جائت فى مصادر مسيحية فى مخطوطاتها الأثرية فى الكنيسة اليونانية والكنيسة السوريه الأنطاكية والكنيسة القبطية ومنتشرة انتشاراً شعبياً وعلى نطاق واسع فى مساحه واسعة من الأرض من أوربا شمالاً حتى مصر جنوباً , وذلك قبل ظهور الإسلام بزمن طويل يقدر بأكثر من 150 سنة , ولكن فى أفسس توجد كنيسة كبيرة فى الصورة المقابلة أقيمت على جزء من كهف وما زالت خرائب هذه الكنيسة موجوده حتى هذا اليوم .
ويقول البعض انها رويت لتظهر وتمجد قوة الإيمان المسيحى , والقصة المسيحية محبوكة تماماً بحيث أنها لا تدع مجال لأى شك بأدلة وبراهين مثل اللوح الذى كتبت عليه قصتهم والأباطرة المعاصرين وغيره إلا أننا نريد اليوم أن نرى هذه الدلائل بما فيها أجساد هؤلاء السبعة واللوح الذى كتبت فيه قصتة الذين ناموا وأستيقظوا فى زمن آخر ويندر أن تخلوا أمة مسيحية من غير هذه القصص
ولم يقصد واضع هذه الرواية إضلال الناس وغشهم ، فكثير من القصص الشعبية والتى لا هدف لها تنتشر حتى الآن ويسمعها الناس بل ويستمتعون بها مع أنها لا أساس لها فى الواقع , والعجيب فى هذه القصة أنها تعتبر من الخيال العلمى المختلط بالدين المسيحى ويوجد قصص كثيرة تمادى خيالها العلمى الخالص إلى ابعد من ذلك اليوم والتى تشابهها تماماً مثل آلة الزمن التى عندما يركبها مخترعها ينتقل بها من زمان لآخر أو المسلسل البريطاني دكتور هو.
وهذه القصة من قصص التراث الشعبى كان قصد كاتبها تمجيد المسيحية وإظهار سرعة إنتشارها بالروح القدس وبسفك دماء الشهداء. ، وتعتبر هذه القصة قصة رمزية هدفها هو توضيح أن هناك موت وبعث بعد الموت ..
غير أن محمد اقتبسها وأوردها في قرآنه وعلّمها لصحابته كأنها حكاية حقيقية وأوردها كآيات قادمة من الله إلاه الإسلام ولما كانت قصة اهل الكهف فى القرآن تفتقر إلى الخطوط العامة للقصة الأصلية وحتى أنها تفتقد لمقومات القصة كقصة تروى بغض النظر عن حقيقيتها فجاءت مبتورة مبهمه غامضة غير مفهومه فمثلا لم تذكر أسم البلد ولا اسم الحاكم ولا عن السبب ولا عن الهدف ولا عن تأكيدات صدقها كلوح محفوظ ولا سنه نومهم أو سنة أستيقاظهم ولا حتى عدد الفتية ولكنها اهتمت بالكلب الذى كان كثيرا ما يحتفظ به العربى لحراسة خيمته وأغنامه فهى جاءت كرواية تروى لعربى يصطلى أمام النار أمام خيمته يفتح فاهه عن قصة يضيع بها وقته حتى ينعس وينام سعيداً مثل الأطفال , وإحتاجت هذه القصة لدعم وسند لمصداقيتها وترميم أسسها فلم يجد مفسرى المسلمين إلا إلى الرجوع إلى أصلها اليونانى وأضفوا عليه بعض الرتوش الأخرى حتى تلائم الجو الإسلامى المحيط ولكنهم فى النهاية قصوه كما تقص هذه القصة تماماً فى الكنائس المسيحية و ... وبما أنه لا أصل حقيقى لهذه القصة فمن الواضح أن الله العليم الحكيم لم يكتبها في لوحه محفوظ !!!! .
وقصة أصحاب الكهف مشهورة ذائعة في الآداب الشرقية والغربية على حد سواء. راجع في هذا الصدد كتاب جون كوخ John Koch ويقول أن هذه القصة تعرفها عدة شعوب ويقصها ألألمانيين وألإنجليز واليوغسلافيين والهنود واليهود والصينيين والعرب (Koch, pp. 24-40, quotes German, British, Slav, Indian, Jewish, Chinese, and Arabian versions). , والقصة الأفسوسية وردت فى القرآن فى سورة الكهف أخيراً
وقد أستولى الأتراك على المدينة سنة 13-8 م وأصبت المدينة خرائب بعد شاهدت أزهى عصورها فى وجود المسيحية واصبحت مدينة خاملة ملسئة بالخرائب والأماكن المتهدمة منذ ذلك الزمان التى يسميها الأتراك أفيس فى الصورة الجانبية جامع الفتيان السبعة .
