Forum of Fouad Zadieke   Arabic keyboard

العودة   Forum of Fouad Zadieke > المنتدى الثقافي > موضوعات متنوعة

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 30-04-2014, 03:38 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 45,720
افتراضي العربي بين أحضان الجواري والغلمان يسرى الصعوب

العربي بين أحضان الجواري والغلمان





منذ قرون وشيوخ المسلمين قد بُحّت أصواتهم و هم يدعون إلى الله لإبادة اليهود و النصارى و إلى ساعة كتابة هذا المقال لم يستجب الله لهم ( اللهم لا اعتراض على حكمك ) . فلم يرمّل نساءهم أو ييتّم أولادهم أو يجمّد الدم في عروقهم .....
فهؤلاء في نظر المسلمين أهل الكفر و الفسق و الشذوذ .

و غالبيتهم لا يعلمون مافي بطون الكتب التراثية من أخبار تفوح منها رائحة الانحلال الأخلاقي الفاضح . و لا بدّ من الخوض في مجاري التاريخ لبيان ما خفي عنهم .
و أشهر من فاحت رائحته في العصر الأموي الخليفة الوليد بن يزيد حامل راية اللواط و السكر حتّى إنّه راود أخاه سليمان عن نفسه ، قال السيوطي في كتابه تاريخ الخلفاء : ( قال الذهبي : لم يصٍحّ عن الوليد كفر و لا زندقة بل اشتهر بالخمر و التلوط فخرجوا عليه لذلك ) المؤرخ الذهبي يؤكد أن يزيد كان مؤمنا موحدا فلا يعيبه سكره و شذوذه و لا بد أن يشمله الله برحمته الواسعة جدا .

و في العصر العباسي عصر الجواري و الغلمان ، ضرب الفساد أطنابه في المجتمع ، و بما أن الناس على دين ملوكهم فقد اقتنى الناس الجواري على اختلاف طبقاتهم ، أما الخلفاء فقد غرفوا من بيت مال المسلمين لشراء الجواري لقياس قدراتهم الجنسية ، فجاء في الصدارة المتوكل على الله فكان لديه على ذمة السيوطي ( أربعة آلاف سرّية و وطئ الجميع ) دون تعاطي الفياغرا . أَوَ ليست هذه فحولة ما بعدها فحولة ؟

أما الرشيد الذي ( كان يصلي في خلافته في كل يوم مئة ركعة ) فجمع ( زهاء ألفي جارية ) كما جاء في كتاب الأغاني الجزء العاشر . قال السيوطي ( قال الذهبي : له أخبار في اللهو و اللذات المحظورة و الغناء سامحه الله ) و هل لله من عمل إلا الصفح عن الخلفاء و غض البصر عن فسقهم طالما أنهم يصلون و يصومون ؟ فالحسنات يذهبن السيئات و لا سيما إن كان المسيء خليفة من وزن الرشيد اللاهث وراء اللذات المحظورة .

فقد ذكر السيوطي أنه أحب جارية كانت لأبيه المهدي فقالت له ( لا أصلح لك ، إن أباك طاف بي ) فاستشار قاضيه أبا يوسف ( محلل الحرام ) فافتى بأنها ليست صادقة . ( قال ابن المبارك : لم أدرِ ممن أعجب من هذا الذي وضع يده في دماء المسلمين و أموالهم يتحرج عن حرمة أبيه أو من هذه الأمة التي رغبت بنفسها عن أمير المؤمنين أو من هذا فقيه الأرض و قاضيها قال أهتك حرمة أبيك و اقضِ شهوتك و صيّره في رقبتي )و إذا كان التمتع بالجواري حلالاً بحكم النص القرآني فماذا عن التمتع بالغلمان ؟؟؟!!

لقد انتشر اللواط في المجتمع العباسي انتشار النار في الهشيم و مارسه الخلفاء و العلماء و الأدباء و الشعراء و القضاة و عامة الناس و جاهروا به بلا خجل أو وجل حتى كسدت بضاعة الجواري اللواتي صرن يقلدن الغلمان في الملبس و أطلق عليهن لقب الغلاميات .
فالغلمان سلبوا عقول الرجال و أضرموا نيران العشق في قلوبهم حتى إنهم ( افتضحوا أهل النسك و الوقار ) .
يصف التوحيدي في كتابه الامتاع و المؤانسة تأثير أحد هؤلاء ( الصبيان البدور ) و اسمه علوان فيقول : ( إذا حضر و ألقى إزاره و حلّ أزراره و قال لأهل المجلس : ... من أرادني مرة أردته مرات و من أحبني رياءً أحببته إخلاصاً ... فلا يبقى من الجماعة أحد إلا و ينبض عرقه و يهشّ فؤاده .... و يومئ إليه بقبلته و يغمزه بطرفه ... )
هذا واحد من مجالس الغناء و حل الأزرار و إلقاء الإزار ، فأين كان فقهاء العصر من هذه الخلاعة المباحة التي مارسها الرعاة قبل الرعية ؟؟

جاء في تاريخ الخلفاء أن الخليفة الأمين ( ابتاع الخصيان و غالى بهم و صيّرهم لخلوته و رفض النساء و الجواري ) ثم تلاه الخلفاء المؤمنون الذين لم يصحّ عنهم كفر و لا زندقة من المعتصمين بالله و الواثقين بالله و المتوكلين على الله ...
و من القضاة سيئي الذكر يحيى بن أكثم قاضي البصرة ، قال المسعودي في مروج الذهب : ج3 ( فرفع إلى المأمون أنه أفسد أولادهم بكثرة لواطه ، فقال المأمون : لو طعنوا عليه في أحكامه قُبِل ذلك منهم ) فالمأمون لا يرى ضيراً في شذوذ قاضيه ، المهم أن تكون أحكامه صحيحة . و حين ألحّ الناس في شكواهم عزله و عيّنه قاضيا في بغداد .