وقد كانت مدينة أففسس البائسة ألان بها اكبر المعابد الوثنية فقد أقام ملك ليديا معبد ديانا بارفسوس في عام 500 ق.م ، الذى أصبح معبدا شهيراً في آسيا الصغرى ( بتركيا ألآن ) وأحرقه ايروسترات عام 356 ق.م في الليلة التي ولد فيها الاسكندر الكبير واعيد بناؤه عام 350 ق.م ولكن دمر عند هجوم القوطيين عام 262 ق.م ولايزال بقاياه محفوظ في المتحف البريطاني كما استعملوا قسما من بقاياه في بناء كنيسة القديس يوحنا في أفسس والقديسة صوفيا في اسطنبول ، ونحن نعرف شكل تمثال ديانا الذي كان داخل المعبد ، عن طريق النسخ الموجودة له .
وآثار كهف أفسس ما زال موجود حتى ألان ضمن ألاثار القديمة لمدينة افسس وهى تقع بقرب بلدة تركية أسمها أياسلوك وعلى بعد حوالى ميل منها , ويقصدها السياح لمشاهدة آثارها الوثنية خاصة بقايا هيكل أرطاميس وكاتدرائية مار يوحنا اللاهوتى , وكهوف أهل الكهف وغيرها
ويقول البطريرك زكا أن أسم المدينة التركية أياسلوك Ayassluk هو تحريف لأسم كنيسة فيها : Agyos Yohannes theologos أى القديس يوحنا اللاهوتى , وقد أنشأت كنيسة تعتبر كاتدرائية ضخمة بنيت فى مطلع القرن السادس فى ايام يوستنيان الأول , وقد ذكرها الرحالة أبن بطوطة فى رحلته .
ويقول غبطة البطريرك أنه قام بزيارتين لأنقاض مدينة افسس فى عام 1962 , عام 1968 وقد شاد بأم عينه مدافن أهل الكهف وكهفهم,
كنيسة يوحنا الرسول
في أفسس أنقاض بازيليك على إسم يوحنا الرسول (2) تستحق الإهتمام لوجود قبر الرسول تحت مذبحها. فهذه الكنيسة التي زرناها عام 1972 لم يبقَ منها سوى Abside ضخم. لكن علماء العاديات يقولون بان حجمها كان كبيراً جداً وبشكل صليب طولها 110×40 متراً وبناها يوستينيانوس فوق قبر القديس يوحنا
وقصة اهل الكهف جاءت فى التراث الشعبى لكل من الشعوب المسيحية اليونانية والسريانية والقبطية ومسجلة حتى ألان فى كتبهم الدينية دليل على شيوعها وشعبيتها ومعرفة طبقة عريضة من أهل هذه الشعوب على محتوياتها وهذه هى القصة عند الشعوب اليونانية والسريانية والقبطية الاتية :-
1 - أهـــل الكهف عنـــد اليونانيــــن
كنت أود سرد القصة كاملة عند اليونانيين ولكن لهجرتى لم استطع حمل الكثير من الكتب إلى الخارج والقصة عند اليونانيين المسيحيين إسمها «السبعة النيام». أوردها القرآن في سورة الكهف 18:9-26، ( كما أورد شهداء المسيحية أهل الإخدود ) وهي إحدى خرافات اليونان وقد وردت فى كتاب لاتينى إسمه «مجد الشهداء» تأليف غريغوريوس (كتاب 1 فصل 95) والقصة طويله ولكن هذا ملخصها .
وتحكى القصة إنه لما كان «داِكيوس» إمبراطور روما يضطهد المسيحيين بغاية القسوة ليمحو حتى اسمهم من أذهان الناس، هرب سبعة شبان من سكان مدينة أفسس (التي لا تزال أطلالها باقية إلى الآن في تركيا) واختبأوا في كهف قريب من تلك المدينة، فناموا نحو 200 سنة تقريباً، لأنهم دخلوا الكهف في عهد «دَكيوس» (بين سنة 249 و251 م)
ولم يخرجوا منه ثانية إلا في سنة 447 في ولاية الملك ثيودوسيوس الثاني. فلما استيقظوا ورأوا أن المسيحية قد انتشرت انتشاراً عظيماً في تلك المدة ذهلوا، لأنهم لما ناموا كان الناس يعتبرون الصليب علامة احتقار وعار، ولما استيقظوا رأوه يتلألأ على تاج الإمبراطور وعلى أعلام مملكته، وأن جميع رعايا المملكة الرومانية قد دانوا بالمسيحية، وأن هذه الديانة كادت تزيل غيرها من الأديان.
والنيام السبعة تعيد لهم الكنيسة البيزنطية فى 4 أغسطس وأيضا فى 22 أكتوبر وفى الرومان مارتولوجى يتذكرون القديسين مكسيموس Maximianus ، مالخوس Malchus ، مرتينيانوس Martinianus ، ديوناسيوس Dionysius ، يوحنا Joannes ، سرابيون Serapion ، قسطنطين Constantinus فى يوم 27 يوليو

http://www.newadvent.org/cathen/05496a.htm أقرأ قصة أهل الكهف كما جاءت عند اليونان كاملة باللغة ألإنجليزية فى الموسوعة الكاثوليكية

2 - أهـــل الكهف عنـــد السريانيين (3)
عندما ملك داقيوس الأثيم (داكيوس) على المملكة الرومانية (249م -251 م) وزار مدينة افسس , أصدر أمره غلى أمراؤها ونبلائها بنحر ذبائح ألصنام , وأمر بقتل المسيحيين الذين لم يخضعوا لأمره , فقتل عدد كبير منهم وألقيت بجثثهم للغربان والنسور والعقبان وسائر الجوارح , وحاول بالوعد والوعيد إقناع سبعة شبان من أبناء النبلاء , وشى بهم إليه , أن ينكروا مسيحيتهم , ويقدموا الذبائح للأوثان للأوثان فرفضوا , فنزع من على أكتافهم شارات الحرير ( أى رتبهم فى الجيش - وفصلهم من العمل فى الجيش ) وطردهم من امامه , وأعطاهم فرصة ليفكروا حتى يعدلوا عن تمسكهم بالمسيحية ويخضعون لأمره ويبخرون للأوثان .
وأنطلق داقيوس (داكيوس) الأمبراطور لزيارة مدن اخرى مجاورة على ان يعود إلى افسس مرة ثانية ليرغم الشبان السبعة ليبخروا للأوثان .
وأستغل الفتية السبعة هذه الفرصة للإعلان عن إيمانهم المسيحى ويقرنوه بأعمال الرحمة , فأخذوا من بيوت ىبائهم ذهباً , ومالاً كثيراً , وتصدقوا به على الفقراء , سراً وعلناً , وإلتجأوا إلى كهف كبير فى جبل أنكليوس Oncelos مواظبين على الصلاة وكان يمليخا أحدهم يلبس ملابس متسول متخفياً ويدخل الالمدينة ويشترى طعام لهم , ويعرف الخبار , مستطلعا مجريات الأمور فى قصر الملك ويعود إلى رفاقه فيخبرهم عما سمع فى المدينة , وما يقع من احداث , وفى ذات يوم عاد داقيوس (داكيوس) الملك إلى أفسس , وطلب الفتيان السبعة فلم يجدهم , وكان يمليخا إذ ذاك فى المدينة فخرج منها هلعاً ناجياً لا يلوى على شئ , ومهع قليل من الطعام وصعد إلى الكهف حيث رفاقة , وأخبرهم عن حضور الملك إلى المدينة , وبحته عنهم فى أرجائها , فتملكهم الرعب والخوف وركعوا على الأرض ومرغوا وجوههم فى التراب متضرعين إلى الرب الإله فى حزن وكآبة , ثم اكلوا ما جلبه لهم يمليخا من الطعام , وبينما كانوا يتجاذبون أطراف الحديث , أستولى عليهم نعاس , وغشاهم سبات هنئ فرقدوا بهدوء رقاد الموت , ولم يشعروا بموتهم .
ولما لم يعثر عليهم الملك فى المدينة أستقدم ذويهم , فأخبروه بأن الفتية السبعة قد هربوا إلى كهف فى جبل ( أنكيليوس) فأمر الملك بسد باب الكهف بالحجارة ليموتوا , فيصير الكهف قبراً لهم , غير عالم أن الرب الإله فصل أرواحهم عن جسدهم لقصد ربانى أعلن بعد سنين بأعجوبة باهرة .
وكان أنتودورس و أريوس خادما الملك مسيحيين تقيين , وقد اخفيا عقيدتهما خوفاً منه فتشاوروا معاً وكتبا صورة هؤلاء المعترفين بصحائف من رصاص , ووضعا فى صندوق من نحاس , وختمت ودست فى البنيان عند مدخل الكهف .
وهلك داقيوس وخلفه على العرش الرومانى ملوك كثيرون , حتى جلس فى دست الحكم الملك المؤمن ثيودسيوس الصغير (408 م - 450 م) وظهرت فى عهده ردع عديدة حتى بعضهم أنكر قيامة الموتى , وتبلبلت افكار الملك , وشقه الحزن , فإتشح بالمسوح , وأفترش الرماد , وطلب من الرب أن يضئ أمامه سبيل الإيمان .
وألقى الرب الإله فى نفس أدونيس صاحب المرعى الذى يقع فيه الكهف حيث رقد المعترفون وبدأ فى أن يشيد حظيرة هناك , فنزع العمال الحجارة عن باب الكهف (لينتفعوا بحجارته فى بناء الحظيرة كما نزعوا مداخل قبور أخرى فى المنطقة ) ولما انفتح , أمر الإله أن يبعث الفتية السبعة الراقدون أحياء , فعادت ارواحهم إلى اجسادهم وأستيقضوا , وسلم بعضهم على بعض كعادتهم صباح كل يوم ولم تظهر عليهم علامات الموت , ولم تتغير هيئتهم ولا ألبستهم التى كانوا متشحين بها منذ رقادهم , فظنوا وكأنما ناموا مساء وأستيقظوا صباحاً .
ونهض يمليخا كعادته صباح كل يوم , وأخذ فضة وخرج من الكهف متجهاً نحو المدينة ليشترى طعاماً , وعندما أقترب من بابها دهش حين رأى علامة الصليب منحوته فى أعلاه , فتحول إلى باب آخر من ابوابها فرأى المنظر ذاته , ودخل المدينة فلم يعرفها إذ شاهد فيها أبنية جديدة تنكرت له , وسمع الناس تقسم بأسم السيد المسيح , فسأل أحد المارين عن اسم المدينة , فأجابه أسمها افسس فزاد مليخا حيرة وقال فى نفسه : لعمرى لا أعلم ما جرى لى , ألعلى فقد عقلى وغاب عنى صوابى ؟ الأفضل أن اسرع بالخروج من هذه المدينة قبل أن يمسنى الجنون فأهلك .