عقاب صارم شبيه بعقاب المسؤولين في عصرنا .
و يأتي على رأس الشعراء أبو نواس ، و حتى لا يقال إنه فارسي سأتجاوزه إلى البحتري و أبي تمام . قال محمد جلال كشك في كتابه ( خواطر مسلم في المسألة الجنسية ) أن محمداً بن علي الشعبي ( أهدى إلى البحتري نبيذا يحمله غلام حسن الوجه فأخذ النبيذ و راود الغلام عن نفسه و كتب يعتذر لسيد الغلام :
أبا جعفر كان تجميشنا ...غلامك إحدى الهنات الدنيّة ( التجميش هو القرص و الملاعبة ) فليت الهدية كانت رسولا ... و ليت رسولك كان الهدية فوهب له الغلام لما قرأ الأبيات ) ( و أهدى الحسن بن وهب إلى أبي تمام غلاما جميلا فشكره أبو تمام متغزلا بجماله الأعجمي و وعد بتخفيف حمرة خديه بريقه ، و أبو تمام اشتهر بحب غلام اسمه عبدالله )

و للعرب في الأندلس نصيب وافر من اللواط و قد ذكر محمد جلال كشك طائفة من أخبار عشاق الغلمان المولهين نقلا عن كتاب ابن حزم طوق الحمامة . فقد أحب ابن قزمان ( أسلم بن عبد العزيز ) إلى أن مات عشقا فقال ناقل الخبر : ( فأخبرت أسلم بعد وفاته بسبب علته و موته فتأسف و قال : هلّا أعلمتني . فقلت : و لم ؟ قال : كنت والله أزيد في صلته وما أكاد أفارقه فما عليّ في ذلك ضرر )
و هل في الشذوذ من ضرر ؟؟؟؟

و استمرت هذه الثورة الجنسية في العصر المملوكي حتى قال الشاعر ابن الوردي :
يا قوم صار اللواط اليوم مشتهرا ... و شائعا ذائعا من غير إنكار و صار الشذوذ تشريعا على يد المتصوفة المتأخرين ، قال محمد جلال كشك : ( فقد اشتهر الصوفية باللواط و قصصهم تملأ كل الكتب )
( بل إن العلاقة الصوفية تكاد تدور حول الشيخ و مريده و غالبا ما يكون هذا المريد أمرد ) فالمتصوفة ( يدّعون أنهم يعشقون الله في صورة الغلام لأن الله قد حل فيه )
أما شرب الخمر فهو أخفّ المعاصي المنتشرة في المجتمع العباسي ، و هو ملازم لمجالس الغناء و كتاب الأغاني حافل بأخبار اللهو و قد ورد في الجزء العاشر عن عٌلّيّة بنت الخليفة المهدي أنها كانت ( حسنة الدين و كانت لا تغني و لا تشرب النبيذ إلا إذا كانت معتزلة الصلاة )
يبدو أن علية كانت ترضي الله و عبيده ، فيا لها من تقوى و يا له من تديّن شبيه بتدين أخيها الرشيد الصوّام القوّام .
فإن كانت الصلاة تمحو معاصي المسلم وجب أن يطمئن قلبه لأن جهنم ستكون من نصيب الكفرة من اليهود و النصارى .
هذا بعض من غسيل المجتمع العباسي الذي لم يكن أبيض أبدا بعد أن غرق حتى أذنيه في الترف و الخلاعة ، و ما خفي كان أقبح و أقذر .

و المجتمع العربي اليوم لديه ما يكفي من الانفلات الأخلاقي من زنا المحارم و الشذوذ الذي بات يشكل ظاهرة في المجتمعات البدوية المكبوتة ، و ليس خافيا جلب الرقيق الأبيض لفرسان الهوى العذري من الأمراء و الملوك حتى باتت صورة العربي قبيحة و مخزية يظهر فيها لاهثا وراء الجنس في نومه و يقظته و حلّه و ترحاله . لذلك فإن من البله و السخف أن نعيّر الغرب بإباحيته التي يجاهر بها في حين أنها مستترة في المجتمعات العربية كما جرت العادة في ستر المعاصي ، حتى ظن العرب أنهم أمة الطهر و العفاف و الشرف الرفيع .

و أذا كانت جواري الخلفاء و الوزراء و علية القوم مثقفات في علوم الفلك و الرياضيات و الفقه و التاريخ و الأدب و الموسيقا فإن عاهرات العالم العربي اليوم لا يتقنّ إلا ثقافة الجنس و التعرّي .
و حال المجتمع العباسي التي وصل إليها لا تختلف عن حال باقي المجتمعات التي سقطت في الانحلال الأخلاقي حين بلغت ذروة التحضر ، و لكن يشقّ على عقل العربي الذي ينتسب إلى خير أمة أن يقبل بأن يكون أجداده الميامين قد غرقوا في الإباحية التي يعيّر بها الغرب الكافر و قد يتّهم المؤرخين بالكذب و التزوير ، فهو يفضل الوهم الجميل على الحقيقة البشعة .
__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:20 AM.


Powered by vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
Copyright by Fouad Zadieke