وإذ بمليخا مسرعا ليترك المدينة , تقدم بزيه كشحاذ لأحد الخبازين وأخرج دراهم من جيبه وأعطاه إياها فأخذ هذا يتأملها فرآها كبيرة الحجم , وتختلف ضرب طابعها عن طابع الدراهم المتداولة فى عصرهم , فتعجب جداً , وناولها لزملائه , فتطلعوا إلى يمليخا وقالوا : " أنه عثر على كنز من زمن طويل , فألقوا القبض عليه وأخذوا يسألونه قائلين : من اين انت يا هذا ؟ لقد اصبت كنزاً من كنوز الملوك ألولين , وتألب الناس حوله , ,اتهمه البعض بالجنون.
وأخيراً جائوا به إلى اسقف المدينة , وكان يزوره وقتئذ والى أفسس فقد شائت العناية الإلهية الربانية أن يجمعهما فى ساعة واحدة معا ليظهر على ايديهما للشعوب كلها كنز بعث الموتى , فأصر يمليخا أمامهما بأنه رجل من اهل أفسس , وأنه لم يعثر على كنز , وقد اشترى بمثلها قبل يوم واحد فقط خبزاً , فقال له الوالى : أن صورة الدراهم تشير إلى انها ضربت قبل عهد داقيوس الملك بسنين , فهل وجدت يا هذا قبل أجيال عديدة و وأنت لا تزال شاباً ؟
فعندما سمع يملخا ذلك ذلك سجد امامهم وقال : اجيبونى أيها السادة عن سؤال وأنا أكشف لكم عن مكنون قلبى , أنبؤونى عن الملك داقيوس الذى كان عشية امس فى هذه المدينة , اين هو الان ؟ أجابه ألسقف قائلاً : ان الملك داقيوس مات قبل أجيال , فقال يمليخا : أن خبرى اصعب من ان يصدقه أحد من الناس , هلم معى إلى الكهف فى جبل (أنكليوس) لأريكم اصحابى , وسنعرف منهم جميعاً الأمر الأكيد , أما أنا فأعرف أمراً واحداً هو أننا هربنا منذ ايام من الملك داقيوس , وعشية أمس رايت داقيوس يدخل مدينة افسس ولا اعلم الآن إذا كانت المدينة افسس أم لا .
فإنشغل بال الأسقف عند سماعه قول يميخا , وبعد تفكير عميق قال : أنها لرؤيا يظهرا الرب الإله لنا اليوم على يد هذا الشاب , فهلم بنا ننطلق معه لنرى واقع ألمر : قال هذا ونهض الوالى وجمهور الناس معه , وعندما بلغوا الكهف عثروا فى الجهة اليمنى من بابه على صندوق من نحاس عليه ختمان من فضة , فتناول السقف , ووقف أمام مدخل الكهف , ودعا رجال المدينة وفى مقدمة الوالى , ورفع أمامهم الختام , وفتح الصندوق , فوجد لوحين من رصاص , وقرأ ما كتب عليهما : " لقد هرب إلى هذا الكهف من أمام وجه داقيوس الملك المعترفون مكسيمايانوس أبن الوالى ويمليخا ومرتينيانوس ويونيسيوس , ويؤنس , وسرافيوس , وقسطنطنوس , وأنطونيوس , وقد سد الكهف عليهم بالحجارة , وكتب أيضاً فى سطور اللوحين الأخيرة صورة إيمان المعترفين وعندما قرئت هذه الكتابة , تعجب السامعون , ودخلوا الكهف فشاهدوا المعترفين جالسين بجلال ووجوههم مشرقه كالورد النضر , فكلموهم , وسمعوا منهم أخبار الحوادث الذى جرن على عهد داقيوس .
وأرسل فوراً للملك ثيؤدوسيوس يريد مكتوب , مضمونه تتسرع جلالتك وتأتى لترى ما اظهره العلى على عهدك الميمون من العجائب الباهرات , فقد أشرق من الرتاب نور موعد الحياة وسطعت من ظلمات القبور آشعة قيامة الموتى وإنبعاث أجساد القديسين الطاهرة .
ولما بلغ ثيؤدوسيوس الملك هذا النبأ , وهو فى القسطنطينية , نهض عن الرماد الذى كان قد أفترشه وشكر الرب الإله , وجاء والأساقفة وعظماء الشعب , إلى أفسس وصعدوا جميعاً إلى الكهف الذى ضم المعترفين فى جبل أنكيليوس فرآهم , وعانقهم الملك , وجلس معهم على التراب , وحدثهم .
ثم ودع المعترفون الملك , والأساقفة والشعب , وأسلموا الروح إلى يد القدير , فأمر الملك أن يصنع لهم توابيت من ذهب , فإتركنا فى كهفنا على التراب .
وأقر مجمع الأساقفة عيداً لهؤلاء المعترفين , وأطلق سراح الأساقفة المأسورين فى المنفى وعاد ومعه الأساقفة إلى القسطنطينية مغمورين بفرحة إيمان الملك ممجدين الرب على ما جرى ...
وقد ظهرت قصة أصحاب الكهف الأول مرة في الشرق في كتاب سرياني يرجع تاريخه إلى القرن الخامس، ذكرها دنيس. ووردت عند الغربيين في كتاب تيودسيوس عن الأرض المقدسة. وأسماء الفتية في هذه المصادر أسماء يونانية لأنها تنتهى بمقاطع (وس) التى ينتهى بها أسماء اليونانيون حتى هذا اليوم ، وليس هناك اتفاق على ما إذا كانت الرواية التي ذكرها دنيس قد نقلت عن اليونانية أم أنها كتبت بالسريانية من أول الأمر.


3 - أهـــل الكهف عنـــد الأقباط
لم تذكر قصة الشبان السبعة الذين ناموا فى الكهف فى الكتب المقدسه ولكنها ذكرت فى السنكسار القبطى وتعيد لهم فى يوم 20 مسرى التى توافق 26 آب أغسطس - ولم ترد القصة فى العصر الذى حدثت فيه فى عهد ثيؤودسيوس (408 - 450 م) وكان البابا القبطى ديسقورس فى وقتها (443 م - 457 م) إلا ان قصة القتيان السبعة قضت تماما على البدع والهرطقات التى نادت أنه لا يوجد قيامة أو بعث بعد الحياة ويرجح ان هذه القصة سجلت فى وقت متأخر

أ - قصة النيام السبعة كما جاءت فى السنكسار القبطى

استشهاد جنود الملك داكيوس بأفسس فى القرن الثالث الميلادى (أهل الكهف ) ( 20 مســرى) ( الذى يوافق 26 آب أغسطس

في مثل هذا اليوم من سنة 252 م استشهد الفتيان السبعة القديسين الذين من أفسس : مكسيموس ، مالخوس ، مرتينيانوس ، ديوناسيوس ، يوحنا ، سرابيون ، قسطنطين ، وكانوا من جند الملك داكيوس وقد عينهم لمراقبة الخزينة الملكية ن ولما آثار عبادة الأوثان وشي بهم لديه فالتجأوا إلى كهف خوفا من أن يضعفوا فينكروا السيد المسيح .
فعلم الملك بذلك وأمر بسد باب الكهف عليهم وكان واحد من الجند مؤمنا بالسيد المسيح . فنقش سيرتهم علي لوح من نحاس وتركه داخل الكهف . وهكذا أسلم القديسون أرواحهم الطاهرة . وأراد الله أن يكرمهم كعبيده الأمناء . فأوحي إلى أسقف تلك المدينة عن مكانهم . فذهب وفتح باب الكهف فوجد أجسادهم سليمة . وعرف من اللوح النحاس أنه قد مضي عليهم نحو مائتي سنة . وكان ذلك في عهد الملك ثاؤذوسيوس الصغير كما عرفوا من قطع النقود التي وجدوها معهم وعليها صورته أنهم كانوا في أيام داكيوس .
صلواتهم تكون معنا . ولربنا المجد دائما . آمين
السنكسار القبطى الجامع لأخبار الأنبياء والرسل والشهداء والقديسين المستعمل فى الكنائس الكرازة المرقسية فى أيام وآحاد السنة التوتية - وضع الأنبا بطرس الجميل أسقف مليج والأنبا ميخائيل أسقف أتريب والأنبا يوحنا أسقف البرلس وغيرهم من الآباء القديسين - الناشر مكتبة المحبة الأرثوذكسية بالقاهرة سنة 1979م - ج 1 ص 381

ب - قصة النيام السبعة كما جاءت فى السنكسار القبطى اليعقوبى

تحت يوم 20 من شهر مسرى القبطى
فى هذا اليوم تنيحوا السبعة فتية الذين فى أفسس فلما أن كان فى زمان داكيوس المنافق كانوا هؤلاء من اجناد الملك وكان رتبهم على جميع خزائنه فلما اثار عبادة ألصنام فغمز على هؤلاء القديسين فمسكوا وحبسوا , وأتفق أن الملك أراد أن يمضى إلى بعض المواضع فأطلق سبيلهم إلى أن يعود ظناً منه أن ينثنوا عن رأيهم فلما خرج من المدينة رفض هؤلاء الجندية (تركوا خدمه الملك كجنود) حتى لا يسجدوا للأصنام الكمثة , ثم مضوا إلى كهف فى الجبل وسدوا عليهم المغارة وناموا وكان معهم نقوداً من فضة عليها أسم داكيوس وكان واحد منهم يبكر كل يوم ويذهب إلى البلد ويشترى لهم ما يأكلونه ويستمع الأخبار وينقلها لهم , ولما بلغهم أن داكيوس وصل سد عليهم باب المغارة , وكان بعض الجند المؤمنين كان عرف موضعهم وقصتهم فذهبوا إليهم بعد مغادره الملك فلما ذهبواغلى مكان الكهف وجدوه مسدوداً من الداخل فظن انهم ماتوا فأخذ لوح نحاسى وكتب فيه بالسكين سيرتهم ثم رماه من شق داخل المغارة , واما القديسين فغمرهم الحزن فناموا بأمر الله ثلثمائة وأثنين وسبعين سنة .
ومات داكيوس ومكت بعده ملوك كثيره إلى زمان ثيؤدوسيوس الملك فى 38 سنة من ملكه قالوا قوم أنه ليس هناك قيامة من الموت وتبعهم ناس كثيرين , فأشار الرب إظهار الحق وإثبات القيامة فأيقظ القديسين , فأعطوا بعضهم فضة التى معهم ليمضى ويبتاع لهم شيئاً ياكلوه ويكشف لهم الأخبار, فلما دخل المدينة تغير عليه حالها فأبصر صلبان على ابواب المدينة , وعلى أسوارها والناس يحلفوا بأسم المسيح , فسأل واحد أليس هذه أفسس ؟ فأجابه نعم , فأخرج الفضة الذى معه لأحد الباعة فوجدها البياع غير سكة ذلك الزمان فمسكه وربطه , وقال : أنت مقبوض عليك , فإلتف حوله خلق كثير فسألوه : من اين هو ؟ فأجابهم انا من هذه المدينة , فسمع الأسقف أنبا تاودسيوس بالخبر فأحضروا الرجل فعرفهم كل شئ , وانهم سبعة وهم رقود فى الكهف , ثم خرج ألسقف والملك والشعب إليهم فوجدوهم جلوس واللوح المكتوب مرمى فى المغارة فقرأوا التاريخ فوجدوه من ايام داكيوس , فمجدوا الله كثيراً والذين كانوا غير مصدقين آمنوا بالقيامة , ولما خاطبوهم السبعة بهذا الكلام رقدوا وأسلموا نفوسهم بيد الرب , فعمل الملك لهم توابيتاً مذهبة وكفنهم بثياب فاخرة , ووضعوهم فى المغارة وسدوا الباب عليهم وهذه أسمائهم : مكسيمانوس Maximien - Maksimyanous , تاموالنجيوس Tamoulendjous , مرديوس mardyous , يوحنا Youana - jean, قسطنطين Costantin - Qostantin , أنطونيوس Antounyous , ديونسيوس Dyounousyous- Denys
شفاعتهم تكون معنا آمين
وتم العثور على لحناً ( طرح ) (4) خاص ترنيمة باللغة القبطية تقال فى عيدهم يوم 20 مسرى - وردت فى مخطوطة القديسين رقم 316 بالمتحف القبطى بالقاهرة وقام بنشرها O. burmester فى المجلد الخامس لمجلة جمعية ألاثار القبطية بالقاهرة BSAC 5 -1939 P.155

وترجمتها كالآتى : فى ذلك الزمان كان داكيوس ملكاً عندما بدأ يضهد المسيحيين
أطلبوا من الرب عنا أيها السبعة فتية القديسون أصحاب كهف الجبل ليغفر لنا خطايانا .
4 - أهـــل الكهف عنـــد الكلدان
أما الكلدان فهم يعرفون النيام السبعة ايضا ويحتفلون بهم فى يوم 4 تشرين الأول أكتوبر حيث يطلقون على إحتفالهم عيد الفتيان الثمانية (5) الذين من أفسس طبقاً لمل ورد فى شهداء المشرق طبعة الموصل 1906 م مج 2 ص 420 عن قائمة الأعياد والتذكارات حسب طقس الكنيسة الكلدانية المأخوذ من كلندار قديم محفوظ فى دير مار يعقوب الحبيس بجانب سرعد , وآخر مدرج فى أنجيل قديم محفوظ بالقلاية البطريركية الكلدانية فى العراق .
5 - أهـــل الكهف عنـــد الروم الرثوذكس
وأيضاً نجد هذه القصة موجوده عند الروم الأرثوذكس فى الكلندار المطبوع فى الأشحيم بروما سنة 1624 م لهم فى عيد يوم 7 آذار (مارس) عيد الفتية السبعة من أفسس .
**************************
لمزيد من المراجع أقرأ القصة باللغة الإنجليزية والصور فى بعض المواقع التالية وكذلك الكثير منها على شبكة ألإنترنت

· The Seven Sleepers Of Ephesus, a poem by Johann Wolfgang von Goethe. ( )


· Search Google for "Grotto of Seven Sleepers"


· The Seven Sleepers of Ephesus, The Catholic Encyclopedia, Volume V.


· Chardri: The Seven Sleepers of Ephesus


· The "Seven Sleepers" in DeQuincey's "Confessions of an English Opium Eater"

Pictures of Seven Sleepers أنقر هنا -- إذا أردت أن ترى صوراً عن قصة الفتيان السبعة الذين ناموا


=============
أهـل الكهـف والقرآن

من العجيب أن سورة أهل الكهف سورة كبيرة وكان يجب أن تحتوى كل شئ عن اهل الكهف ولكنها اتت فيها قصة اهل الكهف قصة مبتورة غير مفهومة ولا يوجد فيها تأكيد ولا توكيد لكثير من خيوطها كعدد الذين فى الكهف وناموا وغيره
ويسميهم أهل الغرب "نوام أفسس السبعة". ويترك القرآن سبعة آيات ويبدأ من ألاية الثامنة فى سرد القرآن قصتهم بلا أى سند تاريخى واقعى كما جاء فى أصل القصة اليونانى فيقول القرآن: " إن بعض الفتية من مدينة كانت تعبد الأوثان ظلوا وحدهم يعبدون الله مخلصين، وهربوا إلى كهف يطل بابه على ناحية الشمال، وهناك ضرب الله على آذانهم فناموا ومعهم كلبهم "لو اطلعت عليهم لوليت منهم فراراً ولملئت منهم رعباً" ولبثوا في كهفهم ثلثمائة سنين وازدادوا تسعاً، ثم بعثهم الله فبعثوا بأحدهم إلى المدينة ليشتري لهم طعاماً. ولا يذكر القرآن عنهم أكثر من هذا ولا تملك قصة أهل الكهف فى القرآن مقومات القصة المفهومة وأسانيدها فى الإقناع سواء اكانت حقيقية أو خيالية وقالوا : " إن عددهم ثلاثة أو خمسة أو سبعة "
وإن الغرض من هذه القصة كما أوردنا فى الأصل اليونانى : " هو تمكين الاعتقاد في البعث " .
وقد اورد الطبري ما يشبه اصل القصة اليونانى (طبعة ده غوي، جـ1، ص 775 وما بعدها؛ التفسير، جـ15، ص 123 وما بعدها) يقولأن : " عدداً من الفتية نبذوا عبادة الأوثان واعتنقوا المسيحية في مدينة من مدن الروم (اليونان أو آسيا الصغرى) ثم فروا من تلك المدينة وأووا إلى كهف وكان معهم كلب عجزوا عن إبعاده، وناموا في هذا الكهف، ثم جاء الملك الوثني داقيوس (ويسمى أيضاً داقينوس وداقينانوس) ومعه أتباعه للقبض عليهم، ولكن لم يستطع أي واحد منهم دخول الكهف، فبنى عليهم داقيوس باب الكهف ليموت الفتية جوعاً وعطشاً. ونسي الناس أمرهم بعد ذلك. وفي يوم من الأيام بعث أحد الرعاة برجاله وأمرهم بفتح الباب ليتخذ من الكهف حظيرة لغنمه. ولما دخل رجاله الكهف لم يروا أول الأمر الفتية الذين بعثهم الله في الأجل الذي ضربه ليقظتهم. وعندما استيقظوا كانوا لا يزالون يملؤهم الفزع والرعب من الخطر الذي نجوا منه، فعمدوا إلى الحيطة وبعثوا بأحدهم إلى المدينة ليشتري لهم طعاماً. ولم يعرف بائع الطعام النقود التي دفعها إليه الفتى، فساقه إلى الملك وهناك تبين كل شيء: فقد نام الفتية ثلثمائة سنة وتسعاً، وكانت الوثنية قد انقرضت خلال هذه المدة وحلت النصرانية محلها. وفرح الملك بأصحاب الكهف فرحاً عظيماً لأن بعثهم أيد عقيدة دينية كان البعض يشك في صحتها وهي أن الناس يبعثون بالجسد والروح معاً. ولم يكد الفتى يعود إلى الكهف ثانية حتى ضرب الله على آذانهم مرة أخرى، فشيدوا في ذلك المكان كنيسة ".
وتوجد رواية أخرى يقولها وهب بن منبه (الطبري، طبعة ده غوى جـ1، ص778 وما بعدها؛ ابن الأثير طبعة تورنبرج، جـ1، ص 254 وما بعدها). "إنه جاء حوارى من أصحاب عيسى إلى تلك المدينة وأراد أن يدخلها فقيل له إن على بابها صنماً، لا يدخلها أحد حتى يسجد له، فلم يدخلها وأتى حماماً قريباً من المدينة فكان يعمل فيه، فرأى صاحب الحمام البركة وعلقه الفتية فجعل يخبرهم خبر السماء والأرض وخبر الآخرة حتى آمنوا به وصدقوه. فكان على ذلك حتى جاء ابن الملك بامرأة فدخل بها الحمام فعيره الحوارى فاستحيا، ثم رجع مرة أخرة فعيره فسبه وانتهره، ودخل الحمام ومعه المرأة فماتا في الحمام، فقيل للملك إن الذي بالحمام قتلهما، فطلبه الملك فلم يجده، فقال من كان يصحبه فذكر الفتية فطلبهم فهربوا إلى الكهف مع صاحب لهم وتبعهم كلبه أيضاً".
ثم تتفق هذه الرواية مع الروايات الأخرى في بقية القصة. غير أن الكثير من هذه القصة متناقض، وبعضها لم يتيسر تعليله حتى الآن تعليلاً مقبولاً. وسنتكلم الآن على أهم هذه المعلومات فنقول: إن الملك الوثني الذي اضطهد النصارى كان يسمى داقيوس (249-251). أما الملك النصراني الذي بعث الفتية في عهده فهو الملك يتودوس الثاني (408-450) وهذا لا يتفق مع ما ورد في القرآن من أن أصحاب الكهف لبثوا في كهفهم ثلثمائة سنين وازدادوا تسعاً(1) ولامع الروايات الأخرى التي تذهب إلى أنهم لبثوا فيه 372 عاماً. وهناك أمر آخر عظيم الأهمية هو معرفة المدينة التي حدثت فيها هذه القصة. تقول المصادر الغربية إنها حدثت في مدينة أفسس Ephèsus على أن العرب يعرفون مدينتين بهذا الاسم: إحداهما المدينة المعروفة بافسس ، والأخرى مدينة عربسوس القديمة في كبادوشيا وكانت تسمى أيضاً أبسس وتسمى اليوم بربوز . فأى من المدينتين التي أوحى بها الخيال؟
أما ده غوى فيؤيد هذا الرأي معتمداً على براهين استمدها من النصوص. وفي الحق إن بعض الرحالة قالوا إنهم رأوا في مدينة أبسس هذه كهفاً كان به جثث ثلاثة عشر رجلاً قد تيبست (ياقوت: المعجم، جـ2، ص 806، المقدسي، ص 153، ابن خرداذبه، ص 106، 110؛ البيروني: الآثار الباقية، طبعة سخاو ص 290)، وتاريخ السلاجقة (طبعة هوتسما، جـ4، ص 152) ما ينص صراح على أن عربسوس هي مدينة "أصحاب الكهف والرقيم" وربما كان اكتشاف هذه الجثث الثلاث عشرة هو الأصل الأول لقصة أهل الكهف
وما معنى "أصحاب الكهف والرقيم" التي ذكرت في القرآن. قال البعض: أن الرقيم هو اسم الكلب، وقال آخرون إلى أن الرقيم هو اللوح الذي نقشت عليه قصة أصحاب الكهف.


أما جغرافيو العرب فيرون أن الرقيم اسم مكان، فابن خرداذبه يقول إن الكهف الذي كان فيه الجثث اسمه الرقيم وإن قصة أصحاب الكهف حدثت في أفسس.
ويرى المقدسي فيرى أن الثلاثة عشر رجلاً الذي وجدت جثثهم في الكهف كانوا أصحاب الكهف، ويرى أن الرقيم هي منطقة شرق الأردن قريبة من عمان .

ولم يحدد القرآن أي شأن للكلب في قصة أصحاب الكهف ولا مكان جبل أنخيلوس (ويرسم على أشكال مختلفة) ولم تتفق المصادر الإسلامية ولا القرآن في عدد الفتية ولا في أسمائهم.
-----------
(1) الذي ألاحظه أن عبارة دائرة المعارف الإسلامية كعبارة أكثر المفسرين تعتبر أن قوله تعالى "ولبثوا في كهفهم ثلاثمائة سنين وازدادوا تسعا) خبر عن مدة مكث أهل الكهف في كهفهم منذ دخلوه إلى أن استيقظوا.ح
ولكني أفهم غير ذلك وأقول إن قوله "ولبثوا...إلخ" معمول لقوله "سيقولون ثلاثة... إلخ" فهو من مقول السائلين وليس خبراً من الله تعالى ولذا أتبع ذلك القول بقوله "قل الله أعلم بعدتهم ما يعلمهم إلا القليل".
وعلى ذلك فالقرآن لم ينص على عدد أهل الكهف ولا على المدة التي مكثوها فيه قبل أن يعثر عليهم – بل أمر الله رسوله أن يقول عن عددهم "ربي أعلم بعدتهم" وأن يرد عليهم حين يقولون (ولبثوا في كهفهم ثلاثمائة سنين وازدادوا تسعا) بقوله "الله أعلم بما لبثوا" وقد ورد هذا القول عن ابن عباس.
.

http://www.ushaaqallah.com/ubbthreads/showthreaded.php?&Board=content_articles&Number=11 82

(2) http://paulfeghali.org/text.php?id=213
(3) البطريرك أغناطيوس زكا الأول - أهل الكهف لى المصادر السريانية - سلسلة دراسات سريانية - حلب - سوريا
(4) burmester (O.H.E) The TURUHAT of The SAINTE II ( kyahk - an - nsi) B.S.A.C.5 - 1939 .
(5) وشكرا خاصاً من الموقع لكاتب كتاب - سيرة أهل الكهف .. بين المصادر السريانية والرواية القبطية - 1991 م - القس يوسف تادرس الحومى - الطبعة الثانية 1996 م - يطلب من مكتبة المحبة
__________________
ܐܠܠܗܐ ܚܘܒܐܗܘ
ܡܘܢ ܢܐܬܪ ܒܪܢܘܫܐ ܐܢ ܥܠܡܐ ܢܩܢܐ ܘܢܦܫܗ ܢܝܚܣܪ
- الله محبة -

((ماذا ينفع الانسان لو ربح العالم وخسر نفسه ))

// الرب يسوع حامي بلاد الرافدين //
// طور عابدين بلد الاجداد الميامين //

التعديل الأخير تم بواسطة georgette ; 11-11-2008 الساعة 09:34 PM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 24-05-2008, 09:26 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 45,743
افتراضي

شكرا لك يا أخي أبو سومر على هذا العرض الكافي و الوافي فيما يخصّ قصة أهل الكهف التي يكاد ينسبها القرآن لنفسه علما أنها وردت في كتب قبل وجود القرآن بمئات السنين. على إخوتنا المسلمين أن يفهموا و أن يراجعوا كتبهم و يقيموا بينها و بين الكتب التي سبقتها مقارنات فربما يستطيعون التوصل إلى قناعات إما ستؤكد إيمانهم أو ستزعزعه لكن الخوف من ذلك هو المسيطر دائما على إخوتنا المسلمين و يكادون يكونون مسلوبي الإرادي و القرار الفكري الحرّ و هذه واحدة من المعضلات التي تعترض تقدمهم و بروزهم كقوة فاعلة متحضرة و تقدمية..
__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:31 AM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke